بمناسبة
الانتخابات الفرعية في المتن أصدر التنظيم الآرامي الديمقراطي في لبنان
البيان التالي:
070803
في مواجهة
الخطط التي يعدّها محور الشر المعاصر، أي المحور الإرهابي الجهادي الذي
تدعمه وتغذيه منظمات مثل القاعدة وأنظمة مثل التي في إيران وسوريا،
يتوجّب على كل محبّي الكرامة الإنسانية والديمقراطية والمدافعين عن شرعة
حقوق الإنسان المعترف بها عالميا، الوقوف جنبا الى جنب لسد الطرق أمام
هذا الوحش المعاصر ومنعه من احتلال المزيد من المواقع السياسية التي
تمكـّنه من إفساد المزيد من المجتمعات الإنسانية وابتلاع المزيد من
الضحايا البشرية. ومن الخطأ الظن أن بتقديمنا الخضوع له وإطعامه ما يشاء
يمكننا درء شرّه، لأن إشباع الوحش يقويه ولا يقتله.
إن انتخابات
المتن ليست بين شخصي النائبين المرشحين للمقعد المغدور به. إنها معركة
سياسية بين الحق والباطل، بين تيار الحرية وتيار الإرهاب. بين انتزاع
السلطة من تيار الحرية وإعطائها الى تيار الإرهاب الذي ناضلنا محليا
وعالميا من أجل التغلب عليه. وعلى هذا الأساس نفهم موقف البطريركية
المارونية الذي يظهر لأول مرة داعما لجهة دون الأخرى. نعم، إن البطريركية
قالت كلمتها: المقعد هو من حق التيار المغدور به، وليس من الحق أن يخسره
من خلال الاغتيال من أجل مواقفه السياسية، ولذلك فمن البديهي أن يعاد الى
من يمثـّله. وهذا بديهي في موقف الكنيسة، و ليس غريبا في الديمقراطيات.
في البلدان
ذات الأنظمة الديمقراطية المتطورة لن يكون هناك أي تردّد في سد المقعد
الشاغر بنائب آخر من قبل الحزب الحاصل على المقعد، دون العودة الى أية
انتخابات. فمثلا في السويد، يكون عدد المقاعد ثابتا طوال الولاية كلها،
بغض النظر عن الشخص الشاغل للمقعد. فإن هناك مناوبين مرقـّمين لكل النواب
في المجلس النيابي يقومون بملء الفراغ عند حصوله، من أجل الحفاظ على
النسبة المنتخبة طوال مدة الولاية. إن مأساة - مهزلة كالتي تحصل في
لبنان، بأن يسمح للإرهابيين بتغيير الأكثرية من خلال القتل والترهيب
والتغييب، لا يمكن أن تحصل في بلاد أخرى،إلا إذا كانت سائبة وداشرة
ومتروكة للريح. ونحن نعرف أن اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة ليسوا من
يرغب في تسييب البلاد.
بالإضافة
الى ذلك، فلقد بات واضحا للقاصي والداني أن كل صوت للضـّال عون ولفريقه،
رغم هويته المسيحية الشخصية، هو صوت سياسي داعم لمشاريع حزب الله وما
يمثله، الهادفة الى لبنان إسلامي، لا- ديمقراطي، والنموذج الإيراني
واضح. فكل تجاهل لهذه الحقيقة هي حالة تدعو صاحبها الى التحقق من أهدافه
إذا كان مسيحيا. وكل جهل لها، يدعوه لاستعادة وعيه السياسي.
فمن هنا،
يطلق التنظيم الآرامي الديمقراطي نداء الى كل المعنيين بالانتخابات
المتنية غدا الأحد في الخامس من آب: افتحوا الطريق أمام الحريات وسدّوها
أمام الإرهاب! ونداؤنا هذا موجّه الى كل من المواطنين الأحرار بقرارهم.
أنتم الذين ما زلتم تحتفظون بحرّية قراركم، حافظوا على هذه النعمة
الفريدة في الشرق، حرية القرار، من خلال إرجاع الحق الى أصحابه. وبذلك
تساهمون بسد الطريق أمام مشاريع تحويل لبنان كله الى مخيمات نهر البارد
ومشاريع الإمارات الإسلامية والدويلات الفقيهية وما شابه.
أخيرا، نقول
للمسيحيين وغيرهم من المتعاطفين مع الأحزاب البعثوفاشية والملالية: صوتوا
للحرية كما يدعوكم ضميركم لذلك ولا كما يرغمكم الإرهابيون، ولا بأس إذا
شعر زعماؤكم أنهم لا يملكون أصواتكم عندما ينحرفون عن أهدافكم التي من
أجلها انتخبتموهم. على العكس، فبذلك تعطوهم تحذيرا ليصححوا مسارهم فيما
بعد وأن يحسبوا حسابا لكرامتكم وإرادتكم في مفاوضاتهم السياسية مع
الأفرقاء الآخرين.
التنظيم
الآرامي الديمقراطي في لبنان
المكتب السياسي
|