عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


لص اليسار

كتبها فارس خشّان الجمعة, 09 نوفمبر 2012

في الرواية الإنجيلية أن السيد المسيح، حين كانت تجري عملية إعدامه على الصليب، أحيط بلصين، واحد على يساره والثاني على يمينه.

لص اليسار، راغبا بتحميل يسوع مسؤولية ما يحصل، توّجه إليه قائلا: "ألست المسيح؟ فخلّص نفسك وخلّصنا".

لص اليسار هذا، كان يكرر حرفيا ما كان يقوله متخذو قرار الصلب، هازئين: "خلّص غيره فليُخلّص نفسه، إن كان مسيح الله المختار!"

وحال العماد ميشال عون كحال لص اليسار، في تعاطيه مع اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، فهو حمّله مسؤولية قتله، لأنه لم يتمكن من أن يحمي نفسه من القتلة .

قال عون من منبر الرابية الأسبوعي: "الحسن كان مسؤولا عن أمن المواطنين وأمننا وأمنه الشخصي، فلماذا لم يتّخذ التدابير الأمنية اللازمة لحماية نفسه، فهذه الأمور من مسؤوليته وبالتالي هو المسؤول الأول عن اغتياله"!

في الرواية الإنجيلية، كان لص اليسار يتوسل منطق تبرير الذات في طرحه، ولكنه اقترف خطيئة قلب المسؤوليات، بحيث جعل الصدّيقين يتحملون مسؤولية الشر الذي يقترفه القتلة والسفاحون!

فضح لص اليمين المنهج التبريري للص اليسار، حين قال له: "نحن عقابنا عدل، لاننا نلقى ما تستوجبه اعمالنا، اما هو فلم يعمل سوءا."

في الواقع اللبناني، لجأ العماد ميشال عون إلى المنطق نفسه ليقترف الخطيئة نفسها، في سياق دفاعه المستميت والتمادي عن القتلة والمجرمين والسفاحين، سواء في لبنان أو سوريا.

المنطق التبريري الذي يستعمله عون لمصلحة حلفائه المشتبه بهم بقوة في اقتراف جريمة اغتيال الحسن، يجعله من سلالة لص اليسار.

سلالة ابتلت بها البشرية، ونعِم بها أعداء الإنسانية!

سلالة بررت قتل الأنبياء والأكفياء والصديقين والمقتدرين، وسخّفت العدالة لمصلحة ديمومة أعمال الشر والإرهاب!

من رحم سلالة لص اليسار التبريري خرجت كل دناءات هذه الأرض.

إلى هذه السلالة تنتمي خيانة يوضاس لمعلمه مقابل حفنة من الأموال، وكذلك خيانة عون لناسه ومبادئه مقابل إغراءات المال والسلطة.

إلى هذه السلالة تنتمي جبانة الحاكم بيلاطس البنطي الذي سلم يسوع الناصري الى صالبيه على الرغم من اقتناعه ببراءته، وكذلك جبانة الحالم ميشال عون في خيانة الشهداء والمناضلين والمستقيمين.

بسبب هذه السلالة أنتجت البشرية هذه الموجة التي لا تنتهي من السفاحين، وتمكن حسن نصرالله من تحدي مشاعر الضحايا بتوفير حماية 300 سنة للمتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والمواطنين الأبرياء، ودفع بنوابه الى وصفهم بالقديسين وإعلان استعدادهم لتقبيل أرجلهم.

بسبب هذه السلالة ضاعت حقوق ملايين الضحايا في العالم، وتمكن ميشال عون ومن يتبعهم ويحالفهم من الإستخفاف بدماء سلسلة طويلة من الشهداء المظلومين!

في غالبية الأحيان، ليس بالضرورة أن تقترف الجريمة بنفسك لتصبح مجرما. يكفي أن تبرر الجريمة بمنطق مقترفها وتستخف بالضحية لتوهم بأنه سفّاح، لتكون مجرما بامتياز.

هذه هي حالة لص اليسار الذي خسر فردوسا استحقه المنطق العادل للص اليمين!

ميشال عون يبرز حفيدا مميزا للص اليسار في عملية الصلب التي يتعرض لها لبنان.

نحن إلى اي سلالة ننتمي؟

سلالة الابرار- الشهداء؟ أم سلالة لص اليمين؟ أم سلالة ميشال عون؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها