عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

بقلم : حنا نعموج  نيو جرسي - الولايات المتحدة                         

أكتبوا لنا ردودكم وتعليقاتكم على

hnamuj@yahoo.com


نداء الى ضمير امتنا

080603

-- قبل عدة اسابيع، اطل بعض المطارنة (باتفاق قد يكون مدبرا او مطبوخا) تعهدوا بطرح حلول معقولة ومقبولة على قاعدة لا غالب ولا مغلوبن تبدأ بالمصارحة ثم المصالحة. وعفا الله عما مضى، وفتح صفحة جديدة بيضاء من العلاقات بين المؤسستين الدينية والمدنية ملؤها المحبة والتسامح، خصوصا وانهم (اي المطارنة) رسل السلام. للاسف، وعدوا فأخلفوا وانتهزوها فرصة، فشنّوا هجوما ساخرا يقطر مرارة ضد العلمانيين، واتفقوا على ما يلي:

1 – لا مفاوضات لانهم بائعو خضار

2 – لا اعتراف لأنهم عصابات من المافيا

3 – لا صلح لأنهم آراميون كفرة

4 – لا هدنة لأن عنترياتهم زوبعة في فنجان هذه اللاءات المثيرة للغثيان، ادمت قلوبنا، جرحت مشاعرنا، ازدرت كرامتنا، خلفت مرارة وألماً في نفوسنا، وشكّلت اهانة واضحة تجاه شعبنا، وتركت شرخا عميقا بين المؤسستين. هل كان المقصود من هذه اللاءات قطع آخر خيوط العلاقات مع العلمانيين، ام القشة التي قصمت ظهر البعير؟ سنترك الاجابة للحبر المفدى اما باحتقار ما قالوه او باحتكار ما اقروه.

- نحن نعيش في عصر العولمة، وقد نزل الانسان سطح القمر ونصب خيمته وقريبا سيسكنها، بينما المؤسسة الدينية التي شاخت وهرمت، تقودها عقول متحجرة، متخلفة، متسترة بالدين، تقف ضد كل مَن ينادي بالاصلاح والتغيير والتطوير، وتريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء والسير عكس التاريخ، وتأديب كل مَن يتجرأ مناقشة فتاويها، او شق عصا الطاعة على فرماناتها، وتتمسك بمقولة لا صوت يعلو فوق صوتها، ولا فقط سلطة التحليل والتحريم.

لا استطيع ان افهم، ما الذي يخيف المؤسسة الدينية احياء المجلس الملي العام ومشاركة العلمانيين في اجتماعات المجمع المقدس وفي صنع القرار. هل يستطيع سريان العالم ان يرسموا شماسا واحدا، او ان يبدلوا حرفا واحدا من القداس؟

- لا استطيع ان افهم ما الذي يمنع العلمانيين ادارة املاك واموال الكنيسة؟ هل يستطيع سريان الع الم ان يصادروا فلسا واحدا من اموال الزدق، والنذور، والهبات والاعانات والمساعدات، والتبرعات، ورسوم العماد، والزواج، والطلاق، والجناز، ودفن الموتى التي تنهمر (كالشلال) على المؤسسة الدينية؟

- بابا روما ترك الفاتيكان وجاء اميركا لتفقد رعيته ودراسة اوضاع الكهنة المتهمين بالتحرش الجنسي، وحل قضاياهم.

- بابا الاسكندرية شد رحاله وحل في اديس ابابا وتعانق مع بطريرك الاحباش، وأنهيا قطيعة مزمنة بين الكنيستين القطبية والحبشية. - اندمجت الكنيسة الكلدانية مع الكنيسة الكاثوليكية الآشورية في غرب اميركا. - انشقت الكنيسة السريانية الارثوذكسية الانطاكية في غرب اميركا منذ سنوات، ولم نسمع بأن الحبر المفدى زار كاليفورنيا لحل قضية الانشقاق . اذا كانت الظروف الصحية او غيرها لم تسمح، او الحلول السحرية لم تتبلور، فاننا نطرح عليه ما يلي:

اولا - رفع الحرمان عن الجماعة وكاهنهم نهائيا ليعودوا لحظيرة كنيستهم الأم.

ثانيا - ترتبط الجماعة وكاهنهم دينيا وروحيا بالبطريركية مباشرة، اما شؤونهم المدنية فيتولاها مجلسهم الملي وكاهنهم.

ثالثا - تشكيل لجنة ثلاثية من (اوروبا، لبنان، اميركا) تستطيع بقدراتها وكفاءاتها وحيادها، فتح الملف ودراسة اسباب الانفصال وطرق معالجتها، ووضع الحلول لها، وبذلك يسدل الستار على الوضع المحزن والمؤلم في تاريخ الكنيسة. ايها الاحبة، سئمنا مسلسل الاهانات قرفنا اسطوانة الحرمان المشروخة هلكونا بسمفونية الحق الرباني اطلعوا روحنا بشعارات العروبة والاستعراب.

آن الأوان للمؤسسات الدينية ان تختار اما استمرار نهج الديكتاتورية في علاقاتها مع العلمانيين (وبذلك تتحمل العواقب) او السير وفق النظم الديموقراطية، وهي بذلك تغلب لغة العقل والمنطق وتوفر المناخ الملائم لإعادة الثقة ورأب الصدع الذي تصدع. اخيرا، نناشد المنابر الاعلامية (السريانية) المساهمة في وثيقة يتعهد بموجبها نخب العلمانيين والقوى الدينية، وقف حملات التشهير والاتهامات المتبادلة، والاحتكام الى الكلمة والحوار، والتحلي بأخلاق وآداب النقاش حول مائدة مستديرة، والخروج من هذا النفق المظلم الى حيث شمس الحرية لشعبنا السرياني / الآرامي.

ختاما، هل ستستجيب المؤسسة الدينية لهذه النداءات؟ ام، كلام الليل يمحوه النهار؟

وغدا لناظره قريب.   

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها