عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


الجيش المقاتل والحب القاتل

 الأربعاء, 23 مايو 2012 09:08

ليست مرجلات العجوز- العاجز ميشال عون هي التي ستحفظ الجيش اللبناني.

ولا يملك "حزب الله"، صاحب السجل الحافل في ضرب المؤسسة العسكرية لتطويعها، القدرة على ذلك!

ولا يمكن لبعض الصبية الذين يطلب منهم ان يسرحوا على الطريق أن يحققوا الهدف!

ولن تفلح جوقة الزجل السياسية والإنتفاعية أن تعدّل في المسار الإنحداري الخطير!

الجيش اللبناني، ليس كيانا مستقلا، ليتم التعاطي معه كما لو كان فوق السلطات وفوق سياسات الفرض!

هو مثله مثل السلطة... عاجز- مدّعي!

كيان ضخم لمهمات هزيلة !

إرتضى بتلك الصورة التي اكتسبها في 7 أيار 2008 ، ولم يتحرر منها !

تريدون جيشا قويا. تحركوا في هذا الإتجاه. أوقفوا رجمنا بشعاراتكم.

لو كانت الكلمات تصنع مؤسسات لكان أميل لحود بنى جمهورية ولكان ميشال عون حكم الكون ولكان حسن نصرالله حرّر فلسطين ولكان علي خامنئي يتربع في البيت الأبيض ولكان نجيب ميقاتي قد أنقذ بلدا ولكان نبيه بري قد وضع مجلدات في أصول النزاهة والديموقراطية البرلمانية ولكانت اليد الممدودة لسعد الحريري أنجبت وفاقا عميقا ولكان ...!

صناعة الجيش القوي لها خارطة طريق!

من يريد جيشا قويا لا يعهد بوزارة الدفاع الى فايز غصن، الراسب في الإنتخابات وفي كل الإمتحانات، والمتقوقع على نفسه والمحتجز على خط دمشق- طهران، والعاجز حتى عن إقناع مروان شربل.. لا غير !

ليس بفايز غصن تتمّ "معاقبة " الياس المر، لتحفظ المؤسسة العسكرية !

من يريد جيشا قويا لا يُمضي سنوات بضرب مؤسسة قوى الأمن الداخلي ليفقدها قدراتها ومصداقيتها، بهدف إلهاء الجيش اللبناني بمهمات ليست له!

من يريد جيشا قويا لا يُبسط سيطرته على المحكمة العسكرية، ليتلاعب بما تصدره من قرارات وبما تمتنع عن إصداره!

من يريد جيشا قويا لا يسرق منه مهماته الحدودية الأساسية، ويحرق الدستور ويخلق مؤسسة رديفة إسمها "مقاومة"، لها أمنها وجيشها وسلطاتها التنفيذية والإستشارية ومحاكمها العرفية وقوانين طوارئ ومناطقها!

من يريد جيشا قويا، لا يترك ملفات شهدائها على الهامش، فيبقي قاتل اللواء فرانسوا الحاج مقيّدا على ذمة مجهول، ولا يتلاعب بملف قتل النقيب الطيار سامر حنّا، فيُزوّر متهما ليُخفي قاتلا!

من يريد جيشا قويا، لا يجعل مديرية المخابرات مجرد غطاء لأجهزة أمن "حزب الله"، فيصبح وفيق صفا أهم من إدمون فاضل!

من يريد جيشا قويا، لا يقف على المنابر ويتبنى 4 متهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، ويقول للقاصي والداني، إن اليد التي ستمتد إليهم ستُقطع!

من يريد جيشا قويا، لا يدفعه أن يكون معينا لنظام بشار الأسد الديكتاتوري ومطاردا للثوار، خلافا لطبيعة الإنقسام اللبناني!

من يريد جيشا قويا، لا يقفز فوق المطالبة بنزع كل سلاح اضطراب في الداخل اللبناني!

لا يصنع جيشا قويا، ما نقوله فيه، باختلاف الموقع الذي نشغله.

نرسم له خطوطا حمراء في نهر البارد. نفلت ميشال عون ليحصي خسائر المواجهة مع فصيل إرهابي، فيما يكون هو في صلب المعركة. نجهض انتصاره الكبير الذي شجع العالم على تسليحه بجرّه الى مواجهة في مار مخايل، قبل أن نجعله حامل رسائل إستسلام في 7 أيار 2008، والحبل على الجرار منذ ذاك اليوم ...المشؤوم!

لا المال ولا السلاح يصنعان جيشا قويا، إنما احتضان المواطن على امتداد الوطن، بفعل نقاوة الأداء وصحة الدور!

مجموعات ثورية صغيرة تواجه الجيوش العاتية ، متى حظيت بالإحتضان الشعبي!

أخذ الجيش اللبناني فرصا غالية ليكون قويا وقادرا.

حمايته يوم 14 آذار 2005 كما يوم 8 آذار 2005، جعله فوق الإقسام!

إنقاذ لبنان من مؤامرة كانت تحاك في الشمال من خلال نهر البارد ومن كان يقف خلف نهر البارد، جعله مرجعا موثوقا!

لكن، زجّال هذا الزمن الرديء، ضربوه حتى يكاد يصبح فئويا ومنحازا!

في زمن أميل لحود، كان الجيش قويا، بذاته وبدعم الجيش السوري، ولكنه عجز عن لعب دور وطني حقيقي، لأنه كان فاقدا للغطاء الوطني. في هذا الزمن، لا تبدو أحواله أفضل.

بكل بساطة وصراحة، أمثالنا من يحتاجون الى الجيش، ولذلك هم يندبون أحواله!

أمثالنا، يريدون جيشا مكتمل المواصفات حتى يكون على قدر المهام الملقاة على عاتقه، ولذلك هم يدعون الى تطهيره وتطويره وتوظيفه !

أمثالنا لا يعنيهم جيشا متآخيا مع ميليشيا تطلق على نفسها لقب مقاومة، كما لم يكن يعنيهم ذاك الجيش المتناغم مع "الشقيق السوري"!

تحبون جان قهوجي، فلا تحوّلوه الى أميل لحود آخر، من دون قدرات النسخة الأصلية!

تحبون جان قهوجي، فاسمحوا له أن يكون أفضل من ميشال سليمان نسخة 2005- 2007!

إن لم تفعلوا بيعونا صمتكم، فآذاننا شاخصة لالتقاط خبطات حرب أهلية ...متجددة!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها