عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الفكر الآشوري المزيف

عيد اكيتو برهان على إندثار الحضارة الأكادية و الأشورية

090401

كل سنة نقرأ مقالات جديدة " مليئة بالمعلومات الخاطئة " بمناسبة عيد " اكيتو" الذي تحول الى مناسبة لإقامة الحفلات الغنائية حيث يتبارى السياسيون بالحديث عن أهمية عيد اكيتو .

أولا - اكيتو عيد سومري/أكادي أم اشوري ؟

في السنوات الأخيرة ، إحتدم النقاش بين إخوتنا اللذين يؤمنون بالهوية الاشورية و بين إخوتنا الكلدان حول عيد اكيتو : الفريق الاول يدعي بأن عيد " اكيتو" هو عيد اشوري بينما يؤكد الفريق الثاني بأنه عيد كلداني !

راجع مقال الأخ حبيب تومي و تعليقي عليه على هذا الرابط

"قراءة في التاريخ .. أكيتـو عيد كلــداني ام آشـوري ؟"

http://www.ankawa.com/

إذن عيد اكيتو أصله سومري إنتقل الى الاكاديين سكان بلاد سومر و أكاد و كانت الإحتفالات تتم في مدينة بابل العظيمة حيث يلعب الإله مردوك الدور الرئيسي في هذه المناسبة .

 كانت بلاد سومر و أكاد طوال الألف الثاني ق.م الدولة الرئيسية في العراق القديم .

كانت كل المدن في هذه البلاد تشارك في عيد اكيتو مع ألهتها الخاصة . بلاد عمورو أو بلاد كنعان ( سوريا في الألف الثاني ق.م ) لم تكن تشارك في عيد اكيتو كذلك بلاد اشور هي ايضا لم تكن تشارك في هذه المناسبة خلال خضوعها للشعب الميتني أو حتى بعد إستقلال بلاد اشو.ر

 بدأ ملوك اشور يشاركون في أعياد اكيتو عندما أخضعوا بلاد أكاد الى حكمهم خاصة بعد الملك تغلت فلأسر الثالث ( أواخر القرن الثامن ق.م(.

لقد ظلت مدينة بابل الكلدانية الآرامية ( الألف الأول ق.م ) تحافظ على عيد اكيتو و ظل الإله مردوك المحور الرئيسي خاصة بعد إستقلال بلاد أكاد سنة 624 ق.م و طردهم للحكم الاشوري ثم قضائهم المبرم سنة 612 ق.م على الدولة الأشورية .

 لقد حافظ الكلدان /الآراميون على عيد اكيتو في عهد الإمبراطورية الفارسية . يقال إن الإسكندر المقدوني قد شارك في إحتفالات اكيتو في مدينة بابل .

ولكننا لا نعرف متى توقفت إحتفالات عيد اكيتو ؟

ثانيا - الفكر الاشوري و عيد اكيتو الجديد !

لقد تبنى الفكر الاشوري عيد اكيتو في أواسط القرن العشرين و بدأ يروج هذه الظاهرة الجديدة بين مؤيديه و تحولت في السنوات الأخيرة الى مناسبة قومية تجارية و مناسبة لإقامة الحفلات الغنائية حيث يتنافس المطربون (و ما أكثرهم في هذه الأيام) لإحياء هذه الحفلات المهمة :

 لأن أول نيسان هو رأس السنة الأكادية عفوا الأشورية (لا يوجد شعب أكادي حسب منظري الفكر الاشوري و سركون الأكادي هو اشوري ايضا ...) إن تعبير رأس السنة الأشورية قد تحول الى كذبة أول نيسان !

 إن إخوتنا من السريان المشارقة ( النساطرة ) لا يزالون يتلاعبون في تاريخ الشرق القديم و لكن الإنترنت هذه الوسيلة السريعة للإتصالات سوف تكشف أخطاء الفكر الاشوري.

أ - كان الفكر الاشوري يدعي أننا نتكلم اللغة " الاشورية " أما اليوم فإن بعض ممثليه صاروا يؤمنون بأن لغتنا هي السريانية أي الآرامية .

ب - يدعي الفكر الاشوري بأن عيد اكيتو هو عيد اشوري مما دفع بعض الكلدان الى البحث و رفض التزوير الفاضح لتاريخ الحضارة الأكادية .

ج - الفكر الاشوري يعتبر بلاد بابل اشورية لأن بعض ملوك اشور قد إستولوا على مدينة بابل و حكموها لفترات قصيرة .

تاريخ بلاد أكاد القديم ليس سرا مخفيا و كل إنسان يبحث عن الحقيقة سيرى كيف دخلت القبائل الكلدانية و الآرامية الى هذه البلاد و صهرتها و صارت تسمى " بلاد الآراميين " .

 لقد نجح الفكر الاشوري ( و الإعلام الاشوري ) في المرحلة الأولى في التأثير على بعض الإخوة الكلدان اللذين سارعوا الى إعتبار اكيتو عيد كلداني !

 متناسين أن أجدادهم قد توقفوا عن الإحتفال بعيد اكيتو الوثني منذ مئات السنين !

و أن هنالك فرق شاسع بين عيد اكيتو الوثني و عيد رأس السنة . لقد إستطاعت الكنيسة الجامعة أن تبعد الأعياد الوثنية القديمة و تضع مكانها أعيادا مسيحية و إشتهرت بعض المناطق في بلاد الآراميين ( وسط العراق ) بإحياء ذكرى بعض القديسين أو الشهداء .

 لقد حفظت لنا بعض المصادر السريانية النسطورية عن كيفية إقامة تلك الأعياد الكنسية و لا يوجد أي ذكر لعيد اكيتو الوثني .

ثالثا - الإفراط في عيد اكيتو يظهر عيوب الفكر الاشوري .

لقد ذكرت سابقا أن الفكر الاشوري يعتبر أن كل الشعوب التي عاشت في العراق القديم تنتمي الى شعب واحد و الى حضارة واحدة و الى لغة واحدة . علما أن الشعب الميتني (هندو أوروبي ) قد سيطر على شمالي العراق بين 1600 و 1200 ق.م و نرى الشعب الكوشي )هندو أوروبي ) يسيطر و يستوطن في بلاد أكاد في نفس الفترة .

 سوف أعلق على مقال للسيد عوديشو بنيامين من مركز عشتار الثقافي عنوانه ماذا نعني ب (اكيتو(.

تجدونه على هذا الرابط

http://www.gazire.com/

كتب السيد بنيامين " اكيتو عند البابليين الاشوريين تعني تجدد الحياة, ولان تجدد الطبيعة يبدا في الربيع واول نيسان هو اول ايام الربيع فاتخذه ابائنا واجدادنا عيدا وبداية لتقويم وسنة جديدة نحتفل بها منذ 6758, هكذا كان واصبح ولازال اكيتو عيدا ومناسبة قومية متوارثة عبر التاريخ, واكيتو عيد راس السنة البابلية الاشورية...".

لن أعلق على الرقم الخيالي 6758 سنة !

 لا يزال بعض منظري الفكر الاشوري يتناقلون أرقاما وهمية لا أحد يصدقها و لا أحد يستطيع أن يتأكد منها (العصور التاريخية تبدأ مع الكتابة أي منذ حوالي 5300 سنة).

 السيد بنيامين يخطئ في تعبيره " ولازال اكيتو عيدا ومناسبة قومية متوارثة عبر التاريخ " .

فعيد اكيتو لم يكن عيدا قوميا في التاريخ القديم بل عيدا دينيا وثنيا و لم يتوارثه أجدادنا لأنهم توقفوا عن الإحتفال به منذ مئات السنين .

لا يحق لأحد أن يخلط عيد اكيتو مع عيد رأس السنة لأن الأول إختفى بينما حافظ أجدادنا على عيد رأس السنة اسوة ببقية الشعوب .

 يستخدم السيد بنيامين تعبير " اكيتو عند البابليين الاشوريين " كما لو أن الشعبين ينتميان الى جذور واحدة أو دولة واحدة علما أن التسمية البابلية هي تسمية حديثة لا تشير الى شعب معين .

 لقد أخذ المؤرخون اليونان التسمية الإدارية الفارسية " بلاد بابل " و أطلقوها على سكان بلاد أكاد القديمة وهم الكلدان/ الآراميون .

كتب السيد بنيامين " اعتبار جلب تماثيل الالهة من المدن الى معابد العاصمة للمشاركة في طقوس العيد يمثل روح الوحدة القومية بين سكان الاقاليم في البلاد,اي تمثل قوة الوحدة الداخلية للشعب ".

الشعور القومي هو من مفاهيم التاريخ الحديث و بعد الثورة الفرنسية 1789 م . و لكن هذه الجملة تلخص لنا " عيوب " الفكر القومي الاشوري لأن عيد اكيتو كان يحتفل به في مدينة بابل (و ليس في أشور).

و مدينة بابل سيدمرها الملوك الأشوريون لأن سكانها قد إنصهروا ضمن الشعب الكلداني/الآرامي .

ملاحظة صغيرة:

لقد تعاقبت عدة شعوب في بلاد أكاد ، السومريون،

الأكاديون ، الغوتيون ، العموريون ، الكوشيون ، شعوب البحر ، وأخيرا في أواخر القرن الحادي عشر ق.م إنتشرت القبائل الآرامية و الكلدانية و سيطرت على بلاد أكاد و قاومت هجومات الاشوريين و صهرت بقايا الشعوب القديمة ضمن الشعب الآرامي و لهذا السبب حلت تسمية" بلاد الآراميين" بدل تسمية بلاد أكاد .

 كتب السيد بنيامين " عيد راس السنة الاول من نيسان.رمز وجودنا القومي". عن أي قوم يتكلم ؟ من هم سكان " بيت آراماي " ؟

أخيرا إنني لا أعتقد أن إخوتنا من المنادين بالهوية الاشورية يصححون طروحاتهم التاريخية و لكن على الأقل أن القارئ صار يعرف أن عيد اكيتو لم يكن أشوريا و أن أجدادنا قد تخلوا عنه لأنه عيد وثني .

محاولات إخوتنا من السريان النساطرة بالإدعاء أن اكيتو هو عيد اشوري قديم قد فشلت . الحفلات التي تقام بمناسبة هذا العيد ( تجدد الطبيعة ) هي بأكثرها حفلات تجارية .

ml>

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها