الأب المؤرخ البير ابونا و حوار الطرشان
090709
رد على مقال الأخ سمير اسطيفو شبلا الموقر
إتصل بي صديق آرامي من المعجبين بكتابات الأب المؤرخ البير ابونا
و في نفس الوقت - إذا سمح لي الأخ سمير - هو لا يحب مقالات الأخ
سمير لأسباب أجهلها ، لكنه اليوم يمدح بمفال الأخ سمير الأخير عنوانه "الأب
البير أبونا الملعب ملعبك فنكمل الشوط الثاني
" .
على الرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=30651
لقد إختلفنا بالرأي أنا و صديقي حول مقال الأخ سمير ، فصديقي
يعتبره مقال إيجابي لأنه يطالب الأب البير ابونا في إيجاد حل لمهزلة
التسمية و الهوية ، بينما أنا وجدت أن المقال له أيضا بعض الجوانب
السلبية و قد تكون غير مقصودة أو أن الأخ سمير قد قصدها خاصة
و أنه شبه صراعاتنا حول وجودنا و مصيرنا بمباراة كرة قدم
!
أولا - من هو الأب المؤرخ البير ابونا؟
هو من أهم مؤرخي الشعب السرياني/الآرامي و أنزههم ، أهميته
ليست بعدد الكتب التي ألفها أو ترجمها و لكن
أهميته هي في عمق
الدراسات التاريخية التي كتبها .
كنت مرة في مكتبة في بيروت و إلتقيت
صدفة برئيس قسم
التاريخ في الجامعة اللبنانية و كان يسأل إذا كان
يوجد كتب جديدة للأب البير ابونا ثم نظر إلي قائلا " لا شك أنت تعلم
أن كتاب أدب اللغة الآرامية هو مرجع علمي ليس لطلابنا فقط و لكل
من يبحث في تاريخ السريان
".
كتب الأخ سمير "من هنا نقول لمعلمنا ألبير أبونا ان الملعب
)التاريخ
الكنسي) هو ملعبك (اختصاصك) لذا ندعوك
ايها العزيز ان تكمل المشوار
.."
بعض إخوتنا الذين لا يميزون بين مرجع علمي و بين
بحث تاريخي مسيس
يروجون أن الباحثين المتخصصين في التاريخ
الكنسي ليس لهم أي وزن في تاريخنا القومي
.
طبعا الأخ سمير يؤمن أن المؤرخ البير ابونا له الكلمة الفاصلة لأنه
ضليع بالمصادر السريانية و مطلع على المراجع العلمية حول ميادين
عديدة تخص شعب السورايي أي السريان/ الآراميين
!
الأب المؤرخ البير ابونا هو من أشجع المؤرخين السورايي و قد
خلق تيارا قويا بين إخوتنا الكلدان الذين إستنادا
الى
ابحاثه صاروا
يجاهرون بإنتمائهم الآرامي
.
ثانيا - هويتنا الآرامية في أبحاث الأب البير ابونا
.
لقد أعاد الأب البير ابونا طبع كتابه " أدب اللغة الآرامية" سنة 1995 و في
الصفحة الأولى قصيدة له باللغة
السريانية تبدأ " يا أبناء الأمة
المحبوبة..."
و لكنه لم يذكر إسم هذه الأمة ( ربما الأمر هو طبيعي
عنده ) و في
الصفحة التالية في المقدمة
يكتب " ظهر الآراميون..."
و في الفصل الأول صفحة 10 عنوانه " الآراميون و الآرامية".
بالنسبة الى الأب البير ابونا شعب السورايي ينتمون الى الآراميين!
قبل عدة سنوات نشر الأب البير ابونا دراسة مهمة جدا و هي"
البحث عن قومية " لا يزال منشورا في عدة مواقع .
الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,61931.0.html
و قد أكد الأب البير ابونا أن الشعب الاشوري قد ذاب و إنصهر و غاب
ذكره عن مسرح التاريخ . و قد أنهى
مقاله
: "
و
كان للمسيحيين الآراميين، كما قلنا، حضور مكثّف في المنطقة الواقعة جنوبي
المداين التي سُميت منطقة
" بيث
ارامايي".
و هي المنطقة التي كانت تُدعى سابقاً "كلدو" او "كلدي".
و لقد ظل
المسيحيون الآراميون في بلاد بين النهرين، بالرغم من الاضطهادات التي تعرضوا
لها عبر الاجيال الطويلة، و لم يترددوا في تقديم الألوف من الشهداء في سبيل
الايمان.
و لكنهم صمدوا ومايزالون صامدين في ايمانهم و تقاليدهم.
و هنا اتساءل بكل موضوعية و بدون أي تزمت :
ألا نكون نحن، سكان هذه البلاد ،
أحفاد هؤلاء الأقوام الآراميين؟
ولماذا لا تكون قوميتنا الحقيقية "آرامية"، و
هي التسمية التي قد يكون من شأنها أن تضم جميع المسيحيين تحت خيمة واحدة، مهما
اختلفت ميولهم و طوائفهم الدينية؟"
و لكن للأسف الشديد الأحزاب الكلدانية الجديدة لم تأخذ برأي هذا العالم
المتخصص المتواضع و فضلت طروحات فنان متطفل على علم
التاريخ و يدعي - بدون براهين - إن الشعب الكلداني متواجد في
العراق منذ 7300 سنة
!
لقد نشر الأب البير ابونا في 29 حزيران مقالا جديدا عنوانه"
هويتنا القومية؟"
موجود على هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,314329.0.html
و مرة ثانية يؤكد الأب البير ابونا هويتنا الآرامية و ينتقد السياسيين"فالقومية
لا تُباع ولا تُشترى بالمال.
إنها دم يغلي في عروقنا وطبيعةٌ تنعش طبيعتنا.
فجلّ ما اتمنـاه هو ألا ينساق الناس الى السير في مسالك قوميـة لا تمتُّ الى
الحقيقة بصلـة، بل ان يكونوا منصفين تجاه أنفسهم وتجاه التاريخ الذي سيحاسبهم
على كل خطأ مصيري
يقترفونـه.
فالتاريخ، الذي يجب ان يكون الركيزة الصحيحة لتمييز القوميات، لن
يرحم اولئك الذين يجرّون شعوبهم في سبل تؤدي الى الضياع".
و ينتقد التسمية المثلثة المصطنعة " انها تسمية ان دلت على شيء فهي تدل على
مدى انقساماتنا وتأرجحنـا في شأن أصلنا، وترددنا في اختيار قوميتنا الحقيقيـة.
"
ثالثا - الشوط الثاني و أسئلة الأخ سمير الغريبة ؟
قلت لصديقي الآرامي : لو إلتقيت بأحد الناس و يبادرك بالقول" لقد
أضعت ساعتي !"
عليك أن تسأله " أين أضعت
الساعة ؟" و ليس" كم
هي الساعة الآن ؟"
.
الأب المؤرخ البير ابونا يعتمد على المصادر السريانية و يؤكد
أن
إسمنا و هويتنا أو قوميتنا التاريخية هي
الآرامية فما معنى أسئلة
الأخ سمير ؟
"من
نحن؟
وما هو مصدرنا التاريخي والعلمي
هل نحن قومية واحدة ام ثلاث
الاهم من كل هذا هو: اية تسمية واحدة جامعة هي الاقرب الى الحقيقة!
او هي
الحقيقة بعينها"
اسئلة الأخ سمير غير منطقية لأن الأب البير أبونا قد أجاب عليها و في
مقاله الأخير يشدد هلى
"
هويتنا التاريخية الصحيحة " .
إذا كانت
الفرق المتنافسة لم تسمع توجيهات الحكم في الشوط الأول فما فائدة
الحكم في الشوط الثاني ؟
رابعا - اشواط إضافية أم حوار الطرشان ؟
بالرغم من إحترام الأخ سمير الظاهر للأب البير ابونا فإنه يدعوه
الى اشواط جديدة و نقاش سياسي مع بعض الإخوة
أصحاب مواقف
متطرفة
.
الأب البير ابونا على صعيد البحث التاريخي يلعب في فريق درجة
أولى .
في كل العالم فرق الدرجة الأولى مع فرق الدرجة الثانية
و الثالثة و حتى مع فرق محلية صغيرة .
و لكن هذه الفرق إذا كانت
تلعب كرة القدم فهنالك قوانين معروفة و مطبقة . مع إحترامي للسيد
اشور بيث شليمون ، مقالاته سياسية ليس لها علاقة بالتاريخ سوى
الإسم ، فكيف تطلب من باحث أكاديمي أن يرد أو يناقش سياسي لا
يحترم أصول التاريخ و لا يعرف منهجيته ؟
إنني لم أطلع على مقال السيد شليمون
المسيس، و لكنني أتعجب
من الفكرة التي نقلتها عن السيد شليمون "
نقول بصراحة نحن لسنا ضد الكلدان او الاراميين القدامى اطلاقا، بل نحن معهم في
السراء والضراء، ولا ننكر وجود
الكلدان في الجنوب العراقي او الاراميين في سوريا الداخلية كناطقي اللغة
العربية!!"
فهل يا أخ سمير أنت أشوري لأنك لست كلدانيا من الجنوب و لست
آراميا مستعربا من سوريا الداخلية ؟
أما السيد سامي المالح فهو يجاهد من أجل تسمية سياسية بدون العودة
الى تاريخ السورايي لا بل هو يجهل
تاريخ السورايي و يتجاهل هويتهم
الآرامية ؟
إنني أشك كثيرا أن يناقش الأب البير ابونا هؤلاء السياسين فهو لن
يستطيع أن يقنعهم لسبب بسيط جدا " هو يدافع عن حقائق تاريخية
مبرهنة " و هم " يدافعون عن طروحات سياسية أشورية غير مبرهنة
".
الأشواط الإضافية هي دعوة صريحة الى حوار الطرشان و هي
محاولة غير مباشرة من النيل من سمعة الأب البير ابونا العلمية
!
الخاتمة:
لم يعجبني مقال الأخ سمير للأسباب التالية
أ
-
الأب البير ابونا يؤكد أن هويتنا التاريخية هي الآرامية و الأخ سمير
يتجاهلها فهو يكتب " (نحن الشعب المسيحي – شعب كنيسة المشرق – السوراي –
السريايي – مسيحيوا الشرق ،،،،،، اية تسمية واحدة جامعة،،،،،) لما هذا
التجاهل الفاضح
!
ب - الأب البير ابونا يرفض التسمية الثلاثية لأن إسمنا و هويتنا الموحدة
هي الآرامية
.
لم نفهم ما المغزى من هذا السؤال " هل نحن قومية واحدة ام ثلاث ؟"
.
ج - كتب الأب البير ابونا " فالقومية لا تُباع ولا تُشترى بالمال...
فالتاريخ،
الذي يجب ان يكون الركيزة الصحيحة لتمييز القوميات،...
ولماذا لا تكون قوميتنا
الحقيقية
"آرامية"،
و هي التسمية التي قد يكون من شأنها أن تضم جميع المسيحيين تحت خيمة واحدة،
مهما اختلفت ميولهم و طوائفهم الدينية؟"
لمن يتمنى الفوز الأخ سمير
عندم كتب "ولكن نتمنى ان يفوز الطرف الاكثر شعبية – الاكبر واقعية – الاقرب الى
الحقيقة
–
الانظف قلباً ويداً – المعايش لشعبه – المدافع عن حقوق الاخرين – من في حدقات
عيونه الحب للآخر – من يرى في كل العالم والكون في
ضحكة وبسمة حبيبته ومدينته ومجتمعه ووطنه، من ينتزع حريته بصبره وعقله ونضاله
السلمي، من يضع سياج لبيته وبستانه حفاظاً من الوحوش البرية
والحرامية،،،،،،،،،،،،،،،،"
السؤال هل الأخ سمير يؤيد التسمية الآرامية ؟
إذا كان الجواب نعم فلما لا يذكره أما إذا كان الجوب سلبيا فلما هذا
اللف و الدوران؟
و من هو الطرف الأكثر شعبية؟
د
-
ينطلق الأب البير ابونا من تاريخنا و يقول بكل صراحة إن التسمية
الآرامية هي التسمية الصحيحة بينما الأخ سمير يتمنى الفوز للفريق
الأكثر شعبية مما يدفعنا الى طرح السؤال التالي :
إن الفريق الأكثر
شعبية هو الفريق المسيطر على المال و الإعلام فهل الديموقراطية
هي التي تحدد إسمنا و هويتنا أم مراجعنا العلمية ؟
|