عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

ردود و تعليقات

   

تعليق على مقال كيف ومتى تأسست الدولة الآشورية؟

لقد أرسل لي أحد الإخوة هذا المقال للأستاذ حبيب حنونا و هو مأخوذ  من كتابه  "الكلدان و المسألة القومية" – الفصل الثاني ص١٦.

هنالك بعض التعابير الخاطئة سوف أذكرها و لكنني وجدت أيضا بعض الطروحات الخاطئة أيضا .

 أولا - تسمية " بيت آراماي " الجغرافية  في بداية المقال يذكر الأستاذ حبيب حنونا" في حدود العام الألفين قبل الميلاد بدأت قبائل عامورية ( Amorites ) بالنزوح من منطقة بيث أراماي، أو ما يسمى بالمرتفعات الآرامية – أرعا رمتا – شمال شرقي سوريا الحالية ..."

أ - لقد ترك ملوك أشور عدة كتابات أكادية تتحدث عن منطقتين في جنوب العراق "مات كلدو" على حوض الفرات و "مات أريمي" على حوض دجلة و ظلوا يطلقون على وسط العراق التسمية الكاشية القديمة "بلاد كردونياش".

أما ملوك الكلدان فإنهم ظلوا يستخدمون التسمية القديمة "بلاد أكاد" و لكن بعد مجيئ الفرس سنة ٥٣٨ ق٠م أطلقوا تسمية "بلاد بابل" على وسط و جنوب العراق.

من يدقق في ألمصادر السريانية النسطورية يلاحظ أنها كانت تسخدم تعبير بيت آراماي كمرادف للتسمية الإدارية بلاد بابل!

أن الأستاذ حبيب حنونا قد أخطأ في إستخدام تعبير بيت آراماي :

  *زمنيا لأنه لم يكن موجودا ٢٠٠٠ سنة قبل الميلاد كما ذكر!

  *جغرافيا لأن بيت آراماي كان يشمل جنوب و وسط العراق و ليس" شمال شرقي سوريا الحالية "!

ب - تعبير "ما يسمى بالمرتفعات الآرامية – أرعا رمتا "

*مع أن أستاذنا الأب ألبير أبونا يؤمن بهذا التفسير و مع أن الأستاذ حبيب حنونا لا ينف وجود الشعب الآرامي كما نرى عند بعض المتطرفين الذين يستخلصون -إستنادا الى هذه النظرية الخاطئة - لا يوجد شعب آرامي لأن الآراميون هم "الأشوريون سكان الجبال"!

*ههذه النظرية غير صحيحة لسبب بسيط جدا:

 إن حرف القاف قد قلب الى عين بعد إنتشار اللغة الآرامية في عهد الفرس .

النصوص الآرامية القديمة - نص سفيرة مثلا - كانت تستخدم لفظة ܐܪܩ اي أرق ليقصد بها الأرض!

 لو كانت التسمية الآرامية كانت تعني الأراضي المرتفعة لكان وجب أن تلفظ " أرق راما "؟

ثانيا - بعض الأخطاء التاريخية حول العموريين Amorites 

أ - إن أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يرددون أن تسمية عمورو هي سومرية أو أكادية تعني الغرب!

و لكن الأستاذ حبيب حنونا يقترح تفسيرا غير علمي مفاده "فربما تسموا بهذا الأسم - عمرايي – لأنهم تميزوا بالعمران والأستقرار بالمدن قياسا بأخوتهم الأراميين".

هنالك قرابة بين العموريين و الآراميين و لكن العموريين هم أيضا كانوا قبائل رحل و إذ تميزوا بالعمران فهذا بعد تحضرهم و ليس حين قدومهم كقبائل رحل !

ب- هنالك خطأ تاريخي قد يكون غير مقصود إذ يذكر الأستاذ حبيب حنونا "  وفي بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد بدأت جحافلها تتجه شمالا بزعامة أحد أمرائها المدعو (شومو أبوم) (Shumu Abom)مستهدفة السيطرة على بلاد (أكد) (Akkad) التي كانت أنذاك تحت حكم السلالة الكيشية (Kassite) "الشعب الكيشي قد سيطر على بلاد أكاد في حوالي القرن السادس عشر ق.م و ليس "وفي بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد"!

ج -  يطرح الأستاذ  حبيب حنونا نظرية جديدة فهو يذكر حرفيا واستنادا الى قائمة الملوك الأشوريين المكتشفة في مدينة أشور، فأن ثمانية وثلاثين ملكا حكموا هذا الأقليم قبل عهد (شمشي – أدد) وكانوا ملوكا للقبائل الرحل، وان هؤلاء الملوك لم يكونوا سوى شيوخ قبائل عامورية في الفترة البدوية قبل انقسامهم الى مجموعات متفرقة واستيطانهم ميسوبوتاميا " .

 * هذه نظرية جديدة لا أعرف من أين أخذها الأستاذ حبيب حنونا لأنني لم أجدها في أي مرجع حول تاريخ الأشوريين!

 * لا أحد من المؤرخين يؤمن بوجود فعلي لملوك أشوريين قبل الألف الثاني!

 * لائحة الملوك الأشوريين الرحل ٣٨ ملك لا تذكر أبدا أنهم عموريين فعلى أية براهين يعتمد الأستاذ حبيب حنونا؟

 * يعتبر العلماء أن العموريين قد قدموا الى أكاد في نهاية الألف الثالث و بداية الألف الثاني فلو كانت نظرية الأستاذ حبيب حنونا صحيحة فهذا يعني أن العموريين قد دخلوا العراق القديم مع الأكاديين و ليس بعدهم!

ثالثا - كيف ومتى تأسست الدولة الآشورية؟

من المؤسف أن الأستاذ حبيب حنونا قد خلط معلومات تاريخية صحيحة مع بعض النظريات غير العلمية ! صحيح أن الملك  شمشي أدد العموري يعتبر المؤسس للدولة الأشورية و لكن غير صحيح أن ملوك أشور الرحالة كانوا هم أيضا عموريين !

من يقرأ هذا المقال سيعتقد أن الأشوريين كانوا عمورييين في الألف الثاث ق٠م .

أنه لمن الصعوبة  دراسة فترة تأسيس الدولة الأشورية في بداية الألف الثاني لعدم وجود كتابات عديدة حول هذه المرحلة .

و قد أصاب الأستاذ  حبيب حنونا عندما إستخدم تعبير "الدولة الأشورية" و ليس المملكة الأشورية لأنها كانت خاضعة للشعب الميتني خلال عشرات السنين !

الشعب الأشوري القديم لم يكن سليل الشعب العموري بل خليطا من بقايا الشعوب القديمة مع الشعب العموري و الميتني و الحوري !

  هنري بدروس كيفا 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها