تمنّيات
بمناسبة قرب انعقاد المجمع المقدّس وعيد جلوس الحبر المفدّى
خلال شهر أيلول القادم، سألني بعض الإخوة عن التوقّعات وهل يأملون خيرًا.
بصراحة: ما كلّ ما يتمنّاه المرء يُدركه، تجري الرياح بما
لا تشتهي السّفُن. ولكن، لنُعطِ التفاؤل الموقع الأول في تمنّياتنا، ثم
نعرض الوضع الراهن بدون رتوش وإن كان مؤلمًا ومحزنًا!!
بما أنّ المؤسسة الدينية أصبحت واحة للديموقراطية (بعد أن
تخلّصت من عقدة العلمانيين) ورحيل العقول المتخلّفة، والقوى الرجعية
المتستّرة بالدين، ورفع قضيب الحرمان في وجه مَن يخالف الفتاوي والفرمان،
وكبح جماح الفاسدين والمفسدين، ولا تريد أن تُبقي علاقاتها مع العلمانيين
معلّقة بخيوط أوهى من خيوط بيت العنكبوت، ولإيمانها العميق بالمحبّة
والتسامح، وحريّة الرأي والرأي الآخر، والإصلاح والتطوير، وأن تعطي لقيصر
ما لقيصر وما لله لله (فصل الدين عن السياسة)، قامت باتخاذ خطوات هادئة
رزينة وحكيمة لإطفاء نار الغضب والقهر المشتعلة في النفوس، ووافقت على
الجلوس مع العلمانيين حول مائدة مستديرة، وتلبية كافة طلباتهم ورغباتهم
وطموحاتهم، وقرّرت ما يلي:
1- عفو عام عن كل المحرومين وكهنتهم في
كاليفورنيا وأوروبا، وإعادتهم إلى حظيرة كنيستهم الأم بزيارات يقوم بها
الحبر المفدّى في القريب العاجل فتعود المياه العذبة إلى مجاريها بين
المؤسّستين الدينية والمدنية،
فالصلح سيّد الأحكام
2- تأسيس المجلس الأعلى للمجالس المليّة
المحليّة في كافة الأبرشيات، وإجراء انتخابات حرّة ونزيهة بموجب قانون
الكنيسة لعام 1959 بعد تعديل دستوره ونظامه الداخلي بما يتواءم عصر
الفضائيات،
وبذلك يشارك العلمانيون بأعمال السنودس وفي صنع القرار.
3- سحب أوراق اعتماد مطراني كاليفورنيا
وبلجيكا، ووضعهما في الإقامة في معرّة صيدنايا تحت تصرّف الحبر المفدّى،
وتعيين مطرانين بديلين بتوصية وموافقة المجالس المليّة في هاتين
الأبرشيتين،
إذا أتتك المقدرة على ظلم الناس، تذكّر قدرة الله عليك
4- تجفيف المنابع المالية والامتيازات
المجانية المنهمرة على المؤسسة الدينية كشلاّلات نياغارا.
المال السايب يُعلّم الحرام
5- التبرّع بسخاء لصندوق (ادفع دولارًا تُنجد
سريانيًّا) لمساعدة اللاجئين والمنكوبين والمحتاجين السريان أينما وُجدوا،
والعمل على إعادتهم إلى ديارهم التي هُجِّروا منها ظلمًا وعدوانًا،
للحفاظ على جذورهم في أرض أجدادهم.
6- عودة كلّ أملاك السريان في القدس
المُسرّبة للآخرين خلال عشرات السنين الماضية.
إذا فقدوا أملاكهم خسروا حقوقهم.
7- وقف كل المهاترات والاتهامات المتبادلة
عبر الكلام المرئي والمقروء والمسموع.
ختامًا: إذا تحقّقت هذه التمنيّات، ستدخل موسوعة غيتس
العالمية، وإلاّ:
عادت حليمة إلى عادتها القديمة
وتيتي تيتي مثل ما رحت جيت
وستقع الفأس على الرّأس
أمّا الوَضع الراهن بلا رتوش، وسنستخدم أسماءنا الحقيقية في تعليقاتنا
ونقدنا اللاذع بدون أن نلفّ وندور ونحرق البخور، سنقول للأعور أعور في
عينه، وللمخطئ أخطأت، دون الخوف من عصا التكفير والهرطقة، فإنّ الفوضى
ضاربة أطناب المؤسسة الدينية، فالداخل مفقود والخارج مولود:
الرئيس : إن كان يعلم فتلك مصيبة، وإن
كان لا يعلم فالمصيبة أعظم.
المرؤوس : الطاسة ضايعة والحق على الطليان.
المطارنة : كلّ يغنّي على ليلاه.
القيادة الداخلية : شاختْ وفقدتْ مصداقيّتها ولا أحد يثق
بوعودها ووعودها.
المحكمة الكنسية : لا وجود لها، وإنْ وُجدت
فَلِمحاكمة العلمانيين، أما رجال الدين الذين يخرقون القوانين فالحصانة
الدينيّة والدبلوماسية تحميهم من المثول أمامها لمحاكمتهم. وعلى العلمانيين
أن يخيطوا بغير مسلّة. الشعب مصدر السلطات، ولكنه واقع في حيص بيص بعد أن
اختلط الحابل بالنابل. فالقسم الأكبر قد حدّد موقفه: إمّا باستقالة
البطريرك، أو الانفصال عن المقرّ البطريركي في دمشق وتأسيس بطريركية جديدة
في أوروبا (وعند تلفزيون قولو حيِرو الخبر اليقين).
الحلّ:
نناشد الاتحاد السرياني العالمي أخذ المبادرة بالدعوة لعقد مؤتمر القمّة
السرياني في أوروبا، وتوجيه الدعوات إلى اتحادات الأندية السريانية في
السويد، ألمانيا، هولندا، سويسرا، بلجيكا، النمسا، فرنسا، الرابطة
السريانية في لبنان، حزب الاتحاد السرياني في لبنان، المنظمات الآرامية
الديموقراطية، الجمعية السريانية الأمريكيّة في نيو جرسي، الجمعية
السريانية الأمريكيّة في كاليفورنيا، القادة السريان، وذلك لدراسة أوضاع
شعبنا والحالة المؤسفة المزرية التي وصلت إليها كنيستنا، ووضْع المؤسسة
الدينية أمام حلّين لا ثالث لهما: إمّا الاستجابة لطلبات العلمانيين وهي
مشروعة، أو كسر حاجز (التابو، أي المحظور) واجتياز الخطوط الحمراء،
وعلى الباغي تدور الدوائر.
ختامًا: باقات ورد وزغاريد للمنابر الإعلاميّة التي وقفت
إلى جانبنا في عرض قضايانا، وللكوكبة المستنيرة في المواقع الألكترونية
التي نشرت مقالاتنا وتعليقاتنا. |