عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

فارس خشّان

 تعريف: فارس خشّان كاتب ومحلل سياسي لبناني

 


فارس خشّان: اتهام "حزب الله" لا يُثير الفتنة وشطح هو الحسن السياسي


قال مستشار التحرير في "يقال.نت " فارس خشان، ردا على ما يقال أن الهدف من اغتيال الوزير السابق محمد شطح إثارة الفتنة:" لدينا مشكلة متمادية مع حزب الله ومع النظام السوري بما يتصل بالجرائم، وبالتالي القضية لا ترتبط اليوم بالجريمة الارهابية التي استهدفت احد ابرز عقول لبنان بل هي سابقة لها."

وأشار، في حديث ضمن برنامج "بموضوعية" مع الإعلامي وليد عبود، على تلفزيون "أم.تي.في" الى أن " رؤيتنا لحزب الله تختصر بأنه يعمل على تصفية الصنف السيادي في لبنان، وهي جريمة متمادية لم تعد تنطبق عليها مواصفات الجريمة الإرهابية بل تخطتها الى مواصفات الجريمة ضد الإنسانية، لجهة العمل على إبادة صنف من اللبنانيين."

ولفت الى أن الاشكالية الكبرى مع حزب الله بدأت مع بدء بروز خيوط في موضوع اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فاتهام اربعة من كوادر حزب الله، ومن ثم طريقة ردة فعل الحزب بشخص نصرالله بالذات.

وقال: عمليا، قبل ذلك، لم يكن احد يوجه اي اتهام سياسي الى حزب الله بالجرائم. حتى لو كانت لدينا مؤشرات فإننا طالما تحاشينا ذكرها لمنع وقوع فتنة في البلد، لكن اليوم الفتنة وقعت وجميعنا ضحاياها .

وفصّل خشّان: الفتنة بدأت منذ اغتيال رفيق الحريري ورفض تسليم المتهمين باغتياله او بمحاولة اغتيال بطرس حرب وهي ايضا وقعت في 7 أيار 2008 وفي طرابلس وفي موضوع سوريا، فنحن، والحالة هذه، نعيش اليوم تداعيات الفتنة، ونحن اصبحنا ضحاياها.

وجزم بأن "الفتنة لا تصنع الآن بل هي موجودة أساسا، والقول اليوم ان هناك جريمة وقعت اليوم بهدف إثارة الفتنة مجرد تزوير للحقيقة" .

وردا على سؤال عن المسارعة الى اتهام "حزب الله" قال: القضاء اللبناني والتحقيق الدولي حددا المتهمين بالاسم فماذا تنتظر ان يفعل الضحايا؟ هل تريد منهم ان يقولوا ان هذا اتهام سياسي او ان يقول بطرس حرب ان القضاء العسكري تجنى على حزب الله الى حدود ما بعدها حدود، وهو ونحن ندرك أن المحكمة العسكرية خاضعة، الى حد كبير لإرادة "حزب الله" باعتراف حسن نصرالله، الذي كشف أنه عمل على إطلاق سراح الشيخ منقارة، بعد تفجيري طرابلس؟"

وعن العناصر في اغتيال شطح، قال: حسن نصرالله اعتبر اعلان طرابلس اعلان حرب وطالب بأن لا يلعب احد معه، ومحمد شطح كان اليوم قادما الى اجتماع له علاقة باعلان طرابلس في بيت الوسط . وما حصل مع إبن طرابلس هو ترجمة حقيقية لتهديد نصرالله، فهو لا يلعب بالتهديدات، فوعوده صادقة.

وعن قراءته للجريمة، قال: محمد شطح هو وسام الحسن السياسي في مجموعة 14 آذار وهو صمام امان على كل المستويات السياسية في هذا الفريق، تماما كما كان وسام الحسن على المستوى الأمني. كما أن هذه الجريمة تذكرنا بجريمة محاولة اغتيال النائب مروان حماده ( الملف ثبت ارتباطه بملف اغتيال الحريري) التي مهدت لاغتيال رفيق الحريري.

أضاف: باعتقادي الأكيد بأن جريمة اليوم هي اختبار لنوعية ردة الفعل التي ستصدر في لبنان وفي العالم، هل هي مشابهة لردة الفعل التي صدرت بعد محاولة اغتيال مروان حمادة وبالتالي استوعبت داخليا، ام ان هناك ردة فعل مختلفة لأنني أعتقد بأن هناك رفيق حريري ما في الأجواء، فاذا مرت العملية من دون ردة فعل فان هناك رفيق حريري في اجواء 14 آذار .

وردا عى سؤال قال: اذا نفذ التكفيري جريمة نتهم بها، واذا طالبنا حزب الله بالعودة من سوريا والحفاظ على ارواح ابنائه يتهمنا بتبرير الجريمة. وهذا الحزب يتهمنا بالعمالة لنتنياهو ثم يتهم نتنياهو باغتيالنا. هذا الحزب لا يترك أي مكان للصلح ولا للعقل. هو قرر ان يطير العقول . يريد البلاد ساحة مفتوحة للمجانين.

وعن علاقة الإغتيال بالمحكمة الدولية قال:" كان محمد شطح من أكثر المتحمسين للمحكمة الدولية وهو عمل على ذلك بجد وإخلاص، وقد يكون ذلك من أهداف الجريمة التي ارتكبها أولئك الذين يسخرون من قضية العدالة والمحكمة، فعندما انشئت المحكمة الدولية، إغتيل وليد عيدو وابنه خالد، بعد يومين. المطلوب منا ان نسير دائما خلف النعوش وممنوع علينا ان ننجز شيئا . ممنوع علينا ان نقدم الى شعبنا أي نتيجة للنضال السلمي الديموقراطي."

وأشار الى أنه في إطار عمله قدم استشارة قبل نحو أسبوعين الى طرف طلبها عما يمكن أن يفعله "حزب الله" في رده على بدء المحاكمات، فكتب رأيا مفاده أنه لن يتم استهداف المحكمة بأجهزتها، لأنها تدخل ضمن الحماية الإيرانية في سياق محاولة الإنفتاح على المجتمع الدولي، ولذلك، فإن الخطر سيكون على فريق 14 آذار عموما وتيار المستقبل خصوصا.

وأضاف: لفت انتباهي ان البعض، وبعيد اغتيال شطح، سارع الى الترويج بأن شطح اغتيل لأنه اهم شاهد لدى المحكمة الدولية. بدا لي ذلك، بأنه رسالة توجه الى الشهود أمام المحكمة لترهيبهم، مع العلم بأن الوزير شطح لم يكن شاهدا امام المحكمة. إن ربط الجريمة بقضية الشهود تذكرني بقضية اغتيال جورج حاوي حين صدر أول خبر بأنه اغتيل لانه قدم شهادة امام لجنة التحقيق وكأنهم يقولون للشهود ولكل من يخدم العدالة بأنه سيموت، فنحن نقطع الأيدي ونقطع الألسن. ولا حاجة لتذكيركم بمن يهدد بعمليات البتر، دائما.

وعن موقع الجريمة الإقليمي والدولي قال: لم يقع اغتيال شطح على محور اهتزاز دولي واقليمي، بل على محور اهتزاز داخلي وله علاقة بضرب فريق 14 آذار.

أضاف: إن هذه الجريمة اصابتنا بالصميم، ليس على مستوى خسارة طاقة على قياس محمد شطح، بل على مستوى جمهورنا، الذي يبدو واضحا أنه عبّر عن استيائه من سلوك 14 آذار السلمي.

وقال: هناك في جمهورنا من بدأ يدعو الى التسلح ورد الصاع صاعين . وهناك في جمهورنا من لم يعد يؤمن لا بالقلم ولا باللسان ولا بالكلمات بل يريد أفعالا .

وأشار الى أن هكذا جريمة تقوي كل من يقف الى يمين 14 آذار، بحيث يدعو الى تحقيق شعاراتها بالعنف، بعدما فشلت كل المحاولات السلمية والديموقراطية. لقد أصبح 14 آذار بسلوكها الديموقراطي، بالنسبة لهم، أشبه بالراقصات اللواتي تقدمن عروض إغراء.

وعن قراءته لسلوكية 14 آذار قال: 14 آذار تقدم الشهيد تلو الشهيد، ولا يجوز ان نرفع السيف عليها ونمارس عليها الشوفانية والعنتريات، أيا كانت نظرتنا للأمور. امام 14 آذار خياران، في حال لم يعجبنا خيارها الديموقراطي، اما ان تذهب الى حمل السلاح وتقوم بتعبئة شعبية كاملة واما ان تتوقف عن ممارسة السياسة. اما بالنسبة الى الخيار الأول فأنا اعتقد بأن الأمر بحاجة الى استفتاء مع ناسنا وخصوصا مع امهاتنا وآبائنا الذي لهم الصوت التفضيلي في القرار، فهل نأخذ البلد الى حالة تطاحن أهلي لا نعلم الى أين سيوصلنا او نستمر في المسيرة الراهنة، والإقدام على التضحية بأجساد قياداتنا كما هو حاصل اليوم . 14 آذار تقدم قيادات شهداء وهذا أمر نادر في العمل السياسي. الناس يذهبون ضحايا في سياق استهداف القادة، ولا يزج بهم الى الموت. اما اذا تركت 14 آذار السياسة فهي ستتركها لمن ؟

وقال : لا خيار أمام 14 آذار سوى الإستمرار بمسيرتها الراهنة، مع محاولة استدعاء الناس الى الدعم والى الشارع، والى الإعتصامات، لكن هل نستطيع اليوم أن نطلب من ناسنا ان ينزلوا الى الشارع ؟ هل ناسنا على استعداد للنزول الى الشارع ، بعدما جرى إغراق الحقيقة بكثير من الترهات والتنظيرات والكذب والتضليل، مما يسمح بتضييع المسؤوليات وتمييع الإرادة الشاملة؟

وعن رأيه باقتراح البعض في 14 آذار تشكيل حكومة من 14 آذار والوسطيين قال:

اغتيال محمد شطح اليوم قطع كل المبادرات،حتى اشعار آخر. لا يمكن ان تكون هناك مبادرات على دمنا المسفوك. المبادرات السابقة كانت تقوم على فكرة محمد الشطح، بإهمال نسب تشكيلة الحكومة لمصلحة تطبيق إعلان بعبدا. لسوء الحظ هم لا يريدون اي مبادرة بل يريدون أخذنا الى مزيد من التشنج.

وتابع: من أسباب هذه الجريمة، محليا أيضا، إفهام رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بأن السير بحكومة حيادية ممنوع وهو محفوف بمخاطر الموت، وبالتالي فهو يوصلون اليهما رسالة بالدماء، ولذلك، لا اعتقد بأن رئيس الجمهورية أو الرئيس المكلف سيسيران بفكرة 14 آذار.

أضاف: على 14 آذار قبل أن تطرح فكرة بهذه القوة أن تضعها على سكة التحليل، بحيث توازي بين التطلعات والإمكانات، وتاليا فهل هي تملك أدوات الضغط الشعبي، وأدوات إقناع الوسطيين، والأهم أدوات إدارة عملية صمود ضمن صفوفها، لتبقي الفكرة حية الى ما بعد دفن محمد شطح؟

وردا على سؤال عن آذارية الرئيس المكلف تمام سلام قال: الرئيس تمام سلام يتقاطع مع أفكار 14 آذار وهو تحالف مع تيار المستقبل في الانتخابات النيابية وهو لم يكن جزءا من التيار وبالتالي هو جزء من هذا التحالف بالمبادئ، لكنه ليس جزءا من آلية العمل. قدم سعد الحريري تمام سلام في سياق مبادرة مشتركة مع وليد جنبلاط، حتى تتم طمأنة حزب الله، وبالتالي فتمام سلام لم يتم اختياره كمرشح مواجهة أبدا، وهو سوف يشعر بالخوف مع رئيس الجمهورية، بعد هذه الجريمة الإرهابية وبالتالي لن يوقعا على حكومة مواجهة، خصوصا وأن الوسطيين لن يسيروا مع 14 آذار لأنهم سيكونون اكبر الخائفين، وهم بالأصل أكثر المقتنعين باجرام حزب الله في البلد.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها