لماذا يتراجع عدد المسيحيين في الشرق
الأوسط
كريستيان ساينس
مونيتور
القبس الكويتية
أعدت كريستين تشك تقريراً نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونتور
تحت عنوان "لماذا يتراجع عدد المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط"، ذكرت فيه
أن منطقة
الشرق الأوسط التي شهدت ميلاد المسيحية، والتي شكل معتنقوها خلال وقت من
الأوقات
أغلبية السكان، أصبحت الآن لا تضم سوى بضع أقليات صغيرة من المسيحيين.
حيث دفعت
العديد من
الظروف معظم مسيحيي المنطقة للبحث عن
فرص أفضل للعيش في الخارج، مع ما يتعرضون له من اضطهاد طائفي وتمييز في
دول مثل
العراق، وفق ما ورد بالتقرير.
ويشير التقرير إلى أنه مع بداية القرن الـ
20
كان المسيحيون يشكلون في جميع أنحاء المنطقة نسبة 20% من السكان، ولكنهم
الآن
أصبحوا يشكلون أقل من 10%، ولعل النصيب الأكبر من هذا التراجع كان في
العراق. إذ
أشارت إحصائيات عدد السكان المسيحيين مع بداية الغزو الأميركي للبلاد إلى
أن
المسيحيين باتوا يشكلون نسبة تقل عن 5 % من إجمالي سكان البلاد. ولكن
كثيرين منهم
فروا من البلاد مع تعرض المسيحيين للقتل أو الخطف أو التهديد. وتشير
التقديرات إلى
أن ما يقرب من 20% من اللاجئين العراقيين في الخارج هم من المسيحيين.
فلماذا تتناقص
أعدادهم أيضاً خارج العراق؟ ويشير التقرير إلى أن الدافع الأكثر شيوعاً
هو
الاقتصاد، وليس الاضطهاد.
وينقل التقرير عن فيونا مكالوم، أستاذة دراسات
الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط في جامعة سانت أندروز باسكتلندا، قولها
"الناس
يسعون للحصول على حياة أفضل.. هذا ليس حال المسيحيين وحدهم، بل والمسلمين
أيضاً".
ومع انخفاض معدل المواليد المسيحيين عن عدد المواليد المسلمين،
اضمحل عدد المسيحيين في المنطقة حتى من دون هجرة. ويشير التقرير إلى أن
التمييز
الديني كان أيضاً من بين العوامل التي ساهمت في ذلك. ويذكر أن المسيحيين
الأقباط في
مصر يقولون إنهم يتعرضون للتمييز المنهجي للحكومة. كما يشير إلى أن
المسيحيين في
الأراضي الفلسطينية تعرضوا للتخويف وسرقة الأراضي.
ويذكر التقرير أن
العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بصفة عامة مستقرة، ولكن ثمة عناصر داخل
كل من
الطائفتين تتخذ مواقف عدائية من الجانب الآخر. فهل كان ظهور الإسلام
السياسي عاملاً
في ذلك؟
ويشير التقرير إلى أنه في دولة مثل مصر، حيث كانت النساء يرتدين
فيما مضى التنانير القصيرة، باتت الآن معظم النساء محجبات، ولعل في ذلك
دليلا بين
العديد من الدلائل على الدور المتنامي الذي يلعبه الإسلام في حياة
المصريين، الأمر
الذي يخلف شعوراً بعدم الارتياح لدى المسيحيين. |