عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


الشعب السوري والإنسانية الموبوءة

 الخميس, 22 سبتمبر 2011 

يحق للسوريين ، موالين ومعارضين، ان يشتموا- خمس مرات في اليوم الواحد- العرب والعجم، مجلس الأمن ومجلس جامعة الدول العربية، تركيا وكل الدول العربية، أوروبا والولايات المتحدة الأميركية!

يحق للسوريين أن يفعلوا ذلك، فهم يعيشون في دورة عنف لا تنتهي. آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى. عشرات آلاف المعتقلين وعشرات آلاف المهجرين- النازحين. أوضاع إقتصادية تزداد تدهورا.

يحق للسوريين أن يلعنوا الجميع، فهم في حلقة جهنمية، إذ ينحدرون الى درك قد لا يترك للعقل مساحة، فكما الكلمة الاولى في النظام الحاكم أضحت لأصحاب الحلول الأمنية، كذلك الثورة تنزلق ، رويدا رويدا، الى أولئك الذين يعتبرون أن حمل السلاح هو الحل!

يحق للسوريين أن يئنوا، فلا النظام ترك للثوار ما يخسرونه، وهو يضعهم جميعا على لوائح التصفية، ولا المجتمع الدولي ترك للنظام ما يخشاه، بعدما وضع كل القيمّين عليه، على لوائحه السوداء!

يحق للسوريين أن يشتبهوا بتواطؤ ضدهم، فلولا حلف شمال الأطلسي لكان معمر القذافي يصفي اليوم آخر فلول الثوار، ولولا قدرة الجيش على الحسم في مصر لكان البلطجية اليوم يطاردون آخر معتصم في ساحة التحرير، ولولا ارتباط المخابرات التونسية بالغرب لكان البوعزيزي يحاكم - وهو في قبره- على ارتكابه جريمة ..اليأس!

كل التحليلات لم تعد تنفع!

كل التنظيرات لم تعد لها قيمة!

رائحة الدماء تطغى على ما عداها!

بشار الأسد لم يعطِ مهلة لمعارضيه. المجتمع الدولي يخترع المهل لمنحها لبشار الأسد.

السوريون، إلى أي جهة انتموا، ليسوا خرافا محلّلة للذبح، بل هم شعب يستحق الحياة!

ليقل القادة العرب والدوليون إن بشار الأسد حاجة مستمرة لبنيامين نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائلية وليتعاطوا معه على هذا الأساس، وإلا فليترجموا وصفهم لبشار الأسد بأنه مجرم، وليعاملوه كما تفترض معاملة المجرمين.

عقوباتهم لا تنفع!

الديكتاتور هو ديكتاتور، لأنه لا يأبه إلا لسلامة سطوته على شعبه!

لا استحقاقات ديموقراطية تنتظره، ليحاسب على أساس الرفاهية والقدرة الشرائية والنسب الإنتاجية!

ومن لا يتوانى عن قتل شعبه، لن يرتجف وهو يراه جائعا !

حان وقت الحسم، فإما تخسر محاولة إعادة الديموقراطية إلى سورية بترك الشعب السوري البطل يذبح ذبحا، وإما يسارعوا الى توفير القوة اللازمة حتى يخسر بشار الأسد!
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها