عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


جريمة الضاحية وجرائم "حزب الله"!


وحده رئيس الجمهورية ميشال سليمان من بين الرؤساء " الأربعة" ألمح الى أن التفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت له علاقة بقتال "حزب الله" في سوريا ، من خلال دعوته الى العودة الى الإلتزام بإعلان بعبدا، الذي التزمت بموجبه كل الأطراف، ومن بينهم "حزب الله" بالنأي بالنفس عن الصراع في سوريا. نبيه بري، تمام سلام ونجيب ميقاتي، تجنبوا أي إشارة الى هذا الموضوع الذي حاز تفصيلا وافيا في بيان الرئيس السابق سعد الحريري!

وتغييب مسؤولية "حزب الله" عن جذب السيارات المفخخة والموت الى لبنان عموما والى الضاحية الجنوبية خصوصا، كان بمثابة كلمة السر التي جرى تعميمها على جميع حلفاء هذا الحزب وأتباعه، بحيث حصروا " تحليلاتهم الإتهامية" بالعامل الداخلي، مستهدفين قوى 14 آذار عموما وقادة تيار المستقبل خصوصا، بسبب مواقفهم الداعية الى نزع سلاح "حزب الله"!

ولم يشذ العونيون عن هذا المسار لكن الإنحراف التحليلي للعماد ميشال عون لم يصل الى مستوى "وقاحة" فايز شكر، الذي يشيّع حزبه البعثي مقاتلين له يموتون في سوريا، من ضمن المجموعات التي يرسلها "حزب الله" الى هناك، بحيث دعا الى مطاردة 14 آذار!

وإذا كان الرئيس نبيه بري الساكت عن قتال "حزب الله" قد وجه تحذيرا من أن إنجاح هدف التفجير بخلق فتنة داخلية، فإن "حزب الله" من خلال أنصاره، الذين بعث بهم الى مكان الإنفجار مع صور السيد حسن نصرالله، قد رفعوا وتيرة الإستهداف الداخلي، فتحدثوا بلغة طائفية، محددين "قوة الشيعة"، واستهدفوا قامات محلية بتوجيه كلامهم الإتهامي الى الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري، ومن ثم طردوا وزير الداخلية مروان شربل بعد إهانته، وهو الأمر الذي كرروه مع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.

وهذه الطريقة في أداء "حزب الله" التي تنال ليس من هيبة الدولة فحسب، بل من الكرامة الوطنية أيضا، معروفة الأسباب، فهو يريد أن يخلق حدثا الى جانب الجريمة، من أجل إبعاد الإهتمام عن النقطة التي لا يرغب بإثارتها، ألا وهي، أن مشاركته في القتال في سوريا، تجر الموت لبيئته الحاضنة!

وسبق لسوريين من الثوار والمعارضين أن حذروا ، مرارا وتكرارا، أن عدم انسحاب "حزب الله" من القتال في سوريا ستكون له نتائج وخيمة على مناطق "حزب الله"!

بالأمس القريب، كان الصاروخان اللذان استهدفا الضاحية، رسالة أولى، جرت التعمية عليها، بالكلام عن طرف داخلي. اليوم، هذه رسالة ثانية، تجري التعمية عليها، بخطاب حاد داخلي!

"حزب الله"، وبطريقة تهربه من تحمل مسؤولية جلب الموت الى اللبنانيين عموما والى بيئته الحاضنة خصوصا، لا يريد إغلاق باب جهنم، بل سيستمر في معركته السورية التي ألحقت لبنان بركب الإضطراب الدموي السوري!
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها