عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


فارس خشّاناقرأ المزيد...

 

 

 

فارس خشّان


خشّان لـ"العربية":

الأسد سقط ويستعمله الإيراني قناعا و"حزب الله" أسقط لبنان في القصير

قال الصحافي فارس خشان إن " الحرس الثوري الإيراني" إضطر أن يُقحم ميليشياته، ومن بينها "حزب الله" في الحرب على الثورة السورية، بعدما انهار نظام بشار الأسد.

واعتبر مستشار التحرير في "يقال.نت" أن "حزب الله" كان يتحاشى الدخول في هذه المعركة ، نظرا لتداعياتها المستقبلية عليه، ولكنه امتثل لأوامر إيران التي لا تريد التسليم بسقوط حاكم سوريا!

وأشار الى أن بشار الأسد سقط عمليا، وتستعمله إيران حاليا كقناع لحاكم فعلي آخر، في لعبة بسط نفوذها في المنطقة!

ولفت الى أن كتائب الأسد التي يتم اعتمادها في الحرب على الثورة أنهكت، وهي لم تعد تملك رجالا مقاتلين، بل أصبحت مجرد قوة نارية، تتوفر لها من إيران وغيرها من الدول، ولذلك جرى اللجوء الى ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني في كل من لبنان وسوريا.

ورفض خشّان في مقابلة مع قناة " العربية" ضمن برنامج بانوراما ما يروّجه "حزب الله" من أنه " إن لم نذهب إليهم أتوا هم إلينا"، وقال إن "حزب الله" هو الذي استجر غضب الثوار السوريين نظرا لوقوفه الكامل الى جانب نظام بشار الأسد على كل المستويات، ولكن من أنّى لهؤلاء أن يفكروا بالذهاب الى لبنان لمحاربة "حزب الله" وهم بالكاد يجدون ما به يدافعون عن أنفسهم في حرب ولا أقسى تُشن عليهم، فهؤلاء تشردوا وجاعوا، ولولا المعونات التي ترد من هنا وهناك، لما كانوا قد تمكنوا من سد عوزهم، ولكانت الحرية التي ينشدونها، أودت بهم، إن لم يكن بالقمع فبالجوع.

وردا على سؤال وجهته منتهى الرمحي لخشّان عما إذا كان موقف العماد ميشال عون الذي أطلقه وأعلن فيه أنه ضد تدخل "حزب الله" في سوريا يعني أن هناك تغيّرا سيحصل في لبنان، قال:" لا تراهنوا على ميشال عون، فهو يتخذ موقفا في زمن إنتخابي، حيث يسعى فيه الى تمرير قانون طائفي للإنتخابات، يوازي خطر تدخل "حزب الله" في الحرب على الثورة السورية. هذا موقف موسمي سيمر مرور الكرام."

وعن مواقف السلطات اللبنانية من تدخل "حزب الله" قال:" الدولة اللبنانية ساقطة كليا بيد "حزب الله". الطرق بتصرفه ليرسل معدات ومدفعية ومقاتلين الى سوريا ويسسترد مقاتليه قتلى، وعلى عينك يا تاجر، إذ لا يجد هناك من يقول له " يا محلى الكحل بعينك". هذه السلطات نفسها التي سبق لها وأقامت الدنيا ولم تقعدها وهددت وتوعدت، حين جرى نشر تسجيلات للنائب عقاب صقر."

وتابع: ومن الأدلة على سقوط الدولة اللبنانية بيد حزب الله ما حصل بعيد اتصال الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. سليمان أخفى الشق الخاص بحزب الله، وتحدث بشكل عمومي عن موقف لبنان الرسمي من التدخل في سوريا، ولكن عاد أوباما وأوضح حقيقة ما قاله بوضوح."

وأضاف: " ما فعله سليمان ودلّ على خوف من حزب الله في لبنان، يعكس نفسه على تركيبة الجيش اللبناني التي لا تستطيع أن تقف، حتى بموقف بسيط، ضد إرادة حزب الله، مهما خرق من قوانين. فما يفعله في سوريا لا يوجد مستند يغطيه، ومع ذلك الجيش اللبناني عاجز أمام حزب الله."

واستنتج من ذلك أن "حزب الله" أسقط النظام في لبنان وهو يتوجه الى سوريا من أجل الدفاع عن نظامها.

وتحدث عن معركة القصير، فأشار الى أن أهل القصير وثوارها أدرى بوضعيتهم العسكرية، ولكن لا قيمة لكل ما يقال عن كارثة ستلحق بالثورة السورية إن سقطت القصير، لأن الكلام نفسه قيل عن بابا عمرو، قبل أن تسقط، ولكن بعد سقوطها، في حرب كلاسيكية، شاهدنا أن الثورة قويت وشملت مناطق لم تكن تشملها سابقا، وهذا يعني أن سقوط القصير، وهو احتمال لا يستطيع أحد أن يقفز فوقه، سيؤدي الى تفجر الثورة السورية في مناطق أخرى، وبعزم أكبر.

وعن تداعيات هذه الحرب على لبنان قال:"إذا كان سقوط بابا عمرو قد ضم مناطق أخرى الى الثورة متسببا بسقوط بشار الأسد، فإن سقوط القصير سيمدد الثورة السورية الى لبنان، ومن يدقق حاليا بما يحصل في لبنان، في طرابلس وغير مناطق، يستطيع أن يرى أن التأزم الكبير في القصير أنتج ندوبا ثورية في أكثر من منطقة لبنانية، مما يعني أن سقوطها سيجعل لبنان محافظة ملحقة بالثورة السورية، وتاليا ينضم، بالنار والحديد الى منظومة الفوضى التي يرعاها المحور الداعم لبشار الأسد ولا سيما إيران."

وأشار خشّان الى أنه يتمنى من كل قلبه أن يخسر "حزب الله" في القصير، ليس من أجل ثوارها الذين هم أدرى بما لديهم، بل رحمة بلبنان، لأن سقوطها، سيمدد الثورة الى لبنان، وهذه المرة يحارب "حزب الله" خصما لم يعتد على مواجهته سابقا. هو سابقا حارب قوى 14 آذار التي لا حيل عسكريا لها، وحارب إسرائيل حيث منطومتها الديموقراطية، ضمن اليهود، تجعل الحاكم يخشى الخسائر، أما الآن فهو يحارب خصما لا يعترف بهزيمة بل ينقل معاركه من مكان الى آخر، ولا يعترف بالموت بل يعد نفسه بالجنة، ولا يضعف أمام النعوش، بل يزفها عرسا!

وقال خشان: إن حزب الله ونزولا عند الأمر الإيراني أدخل لبنان في أخطر ما يمكن أن يعرفه ، اي في النموذج العراقي القاتل.إن الحروب متى كانت بين الدول يمكن أن تنتهي، ولكن عندما تصبح بين المذهب فهي تستمر وتقوى، خصوصا متى كانت مذاهب مشتقة من دين واحد، وليس أدل على ذلك سوى حروب المائة سنة بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا."

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها