عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


محمد رعد "داعشي" في لبنان!


يذكّر خطاب محمد رعد الأخير المراقبين بخطابه وزملاءه وقادتهم، قبل موجة الاغتيالات التي عصفت بلبنان، بدءا بتشرين اول ٢٠٠٤، بسبب القرار ١٥٥٩.

فقطع الأيادي، ليس جديدا على خطاب "حزب الله"، وان كان يقصد به قطع الرؤوس، ليس بالسيوف،كما يوصفون أفعال "داعش"، بل بالعبوات الناسفة.

ما الهم، فقد تعددت الأسباب والموت واحد!

ولكن، ما الذي دفع محمد رعد، ممثل حسن نصرالله في هيئة الحوار الوطني، الى استعادة خطاب التقتيل والحَوم حول جثة اللواء الشهيد وسام الحسن مجددا؟

عمّار الموسوي، قدم الجواب: انه موقف جون كيري في الرياض!

في الرياض، جزم كيري انه لن يُسمح لحزب الله ان يرسم مستقبل لبنان، من خلال السيطرة على الحكومة اللبنانية، بل سيتم الوقوف الى جانب قوى الاعتدال.

قبل هذا الكلام الذي أتى في سياق اعادة الحرارة الى العلاقات السعودية الاميريكية التي فترت على خلفية الملف السوري، كان "حزب الله" يتقدمه رعد(دائما بعد نصر الله بطبيعة الحال)، يوجه النصائح لقوى ١٤ آذار بالاستسلام على خلفية تخلي واشنطن عنهم، في سياق الانفتاح الطارئ على ايران.

وكانت الماكينة الدعائية لحزب الله تروج بأن ملف "حزب الله" لن يكون موضوعا على الطاولة الايرانية-الأميريكية، بل سيبقى ملفا مستقلا!

فهم "حزب الله"، بعد كلام كيري، أن الآخرين فهموا!

ولأنهم فهموا، فنصائحه لن تنفع. وعندما يعجز "حزب الله"عن اقناع الآخرين بالاستسلام، يلجأ الى وسيلته المبنية على ممارسة مشهودة: التهديد!

عمار الموسوي، سارع الى شرح أسباب تهديد محمد رعد، فأفهم ١٤ آذار ان جون كيري يناور. هدفه من ذلك تحسين شروطه في مكان آخر. يعني ايران، بطبيعة الحال!

ولكنه لم يشرح لأحد أسباب الضغط على ايران بحزب الله طالما ان هذا الحزب ليس أداة ايرانية، كما يدعون، ولم يشرح لماذا يقول ل١٤ آذار ما لم يقنع به محمد رعد ليهدئ خطابه ويبقيه، بعيدا من السكاكين المسنونة.

ما يحاول عمار الموسوي اخفاءه في خطاب محد رعد، هو الخشية الحقيقية من العودة الى القرار ١٥٥٩، الذي يبقيه مجلس الامن حيا، بدليل التقارير الدورية الصادرة بشأنه عن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

يدرك "حزب الله"ان الضغط السعودي أنتج اعادة الاعتبار لقرارات مجلس الامن، وتاليا فايران التي تحاول الخروج من العزلة الاقتصادية الخانقة، لن تجد غضاضة في دفع حزبها المنتشر في لبنان الى تنفيذ القرار ١٥٥٩، طالما أنّها، سوف تجد وسيلة تفاهم لتنفيذ القرارات ذي الصلة بأغلى ما لديها: الملف النووي.

وتهديدات محمد رعد، ليست مناورة، فحزب الله لا يناور عندما يهدد الآخرين بالقتل.تاريخه لهذه الجهة يشهد له.

ولتهديداته أهداف، تتعلق بدفع الفريق الآخر، ولا سيما الوسطيين منهم، الى السير معه، في خطة السيطرة على لبنان، قبل ان يصبح ورقة جدية على طاولة المفاوضات، بين صانعه الايراني من جهة وبين رافضيه الدوليين من جهة أخرى.

ومن هنا، بالتحديد يمكن فهم موقفه الهجومي على "النأي بالنفس".

"حزب الله"كان يتطلع الى انضمام وليد جنبلاط اليه كليا، لفرض واقع حكومي جديد.

جنبلاط لم يفعل.أكثر من الحديث عن النأي بالنفس!

يظن الحزب ان الاشارات التي أطلقها كيري من السعودية هي سبب تراجع جنبلاط خطوة الى الوراء.

خطوة الى الوراء، تعني تقدم "حزب الله" خطوة الى الأمام من أجل التذكير بسكاكينه.

سكاكين تؤكد ان "حزب الله" مدرسة تخرجت منها "داعش"!
 
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها