عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

اللغة الآرامية هي إحدى اللغات السامية

الآرامية لفظة تشمل مجموعة لغوية غنية و معقدة تتفرع الى لهجات سامية نطقت بها القبائل الآرامية المنتشرة في مختلف انحاء الشرق الاوسط. و قد تعلم الآراميون من الكنعانيين فن الكتابة الابجدية وحاولوا استعمال اللغة الكنعانية في كتاباتهم، غير أنهم كشفوا عن ذواتهم باستعمالهم تعابير آرامية مثل مقطع "بو" و "بيت". و سرعان ماتخلوا عن الكنعانية و أخذوا في استعمال لغتهم الخاصة. ان أقدم  النصوص التي وصلتنا باللغة الآرامية ترقى إلى القرنين العاشر و التاسع قبل الميلاد، و فيها يبدو التطور واضحاَ من اللغة الكنعانية إلى اللغة الآرامية.

   لقد دأب العلماء على تقسيم اللغة أو اللهجات الآرامية إلى فئتين كبريتين: شرقية وغربية، إلا أنه يبدو لنا من الأفضل تقسيمها إلى أربع فئات:

1-     الآرامية القديمة

2-     الآرامية الرسمية

3-     الآرامية الغربية

4-     الآرامية الشرقية

الآرامية القديمة: هي لغة الكتابات التي عثر عليها في شمال سوريا و التي ترقى الى الفترة التي ما بين القرنين العاشر والثامن قبل الميلاد، حينما تخلّى الآراميون عن اللغة الكنعانية و شرعوا يستعملون لهجتهم المحلية. ثم اخذت هذه اللهجة في التطور و الاكتمال. و لا يسعنا القول ان هذه اللهجة كانت سائدة لدى جماعات اخرى من الآراميين، لعدم توفر نصوص تعود الى تلك الحقبة ما خلا تلك التي اكتشفت في شمالي سوريا.

الآرامية الرسمية: ظهرت لهجة جديدة في الكتابات التي وردتنا من شمالي سوريا بعد هذه الحقبة، و في الكتابات الواردة في شريعة " بر ركوب" التي دونت اقدم اجزائها بالآرامية القديمة. و هذه اللهجة الجديدة هي التي تداولتها الوثائق الرسمية في مختلف المناطق الآشورية، ثم تبنتها الامبراطورية الفارسية بدورها كلغة رسمية في الدوائر الحكومية. ففي العهد الاشوري(1100 -612 ق.م) تبنت الدولة اللغة الآرامية و اصبح المشرفون على الشؤون الادارية يتقنونها اكثر من الاكادية، لا سيما في المناطق النائية حيث استعملوا للمراسلات نموذجاَ من الآرامية المبسطة. كما ان عادة إرفاق جداول آرامية بالالواح المسمارية اخذت تزداد منذ ذلك التاريخ حتى في قلب الامبراطورية. و كانت هذه الجداول ترجمة آرامية موجزة لما تحتويه الالواح المسمارية، لاستعمال التجار بنوع أخصّ. ان الآرامية التجارية صارت اساساَ للآرامية الرسمية، اذ تبناها الشعب في مختلف ارجاء الامبراطورية، مضلاً اياها في الاغراض الادبية على لغته الخاصة. كما نلاحظ في الالواح الأكّادية ان بعض الكتبة يسمون بـ"كتبة الآرامية". و نشاهد على تمثال " بر ركوب" في زنجرلي كاتباَ امامه و بيده ريشة و حبر و لوح مهيّأ للكتابة بهذه الآرامية الرسمية. و من الجدير بالذكر ان بر ركوب هذا كان عميلاً مخلصاً للملك الاشوري. كما نرى هذه الآرامية منحوتة في كثير من الاثقالت و الأختام و الآنية، أو منقوشة على الخزفيات.

و قد انتشرت الآرامية الرسمية انتشاراً واسعاً في العهد الآشوري، و ليس في الامبراطورية الآشورية فحسب (2 ملوك 18/13 -37) بل في الاقطار الاخرى ايضاً. فقد عثر على إناء من البرونز بالقرب من اولمبيا اليونانية تحمل اسماً محفوراً بالحروف الآرامية. و من المحتمل ان تكون الابجدية التي اخذها اليونان عن الساميين في آسيا الصغرى من النموذج الآرامي اكثر مما هي من النموذج الفينيقي. أما في مصر فإننا نجد كتابات بالآرامية منذ عهد اسرحدون (680 – 669 ق.م). و قد اشتهرت المخطوطات التي عثر عليها في اسوان او بالاحرى في الفنتين المصرية ( جزيرة الفيلة) هي عشر مخطوطات بيعت في اسوان سنة 1940. و اكتشفت في طرطوس قيليقية كتابات قد تكون اقدم من كتابات مصر. كما شقت هذه اللغة طريقها الى قلب الجزيرة العربية نفسها.

واستمرت الآرامية تشغل مكانتها المرموقة في العهد البابلي الحديث(626- 538 ق.م) وفي العهد الفارسي (538- 330 ق.م). و قد مرت هذه اللغة بفترة عصيبة في العهد اليوناني (312- 64 ق.م) حيث اخذت اللغة اليونانية تفرض نفوذهاعلى المناطق الهلنستية، غير انها قاومت هذا النفوذ، وظلّت سائدة في "الحضر" مثلاً رغم مظاهر الحضارة اليونانية الرومانية البادية في اطلالها. و عوّضت الآرامية عما فقدته في العهد اليوناني، إذ بسطت نفوذها في البلاد العربية حيث تداولها الأنباط و التدمريون حتى العهد المسيحي، و في فلسطين حيث تمسكت بها الجماعات التي ناهضت الثقافة اليونانية.

الآرامية الغربية: بينما كانت جماعات آرامية تتغلغل في منطقتي دجلة و الفرات، اتجهت غيرها نحو سوريا و فلسطين واستقرت هناك و اخذت تتكلم الآرامية بالاضافة الى الكنعانية. و بعد سقوط السامرة (721 ق.م)، انتشرت الآرامية فيها بواسطة الجاليات التي احلّها الآشوريون فيها. و لما عاد المسبيون من بابل الى فلسطين، كانت الآرامية و ليست العبرية هي اللغة التي يفهمها الجميع. فقد كتب خصوم المنفيين العائدين الى ملك الفرس بالآرامية (عزرا 4/7 ). و استلموا جوابه بالآرامية ايضاً. غير انه من المحتمل ان تكون تلك اللغة هي الآرامية الرسمية. اما عندما قراً عزرا كتاب الشريعة على العائدين، فان مترجميه " قراًوا في سفر توراة الله جهراً مبلغين المعنى حتى فهموا القراءة" (نحميا 8:8 )، و قد استعملوا دون شك اللهجة المحلية. و قد يكون سفر دانيال بكامله كتب بالآرامية ثم نقلت بدايته و نهايته الى العبرانية لتيسير تنسيقه في مجموعة الكتب المقدسة. اما كتب العهد القديم التي جاءت بالآرامية فهي عزرا 4: 8-6 18، 7: 12-22، دانيال 2: 4- 7: 36، ارميا 10: 11، و كلمتان من سفر التكوين 31: 47.

و بالرغم من سعة انتشار اليونانية. كانت الآرامية لاتزال لغة الشعب إبّان العهد الجديد، و لم تطردها إلاّ اللغة العربية بعد الغزو الاسلامي. ولكنها لم تنطفىء تماماً لانها لا تزال محكية في بعض قرى سوريا، و لو بصبغة متغيرة كثيراً.

  إن شهرة الآرامية الرسمية كلغة الثقافة و الشؤون الدولية أخّرت استعمالها للاغراض الادبية، مثلما اخّرت اللاتينية استعمال اللهجات المحكية في ايطاليا للشؤون الادبية مثلا. إلاّ ان فرقاً اخذت تستعمل لهجاتها المحلية للكتابة بدلاً من الآرامية الرسمية. و يمكننا ان نميز اربع لهجات سادت الآرامية الغربية.

أ‌-   الآرامية اليهودية- الفلسطينية: ظهرت هذه اللهجة بالكلمات الآرامية و التعابير الواردة في يونانية العهد الجديد و قد بقيت هذه العبارات بصيغتها الآرامية في العهد الجديد (متى 27: 46، مرقس 3: 17، 5: 41، 7: 34، 14:36، 15: 34، اعمال الرسل 9: 36، 1: 19، 1 كور 16: 22، روم 8 :15، غلاطية 4: 6). و كانت آرامية الجليل هي اللهجة التي نطق بها المسيح ورسله وهي تختلف اختلافاً واضحاً عن لهجة الجنوب السائدة آآنذاك في اورشليم وما حولها (متى 26: 73). و قد كتب التلمود الفلسطيني و أقدم المداريش بهذه اللهجة الجليلية نفسها. و بهذه اللهجة ايضاً جاء ترجوم "يوناثان" المنحول و الترجومات الاورشليمية و نتف من الترجوم الفلسطيني بنوع خاص. أما طريقة النطق بهذه اللهجة فليست أكيدة رغم ما تقوله القراءات الرابينية.

ب_ الآرامية السامرية: ان السامريين ترجيحاً للتوراة بلهجتهم الخاصة التي تقرب كثيراً من اللهجة الجليلية. و قد كتبوا بها ايضاً قطعاً طقسية و اناشيد و قصائد. أما الابجدية الغربية التي كتب بها السامريون آراميتهم فهي تطور محلي للخط الكنعاني القديم. و قد زالت هذه اللهجة بعد الغزو الاسلامي و حلت العربية محلّها.

ج_ آرامية فلسطين المسيحية: استمر المسيحيون الاولون في فلسطين دون شك يستعملون اللهجة المحلية فيما بينهم، و اصبحت اليونانية اللغة الرسمية للديانة الجديدة و بها كتب العهد الجديد ما خلا انجيل متى الآرامي الذي فقد نصه الاصلي و بقيت ترجمته اليونانية. و شعرت في سوريا و فلسطين الجماعات المسيحية التي انتحت جانب البيزنطيين بحاجة الى نصوص دينية بلهجتهم الخاصة، فقامت بترجمات معظمها من اليونانية لكلا العهدين و لعدة رتب طقسية، و تدعى هذه اللهجة بالاجماع " آرامية فلسطين المسيحية" التي كانت مستعملة كذلك لدى مسيحيي مصر الناطقين بالآرامية.

 د- الآرامية الغربية الحديثة: لا زالت هذه الآرامية مستعملة في ثلاث قرى واقعة في الشمال الشرقي من دمشق و هي: معلولا وبخعا وجبعدين، و قد عانت تغييراً كبيراً و تأثرت الى حد بعيد في نحوها و الفاظها باللغات التي سادت تلك المنطقة، و لكنها تعتبر بقية حية للآرامية الغربية.

الآرامية الشرقية: كان للآراميين الذين غزوا منطقة دجلة والفرات لهجاتهم المحلية الخاصة المختلفة عن الآرامية الرسمية. و قد أصبح بعض هذه اللهجات مكتوباً و مستعملاً للاغراض الادبية ايضاً. و انتشرات هذه اللهجات المحلية حتى في جبال أرمينيا و كردستان. و يمكننا ان نميّز في هذه الآرامية الشرقية اربع فئات ايصاً:

أ‌-      الآرامية اليهودية- البابلية: و هي ظاهرة في التلمود البابلي و في وثائق ترقى إلى ما بين القرنين الثاني و السابع للميلاد. و لم تكن هذه اللهجة موحدة، و يبدو اختلاف صيغها حتى في التلمود نفسه. أما كيفية التلفظ بها، فشأنها شأن الآرامية اليهودية- الفلسطينية، و هي تتبع الطريق المصطلحة لدى السلطات الرابينية التي كانت تتدواولها.

ب_ الماندية: كتب المانديون في العراق أدبهم بهذه الآرامية الشرقية. فهناك وثائق لهذه الديانة المستقلة كتبت بلغة تطورت محلياً من الآرامية القديمة، قد تكون صيغة صافية من الآرامية الشرقية غير المتأثرة بالعبرانية، كاللهجة اليهودية، أو باليونانية، كما هي الحال مع السريانية. و لكن الوثائق التي وصلتنا بهذا اللهجة ترقى جميعها إلى حقبة متأخرة، و قد طرأ عليها تغيير لفظي كبير و تأثرت كثيراً باللغة العربية. 

ج- السريانية: لا بدّ ان هذه اللهجة التي اصبحت اللهجة المسيحية للآرامية الشرقية، كانت مستعملة كلغة ادبية قبل العهد المسيحي. الا ان النصوص القليلة الباقية و العائدة الى القرن الاول الميلادي لا تتيح لنا البتّ في هذا الامر. اما في منطقة الرها الآرامية، فقد حلّت فيها مدرسة مسيحية محل المركز الوثني و تطورت الآرامية الشرقية فيها الى لغة ادبية مزدهرة ارتفع شأنها عالياً لا سيما بعد ان اتخذتها المسيحية لغة الدين والآداب لها. و في القرن الخامس عندما ثارت الجدالات العقائدية في الشرق، استفادت اللغة من ذلك فائدة عظمى، اذ راحت كل فئة تعمل على صقلها و اغناء مفرداتها و ضبطها لتكون قادرة على التعبير عن حاجات الناس كلها، اللاهوتية و الفلسفية و العلمية و الطبية و الفلكية و اليومية. و كان للانغزال الذي سببته هذه الجدالات اثره العميق ايضاً في كلتا الفئتين الشرقية والغربية و في تطور اللغة فيها، اذ اخذت الاختلافات اللفظية و الكتابية تبرز واضحة منذ نهاية القرن السادس الميلادي. و هكذا انقسمت اللغة الآرامية من حيث اللفظ و الخط الى :

 آرامية شرقية و آرامية غربية.

و قد جاهد المسيحيون للذّود عن لغتهم ضد التاثير البيزنطي المتصاعد، و لكنهم لم يفلحوا في منع تسرّب اللغة اليونانية الى اللغة السريانية، بيد انهم افلحوا في نشرها في البلاد الفارسية و منها الى البلدان الشرقية، ثم الى الشرق الاقصى، الى الصين و الهند. و مازالت متداولة في الهند لدى السريان الملباريين والملنكاريين كلغة طقسية. اما في المنقطة الغربية فقد امتدت الى آسيا الصغرى و سوريا و فلسطين، و دخلت البلاد العربية و مصر. و كان تأثيرها كبيراً على لغات كثيرة كالعربية و الارمنية و الايرانية، حتى استعملها الوثنيون و المانويون انفسهم لاغراض دينية. ثم تقلص نفوذها بعد الغزو الاسلامي امام اللغة العربية فظلت لغة ادبية حية القرن الرابع عشر و لم تزل لغة طقسية لدى الكنائس السريانية الشرقية و الغربية.

د- السريانية الحديثة (السوادية) : ما زالت لهجات الآرامية الشرقية (السورث) محكية لدى الجماعات المسيحية القاطنة في جبال كردستان و القرى المسيحية الواقعة في شمال العراق و على الضفاف الشرقية من بحيرة اورمية و جبال طورعبدين. و لم يتخلّ عنها اصحابها الذين نزحوا الى امريكا او اوربا او غيرهما من الاقطار البعيدة. الا انه قد طرأ عليها (السورث) على غرار الآرامية الغربية الباقية الى الآن، تغيير كبير في اللفظ و تأثرت بالظروف و باللغات المجاورة كالعربية و التركية و الفارسية و الكردية و أخذ المتحدثون بها يستعملونها للاغراض الادبية ايضاً منذ القرن السابع عشر، تحت تأثير المرسلين الغربيين، فينشرون بها صحفهم و مجلاتهم و كتبهم، فسادت في هذا المضمار اللهجة الاورمية.

خلاصة القول، ان الخط الذي اقتبسه الآراميون الاولون من جيرانهم الكنعانيين اصبح مصدراً لمعظم الكتابات الحالية. فانتشرت احدى صيغه في آسيا الصغرى و منها انتقلت الى بلاد اليونان حيث اعطت الابجدية اليونانية التي اصبحت بدورها مصدر اللاتينية الغوطية و الابجدية القورلية المستعملة في اوربا و الكتابات القبطية في مصر. و هناك صيغة اخرى انبثقت منها الكتابة البهلوية في ايران الوسطى و من خلالها الافستية و السغدية و الابجدية المانوية التي منها اتت الكتابات الويغورية و المغولية والمانشؤية و الكالموكية و اليورياتية. و اعطت صيغة اخرى منها الكتابات الخروشتية و البرهمانية و من خلالها الكتابات التيبتية و كتابات مستعملة في الهند و الجنوب الشرقي من آسيا و اندونيسيا. و احدى صيغها الاخرى كانت مصدراً للكتابة الارمنية التي منها جاءت الكتابات الجيورجية و القفقاسية. و عن احدى صيغها نتجت ايضاً الكتابة العربية المربعة و الخطين التدمري و النبطي، و من هذا الاخير جاء الخط العربي باشكاله العديدة في الفارسية و التركية و الاوردية و المالوية. و قد تفرعت الكتابة الماندية الغربية ايضاً من احدى صيغ الكتابة الآرامية.

النصوص الآرامية القديمة المكتشفة

1-     كتابة منقوشة على مذبح صغير للنذور، عثر عليه في بلاد ما بين النهرين في "غوزانا" (تل خلف)، عاصمة احدى الدول الآرامية، التي ذاع صيتها منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد و ربما للقرن العاشرقبل الميلاد ايضاً.

2-     نقش محفور على مسلة الرب "ميلقارت" اكتشفت بالقرب من مدينة "حلب" و فيه يرد اسم "بار حدد طاب ريمّون بن خريون" الذي تربع على عرش دمشق في النصف الأول من القرن التاسع قبل الميلاد.

3-     كتابة موجزة محفورة على صفيحة من العاج عثر عليها في " ارسلان طاش" و يتصدرها اسم الملك المهان "حزائيل " ملك دمشق على الارجح، و قد يعود تاريخها إلى عام 840 ق.م.

4-     مسلّة عائدة لـ "زاكير" ملك حماه و لعج، عثر عليها في مدينة ى الواقعة بين حلب و حماه، و يعود تاريخها إلى نهاية القرن التاسع قبل الميلاد.

5-     كتابات منقوشة على عدد من قطع الآجرّ المكتشفة في مدينة حماه، تعود إلى القرنين التاسع و الثامن قبل الميلاد.

6-     عدد من النقوش المحفورة على مسلاّت اكتشفت في "السفيرة" الواقعة إلى الجنوب من مدينة حلب تعود إلى "بارجأياه" ملك "كاتكا" و "متّي- إيك" ملك "آرباد"، يرجع تاريخها إلى عام 750 ق.م.

7-     نقش عائد إلى "كيلاموا" ملك "سمأل" محفور على مشدّ من ذهب عثر عليه في مدينة "زنجيرلي"، يرجع تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

8-     نقش عائد إلى " باناموا الآول" ملك "سمأل" منحوت على تمثال الاله "حدد"، يرجع تاريخه إلى بداية القرن الثامن قبل الميلاد.

9-     نقش محفور على تمثال "باناموا" الثاني احد ملوك "سمأل" من اعمال ولده و خليفته "بار ريكوب" يرجع تاريخه إلى عام 732 ق.م.، و هو العام ، الذي تسنّم فيه هذا الاخير عرش مملكة "سمأل

10- نقش آخر للملك "بار ريكوب" محفور على نقيشة وجدت في قصره في مدينة "زنجيرلي.

11- نقش ثالث للملك "بار ريكوب" لم يبق منه سوى ثلاث قطع تمّ حفظها.

12- نقش رابع لنفس الملك، محفورعلى نقيشة، يبدو فيه "بار ريكوب" جالساً على عرش و فيه يرد اسم الملك و الرب "بعل حرّان"، اله القمر.

13- نقوش صغيرة محفورة على سبائك فضية، تضم فقط اسم الملك "بار ريكوب بن باناموا".

أ‌-      نصوص آرمية من مملكة بيت بحياني

1-     كتابة الملك "هدد يسعي"

و هذه الكتابة منقوشة على تمثال الملك "هدد يسعي" المنحوت من الحجر البازلتي، و طول التمثال مع القاعدة 2 م. بدون قاعدة 60 ،1 م. نقش عليه نصان:

الأول- بالخط المسماري على مقدمة الثوب فوق الاطراف السفلية. و يتألف من ثمانية و ثلاثين سطراً شاقولياً.

الثاني – نقش على الخلف و يتألف من اثنين وعشرين سطراً افقياً. و التمثال محفوظ بالمتحف الوطني بدمشق، و يعود إلى منتصف القرن التاسع ق.م.

2-     كتابات اقتصادية

و إلى جانب هذه الكتابة الهامة، عثر في تل حلف على نصّ قصير منقوش على مذبح من الحجر البازلتي الأسود، أُرّخ في القرن العاشر او التاسع ق.م.. و يرجح إلى عصر "كباره". النص مشوّه. لا اتفاق على ترجمته، و تفسير معناه. و ليس له اهمية في دراسة تاريخ هذه المملكة. لهذا لا نرى فائدة من نقله هنا. و قد اشرنا الية في سياق عرضنا لتاريخ تل حلف.

هذا من جهة. و من جهة اخرى فقد كشفت التنقيبات الاثرية في " تل حلف" على وثائق اقتصادية تجارية. كان من بينها لوحات طينية صغيرة هي ايصالات إقراض شعير من شخص اسمه "ايل مناني" او " المناني" إلى " نبوده". و تعود هذه الصكوك إلى منتصف القرن السابع ق.م. مثل قرائنها المدوّنة بالخط المسماري. و ان لها من فائدة، فتنحصر في كونها توضح لنا ان الإقراض يكون بإيصالات مكتوبة، يشهد على صحتها الشهود.

و يمكن لنا ان نضيف أن الشعير من المحاصيل المعروفة آنذاك، ان لم يكن من اشهرها، لأنه ذكر وحده في نص هدد يسعي.

ب‌-   نصوص آرامية من بيث آجوشي/ أو بيث برجش

لا ندري كم من النصوص خلفت لنا هذه المملكة. و ما وصلنا عنها نص معاهدة بين برجاية و متع ايل، و شاهدنا قبر، و صك قرض. نعرض لها فيما يلي:

1-    المعاهدة

تشمل معاهدة برجاية ملك كتك و متع ايل ملك ارفاد، مكان الصدارة بين النصوص الآرامية، لأنها الوثيقة السياسية الوحيدة، التي تلقي بصيصا من نور، على علاقات الممالك الآرامية فيما بينها. و قد نقشت على ثلاثة انصاب من الحجر البازلتي، عثر عليها مشوهة في قرية " السفيرة"، إلى الجنوب الشرقي من "حلب". يحفظ نصبان في متحف دمشق، والثالث في متحف "بيروت.

1-     آ- النصب الأول

حجر بازلتي، هرمي الشكل، ارتفاعه 13،1 م، عرض الصفحة الامامية التي سنشير اليها بالحرف /أ/ 52, 0 م، و الخلفية التي نرمز اليها بالحرف /ب/ 50، 0-69, 0 م. أما الصفحة الثالثة، فهي مشوهة، نرمز اليها بالحرف /ج/، و عرضها 341, 0 م. وصل الينا هذا النصب مشوهاً، و كان قد سطر على صفحاته الثلاث: 42 سطراً على الصفحة /أ/ و45 سطراً على الصفحة /ب/، و25 سطراً على الصفحة /ج/. النصب محفوظ  بمتحف دمشق.

1-     ب: النصب الثان

النصب من البازلت. تهشم، و بقي منه اثنتا عشرة قطعة. و يبدو انه كان مشابهاً للنصب الأول، ارتفاعه الحالي حوالي 60, 0 م، العرض الحالي حوالي 37, 0 م. النص منقوش على ثلاثة وجوه: الوجه- آ و عليه اربعة عشر سطراً. الوجه –ب- و عليه واحد وعشرون سطراً. الوجه  -ج- و عليه سبعة وعشرون سطراً.

1 -ج – النصب الثالث

النصب من حجر البازلت، و مهشّم. و لم يبق منه إلا تسع كسر، تشكّل الجزء السفلي من النصب. و يقدّر عرضه الحالي بـ 1,25 م. الارتفاع الحالي 82, 0 م. و يوجد تجويف يشبه الحلقوم على سطحه العلوي. و بقي من النص 29 سطراً، أولهما لا يحوي جملة تامة. لذا نرجح ان الاسطر الباقية هي تتمة نص فقدت بدايته. النصب محفوظ في المتحف في المتحف الوطني ببيروت.

2- شاهدتا قبرين

آ- الأولى

شاهدة قبر سن – زير- ابني(= الرب سن ذرية بني)، جامر (كاهن) رب القمر، التي عثر عليها في النيرب، حوالي 7 كم إلى الجنوب الشرقي من حلب. الارتفاع 0,93 م العرض 0,35 م. صور الكاهن وهو يخطو نحو اليمين، ويرتدي ثوباً مشرشباً، وقلنسوة، ويحمل بيسراه، شيئاً غير واضح، ويحيي بيمناه.

نقش النص، الذي يتألف من 14 سطراً على النصب بين الرأس والركبتين. والشاهدة محفوظة في متحف اللوفر.

ب- الثانية

شاهدة  قبر الكاهن اكبر، التي وجدت في النيرب ارتفاعها 0,95 م، و عرضها 0,45 م. في الاعلى الكتابة المؤلفة من عشرة اسطر، و تحتها مشهد مائدة، حيث يجلس الكاهن،  وبيده الحقة، و امامه المنضدة، و عليها بعض المأكولات، و بجانبها خادم مع مروحة. محفوظة بمتحف اللوفر.

3- صكّ قرض

لوحة طينية، ارتفاعها 5 سم، وعرضها 7سم. وجدت في السفيرة. و تعود إلى عام 571 أو 570 ق.م. ( في عام 34 لحكم نبوخذ نصار). و هي محفوظة الآن في متحف اللوفر، في باريس. و تحمل كتابة آرامية على الوجهين. يستدل منها انها ايصال.

ج- نصوص آرامية من شمال/ يأدى

نظنّ ان هذه المملكة كانت أصغر الممالك الآرامية، و مع ذلك تركت إرثاً من النصوص المسطرة و المنقوشة لا يدانيه إرث آخر وصلنا من شقيقاتها. كانت لغة المملكة متأثرة بالكنعانية المتأخرة لغة "صيدا" و "صور" التي وصفت بالفينيقية. و يوصف النص المنسوب إلى "كلاموه" و الذي سنبدأ به بأنه فينيقي.

1-     نص كلاموه

نقشت سطور هذا النصّ على لوح كبير من البازلت1,45 X 1,30 م، يعلوها صف من رموز و شارات الآلهة، التي يشير اليها "كلاموه" بيده ليمنى و هو واقف، حيث صور إلى يسار النص. كان اللوح مثبتاً على احد المداخل المؤدية إلى القصر، و قد عثر عليه مهشّماً متشققاً بفعل الحريق الذي اتى على الموقع فرُمم و نقل إلى "برلين" حيث يحفظ الآن بمتاحف الدولة فيها.

2-     نص مسطر على غشاء صولجان كلاموه

على غشاء ذهبي لصولجان كلاموه نص مسطر بالآرامية عثر عليه في احد ممرات قصره بين الانقاض، طوله 6,7 سم، وقطره2,2 سم: علية اسطر قصيرة. متحف "برلين".

3-     كتابة بناموه الأول على تمثال للاله هدد

و على تمثال ضخم للرب هدد، المنحوت من الحجر البركاني نقش نص بالآرامية. و قد عثر عليه في قرية "جرجين"، جوار مدينة سمأل عام 1880 م. و هذا التمثال من اضخم تماثيل عصره. ارتفاعه المتبقى  2,85 م. والمقدر 4 م. و تحوي الكتابة 34 سطراً. نقشت في الثوب فوق الاطراف السفلية، و هي مشوهة و التمثال محفوظ بمتاحف الدولة (جناح الشرق القديم) ببرلين.

4-     كتابة على تمثال بناموه الثاني

التمثال من الحجر البركاني. اقامه له ابنه بر راكوب، عام 730 ق.م. و زينه بنقش يضم 23 سطراً. التمثال مشوه، و بقي منه اطراف الثوب و اقدامه التي يحتذى بها النعال. و يبلغ ارتفاعه الحالي 1,93 م، والحقيقي يقدر بـ 3,50 م. و قد عثر على التمثال بالقرب من نبع ماء، على منتصف الطريق بين سمأل ( قرية زنجرلي الحالية)، و جرجيس، و هو محفوظ بمتاحف الدولة في "برلين".

5-     كتابة بر ريكوب ملك سمأل

منقوشة على لوحة من الحجر البركاني، طول اللوحة 1,31 م وعرضها 0,12 م. و نشاهد عليها رسم الملك " بر ريكوب" واقفاً و بيده اليسرى وردة. و هو يرتدي ثياباً بزي آشوري. نشاهد خلف الملك يدي خادم يحمل المروحة و امام رأس الملك شعارات الالهة التالية: الخوذة ذات القرون للاله "هدد"، و النير على العربة شعار الاله راكب ايل؟ نجمة خماسية ذات دائرة مزدوجة شعار الاله رشف، شمس مجنحة شعار الاله شمش، هلال شعار الاله سن متقمص شخصية الاله بل حران. اما الكتابة المؤلفة من عشرين سطراً فقد نقشت على الجزء الباقي من اللوحة امام الملك. والجدير بالذكر ان هذه اللوحة التي وجدت في سمأل عام 1891 موجودة الآن في متحف استانبول. و قد سطرت بين عامي (733- 727 ق.م.).

6-     كسرة من تمثال

كسرة لوحة نقش عليها تمثال ملك سمأل، بر ريكوب. يبلغ ارتفاعها الحالي 4,45 سم، و عرضها 4.55 سم، و سماكتها 11,5سم. نشاهد عليها صفاً من شعارات الالهة:-1- الخوذة ذات القرون شعار هدد 2- رأس يانوس شعار الاله ايل 3- نير (مع) عربة؟ شعار راكب ايل 4- الشمس المجنحة شعار شمش. تحت الشعارات و إلى اليمين، يجلس الملك بر ريكوب، و هو يحمل بيده اليمنى وعاء، و باليسرى غصن نخيل. لقد نقش على القسم الباقي من هذه الواجهة الكتابة المؤلفة من (9) سطور. وجدت هذه اللوحة في سمأل، و حفظت في متاحف الدولة ببرلين. و تعود إلى الفترة 32/ 733- 727 ق.م.

هـ - نصوص آرامية من مملكة حماه

ان النصوص التي خلفها ملوك حماه، قد كتبت بالخط الهيروكليفي اللوفي، وبالخط الآرامي. ونعرض الكتابه الآرامية.

1-     نصب ذاكر ملك حماه

لقد وجد هذا النصب في قرية "آفس"، على بعد /45/كم، إلى الجنوب الغربي من "حلب"، و على الطريق العام بين "تفتنار" و "سراقب". لقد عثر على هذا النصب البازلتي عام 1903 مهشّماً و بقيت منه اربع قطع، أمكن جمعها، و نقلها إلى متحف اللوفر في " باريس". يبلغ ارتفاعه /2 م/ تقريباً، و عرضه /30 سم/ تقريباً.

و- مملكة دمشق

و للأسف لم تكتشف كتابات في دمشق حتى الآن. لاننا لا نجد فيها مكاناً لضربة معول. و قد عثر على النص الوحيد المنسوب لاحد ملوكها، في قرية " البريج"، إلى الشمال من حلب، حوالي 7 كم:

و نقش النص القصير، المنذور للرب ملقرت، على نصب من البازلت، ارتفاعه1,15م، وع رضه 0,43م. و النصب محفوظ بمتحف "حلب".

إن كل هذه الوثائق و النقوش المختلفة، التي يرجع تاريخها إلى القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد تكشف لنا عن الكثير من المعارف الاثرية و التاريخية الهامة لأهم الممالك و الدول المشهورة في تلك الفترة، منها: "غوزانا" و "سمأل" و "آرباد" و "حماه" و دمشق" كما تفيد في توضيح مجمل النقاط الاساسية المتعلقة بسياسة المجتمعات الآرامية ودولها.

النص الآرامي الذي وجد مكتوباً على ورق البري في جزيرة الفيلة من اعمال مصر الجنوبية، قصة احيقار  و يقدر الاستاذ ساخو ان زمن كتابتها يقع بين 550- 540 ق.م.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها