هل ينتبه
السرياني على عمليات تزييف إسم و تاريخ لغته الأم؟
لقد طلب مني أحد الإخوة
أن أعلق على ما ورد في صفحة بلاد السريان التي تعمل على تزييف تاريخ و هوية
السريان من أجل تسمية أشورية مزيفة
:
إنني أتعجب كيف تتصيد هذه
الصفحة السريان الشرفاء و إسمها" بلاد السريان
- Bilad Assyrian "
؟ فهل إسمنا باللغة العربية هو سريان و باللغات
الأجنبية
Assyrian
؟
كما يردد السريان الضالون
؟
أصحاب هذه الصفحة المتنكرون يؤمنون بهوية أشورية مزيفة و
طالما يوجد سريان يتابعون أكاذيبهم فإنهم يشجعونهم على نشر أكاذيب حول
هويتنا و لغتنا
.
هذه المرة الضحية هي
اللغة الآرامية السريانية فأصحاب هذه الصفحة يؤكدون في العنوان " اللغة
السريانية "الآرامية" اشتقت من الاكدية (البابلية – الآشورية
)".
أولا - اللغة الأكادية
:
أ- الأكاديون شعب شرقي
دخلوا الى جنوب و وسط العراق و إستولوا على بلاد سومر القديمة في حوالي
منتصف الألف الثالث ق٠م و قد أخذوا الكتابة المسمارية السومرية و طوروها
للتلائم مع لغتهم الشرقية
!
ب - بعد بضعة مئات من
السنين ستختفي اللغة السومرية بينما تنتشر اللغة الأكادية في كل مناطق
الشرق القديم
.
لقد إسخدم الشعب الكاشي
اللغة الأكادية كما إستخدمها الشعب العموري قبلهم كذلك الشعب الأشوري. لقد
بقي إسم اللغة " أكادية " و كان ملوك أشور أنفسهم يسمون لغتهم أكادية و ليس
" أشورية
"!
سكان
سوريا من العموريين و الكنعانيين كانوا يستخدمون اللغة و الكتابة المسمارية
في مراسلاتهم مع الفراعنة و كذلك الفرس هم أيضا إستخدموا اللغة و الكتابة
المسمارية في تاريخهم القديم
.
ح - جميع هذه الشعوب
إستخدمت اللغة الأكادية وطبعا لم تسمى هذه اللغة " أرمنية " في بلاد
الأورارتو و لا " فارسية " في بلاد فارس
!
د - لقد توهم العلماء في
منتصف القرن التاسع عشر - بعد فك رموز الكتابة المسمارية سنة ١٨٥٨ - أن
اللغة هي " أشورية " لأن الكتابات قد وجدت في بلاد أشور
!
لكنهم سرعان ما إكتشفوا
أن الكتابات المسمارية تسمي هذه اللغة - هي نفسها - أكادية و أن هنالك
كتابات أقدم للغة أقدم من الأكادية و هي اللغة السومرية
!
جميع علماء الشرق القديم
يستخدمون اليوم التسمية العلمية ألا و هي اللغة الأكادية
!
ه - لقد قسم علماء اللغة
تاريخ اللغة الأكادية الى قسمين
:
لغة أشورية و لغة بابلية
و الى مراحل زمنية ثلاث قديمة و متوسطة و حديثة
!
و لكنهم عندما " إكتشفوا
" خطأهم بعدم وجود لغة أشورية بالرغم من الكمية الكبيرة من الكتابات فاإنهم
إدعوا بأنها " لهجة أشورية
"!
و - الأشوريون لم يتكلموا
لغة أشورية أو لهجة أشورية و لكنهم مثل بقية الشعوب المجاورة كانوا يتكلمون
اللغة الأكادية : إن تعبير " لهجة أشورية" هو من إختراع مخيلة العلماء في
نهاية القرن التاسع عشر
!
و
أكبر برهان هو تعبير " لهجة بابلية
"!
و كما لا يخفى على القارئ
المثقف لا يوجد شعب أو إتنية بابلية في التاريخ القديم و لكن تسمية إدارية
فارسية ستطلق تسمية " بلاد بابل " على بلاد أكاد القديمة
!
و
اليونان القدامى سيستخدون هذه التسمية " بلاد بابل " و " الشعب البابلي " و
" اللغة البابلية " و هذا مما أوقع علماء الآثار في الإعتقاد بوجود شعب
بابلي حقيقي كان يتكلم اللغة الأكادية و لكن بلهجة " بابلية
"!
ثانيا - لماذا صفحة بلاد
السريان تخدع السريان ؟
أ - أصحاب هذه الصفحة هم مناضلون من أجل التسمية الأشورية
المزيفة و ليس لهم أية علاقة بالبحث الأكاديمي النزيه: هدفهم الظاهر هو
خداع السريان و إبعادهم عن هوية أجدادهم و تزييف تراثهم
!
ب - اللغة الآرامية
إستطاعت أن تمحي جميع اللغات الشرقية من أكادية و كنعانية و عبرية بين
القرنين الخامس و الأول ق٠م
!
ج - هنالك عدد كبير من
علماء اللغات الشرقية و تاريخ الشرق القديم لم يذكروا أن اللغة الآرامية قد
إشتقت من الأكادية
:
فقط
السريان الضالون دعاة الفكر الأشوري المزيف يرددون هذا الإدعاء الخاطئ
!
د- هذه الصفحة تنشر
الطروحات الأشورية الكاذبة بين السريان
:
لا
يوجد أي باحث أكاديمي قد ذكر أن اللغة الآرامية قد تزاوجت مع اللغة
البابلية و أصبحت اللغة آرامية بابلية ! هذا كذب و نفاق مخجل...
ه - غير صحيح وجود لغة
آرامية شمالية ؟
و طبعا غير صحيح أن اللغة
الآرامية الشمالية ( طرح طفولي من سريان خونة ) قد تزواجت مع الأكدية -
الأشورية (تعابير خاطئة من القرن التاسع عشر) و غير صحيح أن اللغة الوليدة
كانت " الآرامية - الأشورية
"!
و - لا أحد من علماء
اللغة السريانية الآرامية قد ذكر أن لغتنا هي" الآرامية - الأشورية
"!
هذا دجل و آسفاه السريان
لا ينتبهون و يقعون في خداع هذه الصفحة بكل سهولة
:
ز - قمة الدجل : لغتنا
الآرامية الذي جميع العلماء السريان يسمونها آرامية سريانية تتحول الى "
لغة أشورية معاصرة " و يضعون إسم لغتنا السريانية بين قوسين
!
نحن نعلم أن السريان
المدعين بالهوية الأشورية المزيفة لن يتوقفوا عن نشر طروحات خاطئة : و
لكنني أتعجب كيف يتقبل السرياني الغيور هذه الأكاذيب ؟