السريانية للجميع
080106
تاريخ الأبجدية وتبسيط
القواعد
صدر الجزء الاول من كتاب "السريانية للجميع" بأجزائه
الستة للمؤلف د. روجيه خوري صاحب الستين كتابا. انكب المؤلف على دراسة الارامية
–
السريانية منذ مدة من الزمن حتى توصل من ايصال الكتاب بأفضل وجه، وقد عنى القسم
الاول من السلسلة ببروز احرف الابجدية بعد ظهور المسمارية وتأثيرها في ابجديات
العالم اللاحقة، وقد تلا ذلك جدول للابجدية السريانية وطريقة لفظها. وقد يلفظ
السريان المفردات بطريقتين مختلفتين عن بعضهما البعض تبعاً للأحوال والظروف
فيطول
لفظ مقاطع بعض الكلمات اكثر من غيرها. كما هي الحال في التراتيل الدينية
ومفردات
التعجب، وهذا طبيعي في جميع اللغات. وقد وضع المؤلف احيانا في النص السرياني
الالفاظ بالفرنسية فوق او تحت الكلمات السريانية، وخصوصاً ما تعلق بعناوين
الكتب
والمقاطع تسهيلا لمقارنتها بحيث ان القراءة لتلك الالفاظ الفرنسية باتت تجري من
اليمين الى اليسار كما هي الحال في السريانية والعربية، واحيانا اخرى وضع
المؤلف
اللفظ الفرنسي بعد الكلمات مباشرة كما هي الحال في معظم الصفحات. واما في الجزء
الاخير من السلسلة (الكتاب السادس منها) فقد جرى تدوين اللفظ على صفحة مستقلة
في
مقابل النص السرياني.
وقد استندنا في كثير من الاحيان الى الكتب السريانية الاشد
رصانة في اللغة مثل مؤلفات اقليميس داوود والكفرنيسي وكوستاز وغيرها للاستنارة
في
وضع اللفظ السليم الا ان جميع هذه الكتب، كسواها في السريانية تتخصص بشرح
القواعد
والقواميس لكنها لا تولي اهمية كبرى لحسن اللفظ في جميع سطورها بحيث ان المؤلف
اضطر
الى تدوين مستمر ومتكرر للألفاظ السريانية في كل جزء من السلسلة بغية تقديم
كامل
التسهيلات للمبتدئين دون العودة الى الاجزاء الاخرى رغم ان هذا العمل الممل قد
لا
يكون اكاديميا حسب استنتاج المؤلف.
عمل المؤلف على اعادة تبسيط القواعد وتكرارها
حسب مقتضى الحاجة لترسيخها تدريجيا، علما ان الآراميين (والفينيقيون تبعا
لغالبية
المؤرخين هم فئة من الشعب الآرامي القديم) هم الذين اكتشفوا الحروف ونقلوها الى
العالم وان كانت تلك الاحرف تفتقر الى احرف علة بمعنى ان اكتشافها لم يكن كاملا
بالمعنى التام لعبارة "الابجدية الكاملة"، وفي الواقع من يطلع على الاحرف
الفينيقية
والارامية لا يجد فيها اي فرق يذكر، وحتى اللغة الاكادية كانت بالنسبة الى
العديد
من الباحثين لهجة ارامية، واليوم، فان اللغة السريانية – ابنة الآرامية التي
تطورت
–
هي فخر للسريان، وتشكل الارث القومي بكل ابعاده لدرجة ان كلمتي ارامي وسرياني
تعنيان الامر نفسه.
وللسريانية الفصحى قواعد يعتمدها السريان الارثوذكس
والاشوريون والكلدان والموارنة في العديد من كتاباتهم. وبشكل ادق نشير الى ان
الاراميين، وقد عرفوا بهذا الاسم لأنهم كانوا في البدء من سكان الجبال. هؤلاء
استخدموا الاحرف الفينيقية كما هو واضح في نقوش حماة ودمشق في القرنين الثامن
والتاسع ق. م. لكن، وبعد امتداد سيطرتهم في الشرق برزت ابجدية لهم هي اكثر
تطورا
واعتمدوها لتنتشر لأنها كانت تبدو اكثر سهولة من الاحرف الفينيقية السابقة. ومن
الطبيعي لتلك اللغة الارامية المنتشرة بدءا من القرن الثامن قام عند اليونان،
والاشوريين والبابليين والفرس كونها اللغة الديبلوماسية آنذاك ان تكون لها
فروقات
ولهجات خاصة بمناطق دويلاتها.
النهار |