عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الفكر الآشوري المزيف

هل صحيح أن الأشوريين قد إستخدموا اللغة الآرامية كلغة رسمية؟

أهدي هذا البحث المتواضع الى الشاب السرياني  Milad Malke عند زيارتي الثانية لمدينة القامشلي تعرفت على هذا الشاب الغيور و قد أهداني لي شخصيا و للدكتور أسعد صوما خريطة تاريخية تبرز أماكن التواجد الآرامي في بيت نهرين ( الجزيرة السورية اليوم ) و في بلاد آرام ( سوريا القديمة ). إنني سعيد جدا لأنه يتابع الأبحاث العلمية التي تتعلق في تاريخ شعبنا السرياني الآرامي الجبار !

أولا - ما هو الفرق بين " طرح تاريخي " و " حقيقية تاريخية" ؟

المطلع على تطور الدراسات حول تاريخ الشرق القديم يعرف جيدا إن العلماء و خاصة علماء الآثار في نهاية القرن التاسع عشر قد رددوا طروحات تاريخية جديدة مبنية على ما إكتشفوه من معلومات في الكتابات الأكادية التي إستطاعوا فك رموزها في حوالي سنة ١٨٥٧ .

بعض الملاحظات المهمة :

أ - كان العلماء حتى بداية القرن التاسع عشر يستخدمون أسفار التوراة و بعض المصادر اليونانية لمعرفة تاريخ الشرق القديم . أسفار التوراة و المصادر اليونانية هي غير كافية لتعطينا فكرة صحيحة عن تاريخ الشرق القديم . لقد ورد في أسفار التوراة ذكر الشعب " الحثي " و لكن العلماء كانوا يجهلون من هو هذا الشعب  و أين هي أماكن تواجده! فك رموز الكتابة الهيروغليفية و خاصة المسمارية قد سمح للعلماء أن يتعرفوا أكثر على تاريخ و أهمية الدور الذي لعبه الشعب الحثي !

ب - ما هي لغة الأشوريين ؟

إن المصادر اليونانية قد ذكرت مرارا الشعب الأشوري و عندما فك العلماء رموز الكتابة المسمارية التي إكتشفوها أسرعوا في تسميتها " باللغة الأشورية " و سكن سرعان ما إكتشفوا بأن هنالك كتابات مسمارية مختلفة تتحدث عن " لغة سومرية " و أن الكتابات التي وجودها في بلاد أشور تؤكد أن إسم اللغة ( الشرقية ) هو اللغة الأكادية و ليس " اللغة الأشورية " كما هم إدعوا !

ج - إن جميع العلماء المتخصصين في تاريخ اللغات الشرقية أو في تاريخ الشرق القديم يؤكدون أن الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية و أنه لا يوجد " لغة أشورية و لا لهجة أشورية !".

د - السريان المشارقة المدعون بهوية أشورية منقرضة هم الوحيدون اليوم يرددون عن غباء مطلق بأنهم يتكلمون " لغة أشورية " و يضحكون على أنفسهم و يؤكدون " أن قاموس شيكاغو الشهير يؤكد بوجود لغة أشورية ". تخلف فكري رهيب لأن قاموس شيكاغو و إن كان إسمه " Assyrian " فهو يؤكد في المقدمة بأن الإسم العلمي و التاريخي هو " اللغة الأكادية".

ه - ربما أفضل برهان يشير لنا مدى الفرق بين " طرح تاريخي " و  "حقيقية تاريخية" هو التسمية البابلية :

*لقد أخذ علماء الآثار التسمية البابلية من المصادر اليونانية القديمة !

*قدامى اليونانيين قد أخذوا التسمية البابلية من التسمية الإدارية الفارسية التي أطلقوها على بلاد أكاد القديمة و كاننت أكثرية السكان من الآراميين و هذا واضح من المصادر السريانية النسطورية .

*كثير من العلماء لا يزالون يستخدمون التسمية البابلية اليوم للإشارة الى سكان بلاد أكاد و هي تسمية خاطئة لأن علماء الآثار لم يجدوا كتابات أكادية قديمة تتكلم عن " شعب بابلي قديم " و لكن نقلوها من من المصادر اليونانية القديمة .

* الإدعاء بوجود شعب بابلي تاريخي و حقيقي هو طرح تاريخي و ليس حقيقية تاريخية !

ثانيا - النقاش العلمي البناء  و تفوق أعداد الآراميين على الأشوريين في بلاد أشور نفسها ! .

في نهاية سنة ٢٠١٥ ألقيت محاضرة في مدينة نيوجرسي و قد إلتقيت مع الإخوة السريان الآراميين هناك و قد جرت عدة نقاشات تاريخية بيننا.

عندما ذكر أحد الإخوة أن الأشوريين قد إستخدموا اللغة الآرامية كلغة رسمية في جميع أنحاء امبراطوريتهم تدخلت في النقاش و عارضت هذه الفكرة لأنه غير صحيح تاريخيا (علميا) أن الأشوريين قد إستخدموا  اللغة الآرامية كلغة رسمية بل بالعكس لقد حافظ الأشوريون على إستخدام اللغة الأكادية كلغة رسمية ( لقد نشرت سابقا رسالة ملك أشوري يوبخ فيها أحد الموظفين  في بلاد أكاد و يطلب منه أن يكتب باللغة الأكادية و ليس الآرامية لأن اللغة الأكادية هي اللغة المعتمدة ). لقد شرحت لهؤلاء الإخوة الغيورين بأن الكلدان أنفسهم و بالرغم من أنهم آراميون و أن لغتهم الأم هي الآرامية فإنهم بدورهم قد حافظوا على اللغة الأكادية كلغة رسمية و هذا واضح من عشرات الكتابات الرسمية التي تركوها إن كان في بلاد أكاد أو المناطق التي كانت خاضعة لإمبراطورتيهم !

 لقد تدخل أحد الأخوة الغيورين و قد أكد بدوره بأنه يوجد عدة مؤرخين اليوم يؤكدون أن الأشوريين قد إستخدموا اللغة الآرامية كلغة رسمية و حجتهم هي أن علماء الآثار قد إكتشفوا عدة كتابات أكادية مع كتابة صغيرة باللغة الآرامية هي أشبه بتلخيص بسيط للكتابة الأكادية !

 و هنا شرحت للأخوة الحاضرين ملخص ما كتبه العالمان TADMOR و GARELLY حول عملية إنصهار بقايا الشعب الأشوري ضمن البوتقة الآرامية و هذا ما يسميه العالم تدمر"ARAMAIZATION "  في بحثه

THE ARAMAIZATION OF ASSYRIA:  ASPECTS OF WESTERN IMPACT.

  إن العنصر الآرامي قد تغلب عدديا و حضارايا على الشعب الأشوري في بلاد أشور نفسها و كان الآراميون يشكلون أكثرية السكان في بيت نهرين ( الجزيرة السورية) وفي بلاد أكاد ( بلاد الآراميين في مصادر السريان النساطرة ) و في بلاد آرام ( سوريا التاريخية )...

  للأسف لا يزال بعض السريان الغيورين يتوهمون أن على الباحث في التاريخ أن يردد" ما تعلموه "هم و يتناسون أن الباحث المتخصص قد جمع و تحقق بمنهجية أكاديمية في كثير من النقاط التي يطرحها .

ثالثا  هل صحيح أن الأشوريين قد إستخدموا اللغة الآرامية كلغة رسمية ؟

هذا الكتاب  هو للباحث M. L. Folmer عنوانه  هو :

The Aramaic Language in the Achaemenid Period: A Study in Linguistic Variation

الموضوع واضح جدا و هو محدد زمنيا في أيام الإمبراطورية الفارسية و الشيئ الرائع هو أن هذا الباحث قد ردد في مقدمته هو اللغة الآرامية القديمة هذه الفكرة : الأشوريون قد إستخدموا اللغة الآرامية كلغة رسمية !

بعض الأخطاء التي وردت في هذه المقدمة و أدت الى الإدعاء بأن اللغة الآرامية كانت اللغة الرسمية في عهد الإمبراطورية الأشورية :

أ - الباحث فولمر  Folmer في الصفحة ٣ يردد ما ورد في سفر الملوك الثاني حيث نرى أن المسؤولين اليهود قد طلبوا من أحد قادة الملك الأشوري سنحاريب أن يكلمهم باللغة الآرامية و ليس العبرية كي لا يفهم عامة اليهود المتواجدين على الأسوار...

 * أسفار التوراة لا تعتبر مصدرا أمينا و هذه الرواية هنا لا تعتبر مصدرا لأن أسفار التوراة قد كتبت بعد حوالي ٢٠٠ سنة من هذه الحادثة .

* هذه الرواية تثبت لنا أن قائد الحملة كان آراميا و هذا ليس بغريب لأن الآراميين كانوا يحتلون مراكز مهمة في الإدارة الأشورية .

* هذه الرواية ليست برهانا على أن الإمبراطورية الأشورية قد إستخدمت اللغة الآرامية كلغة رسمية .

ب - نقش بر ركيب ملك سمأل !

هذا النقش أو الكتابة قد وجدت في سمأل أي في البلاد التي إستوطنها الآراميون و شكلوا فيها أكثرية سكانية منذ بداية الألف الأول ق٠م إلى القرن الرابع عشر الميلادي !

 بلاد آرام ( سوريا ) و بيت نهرين ( الجزيرة ) قد إحتلها الأشوريون و لكنهم لم يستوطنوا فيها و من الطبيعي أن يحافظ سكان هذه المناطق الآرامية على إستخدام اللغة الآرامية و نقش برركيب من الخطأ إعتباره برهان على أن الأشوريين قد إستخدموا اللغة الآرامية !

 الباحث فولمر  Folmer في الصفحة ٣ يردد مفهوم خاطئ !

ج - لقد شرحت سابقا إن وجود ترجمة صغيرة في اللغة الآرامية على بعض ألواح الاجر باللغة الأكادية لا يثبت أن اللغة الآرامية كانت رسمية و لكن أن نسبة كبيرة من الموظفين كانوا من الآراميين الذين وضعوا تلك الملخصات بلغتهم الأم كتبويب للوائح الأجر خاصة في المخازن ( و ليس المكتبات ) للحفاظ عليها .

 في الصفحة ٤ يعتبر فولمر هذه الكتابات الآرامية بأنها برهان على إستخدام الأشوريين للغة الآرامية كلغة رسمية و هذا ليس برهانا مقبولا!

 الخاتمة

لقد ذكر فولمر حرفيا ما يلي :

Babylon in this period was strongly Aramaised and the Aramaic language seems to have replaced Akkadian as the main spoken language of the contry.

 أ - نرى هذا العالم يستخدم تعبير Babylon بمعنى بلاد بابل و هو يجهل بأن جميع سكانها كانوا من الآرامين جنسا و لغويا و بأنه لا يوجد شعب بابلي " صار يتكلم اللغة الآرامية !"

ب - لقد نشر العالم " كول " أرشيف نيبور سنة ١٩٩٦ و هو مجموعة من الرسائل باللغة الأكادية تثبت لنا أن القبائل الآرامية قد إنتشرت في كل بلاد أكاد : COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governors Archive From Nippur. 1996

ج - لقد حافظ الكلدان الآراميون على إستخدام اللغة الأكادية كلغة رسمية و هذا واضح في الكتابات التي تركوها . بينما كانت اللغة المحكية هي الآرامية لأنها لغتهم الأم و نحن نعلم أن اليهود قد تعلموا اللغة الآرامية

خلال سبيهم الى بابل !

د - الفرس هم الوحيدون الذين إستخدموا اللغة الآرامية كلغة رسمية و هنالك عشرات البراهين و النصوص الآرامية في جزيرة الفيلة على نهر النيل إلى مناطق بعيدة في إفغانستان !

The Aramaic Language in the Achaemenid Period: A Study in Linguistic Variation

Par M. L. Folmer

https://books.google.fr/books?id=7-m1R072Ks0C&printsec=frontcover&hl=fr#v=onepage&q&f=false

The Aramaic Language in the Achaemenid Period

(Peeters 1995) 

ml>

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها