عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

اقرأ المزيد...سعد توما عليبك

سعد توما عليبك

عضو الهيئة التنفيذية

للإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان

 

saad_touma@hotmail.com


مواقع شعبنا الألكترونية في الميزان/ 1

16/4/2010

سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على أحدى أهم وسيلة و أكثرها رواجاً من وسائل الإعلام الخاصة  بشعبنا من الكلدانية و الآثورية و السريانية ، وهي مواقع الأنترنت . و بقدر ما نملك من معلومات متواضعة حولها ، سنتحدث عما يجب أن يعرفه الجميع عن هذه المواقع  من ايجابياتها و سلبياتها ، و طريقة ادارتها ، و ولائاتها. وسوف يكون الحديث بشكل عام دون ذكر اسم الموقع الصريح.

تصنيف المواقع الألكترونية لشعبنا  و طريقة ادارتها

 يمكن التعرف على مواقع شعبنا الألكترونية بسهولة ، فهي غالباً ما تسمى بأسماء قومياتنا ، أو بلداتنا ، أو بما هو مستمد من تاريخنا و حضارتنا. و بغض النظر عن اهتمامات كل موقع من هذه المواقع و ومستوى كفائته الفنية و الإدارية ، نستطيع ان نصنفها الى ثلاثة أنواع ، اعتماداً على الأهداف التي أنشأت من أجلها ، و السياسة التيي تتبعها في ادارتها . وهذه الأنواع هي:

1- مواقع الأحزاب والتنظيمات السياسية: وهي مواقع تدار مباشرة من قبل عناصر من تلك التنظيمات أو بإشراف مباشر من قبلها ، و تنطق بإسم تلك التنظيمات ، وتهدف الى نشر بيانات و فعاليات و نشاطات التنظيم و أعضائه.

و هذه المواقع غالباَ ما يمنع فيها نشر أي خبر أو مقال ينتقد التنظيمات و الاحزاب التي تمتلكها ، الا ما ندر ، لكي يقال عنها بأنها مواقع و تنظيمات تحترم الآراء و الافكار المختلفة وحتى المخالفة لها ، كما انها قد حذراَ دائمياً على بعض الكتاب من النشر فيها ، حتى لوكانت مادة النشر عبارة لاعن تهنئة بمناسبة ما موجهة الى التنظيم الذي يمتلك الموقع!. و السبب في ذلك طبعاً يعود الى كون اسم الكاتب قد وضع في قائمتها السوداء ، و ليس ضمن قائمتها البيضاء الخاصة بالمتعاطفين مع هذا التنظيم ، أو قد يكون الكاتب يعتز بقوميته و يدافع عنها ولا يقبل بتشويهها ، او انه متعاطف مع تنظيمات أخرى تتوافق مع افكاره الخاصة.

2- مواقع لا ترتبط مباشرة بالأحزاب السياسية أو بالتنظيمات القومية ، لكن القائمين على ادارتها يؤيدون أو يتعاطفون مع حزب أو تنظيم ما . وهذه المواقع  فيها مساحة محددة من حرية النشر و تنوع الآراء . وغالباً ما تدعي ادارات هذه المواقع بأنها ترحب بالجميع على اختلاف أفكارهم و انتمائاتهم ، الاّ انها لا تستطيع أن تمسح الصبغة الحقيقية عن الموقع بكونه يناصر و ينحاز في الكثير من الأمور لتنظيم واحد  وخاصة في التركيز على نشر اخباره و نشاطاته دون التنظيمات الأخرى .

3- المواقع المستقلة ( و هذه المواقع التي سأركز عليها في الأجزاء القادمة من هذا المقال و سآخذ احداها نموذجاً دون تسميته) : وهي المواقع التي تقف على مسافة واحدة من الجميع ، احزاباً و مؤسسات و كتاب. و نستطيع ان نطلق عليها "مواقع عدم انحياز" : فيها مساحة مفتوحة الى حد ما من حرية النشر للأفكار و الفعاليات المتنوعة ، وغالباً ما يسمح فيها بالنشر المباشر ، اي دون مرور المادة المراد نشرها عالى الإداريين ، وهذه المواقع تدار غالباً من قبل أشخاص يحتفظون بأفكارهم و توجهاتهم الخاصة لأنفسهم ، لكنهم يتمتعون بالحيادية و الانفتاح على الجميع بإختلف أفكارهم و انتمائاتهم ، هدفهم الأول هو انجاح الموقع من خلال اكتسابه لسمعة جيدة بين المواقع ، و كسب ثقة جميع القراء به ، و استقطاب اكبر عدد ممكن من المشاركين في نشرالمعلومة فيه ، و بالتالي لكي يؤدي الموقع رسالته الإعلامية بشكل أفضل و أشمل.

 و غالباً ما تتمتع إدارات هذه المواقع بكفاءات فنية جيدة في أمور الكومبيوتر و الانترنت ، بما يضيف الى الموقع نقطة اخرى في طريق نجاحه.

إن العمل في إدارة هكذا مواقع هو أصعب الى حد ما من سابقاتها المذكورة في الفقرتين 1 و 2 أعلاه ، و لأسباب عديدة، استطيع ذكر بعضها من خلال تجربتي الشخصية اثناء مساهمتي في ادارة احدى تلك المواقع لعدة سنوات:

أ- السماح لأصحاب الآراء و الأفكار و الإنتماءات القومية و السياسية المختلفة ، بالمناقشة بكل حرية ، لكن بالطبع دون تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها الموقع . وهذا برأيي الشخصي هو أحد أهم الخدمات الواجب توفرها في الموقع الناجح ، لا بل انها كانت السبب الرئيسي في نجاح بعض المواقع بعد ان كانت مواقع عادية و شبه جامدة ، لأن الإختلافات الانتمائية و القومية و الفكرية اذا ما تجمعت في مكان ما ، ستجعل منه ساحة صراع ساخنة ، و بالتالي سيجذب وسيستقطب اكبر عدد من المهتمين و اصحاب الأفكار و الآراء المختلفة ، سواء بهدف نشر أفكارهم  و آرائهم ، أو من اجل الدفاع عنها. وهذا بالتأكيد سيؤدي الى حدوث زخم كبير نتيجة تهافت القراء على الموقع ،  و بالتالي بروز الموقع و اشتهاره ، وهذه الشهرة هي بالطبع أحدى مقاييس النجاح.

ولصعوبة السيطرة  على هذه المناقشات الفكرية و الانتمائية و القومية ، ومحاولة حصرها  لتبقى ضمن الحدود المقبول و المسموح بها ، يتطلب من إدارة الموقع جهوداً اضافية من اشراف و مراقبة مستمرة ، وعليه  فإن العديد من المواقع قد منعت الردود المباشرة على المقالات و البيانات المنشورة ، وخاصة فيما يخص الجانب السياسي و القومي، تفادياً لتوجيه الإنتقادات اليها و اتهامها بالانحياز ، و لأن كثرة و تنوع  مثل هذه الردود باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على إدارة الموقع.

ب- الزخم الكبير نسبياً في عدد زوار الموقع بسبب استقلاليته وعدم انحيازه بالدرجة الاولى ، و الذي يؤدي حتماً الى زيادة في عدد المساهمات و الكتابات التي تتطلب تركيزاً و جهداً اكبر في قرائتها و متابعتها من قبل الادارة ، و القيام بحذف المشاركات التي لا تتوافق و شروط النشر ، بالإضافة الى تصنيف البعض منها حسب فروع و اقسام الموقع ، و نقلها و وضعها في المكان المناسب لها ، لكي تكون سهلة المنال أمام أكبر عدد من القراء و الزوار.

ج- قضاء ساعات طويلة أمام جهاز او اجهزة الكومبيوتر، لمتابعة ما ينشر، وفي اوقات مختلفة من ساعات الليل و النهار تفادياً لحدوث ثغرات في غياب تواجد الإداري ، و التي قد تستغل من قبل البعض لإقتحام الموقع ببعض الكتابات التي لا تتوافق و شروط النشر.

د- كلما كان الموقع مزدحماً بالقراء و المواد المنشورة من مقالات و فعاليات مختلف المؤسسات، يتطلب من الموقع ان يكون أكثر كفاءة من الناحيتين الفنية و التقنية ، لكي  يكون الإنتقال بين اقسام الموقع بشكل سريع و سهل ، وهذا بالتأكيد يكلف ادارة الموقع تكاليف مالية اكبر، لذا نجد احياناً بعض المواقع  تفتح مجال نشر الدعايات التجارية فيها مقابل أجر محدد من أجل تغطية تكاليف الموقع.

وفي ختام هذا الجزء من المقال ، يجب ان لا ننسى بأن أصحاب المواقع يقدمون خدمة مجانية لجميع القراء ، وهذا امر أيجابي  يستحق الثناء و التقدير. لكن هناك حالة سلبية قد تصيب هذه المواقع لسبب ما ، كتحول نهجها من الحيادي و المستقل الى منحاز و منتمي لجهة أو فكر ما ، و تركيزها على أفكار سياسية معينة دون الأخرى ، بعد أن يتم تبنيها من قبل إدارييها. وهذا ما سنتطرق اليه في الجزء الثاني من مقالنا هذا الذي سنتناول فيه التغيرات التي تحدث في نهج و إدارة المواقع الألكترونية.


مواقع شعبنا الأاكترونية في الميزان- 2

20100421

تطرقنا في الجزء الأول من هذا المقال عن أنواع  المواقع الألكترونية للكلدان و الاثوريين و السريان ، و التي صنفناها الى ثلاثة انواع ، اعتماداً على أهدافها و طريقة ادارتها.

وللإطلاع على الجزء الأول يمكن للقاريء الكريم النقر على الرابط الموجود في اسفل هذا المقال.

الجزء الثاني

تأثير تغيير نهج و إدارة الموقع المستقل على مستقبله

المواقع الألكترونية حالها حال بقية وسائل الإعلام ، من الممكن أن تتأثر بالأحداث و المتغيرات التي تجري حولها ، بالإضافة الى تأثرها المباشر بإدارتها ، فكم كانت هناك برامج تلفزيونية واذاعية و صحف و مجلات راقية و مشهورة و لها جمهور كبير من القراء و الكتاب و المتابعين ، فقدت وجودها بعد فترة معينة. وكم كانت هناك صحف و مجلات بصفحات عديدة و برامج متنوعة و مواضيع مهمة و رصينة ، اصبحت اليوم ببضعة صفحات و بمواضيع ركيكة ،. إن كل ما أصاب تلك وسائل الإعلام من فشل و تراجع ، كان بسببب التغيير الذي حصل  في ادارتها و نهجها ، سواءاً برغبتها أو بإجبارها من قبل الأنظمة الحاكمة ، فلم تستحق اية مادة منشورة للقراءة سوى صفحة التسلية التي فيها الكلمات المتقاطعة و الأبراج ، مما أدى الى هجرة الكتاب و القراء منها تدريجياً الى ان توقفت عن الصدور ، ثم اختفى اسمها من الساحة الاعلامية.

وهكذا الأمر بالنسبة الى المواقع الألكترونية الناجحة ، وذات الشعبية الجيدة ، فهي معرضة الى أن تتحول الى مواقع  عادية أو ملتزمة ، او حتى تفقد وجودها على شبكة الانترنت ، اذا ما تم غض النظر عن الأهداف التي أنشأت من أجلها، أو  حصل فيها أي تغير مقصود في سياسة الإدارة ،أو أي تحول عن نهجها الحيادي و المستقل الذي تبنته منذ البداية ، و الذي كان السبب الرئيسي في نجاحها وإشتهارها .

 و المسؤولية في فشل و تراجع أي موقع تقع كلها على عاتق صاحب الموقع و مديره ، و يكون هو الملام الأول و الأخير في ما يؤول اليه موقعه ، و ليس اي شخص آخر ، حتى لو كان عضواً في الإدارة.

 وعليه فإن صاحب الموقع الألكتروني الذكي و الحريص على موقعه ، يجب أن يكون حذراً جداً عندما يثق و يمنح صلاحياته كلها أو جزءاً منها الى اشخاص آخرين ، ما لم يكن واثقاُ منهم كل الثقة . و الثقة هنا اقصد بها مدى معرفته لأفكار الشخص المخول في الإدارة ، و بنزاهته و تواضعه و احترامه لكل الآراء ، لكي لا يقوم باستغلال شعبية و مكانة الموقع لدى القراء في فرض أهدافه و أفكاره الشخصية عليهم . او جعل الموقع وسيلة دعائية لذاته ، بإعطائها أهمية اكبر مما تستحق ، أو من أجل مصلحة شخصية ما ، أو حبه الظهور أمام القراء كشرطي و صاحب سلطة و قدرة على منع هذا و السماح لذاك في النشر في الموقع ، ظناً منه ان هذه الوسيلة قد تكسبه الشهرة و الإحترام و المكانة الإجتماعية التي يحلم بها.

فمن الممكن أن يكون الشخص المخول في ادارة الموقع زميلاً او صديقاً أو قريباً لصاحب الموقع ، و هذا أمر متبع و عادي جداً ، لكن هذا لا يعني بالضرورة بأن تكون لهذا الشخص القدرة و الكفاءة في ضبط نفسه و أفكاره و انتمائاته ضمن حدودها الشخصية ، دون ان يفرضها على الآخرين من قراء و كتاب الموقع مستخدماً اساليب غير حضارية مرفوضة .

بمعنى آخر، ينبغي ان يكون(الإداري) قادراًعلى الأقل ، الفرق بين حق الكاتب - اي كاتب كان -  في نشر أفكاره ما لم تتعارض مع شروط النشر ، وبين فكره  وتوجهه الشخصي و انتماؤه السياسي و القومي.

 كما يتوجب على صاحب الموقع  التأكد من أن لا يقوم الشخص المخَول بالإدارة ، بإظهار علاقاته الشخصية الغير حسنة مع بعض الكتاب او المؤسسات من خلال هذا الموقع ، عن طريق تعمّده في الإنتقام منهم و من أفكارهم و إنتمائاتهم بإستخدام صلاحيات الإدارة.

 وهذا التصرف بالتأكيد سينعكس سلبياً على مصداقية الموقع و ثفة القراء و الكتاب به و بالإدارة كلها.

ان التغيير في سياسة و نهج الموقع(المستقل) قد لا يكون سببه مرتبطاً بالتعامل الدكتاتوري و الإنحيازي من قبل الإدارة (فرداً أو جماعة) فقط ، و إنما من المحتمل أن تكون هناك صفقات سرية ، مادية أو معنوية ، بين ادارة الموقع و بعض التنظيمات السياسية او القومية  بهدف استغلال شعبية و نجاح الموقع ، من أجل تمرير أجندات سياسية معينة من خلاله . لأن هذا الموقع (المستقل و ذات الشعبية الجيدة)  هو المكان الذي يحتضن الجميع ، من كافة الفئات و القوميات وأصحاب الأفكار المختلفة ، من مستقلين و منتمين، والذين من الصعب على اصحاب المواقع الحزبية  الملتزمة استدراجهم نحوها من خلال وسائل اعلامها الملتزمة ، لذا فمن الوارد جداً ان تتجه انظارها نحو الموقع الألكتروني الحيادي والناجح ، بهدف العمل على استمالته و تحريف مساره الى الحد الذي  يبدأ بتقديم خدماته و دعمه الى هذه الجهة بالشكل الذي يرضيها ، لتسهيل امر الدعاية لأجندتها السياسية ، سواءاَ بصورة مباشرة ،  أو  بصورة غير مباشرة.

 يجب ان لا تفوتنا احتمالية وجود بعض المؤثرات الأخرى على ادارة الموقع الحيادي، و التي قد تسبب ازاحته عن نهجه و مساره ، كتبوء  اقارب ومعارف أصحاب تلك المواقع ،  لمناصب ادارية مرموقة في الدولة فجأة ، أو تسلمهم لمسؤوليات مهمة في حزب ما . و تفادياً لحدوث التصادم بين نهج الموقع (المستقل) وما ينشر فيه من حقائق و انتقادات من قبل الكتاب ، و بين هؤلاء الأقارب والمعارف و الجهات التي ينتمون اليها أو يعملون لصالحها ، فإن ادارة الموقع  قد تبدأ بتغيير بعض ادارييها و من ثم نهجها  و سياستها، لكي يسيرالموقع تدريجياً بالإتجاه الذي لا يتعارض و مصالح الأقارب ، و دون ان يقلقهم احد في هذا الموقع الألكتروني ، بل ليصبح الموقع داعماً و مسانداُ لهم و لأفكارهم و لمسؤوليهم و لأحزابهم.

كما و من المحتمل ايضاً بأن يتم بيع الموقع للآخرين ، حاله كحال أي عمل تجاري ، أو تسلم ادارته كاملة الى شخص آخر ، بعد انشغال صاحب الموقع  بعمله الخاص أو شؤون عائلته ، او لكي يرتاح من الإرهاق الذي تسببه مهمة ادارة موقعه، وبذلك فإن سياسة الموقع و أهدافه و تعامله مع الكتاب و حتى الخبرة الفنية و التقنية للموقع  ومستقبله  تصبح مرهونة بكفاءة و ثقافة الإدارة الجديدة ، و التي على يدها سيتقدم و يتطور مستوى الموقع ، أو سيتراجع و يفشل.

هذه التغيرات و التحولات في نهج و سياسة و ادارة الموقع التي تحدثنا عنها  ، من الممكن كشفها و تحديدها لأي قاريء أو كاتب من متابعتة المستمرة لما يروج له الموقع ، و ما يمنع من نشره و ما يسمح بنشره ، بالإضافة الى قيام الإداريين بالدفاع عن تنظيمات معينة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وكذلك من خلال تصرفات بعض الإداريين في وضعهم للحذر الدائمي أو الفوري و المزاجي على بعض الكتاب من ذوي القلم الحر الصادق و الجريء ، مقابل تشجيع من يكتب لصالح توجهات و انتماءات اداريي الموقع.

التغيرات التي ذكرناها أعلاه ، اذا ما ظهرت في أي موقع الكتروني ، مهما كانت استقلاليته و حياديته في ما مضى من عمره ، فإن القراء و المتابعين سيكشفون حقيقته من خلال التغيير الذي حصل في نهجه و اسلوب ادارته عاجلاً أم آجلاً ، وبالتالي سيؤدي ذلك الى تدني شعبيتة تدريجياً ، بعد نفور القراء و الكتاب منه ، و النتيجة النهائية ستكون بتحول الموقع من خانة المواقع المستقلة و ذات النهج الحيادي ، الى خانة المواقع المنتمية و المنحازة.


 مواقع شعبنا الألكترونية في الميزان- 3

20100429

 للإطلاع على  الجزء الثاني ، يرجى النقر على الرابط الموجود اسفل هذا المقال.

الجزء الثالث

ملاحظات على إدارة موقع س. كوم

 نتيجة لمتابعاتي المستمرة ، و منذ اكثر من عقد من الزمان ، لما ينشر في العديد من مواقع شعبنا العزيزة التي كانت تتسم بوقوفها على مسافة واحدة من جميع الكتاب و التنظيمات على اختلاف أنواعها و أيدولوجياتها ، و لكيفية ادارة تلك  المواقع ، و ما  تدور حولها من احاديث من قبل العديد من كتابنا الأفاضل ، وجدت ان ادارة احد هذه المواقع ، بدأت  في الفترة الأخيرة بالإنقلاب على النهج التي تبنته منذ البداية و على الهدف الذي أنشأ من أجله الموقع . و على الأغلب السبب في ذلك يعود الى السيطرة الشبه التامة لإداري أو بعض الإداريين على هذا الموقع بمباركة صاحب الموقع ، لا يؤمنون بتعدد الآراء و الأفكار ، ولا بالحيادية في التعامل مع الجميع . و سأتطرق في هذا الجزء من المقال على  بعض هذه السلبيات التي رصدتها في هذا الموقع ، على امل ان اوفق في ايصال رسالة الى أصحابه و الى اصحاب بقية المواقع الموقرة ،  لاخذها بنظر الإعتبار ، و محاولة تفاديها في المستقبل ، لكي تبقى مواقعهم تتقدم و تزدهر يوماً بعد يوم ، وتزداد ثقة الكتاب و القراء بها من جديد ، و لتبقى دائماً توصف بالحيادية و تصنف ضمن خانة المواقع المستقلة.

فيما يلي بعض الإجراءات الإدارية التي لا تتوافق و النهج الذي اسس من اجله أحد مواقع شعبنا ،  والذي لا ارغب بذكر اسمه الصريح ، لكي لا تستغل من قبل البعض للتشهير به ، بل سأكتفي بالإشارة اليه بـ (س . كوم) :

1- قيام الموقع (س . كوم) فقط ، دون غيره من المواقع بعدم نشر مقالات بعض الكتاب و صورهم على الصفحة الرئيسية اسوة بالآخرين ، بالرغم من كون هؤلاء الكتاب يتميزون بثقافة جيدة و بغزارة في نتاجاتهم ، و عند الإستفسار عن السبب ، تتذرع الإدارة بان كتاباتهم تتضمن عبارات (جارحة). نعم  الكل يؤيد عدم نشر أو حذف المادة المنشورة اذا كانت جارحة لمشاعر الآخرين ، لكن الحكم يجب أن يكون على المادة المنشورة (المقال او الخبر) و ليس على الكاتب. اي اذا جاء الشخص بمادة لا تتطابق و شروط النشرفلتحذف ، و اذا كانت لديه مادة أخرى مطابقة لشروط النشر فلتنشر مع صورته اسوة بالآخرين (و الحَكم في صلاحية المادة المنشورة من عدمها ، يفترض ان يكون محدداَ بشروط و ضوابط النشر المعلنة في الموقع ، وليس بمزاج أحد الإداريين كما يحصل في موقع س.كوم الموقر). أما ان يصدر الحكم الصارم على هذا الكاتب بعدم نشر مقالته و صورته نهائياً ، بالرغم من نشره للكثير من المقالات المتنوعة الهادفة و الجيدة ، و التي تتوافق و شروط النشر ، فهذا يعني بأن العملية مقصودة من قبل ادارة الموقع تجاه هذا الكاتب و أفكاره و انتمائاته .

  إن هكذا تصرف لا يليق بموقع الكتروني يدعي الحيادية و الاستقلالية و احترام لجميع الآراء ، و إنما يسيء اليه و الى ادارته.

(بالمناسبة ان المقصود بنشر المقال و صورة صاحبها ، او الخبر مع الصورة على الصفحة الرئيسية  ليست من أجل الإعلان عن الصورة نفسها، فليس هناك معرضاً للصور الشخصية في واجهة هذا الموقع ، ولا القصد من نشر الصورة هو لعرض جمال صاحبها و سعة عيونه و لون ربطة عنقه ، بل المقصود بنشر الصورة إنما  هو اعطاء الأهمية و التركيز على موضوع صاحبها ليكون الوصول اليه سريعاً من قبل القراء ، دون عناء البحث عنه في اقسام الموقع المختلفة والتي قد يجهل أو يتعاجز الكثير من القراء فعلها).

2- عدم نشر المقالات على الصفحة الرئيسية حسب اسبقيتها في النشر، بل يتم التعامل معها بإنتقائية ، وحسب قناعة أحد الإداريين و علاقاته الشخصية مع الكتاب . فهناك كتاب تجد صورتهم في أعلى الصفحة دائماً ، و مواضيعهم ربما لا تهم غير نفر قليل من القراء ، وهذا واضح من خلال رقم عدد قارئيها ، و من عدم تفاعل الكتاب الآخرين مع كتاباتهم ، وبالعكس نجد كتاباً لم توضع مواضيعهم و صورهم على الصفحة الرئيسية ، أو يتم وضعها لمدة قصيرة نسبياً ، الاّ ان لهم مئات القراء و المتابعين لكتاباتهم . الاّ يستحقون هؤلاء ان تكون صورهم و مقالاتهم على الواجهة الرئيسية؟ . اليس في وضع كتابات من له مواضيع جدية و قيمة على واجهة الصفحة الأولى اكبر دعماً للموقع، و أكثر خدمة لقرائه الأجلاء؟.

3- التحيز الى كاتب ضد كاتب آخر

فبعد أن تقرر ادارة هذا الموقع بعدم نشرها  لمقال أحد الكتاب على الصفحة الأولى ، نجدها بعد ايام  تقوم بنشر مقالا على الواجهة لكاتب آخر موالٍ ، و نص هذا المقال هو عبارة عن رد و نقد لما جاء في مقال الكاتب الأول. و هذا يدل بان ادارة الموقع تنحاز الى جانب الكاتب الثاني و الى ما جاء من طروحات في مقاله ، و تقف بالضد من الكاتب الأول و طروحاته.

4- إضافة فقرة على البيانات بتغيير التسميات

نعلم بأن العديد من مؤسسات شعبنا السياسية و القومية ، لا تقوم بنشر بياناتها مباشرة في المواقع الألكترونية ، بل ترسله الى ادارات تلك المواقع راجية منها نشر البيان المرسل اليها في موقعها.

لاحظنا في الفترة الأخيرة قيام الموقع (س . كوم) بعدم نشره لمثل هذه البيانات كما هي ، بل تسبقها مقدمة أعدت بإسم ادارة الموقع مؤلفة من عدة اسطر، تتلاعب من خلالها في بعض العبارات الواردة في نص البيان الأصلي ، ومنها التسميات القومية ، والهدف في ذلك واضح ، وهو اعطاء انطباع للقاريء الكريم ، وخاصة الغريب ، أو الذي يقرأ مثل هذه البيانات على عجالة ، بأن المؤسسة الفلانية (صاحبة البيان) تتبنى التسمية او الفكر الفلاني والتي بدأت تروج لهما  ادارة هذا الموقع.

5- التدخل المباشر من قبل إداريي هذا الموقع في مقالات الكتاب ، حيث قام أحدهم مؤخراً بمراسلة كتاب موقعه محاولاَ التدخل في نص مقالاتهم  بالضغط عليهم من خلال تخييرهم بين تغيير عبارات في المقال ( و التي لا تتنافى مع شروط النشر ، بل مع توجهات الإداري الشخصية و التي تؤيد و تتعاطف مع تنظيم معين) ، أو منع نشرها على الصفحة الرئيسية!! . وحين تم مفاتحة مدير الموقع و صاحبه عن هذا التصرف الذي بدر من أحد الإداريين لديه ، تهرب من الإجابة و كأن الأمر لا يعنيه .

 أليس في هذا الأمر ما يدعو الى التساؤل حقاً عن أسباب هذا التغيير الذي حصل في سياسة هذا الموقع؟ وما الذي أدى الى تغير توجهات إدارييه؟.

و في الختام نقول بان على صاحب الموقع الذي يريد استمرار نجاح موقعه و تطويره ، ان يحترم جميع الكتاب وجميع الآراء وجميع الإنتماءات. كما عليه ان يرصد كل السلبيات التي قد تظهر في الموقع ، و في مقدمتها تصرفات الإداريين و تعاملهم مع الكتاب و أصحاب المواد المنشورة في الموقع ، والعمل الجاد في ايجاد حل لهذه السلبيات و الأخطاء في حينها، لأنها مهما كانت صغيرة و قليلة اليوم  ، فستتراكم  و تزداد في الغد بوجود هكذا اداريين متعصبين و منحازين ، حينها ستشكل خطراً حقيقياً على نوعية الموقع و مستقبله.

تحياتي و تقديري الى كافة إداريي مواقع شعبنا العزيزة الذين يفسحون المجال أمام كل الآراء و الأفكار، و يتعاملون مع كل الكتاب ، وعلى اختلاف توجهاتهم ، بإحترام وبتواضع و بروح أخوية ، لأن نتاجات هؤلاء الكتاب هي المساهم الأكبر في نجاح و ديمومة أي موقع.


الى الجزء الثالث ( ملاحظات على إدارة احد المواقع)
رابط الجزء الأول : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,405330.0.html

الى الجزء الثالث ( ملاحظات على إدارة احد المواقع)
رابط الجزء الأول : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,405330.0.html

 


ارجو ان تكون الرسالة قد وصلت الى إدارة موقع س.كوم الألكتروني.

رابط الجزء الثاني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,406751.0.html
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها