اقرأ
المزيد...
سعد توما عليبك
عضو الهيئة التنفيذية
للإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان
saad_touma@hotmail.com
إنهم يؤججون الساحة و أسيادهم في استراحة
2010 06 08
ان المتابع لما ينشر في بعض المواقع الألكترونية و التي هي في تفاعل
مع مجريات الأمور و المستجدات على الساحة السياسية و الثقافية ، سوف
يلاحظ وجود بعض الإخوة و كأنهم متفرغون لتناول القومية الكلدانية في
كتاباتهم ليطعنوها و يطعنوا بالمنادين بالحقوق القومية الكلدانية و
بالحريصين على إحياء الوجود القومي الكلداني و العاملين على إزالة كل
الشوائب و الإرهاصات و التحريف عنها.
و
الأنكى من ذلك ، إن معظم من يتداولون هكذا مواضيع في هذه المرحلة هم من
إخوتنا الكلدان الذين تنكروا لقوميتهم الأصلية و اختاروا الآشورية
قومية بديلة عنها لسبب أو آخر ، أما الكتاب من الإخوة الآشوريين فهم
على ما يبدو في مرحلة استراحة بعد ان ابلو بلاءاً حسناً ولم يقصّروا
في الماضي القريب في الجعجعة و طعن و مسخ كل ما هو كلداني ، و خاصة
بعد أن فلحوا في تجنيد هؤلاء الكلدان المتأشورين لتكملة المهمة
المرسومة ، بعد التأكد من شدة ولائهم للأفكار الشوفينية للأحزاب و
زعماء قوميتهم الجديدة ، و ربما أكثر من الإخوة الآشوريين أنفسهم في
بعض الأحيان ، حتى إنهم (اي المتأشورون) قد ذهبوا بعيداً في الطعن و
التشهير و التحريف و الإفتراء بحيث أصبح واضحاً لدى القاريء الكريم و
المتلقي، بأن هؤلاء سواءاً الذين يعلنون رسمياً انتمائاتهم الى الأحزاب
الاشورية و قوميتها أم يخفونها توهيماً ، بإدعائهم بأنهم يؤيدون سياسة
تلك الأحزاب فقط ، وفي كلتا الحالتين فهم بالتأكيد يحملون نفس
آيدولوجية أحزابهم الشوفينية المبنية على الغاء الوجود القومي الكلداني
، و الطعن بكل مؤسسة كلدانية و كل شخصية كلدانية تعتز و تتفاخر
بقوميتها.
ولو أعطيت لهؤلاء السلطة في بلدي لأيام ، لحطموا أسد بابل بالمطارق و
الديناميت ، و لأحرقوا كل صفحات التاريخ التي فيها ذكر للكلدان ، و
لشنقوا كل من يقول بأنه كلداني القومية قرباناً للإله الصنم آشور الذي
يعلو رمزه في رايتهم.
و
لرب سائل يسأل : اذا كان الكتاب الآشوريين في في الوقت الحالي شبه
صامتين ، و في استراحة من تهجمهم على الكلدان و الكلدانية ، فهل
الكلدان المتأشورون بالرغم من ولائهم المطلق للآيدولوجية الشوفينية
الآشورية ، هم بهذه الدرجة من السذاجة و الغباء ليقبلوا بأن يصبحوا
كرأس حربة في ضرب الكلدان دون مشاركة فعلية من الآشوريين؟؟.
و
للإجابة على هذا السؤال نقول : كما اوضحنا سابقاً بأن الإخوة
المتأشورين بعد أن تنكروا لقوميتهم الكلدانية الأصلية و تبنوا الآشورية
كقومية جديدة لهم ، إنما تبنوا معها كل ملحقاتها ، و منها آيدولوجية
الأحزاب الآشورية التي تستند قبل كل شيء على إلغاء الوجود القومي
الكلداني ، وبذلك كان ظنهم بان الأحزاب الاشورية ستكون قادرة بما تملكه
من أموال و إعلام و إسناد خارجي و بالدعم المطلق من قبلهم على القضاء
على الوجود القومي الكلداني نهائياً خلال سنوات في ظل التغيرات
السياسية في البلد ، و في غياب وجود المؤسسات السياسية و القومية
الكلدانية ، و بذلك سيكونون هم أي (الكلدان المتأشورون) بمثابة أبطال
و أصحاب مكانة مرموقة في ديوان قوميتهم الجديدة و مجالس أحزابها ،
بإعتبارهم من الجنود الأوائل الذين خدموا الآشورية ، و هم في خط
المواجهة الأول في هذه القضية ، وسيتم مكافئتهم على هذا الأساس
بالأموال و المناصب الإدارية و السياسية وغيرها.
ولكن حساباتهم بائت بالفشل ، حيث انتبه الكلدان لهذه الخيانة و الهجمة
الشرسة الهادفة الى انهاء وجودهم القومي في ارض آبائهم و أجدادهم و
الذي تمتد جذوره الى أكثر من 7300 عام ، فأسس الكلدان لهم الأحزاب و
المجالس و الجمعيات و الإتحادات الكلدانية ، وآخرها كان الإتحاد
العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان ، الدرع الواقي للأمة الكلدانية ،
لكي تنهض بهذه الأمة من جديد ، و تفعل دورها بالرغم من إمكانياتها
المتواضعة . و بالفعل فقد تمكن الكلدان بجهود المخلصين من أبنائه من
درج التسمية القومية الكلدانية في الدستورين العراقي و الكوردستاني
لتزينهما بما ترمز اليه القومية الكلدانية من تاريخ مشرف و حضارة عريقة
.
نهضة الكلدان هذه على الرغم من ان البعض يعتبرها في مراحلها الأولية ،
الاً انها قد أثبتت فاعليتها على الساحة السياسية و القومية ، وكانت
بمثابة صفعة قوية على وجه أعداء القومية الكلدانية ، حيث أفقدت الأحزاب
السياسية الآشورية صوابها و ظهر التخبط في بعض المفاهيم التي تبنتها
منذ تأسيسها، فكانت التسمية هي شماعة فشل آيدولوجيتها ، التسمية التي
تبنتها و غيرتها عدة مرات ، من الكلدوآشورية ،ثم الكلدآشورية ، ثم
الكلدانية السريانية الآشورية ، ولا زال بعض أعضاء تلك الأحزاب تائها
بين هذه التسميات اللاقومية بعد ان كانت الآشورية لديهم هي القومية
الوحيدة و باقي التسميات مجرد طوائف لا غير ، ومن ثم وبدأوا يخلطون بين
مفهوم الشعب و مفهوم القومية.
و
هكذا فشلت الأحزاب الآشورية في جعل القومية الكلدانية طائفة تتبع
قوميتهم ، وبفشلها هذا ربما وصلت الى قناعة ، ولو مؤقتاً ، بترك موضوع
الغاء الوجود القومي الكلداني و التوجه الى ما يمكن الإستحواذ عليه من
المناصب الإداريية و المقاعد البرلمانية عن طريق استغلال الإنتماء
الديني المسيحي ، فنلاحظ تخلي الأحزاب الآشورية في السنوات الأخيرة عن
مطالبتها بالحقوق القومية لأمتهم الآشورية ، و التي كان كل حزب يطبل و
يتغنى بها و يؤطرها حسب أهوائه و أحلام زعيمه ، ليتحول نضالها الى
المطالبة بالتمثيل المسيحي تحت قبب البرلمانات في عراقنا الجديد.
هذا التخبط و الفشل الآشوري في القضاء على القومية الكلدانية ، أحدث
ارباكاً و قلقاً و أرقاً لدى الكلدان المتأشورين من المنتمين للأحزاب
الآشورية و مؤيديها ، لأن حالهم أصبح كحال الغراب ( الذي ضيع المشيتين)
، فلا هم يستطيعون العودة الى أمتهم الكلدانية بسبب مواقفهم الخيانية
تجاهها ، ولا هم يروق لهم ان تعترف الأحزاب الآشورية نفسها بالقومية
الكلدانية ولو تكتيكياً. لذا بادرت هذه الفئة الظالة مؤخراَ الى
استخدام كل قوتها و طاقاتها و امكانياتها في توجيه الإتهامات و
الإفترائات و الإساءات الى كل ما يرمز للكلدان ، من مؤسسات سياسية و
قومية ، وكذلك المثقفين و الكتاب و غيرهم ، وحتى الكنيسة الكلدانية لم
تنجو من افترائاتهم و أحقادهم .
و
في الحقيقة ، هذه الظاهرة كانت متوقعة من هؤلاء ، و تؤكد على انها
صرخاتهم الأخيرة في منتدى الغدر الذي جبلوا بطينه، و إن هذه
الاسستنجادات سوف لن ترفع من مكانتهم لدى أسيادهم في قوميتهم الجديدة ،
بل سيعتبرونهم مدى الدهر دخلاء عليها.
و
بارك الرب بكل من يعتز و يتفاخر بقوميته و يدافع عنها، اما من يخونها..
فلا .
|