عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الفكر الآشوري المزيف

الاخطاء التاريخية و الجغرافية في الفكر الاثوري السياسي

060618

رد صريح على مقال الاخ رئيف توما الموقر


لا شك ان الانترنت وسيلة مهمة جدا للحوار بين ابناء الامة الجريحة التي تحولت مع الزمن الى امة غريبة في ارض اجدادها ، اقصد الامة السريانية اي الارامية .

لا احد يستطيع ان ينكر ان الفكر القومي الاشوري بين بعض السريان المشارقة و الفكر القومي الاثوري بين بعض السريان المغاربة، كان يشكل ثورة فكرية بين السريان بعد الحرب العالمية الاولى خاصة في رفض الانتماء الطائفي و الدعوة الى العمل القومي ، المشكلة ان هذا الفكر القومي الحديث يحمل بين طياته الكثير من الاخطاء التاريخية و الجغرافية .

كتب الاخ رئيف توما = الفكر الاثوري متجدد = بينما الواقع يثبت لنا انه متحجر ، يعيد نفس الاخطاء التاريخية منذ نهاية الحرب العالمية الاولى .

و سوف اعدد تلك الاخطاء ، على امل ان يتحقق القارئ بنفسه و ذلك بالاستناد الى التاريخ الاكاديمي اي العلمي .

اولا = الاخطاء التاريخية .


اخوتنا السريان المغاربة لا يزالون جاهلين تاريخ اجدادهم الاراميين ، هنالك مئات الكتب والمقالات العلمية عن الاراميين ، نلاحظ الكثير من التقدم و التطور في بعض المواقع السريانية
و ذلك واضح من بعض النقاشات حول تاريخنا ، لقد وجدت في موقع مديات نقاشا حول الملك الارامي برحدد ملك دمشق ، و كم كان سروري عظيما عندما شاهدت احد الاخوة يذكر مطرانا سريانيا من القرن الخامس الميلادي اسمه برحدد و كان تعليقه ان اجدادنا ظلوا متمسكين باسمائهم الارامية بعد 1500 سنة !

 بعض اخوتنا السريان الذين يؤمنون بالتسمية الاثورية ، يعتقدون ان الشعب الاشوري قد استولى و استوطن البلدان الارامية من ارام نهرين الى بلاد ارام اي سوريا بدون مقاومة.

الحقيقة ان اجدادنا قد دافعوا و قاوموا حتى الموت ضد الغزاة الاشوريين .

نضال الملك احوني الشهير ملك بيت عديني الذي خسر عدة معارك ضد الجيش الاشوري و اقتيد الى الاسر حيث سلخ جلده و هو حيا !

هذا الملك الارامي كان يعلم جيدا انه اذا قاوم سيخسر ملكه حياته بتلك الطريقة البشعة !

 المصادر الاشورية المكتوبة باللغة الاكادية تتحدث عن عدة معارك خسرها الملك احوني ، و بعض المراجع العلمية مثل المؤرخ P. GARELLI تعتبر الملك احوني رمزا للمقاومة الارامية!

نحب ان نؤكد للاخوة القراء ان الشعب الاشوري لم يسكن في المناطق الارامية ، وان ارام نهرين او بيت نهرين اي الجزيرة اليوم مع المناطق المحتلة من قبل الاتراك ظلت ارامية مئات و مئات السنين بعد سقوط الدولة الاشورية .

نفس الملاحظة في البلاد الارامية من سماءل في الشمال الى دمشق في الجنوب بعض الاخطاء التاريخية في مقال الاخ توما .

A ـ كتب الاخ توما =لاثوريه ليست فقط ايديولوجيه ،تعبر عن شوق الشعب الاصلي لبلاد الرافدين وسوريا ولبنان الى وطنه التاريخي وتاريخ السومريين والاكاديين والاراميين والبابليين والاشوريين والفينيقيين. مصطلح الاثوريه ليس فقط الوطنيه بمعناه المابيننهريني، ولكنه وحدة هذا الشعب.=

يردد الاخ توما نفس الاخطاء الشائعة في الفكر الاثوري بعد الحرب العالمية الاولى .

يظهر ان الاخ توما لا يعلم ان الشعب السومري قد انقرض اي لم يعد له اي ذكر في التاريخ . بين سنة 2000 و 1500 سنة ق.م زالت اللغة السومرية و لم يذكر الشعب السومري بل بقيت تسمية = بلاد سومر و اكاد = ثم في حوالي القرن الثامن ق.م غابت التسمية الجغرافية السومرية وبقيت وحدها تسمية = بلاد اكاد =.

كذلك الشعب الاكادي لم يعد له اي ذكر في التاريخ لانهم ذابوا و انصهروا ضمن الشعب الكلداني الارامي اليهود بعد سبي بابل الثاني في عهد نبوخدنصر ، عاشوا في بابل حوالي 50 سنة و لم يذكروا الشعب السومري و لا الاكادي و لكنهم ذكروا الشعب الكلداني في بابل و اصبحت مدينة اور السومرية ثم الاكادية تعرف باسم = اور الكلدانيين = لان الكلدان الاراميين قد صهروا بلاد اكاد باكملها، و هذاواضح من ارشيف مدينة نيبور الذي اكتشف ونشر مؤخرا ، لا نجد فيه الا بعض الاسماء الهندو اوربية بينما الاكثرية الساحقة هي اسماء كلدانية و ارامية .

 المؤرخ ديبون سومر يؤكد ان تسمية = بيت اراماي = اي بلاد الاراميين قد حلت بدل تسمية بلاد اكاد منذ القرن الخامس ق.م.

اخ توما لا يوجد شعب اسمه الشعب البابلي و لكن يوجد مدينة بابل المشهورة التي بناها و سكنها الاكاديون ثم العموريون ثم الكوشيون و اخيرا الكلدان الاراميون.

لقد انتشر تعبير الشعب البابلي بين المؤرخين اليونانيين القدامى و ذالك لان الفرس قد انشئوا مرزبانة مستقلة عن مرزبانة اسورستان اسمها بابل . للاسف لا يزال بعض العلماء يستخدمون تعبير الشعب البايلي!

التسمية الاشورية و التسمية الفينيقية لم تكن تدل على شعوب اشورية و فينيقية بل على مناطق جغرافية و ذلك واضح في الكتب التاريخ السريانية و اليونانية .

B ـ نحن لا نفهم كيف تستطيع التسمية الاثورية القومية ان تجمع بين الشعب السومري الهندو اوروبي مع شعوب سامية شرقية ؟

و ما علاقة الفينيقين بالشعب الاشوري ؟ لما لا نذكر الشعب الحوري و الشعب الميتني و الشعب الحثي الذين سكنوا بيت نهرين و سوريا قبل الاراميين ؟

 و لما لا نذكر الشعب الكوشي في بلاد اكاد و الشعب الفارسي في بيت اراماي ؟

C ـ بعض رجال الدين ـ ربما يميلون الى الفكر الاثوري ـ

 ادعوا في الماضي ان التسمية السريانية قد اطلقت على الشعوب القديمة من سومرية و اكادية و اشورية و بابلية ، و هذه نظرية غير صحيحة لان هذه الشعوب قد غابت عن مسرح التاريخ و لان التسمية السريانية كانت مرادفة للتسمية الارامية .

نحن ندعوا المثقفين العودة الى المصادر السريانية اي كتب و رسائل و ابحاث اجدادنا فيتحققون ان اجدادنا كانوا يفتخرون بالتسمية السريانية و الارامية = فقط =.

D ـ الفكر القومي الاثوري الذي يخلط تواريخ الشعوب ، بعيدا عن التاريخ الاكاديمي المعترف به، عليه ان يتطور و ان يعتمد التاريخ العلمي كي يقنع . الحديث عن السومريين و الاكاديين اليوم هو صدى للدراسات التاريخية من اواخر القرن التاسع عشر الميلادي حيث كان التنافس شديدا بين العلماء الذين فكوا رموز الكتابة المسمارية و انتشار علم الاشوريات ASSYRIOLOGY اي تواريخ الشعوب القديمة في الشرق .

E ـ كتب الاخ توما = انها اصلاح , فلسفه انها Pan-mesopotamismeا وتحقيق لأحلام الشباب اكثر مما تكون اسما ،انها تعني اننا سريان واشوريين واراميين وبابليين وكلدان وكلدو اشوريين، وهذه وحده لاتتجزأ وكل اسم من هذه الاسماء يشكل جزأ من تاريخنا وجزامن هويتنا القوميه.=

كم من الاخطاء التاريخية و الفكرية!

السريان و الاراميون هما تسميتان مترادفتان ، لا يوجد شعب بابلي كما شرحنا ، واخيرا لا يوجد شعب في التاريخ اسمه =كلدو اشوري = هذه تسمية سياسية مركبة مفبركة مزورة و مؤقتة!

 هذا الخليط العجيب من التسميات يبعد الفكر القومي الاثوري من التاريخ الاكاديمي، و هنا نذكر القارئ ان السريان المشارقة افتخروا بجذورهم الارامية و ليس الاشورية او كلدو اشورية!

و انهم لا يزالون ـ حتى اليوم ـ يطلقون على انفسهم و بلغة اجدادهم تسمية = سورايى = اي السريان !

اخ توما ، هل الفكر الاثوري = المتجدد = سيزيد الى القائمة اسم اكاديين او كوشيين لمجرد وجود حزب او مجموعة تطلق على نفسها تسمية اكاديين او كوشيين ؟

اليس من الافضل التمسك بالتاريخ الاكاديمي ؟ الا تعلم ان جامعات العالم التاريخية لا تزال تسمينا = سريان = لانه الاسم التاريخي و العلمي المرادف لاسمنا الارامي القديم ؟

F ـ لقد انتشر بين الاتراك حركة فكرية ثورية عرفت Pan- tauranisme ، ولكن لم ينتشر بين السريان ما تسميه =ا Pan-mesopotamisme = .

لقد اخذ السريان المغاربة الذين يؤمنون بالفكر الاثوري تسمية MESOPOTAMIA اي بيت نهرين الارامية على انها تسمية تاريخية علمية اطلقت على العراق القديم ، جاهلين ان بيت نهرين هي الجزيرة ، اي ان تسمية بيت نهرين لم تطلق على بلاد اكاد و لا بلاد اشور .

 البراهين العديدة موجودة في بحثي = MESOPOTAMIA = وهو منشور في عدة مواقع، من يريد ان يشاهد الخرائط عليه ان يطالع في موقع FREESURYOYO .

لا يوجد اي شك ان بيت نهرين التي يسميها اليهود ارام نهرين هي ارامية بهويتها و شعبها و جغرافيتهاو تاريخها و لغتها فالى متى سيظل اخوتنا الراكضين خلف التسمية الاثورية يدعون ان بيت نهرين اشورية ؟

فهل قلب الاخ توما يختلج لسماع الاغاني القومية التي تدعي اشورية بيت نهرين ؟

 ام ان عقله يصدق ويؤمن بالتاريخ العلمي المسنود بالبراهين القاطعة ؟

اخ توما هل تصدق كلام الشعراء و السياسين ام كتب اجدادك و المؤرخين ؟؟؟؟

G ـ لقد كتب الاخ توما ايضا = معلمنا نعوم فائق من ديار بكر قال في قصيدة معروفه {ارجع يا ابن اثور ارجع } وعنى باثور لا المدينه الرافدية العظيمه وانما بيت نهرين ككل كوطن لاتباع جميع الكنائس السريانيه و لغتنا السريانيه – وربما ايضا المسلمين من ابناء شعبنا – وهو يرى في جميع متكلمي هذه لغة كتاباته كلها وحدة بيت نهرين = اخ توما كلامك صحيح عن المناضل نعوم فائق ، اسمح لي ان اطرح عليك هذا السؤال، هل درس المناضل نعوم فائق علم التاريخ ؟

هل كان مؤرخا ام كان معلما للغة السريانية ؟

 اذا طالعت بحثي عن بيت نهرين سوف تعرف متى و لما اطلق بعض العلماء مصطلح = بين النهرين = على العراق ؟

 لقد اخطئ المناضل نعوم فائق بتعميم اسم بيت نهرين على العراق . من المؤسف ايضا انه في احد كتبه و عنوانه باللغة السريانية = كتوبو دمملي سوريويو ... = و عنوانه في اللغة الانكليزية ANCIENT ASSYRIAN WURD 'S ARE USE IN THE COMON ARABIC SPEECH IN
MESOPOTAMIA IN AMIDA
BY NAOUM ELIAS PALAK 1924 المدهش انه قد ذكر في مقدمة الكتاب = هذا و ان لواعج الشوق الى اداب لغتي الارامية كانت تتلاطم في قلبي و تسوقني الى جمع و نشر بقايا الالفاظ الارامية في حدث سريان مدينة امد مسقط راسي و عاميتهم العربية ... = الا تجد اخ توما تناقضا رهيبا بين العنوان السرياني و العنوان الانكليزي ؟

هل اللغة الارامية هي نفسها اللغة الاشورية القديمة ؟ الا تعتقد ان = المعلم = نعوم فائق قد ارتكب خطئا باستخدامه تعبير اللغة الاشورية ؟

وان اللغة الارامية هي لغة مستقلة عن اللغة الاكادية القديمة؟

H ـ لقد كتب الاخ توما ايضا =لاثوريه تطور لعملية فكرية طويلة الامد والتي ابتدات في نهاية القرن التاسع عشر, انها ثمرة افكار ومبادئ اجتماعيه وتاريخية وسياسية والتي ربطت افكارها الوطنيه بحب لغتنا ومنها شكلت طبقه من الشخصيات المثقفه علمانيه وكنسيه , و التي نشطت في الكنيسه وبين الناس للوصول بشعبنا الى مستقبل افضل واامن.

و اثيرت هنا للمرة الاولى فصل الدين عن السياسه او الامة= اخ توما لن اتناقش معك في الاهداف التي يناضل من اجلها الفكر الاثوري .

عندما تذكر =فصل الدين عن السياسة او الامة =فانت تقصد الامة الاثورية طبعا .

 الا تعتقد اخ توما ، انه من واجبي كباحث يشتغل على المصادر السريانية ، ان ارد على بعض الاخوة وان انبههم على الاخطاء التاريخية التي يرتكبونها بحق تاريخ اجدادنا ؟

 اليس من واجبي ان اذكر ان اجدادنا السريان استخدموا تعابير = الامة السريانية = و = الامة الارامية =كما في قصيدة مار يعقوب السروجي او تاريخ ميخائيل الكبير ، و انني لم اجد اي نص سرياني ورد فيه تعبير = الامة الاثورية = هل الشعوب المتقدمة تبني على = تجاهل = تاريخها الاكاديمي ؟

ثانيا = الاخطاء الجغرافية .

A ـ مصطلح بيت نهرين . لقد اطلقت تسمية بيت نهرين على منطقة الجزيرة ، لم تكن بلاد اشور و لا بلاد كردونياش اي بلاد اكاد من ضمن بيت نهرين .

لقد صبغ الاراميون منطقة بيت نهرين بوجودهم و تراثهم و لغتهم و اصبح تعبير = لشنو نهريو = مرادفا للغتنا السريانية المقدسة .

على السريان الغيورين ان يناضلوا من اجل الحفاظ على استخدام تعبير بيت نهرين كمرادف للجزيرة و ليس كمصطلح على العراق القديم .

B ـ بلاد اشور الطبيعية و الجغرافية كانت شرقي نهر الدجلة بين نهري الزاب.

رغم احتلال الاشوريين لبلاد اكاد ، فان التسمية الجغرافية الاشورية لم تتوسع لتشمل بلاد اكاد.

هذا واضح من الكتابات التي تركها الملوك الاشوريون .

C ـ ان تسمية بلاد اشور لم تطلق على المناطق الارامية المحتلة في بلاد سوريا .

 بعض اخوتنا الذين يؤمنون بالفكر الاثوري يعتقدون ان اسم بلاد اشور قد اطلق على الشرق القديم و هذا غير صحيح.

ثالثا = ملاحظات اخيرة

A ـ لا شك انه لمن الصعوبة الحوار و النقاش بين اخوة اهدافهم مختلفة ، نحن لا نشك بصدق نضال بعض الاخوة الذين يؤمنون بالفكر الاثوري، نحن ندعوهم الى الابتعاد عن التاريخ السياسي الذي يقسم ابناء الامة الواحدة . كما ندعو هم الى الاحتكام الى المؤرخين المتخصصين في تاريخ السريان .

B ـ كتب الاخ توما =ن هذا الفكر قابل في كل وقت للتجديد والتطور وطبعـا متعلق بالمكان والزمان واني اراه كمنقذ لمجتمعنا الذي بدئ يتجانس و مهدد بالذوبان.=

نعم يوجد خطر على مجتمعنا السرياني ، ولكننا نخالف الاخ توما ،الفكر القومي الاثوري ليس منقذا للمجتمع السرياني، لانه لا يزال بعيدا عن تراثنا السرياني الارامي ، اجدادنا حافظوا على جذورهم الارامية في العصور القديمة المظلمة، فهل من الصعب على شبابنا المثقف ان يرى الحقائق و نحن في القرن 21 ؟

C ـ رغم الاخطاء التاريخية في مقال الاخ توما ، هنالك نقطة ايجابية و هي استخدامه التسمية العلمية للغتنا السريانية المقدسة .

 السؤال الذي يطرح ، هل يتساهل مع الاخوة الذين يشوهون اسم اللغة السريانية ؟

D ـ السريان بحاجة الى مؤرخين نزهاء ، لان التاريخ يوحدنا ، والى شباب مثقف عنده الشجاعة العلمية كي يعمد الى النقد الذاتي و يقبل الحقائق التاريخية حتى و لو كانت مخالفة لشعاراته الحزبية .

على شبابنا المثقف ان يميز بين الابحاث التاريخية و المقالات السياسية .  

ml>

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها