عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


حقائق حول وجود تنظيم القاعدة في لبنان: دليل ارتباط شاكرالعبسي مباشرة ببشّار الأسد

في إطار التفتيش عن دليل على وجود لتنظيم "القاعدة" في لبنان، بما يخدم مقاربات النظام السوري، أعيد تعويم موضوع تنظيم "فتح الإسلام" ، بحيث جرى ربطه، مرة جديدة، بقوى الرابع عشر من آذار عموما و"تيار المستقبل" خصوصا.

 

وعلى جري العادة، فإن ملف هذا التنظيم، بدل أن تتم معالجته كما يفترض أن تعالج الملفات الإرهابية، فهو يستخدم في الدعاية السياسية، بعيدا من الحقائق والوقائع.

 

وقد تكون إرادة الإستخدام هذه ، من الأسباب التي تحول دون إصدار القضاء العسكري اللبناني للقرار الإتهامي، على الرغم من مرور 5 سنوات على وضع يده على ملف مكتمل المعطيات التحقيقية والجنائية والقانونية !

 

ولكن، ثمن من يتحدث عن أسباب أخرى أكثر جوهرية تقف وراء القرار السياسي بمنع إصدار القرار، ولعلّ أبرزها على الإطلاق، وجود أدلة على أن تنظيم القاعدة في لبنان - بأشكاله المختلفة التي ظهرت على منذ العام 2000 حتى تاريخه- لا يعدو كونه تنظيما من صناعة المخابرات السورية!

 

هذا التفسير ليس وليد تكهنات أو افتراضات، بل هو نتيجة مباشرة لمعطيات ثابتة في ملف " فتح الإسلام"، حيث تتحدث المعلومات عن فضائح مخجلة تقف وراء تهريب رئيس هذا التنظيم شاكر العبسي الى سوريا، بعد ثبوت خسارته أمام الجيش اللبناني في مخيّم نهر البارد، وحيث تتحدث الوثائق عن صلة قوية تجمع العبسي ليس بالمخابرات السورية فحسب بل بالفريق اللصيق لبشار الأسد شخصيا، وحيث تتحدث الإفادات عن أدوار مهمة لعبها في سياق صناعة هذا التنظيم فرع فلسطين في المخابرات العسكرية السورية، وحيث يتضح من الوثائق أن فتح الإسلام سعى عبثا إلى أخذ " شرعية" من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة!

 

وبما أن موضوع " القاعدة" فتح على مصراعيه في لبنان، في الآونة الأخيرة، ربطا بالدعاية السياسية التي يقوم بها النظام السوري لتبرير عمليات القتل التي يمارسها ضد الثوار المدنيين في أنحاء متفرقة من سورية، فإن "يقال.نت" سوف يعيد فتح هذا الملف، من خلال زوايا متعددة ، ابرزها تقديم ما يثبت علاقة شاكر العبسي بالمخابرات السورية ، ويستعيد قراءة الإفادات الأولية لأعضاء في هذا التنظيم، تثبت صلته بالمخابرات السورية، ويجول على عمليات السطو على فروع المصارف اللبنانية، كدليل على أن جماعة بشار الأسد في لبنان، يتوسلون هذا الملف، في سياق عملية غش مستمرة للرأي العام اللبناني والعربي والدولي.
 

-1-

كومبيوتر شاكر العبسي
 

نبدأ من شاكر العبسي!
 

بحسب التحقيقات الثابتة، ووفق مصادر قضائية وأمنية متقاطعة، يتضح أنه بعد الإفراج عن شاكر العبسي من السجن في سوريا، بعفو رئاسي من بشار الأسد، حيث مكث من العام 2002 لغاية العام 2005 ، اتصل(ضمن سورية بالذات) برفاق دربه السابقين في السجن، وبالتنسيق مع موسى خالد العملة الملقب بـ ابو خالد العملة المسؤول الثاني في فتح الانتفاضة في ريف دمشق( تنظيم مرتبط إرتباطا وثيقا بالمخابرات السورية، في منطقة انتقلت عهدتها بعد الإنسحاب السوري من لبنان الى رستم غزالة أبو شحاطة) دخل شاكر العبسي و عناصره معسكر حلوى في البقاع الغربي حيث خضع الجميع فيها و في قوسايا لدورات تدريبية مختلفة ومن ثم انتقلوا الى مخيم شاتيلا و برج البراجنة ومار الياس حيث باشر شاكر العبسي استقدام عناصر من سوريا جنّدها و اقام و اياهم في مراكز فتح الانتفاضة.

ومعلوم أن القواعد الفلسطينية المنتشرة خارج المخيمات، هي قواعد مرتبطة بالمخابرات السورية، وقد سعت قوى 14 آذار، بعد الإنسحاب السوري من لبنان أن تلغي هذه القواعد، ونجحت في اتخاذ قرار إيجابي ضدها في طاولة الحوار الوطني ، في العام 2006 ، في مجلس النواب، لكن القوى الموافقة التي ترتبط بتبعية أو بتحالف مع النظام السوري، حالت دون التنفيذ!

و بعدما عظم عدد أبتاعه أمر شاكر العبسي جماعته بالانتقال الى مخيمات الشمال و اقاموا في مراكز فتح الانتفاضة و في شقق سكنية استأجروها لهذه الغاية و اختلطوا بالناس . الا انه، في وقت لاحق، ارتابت الفصائل الفلسطينية المرتبطة بالسلطة الفلسطينية ( وهي على علاقة سيئة جدا بالنظام السوري) و بتاريخ 23-11-2006 داهمت اللجنة الامنية احدى الشقق فحصل الشرخ بين اللجنة و بين جماعة شاكر العبسي الذي أمر جماعته بالانتقال الى مخيم البارد، و بتاريخ 27-11-2006 سيطر شاكر العبسي ( حبيّا ومن دون ضربة كف!!!) على مواقع فتح الانتفاضة في المخيم و اعلن قيام تنظيم فتح الاسلام، مستفيدا من الاسلحة و الذخائر و مواقع التعاونية و صامد و الخان و البحر ... و سيطر بالتالي على مخيم البارد بعدما وزع عناصره على المواقع القتالية!

وفيما تطورت الأمور وتعقدت ( نعود الى بعضها في حلقات أخرى) وأدت الى حرب حسمها الجيش اللبناني بتكلفة هائلة، تمكن شاكر العبسي من الفرار الى سورية في صفقة كانت وراءها المخابرات السورية، عل الرغم من أن العبسي متورط بقتل 169 ضابطا وعسكريا وجرح 259 آخرين!

ومع التفتيش عن الأدلة في ما تبقى من مخيم نهر البارد ، عثرت قوى الجيش اللبناني، على مجموعة من الكومبيوترات الشخصية ، أحدها خاص بشاكر العبسي.

وللمصادفة فقط، فهذا الكومبيوتر، لم يصل الى استعمال العبسي جديدا، بل كان قبل ذلك ، بعهدة رجل المخابرات السورية المعروف عماد فوزي الشعيبي، وهو كان في تلك الفترة، أحد مستشاري بشار الأسد شخصيا.

وللمصادفة فقط، فإن القائمة البريدية الخاصة بشاكر العبسي، والتي احتوت أسماء قليلة، أدرجت النائب السابق ناصر قنديل !

وللمصادفة فقط، فإن الشعيبي وقنديل، اللذين لم يتم التحقيق معهما في شأن العبسي " الفار"، كانا من أكثر المنظرين لمخاطر وجود تنظيم القاعدة في لبنان ولضرورة أن تدخل سورية مجددا الى لبنان، عبر البوابة الشمالية، لتنظيفه من الخطر الجاسم على استقرار بلدين مرتبطة مصالحهما الأمنية بعضها بالبعض الآخر!!!

وللمصادفة فقط، فإن الشعيبي بمعاونة منظر المخاطر الأصولية ميشال سماحة، كانا وراء تزويد سيمور هيرتش بمعلومات نشرها في النيويركر، تتهم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية و"تيار المستقبل" بتكوين " فتح الإسلام" ليتمكن لاحقا من فرض معادلة قوة بوجه …"حزب الله"!

وفي ما يأتي ما ورد في هذه الوثيقة الخاصة بكومبيوتر شاكر العبسي:

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها