بيروت -
»السياسة«:
استأثرت الزيارة المفاجئة التي قام بها البطريرك الماروني مار نصر الله
بطرس صفير الى قصر بعبدا امس ولقائه رئيس الجمهورية اميل لحود باهتمام
الوسط السياسي سيما وانها تأتي بعد انقطاع طويل بين بكركي والرئاسة
يعود الى ديسمبر 2005 تاريخ الزيارة الاخيرة للبطريرك الى بعبدا .
وتمحورت زيارة البطريرك لقصر بعبدا حول موضوع الاستحقاق الرئاسي وضرورة
انجازه في موعده الدستوري, وحول نصيحة بعدم الاقدام على تشكيل حكومة
ثانية, في حال تعذر انتخاب رئيس جديد, تلافياً لزيادة الشرخ في البلد.
واعرب صفير عن امله في ان يتم الاستحقاق الدستوري في موعده »وان يكون
هناك الرجل الذي يمكنه ضبط الامور في البلد«, مؤكدا ان »لا حاجة لتوجيه
رسالة خاصة الى رئيس الجمهورية وهو واع لكل الامور«.
ونقل البطريرك عن لحود بعد محادثات استمرت ساعتين تخللها غداء عمل انه
مستعد لتمرير الاستحقاق الرئاسي بكل هدوء, مؤكدا انه يعرف ما يقوله
الدستور ويتقيد به.
وحدد البطريرك مواصفاته للرئيس الجديد مجددا التأكيد بأنه يجب ان يكون
رجلا لبنانيا محضا وان يكون من ذوي الخبرات وعلى مسافة واحدة من جميع
الناس وان يكون متجرداً.
واضاف ان الرئيس المقبل للجمهورية »يجب ان يجمع من حوله جميع
اللبنانيين« مطمئنا اللبنانيين الى ان »الامور ستجري حسب ما ينص عليه
الدستور اللبناني بالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية«.
واردف صفير قائلا »رسالتي للشعب ان يلزم الهدوء والطمأنينة وستجري
الامور بحسب النصوص الدستورية«.
وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك اتصال بينه وبين رئيس مجلس النواب
نبيه بري قال صفير »نحن لم يكن هناك اتصال بيننا وبين بري انما نقدر
جهود بري لكي يتم الاستحقاق الرئاسي في الوقت المحدد له«.
ونفى ان يكون هناك جمود في العلاقة مع لحود معتبرا »ان الامور تقضي
علينا وعليه بأن لا نزور بعضنا بعضا الا في مواقيت محددة«.
وحول دعوة المعارضة الى انتخابات نيابية مبكرة قال صفير ان »هذه
الانتخابات يجب ان يمهد لها ويجب ان يعتمد قانون معروف يستطيع
اللبنانيون ان يدلوا بأصواتهم وان ينتخبوا ممثليهم وهذا لم يتم لذلك
يؤثر ان تكون الدائرة مصغرة واذا تعذر فمع قانون انتخاب يعتمد القضاء«.
وحول رؤيته لعلاقة الرئيس المقبل مع سورية قال صفير »نحن بلد مستقل وله
كيانه وقوانينه وشعبه ونريد ان يكون بيننا وبين جميع البلدان وخاصة
البلد الذي نحن جيرانه احسن العلاقات وما عدا ذلك فان ذلك قد يكون
تجاوزا للقوانين«.
وفي ما يتعلق بسلاح »حزب الله« اكد البطريرك صفير ان »السلاح يجب ان
يكون بيد الجيش اللبناني وما عدا ذلك يكون خروجا عن القانون«.
وعن المحكمة ذات الطابع الدولي قال صفير »نود ان يتم اقرار المحكمة تحت
الفصل السادس ولكن اذا تعذر ذلك فيصبح اللجوء الى الفصل السابع
ضروريا«.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك نية لدى رئيس الجمهورية لتشكيل
حكومة ثانية قال صفير »انهم يقولون ما لا يقوله الرئيس لحود وهناك من
يسعى لتأزيم الامور«.
وشدد البطريرك الماروني على ان الانتخابات الرئاسية يجب ان تتم في
وقتها ولا تصح الا اذا جمع الرئيس نصف اصوات المجلس النيابي زائد واحد.
وفي رده على طرح العماد عون بانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب في حال
تعذر انتخابه من مجلس النواب , قال صفير : »نحن قلنا ذلك عندما وصلنا
من روما ان الدستور لا يحور بطرفة عين «.
وعلمت »السياسة« ان صفير ابلغ لحود ضرورة اعادة الاعتبار للموقع
المسيحي الاول في البلد, وعرض لمخاطر تكرار تجربة الحكومتين في عام
1988 وما جرته من خراب ودمار على لبنان وشعبه وبخاصة المسيحيين .
واشارت المعلومات الى ان البطريرك طلب من رئيس الجمهورية اقناع حلفائه
في المعارضة بالعمل على تأمين النصاب المطلوب في جلسة الانتخابات
الرئاسية ليصار الى اختيار رئيس جديد يقود عملية اعادة البلد الى حياته
الطبيعية وتوحيد اللبنانيين واخراجهم من ازمتهم الحالية.
|