عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الفكر الآشوري المزيف

 المتطرفون يغتصبون لغتنا الآرامية تحت شعار الثقافة!

091127

لقد أعاد أحد المواقع السريانية خبر عن محاضرة حول اللغة السريانية تحت عنوان "محاضرة عن اللغة السريانية في البيت الثقافي في نينوى "ممكن الإطلاع عليها على الرابط التالي

http://www.zahrira.net/?p=6433#more-6433

أولا - الفكر الأشوري و عقدة " اللغة الأشورية الوطنية الخاصة "من يتابع تاريخ الفكر الأشوري الحديث بين السريان يعلم أن إخوتنا من السريان ينادون بجذور أشورية (وهمية ) و يدعون أنهم محافظين على " لغتهم الأشورية القومية ".

المشكلة أن الأشوريين القدامى كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و كانوا يسمونها اللغة الأكادية .

و كانت هذه اللغة الشرقية مع كتابتها المسمارية قد إنتشرت في كل الشرق القديم و كان الفرس القدامى يدونون بها كذلك شعب الأورارتو و كل هذه الشعوب كانت تسمي هذه اللغة باللغة الأكادية .

عندما إكتشف العلماء فك رموز الكتابات المسمارية التي وجدت في نينوى في القرن التاسع عشر الميلادي أطلقوا على هذه اللغة القديمة "اللغة الأشورية" و لكنهم سرعان ما إكتشوا غلطتهم لأنهم إكتشفوا أن اللغة الأقدم إسمها اللغة السومرية و اللغة الشرقية( السامية) إسمها الأكادية .

هنالك عشرات الدراسات حول تاريخ اللغة الأكادية و إذا دققنا لوجدنا أن العلماء المعاصرين يرفضون إستخدام تعبير" اللغة الأشورية" لأنه تعبير خاطئ و لأن الأشوريين أنفسهم مثل الشعب الحوري و الميتني كانوا يسمون هذه اللغة " أكادية " .

إخوتنا المنخدعون بالطروحات الاشورية لا يزالون يرددون تارة" لغة أشورية" و طورا " لغة أشورية سريانية " !

الغريب أن العلماء المتخصصين في تاريخ اللغة الأكادية لا يذكرون أن لها علاقة مباشرة مع لغتنا الآرامية/ السريانية ، و لكن " الباحثين" المتخرجين من الأحزاب الأشورية يدعون أن لغتنا السريانية هي الأشورية ؟

ثانيا - " لغة أشورية " أم عملية إحتيال ؟

لا زلت أذكر ذلك اليوم عندما ذهبنا أنا و صديق لي كي نشرب القهوة في مقهى على رصيف الشارع و كان صديقي قد أوقف سيارته الزرقاء بالقرب من المقهى . بينما كنا نتحادث و نراقب السواح في شهر حزيران إذا بنا نلاحظ شابا يركض في وسط الشارع يستوقف المارة و البعض منهم يناولونه بعض الفرنكات و كان يشير - عندما يتحدث الى المارة - الى أقرب سيارة له .

إقترب من الجالسين بالقرب منا فلم يردوا عليه فوصل إلينا و هو يتنهد " إعملوا معروف إنني بحاجة الى بعض الفرنكات ... لقد توقفت سيارتي و أريد شراء الوقود و الإسراع لشراء الدواء لإبنتي المريضة" و لكنه أشار الى سيارة صديقي الزرقاء !

سأله صديقي بكل برودة" هل هذه السيارة الزرقاء هي ملكك ؟ " و هنا أكمل الشاب المحتال و توجه الى رجل يريد الدخول الى المقهى و ردد أمامه نفس الحكاية و لكنه - هذه المرة - أشار الى سيارة أخرى ربما خوفا من ردة فعل صديقي !
لقد حقق الفكر الأشوري نجاحا كبيرا في تزوير و تشويه إسم لغتنا الآرامية السريانية :

أحد كبار رجال الدين السريان سألني " ما الفرق بين اللغة الأشورية و اللغة السريانية ؟ ".

و لحسن حظي كان في حوزتي عدة نصوص من السريان المشارقة فقرأها رجل الدين و قال لي " هذه لغتنا السريانية ". لقد شرحت للحضور كيف أخطأ العلماء في القرن التاسع عشر و لما إخوتنا من السريان المشارقة يدعون أن لغتنا هي "أشورية " .

ثالثا - بعض التعليقات على محاضرة السيد فريد يعقوب .

أ - لا يحق لي أن أعلق على محاضرة لم أكن موجودا فيها و لكن السيد فريد يعقوب كان قد كتب مقالا غير علمي حول اللغة السريانية عنوانه "اللغة الاشورية – السريانية وريثة الاكادية" موجود على رابط

http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=516

و على ما يبدو أن محاضرته المغامرة كانت بنفس النهج .

ب - يظهر أن الباحث فريد يعقوب يجهل أن اللغة السومرية كانت لغة هندو أوروبية و مختلفة كليا عن اللغة الأكادية .

كما أنه من غير اللائق أن نتكلم عن تطور اللغات و الحضارات في بلاد العراق القديم بدون ذكر الشعوب العديدة التي سكنت مئات السنين في العراق القديم الشعب السومري - الشعب الأكادي - الشعب الغوتي - الشعب العموري - الشعب الحوري - الشعب الميتني - الشعب الكوشي ...

ج - ورد في مقال السيد يعقوب " وظلت اللغة الاكادية التي تبنت السومرية تكتب بها على نحو ثلاثة آلاف عام على اقل تقدير، اطلقت تسمية اللغة الاكادية على (البابلية ـ الآشورية)".

*تاريخ اللغة الأكادية هو حوالي 2400 سنة و ليس 3000 سنة !

*الشعب الأكادي هو الشعب الذي طور و نشر اللغة الأكادية و كانت كل الشعوب القديمة تسمي هذه اللغة " أكادية" .

*لقد نطورت هذه اللغة عبر تاريخها الطويل و لكن ظل إسمها " اللغة الأكادية ". إن علماء الآثار و اللغة الأكادية في القرن العشرين قد قسموا تاريخ اللغة الى مراحل زمنية و مناطق جغرافية.

*من عنده الشجاعة أن يدخل الى مكتبة متخصصة في تاريخ الشرق القديم سوف يرى أن كل الباحثين يستخدمون تعبير " اللغة الأكادية" كما أن كل القواميس الجديدة تستخدم التعبير العلمي " الأكادية " .

د - نظرية جديدة غير علمية ، ذكر السيد يعقوب " ان الاختراع والتطور الكبير على اللغة الاكادية (البابلية ـ الآشورية) تجسد في اختراع الابجدية البابلية ـ الآشورية التي ساهمت كثيراً في تطور الكتابة وسهولة استخدام المفردات بعد ان اختزلت الرموز المسمارية المقطعية المكونة من اكثر من 2500 رمز الى اثنى وعشرون حرفاً وصوتاً في آن واحد. سميت بالابجدية، (ابجد، هوز، خطي، كلمن، سعفص، قرشت). "

* لقد طور الأكاديون الكتابة المسمارية و خففوا عدد رموزها الى حوالي 600 و لكنها ظلت كتابة مسمارية و ليس " أبجدية" .

*لقد تطورت الكتابة المسمارية المقطعية الصوتية في أوغاريت و منها إنتقلت الى الكنعانيين الذين أوجدوا الكتابة الأبجدية .

ه - كتب الباحث النزيه " وعملت هذه الشعوب التي اكتسبت الابجدية الآشورية الى ازدياد عـدد حروفها او تعديلهــا بما يلائـم بيئتها، اقتبس الفينيقيـون الابجديــة الآشورية من الابجدية الاوغارتية وهي نصوص مسمارية اكتشفت في مدينة اوغاريت (رأس شمرا) في سوريا في حدود سنة 1400 قبل الميلاد ضمت أي الاوغارتية ثلاثون علامة تمثـل الحروف الابجدية الآشورية. "

*كيف تتحول الكتابة المسمارية الأكادية الى أبجدية أشورية ؟

*هل كانت أشور " إمبراطورية " في حوالي سنة 1400 ق.م و هل كانت أوغاريت خاضعة للأشوريين أم أن الأشوريين أنفسهم كانوا خاضعين لمملكة الميتني ؟

*هل إقتبس الفينيقيون الأبجدية الاشورية من الأبجدية الأغارتية ؟

أم إنهم طوروا كتابة خاصة بهم ؟

*إن تعبير " الأبجدية الاشورية " هو عملية سطو على إنجازات بعض الشعوب فالشعب الأشوري لم يكن له لغة خاصة إسمها اللغة الأشورية و لم يلعب أي دور في تطوير الأبجدية.

و - كتب السيد يعقوب " فهجرة ابراهيم الخليل من مدينة اور واستيطانه في بلاد كنعان، انتقلت معه عناصر مهمة من العناصر الحضارة النهرينية بالاضافة الى انتقال عنصر الكتابة، وتداولها لاحقاً في بلاد كنعان انتقلت ايضاً فكرة عبادة الاله الواحد حيث تؤكد التوراة هذه النظرية في الوقت الذي تدين فيه الآشوريين بـ"الوثنيين ـ آراميين" .

*إن أغلب الباحثين في تاريخ الشرق القديم يعتبرون ابراهيم الخليل قصة رمزية خيالية .

*بعض المتطرفين يدعون أن فكرة الاله الواحد قد أخذها اليهود من الشعب الأشوري ؟

*المتطرفون ينكرون وجود الشعب الآرامي و تاريخه بالنسبة لهم و حسب مفهومهم التسمية الآرامية تعني الوثنيين . المضحك المبكي أن البحث التاريخي حسب مفهومهم هو " طرح نظريات بدون براهين " ثم الإستناد على نظرياتهم المزورة كي يزيلوا لغتنا الآرامية السريانية من الوجود .

ز - يستخدم السيد يعقوب لوحة يشرح فيها " نظريته" حول تطور اللغة الأشورية :

 كتب هذه الآية " يمثل هذا الحقل الابجدية المربعة أو الحروف المربعة، وتمثل المرحلة الاهم من تطور الابجدية من حيث الشكل، وعليها استندت الابجديات اللاحقة، وتمثل هذه الطريقة صياغة الحروف على شكل مربع، وسميت هذه الابجدية لاحقاً بـ(الآرامية) وجاءت هذه التسمية من قبل العلماء، واستناداً الى فرضية التوراة التي اطلقت على هذه الابجدية نص الـ( وثنية)، واستخدمت في حدود القرن (11 و10 ق. م). "

الباحث النزيه المتخصص في تاريخ الشرق القديم يسمح لنفسه أن يسمي لغتنا الآرامية بلغة وثنية :

 السؤال هل كان الشعب الاشوري هم أيضا كانوا يسمون الآراميين بالوثنيين؟

أو بعبارة أصح لقد وردت عدة تعابير أكادية ورد فيها " اللغة الآرامية"!

رابعا - اللغة السريانية سوف تفك العقد و العقد الأشوري !

أ - العقد و مفردها العقدة إن كثيرين من السريان المشارقة و المغاربة الذين يؤمنون بجذور أشورية يعترفون اليوم أن إسم لغتنا العلمي و التاريخي هو " اللغة الآرامية السريانية " و إن عقدة " اللغة الأشورية" تفضح طروحاتهم بشكل رهيب . بعض المتطرفين يدعي أن السريان المغاربة يتكلمون" اللغة الأشورية باللهجة الغربية" .

ب - العقد الأشوري إن عناد إخوتنا من السريان المشارقة الذين يدعون بجذور أشورية و يدعون أن لغتنا السريانية هي " أشورية" سوف تفرط العقد و سوف تتساقط الطروحات الأشورية الواحدة تلو الأخرى .

ج - لو ماتت الشهامة عند بعض السريان المتقاعسين عن الدفاع عن إسم لغتهم و تاريخها فإن العلماء المتخصصون في تاريخ السريان لن يتوقفوا عن الدفاع عن اللغة السريانية .فلغتنا كانت و ستبقى اللغة الآرامية السريانية.

د - إن تطرف بعض الإخوة - كما رأينا مع السيد يعقوب - في تزوير إسم لغتنا الى " أشورية" تحت شعار " الثقافة" سوف يوقظ الغيورين و يدفعهم الى المطالبة بدراسات تاريخية أكاديمية حول اللغة السريانية.

الخاتمة

أريد أن أشكر السيد سامر الياس سعيد مراسل عنكاوا كوم في الموصل لأنه كتب حول محاضرة السيد يعقوب بدون أن يستخدم التسمية الأشورية المزورة .

من الممكن الإطلاع على ما كتبه على هذا الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=365988.0

ففي موقع زهريرا نرى أن عنوان المحاضرة ضمن النص هو" (اللغة الاشورية - السريانية المعاصرة وريثة الاكدية ).. " كما ورد تعبير " الأبجدية الأشورية " المخجل و أخيرا نرى أيضا " ودور الاشوريين في تطوير اللغة والخط العربي " أو " ودور المترجمين الاشوريين الذين نقلوا إشعاعات الحضارات الى اللغة العربية كحنين بن إسحاق..."

هنالك فرق كبير بين بين الموقعين تدفعنا أن نسأل هل السيدسامر الياس سعيد عمد بشكل فردي الى عدم ذكر تلك الكلمات المزورة لتاريخ و لغة السريان الآراميين أم أن سياسة جديدة بدأت تتبلور في موقع عنكاوا ؟

في كل الأحوال نحن متعلقون بتاريخنا و تراثنا و هويتنا الآرامية السريانية و لن نترك المتطرفين يزورون إسم لغتنا المقدس ! 

ml>

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها