عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


إنّهم آل...حزب الله

كتبها فارس خشّان الأربعاء, 15 أغسطس 2012

في سوريا ثورة. قتل. تدمير. حزن. جوع و...غضب!

في لبنان هدوء وصيف ومهرجانات.

في سوريا "حزب الله" وفوقه إيران، شريكان مع نظام القتل والتدمير والإعتقال والسحل، إن لم يكن بالفعل فبالموقف وبالدعاية وبالتنظير.

في لبنان "حزب الله" وفوقه إيران، يسيطران على لبنان أمنيا، وعلى القرار السياسي، بالقدر الذي يسمح به التنوّع الطائفي والسياسي.

في سوريا الحرب توصل الى الجنون، والجنون يفتح الشهية على الخطف.

في لبنان، فائض القوة، هو سبيل "حزب الله" الوحيد الى حل الصعوبات التي تعترضه، سواء كانت صغيرة أم كبيرة. عقله، حتى وهو مسيطر، حتى وهو حاكم، حتى وهو في ذروة سطوته، مثله مثل عقل أي مجموعة مسلحة. نشأ على الخطف، واستقوى بالخطف، وتسبب بحروب بالخطف، وها هو يضع لبنان الملجأ ولبنان المضياف ولبنان الملاذ في بؤرة.. الخطف!

كذبة التلطي بآل المقداد لا تمر على أحد. سلاحهم لحماية تجارة الممنوعات واقتراف الموبقات. لا قدرة لديهم على خطف العشرات وتوفير ملاذ آمن. بيئتهم الحاضنة الطبيعية ليست في الضاحية بل في أمكنة أخرى. معلوماتهم لا تتعدى "كبسة أمنية" أو عملية عسكرية على أوكارهم. كل الباقي هو ميزة حصرية لـ"حزب الله" وسلاح "حزب الله" وقمصان "حزب الله" ومعتقلات "حزب الله" وأجهزة أمن "حزب الله" بأصلها وبامتداداتها في الدولة اللبنانية.

ليس بين العقال من لا يدرك ماذا يفعل "حزب الله" وماذا يريد "حزب الله"، ولو متلطيا بآل المقداد وقبله بآل جعفر، ومعهم بكل العشائر!

منذ زمن طويل، يحض "حزب الله" السلطات اللبنانية من أجل أن تضيّق الخناق على المعارضة السورية في لبنان. كان يحصي أنفاسهم، ومقراتهم، ونشاطاتهم ومعابرهم.

هذه السلطة كانت أعجز من أن تقوم بما يريده "حزب الله"، فالمعارضة قوية، وعين المجتمع الدولي مفتوحة!

بدا أن حسّان المقداد، هو مبرره ليقوم بالمهمة الوسخة بنفسه، من خلال جماعته في عائلة المقداد.

منذ مدة، وهو يخبرنا أن سقوط بشار الأسد لن يغيّر المعادلات الداخلية في لبنان. لم يصدقه أحد. القوى الأمنية تجرّأت على ميشال سماحة وأوقفته متلبسا. السلطة السياسية وفّرت لها غطاء. وليد جنبلاط بدأت الثورة السورية تداويه من عوارض العام 2008.

جاءت قصة حسّان المقداد، فاستغلها "حزب الله" من أجل فرض معادلات السابع من أيار 2008، حتى لا يتمكن من استيعاب تداعيات سقوط بشار الأسد الوشيك.

ومنذ انكشفت الشراكة الأمنية بين علي مملوك وميشال سماحة، قرر أن يلقن المخابرات السورية درسا في الإنجاز. عبواتهم الناسفة لا تعنيه، فهو لديه ما يكفي من عبوات حاضرة لتفجيرها بالمعارضة السورية الناشطة في لبنان. لديه المخطوفون في سوريا الذين يعطونه التوقيت الذي يناسبه. سبق ومهد لما يحصل اليوم. في الظلمة أصدر فتاوى، ووزع بيانات، ونشر تهديدات، وسمّى أهدافا.

وخضع بشار الأسد. في التوقيت الملائم لـ"حزب الله" خرجت طائراته الحربية وقصفت أعزاز، بهدف التخلص من "الأسرى" وبالتخلص منهم يطلق الغرائز على مصراعيها، ضد كل التحالف اللبناني- العربي- الإقليمي المؤيد للثورة السورية.

ومع خضوع بشار خضعت المؤسسة العسكرية الكبرى. أزيلت الحواجز حتى تتحرك سيارات الخطف بحريّة، تماما كما تحركت سيارات الغزوة في 7 أيار 2008 بحريّة!

قبل إذن مرشد إيران الذي حمله سعيد جليلي، لم يكن "حزب الله" قادر على التحرك. بعد انتهاء جولة إعلان الأمرة الإيرانية على بلاد الشام، تحرّك "حزب الله" متدثرا بآل المقداد.

"حزب الله" لا علاقة له بالوطن. لا تعنيه سياحة. لا يتوقف عند سمعة لبنان. ولا يحرك ساكنا أمام ما يحل بشعبه من مآس. لبنان بالنسبة له مجرد متراس متقدم للحلم الإيراني الإمبراطوري. همّه أن يسيطر على قراره. أن يبسط سطوته ، بالحسنى أم بالقوة. يمزج المقدسات. يشعرك أن سلاحه يتقدم على الله، لا بل أن الله في خدمة سلاحه.

دائما لديه تبريرات للقتلة الذين ينتمون اليه. ميشال سماحة "بريء" لأنه كان ينقل عبوات لقتل الجيش السوري الحر. المتهمون بقتل الرئيس رفيق الحريري قدّيسون. كل إسقاط لخصومه مبرر، فهم بمجرد أن قدموا تصورات تعاكسه، أصبحوا أدوات حقيرة لإسرائيل و"أمريكا".

آل المقداد، مهما قيل فيهم وعنهم، فهم مجرد قناع. يوفر "حزب الله" حمايات لأعمال صغيرة تعنيهم، ويسلمون له بكل كبيرة.

مانيفست الطائرة لا يصل الى آل مقداد، ليخطفوا تركيا وصل للتو الى بيروت. لوائح المقيمن في الفنادق لا يوفرها الأمن العام لآل المقداد. ما يحصل في المختارة وقريطم وعكار لا يعرفه آل المقداد، بل آل"حزب الله".

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها