مسيحيو الشرق و لغتهم السريانية الآرامية الأم
!
جميع مسيحيي الشرق يتحدرون من السريان الآراميين ( طبعا ابدون بدون الأقباط و
الأرمن ) و كانوا جميعا يتكلمون اللغة الآرامية حتى القرن العاشر الميلادي و
لكن الإحتلال الأجنبي من شعوب هندو أوروبية مثل الرومان و اليونانيين و الفرس
من ٥٣٨ ق٠م الى الإحتلال العربي سنة٦٣٦ م ( أي حوالي ١٢٠٠ سنة ) ظل السريان
محافظين على لغتهم الأم لأنه كان من الصعب عليهم (مجتمع زراعي ...) أن يتكلم
باللغات اللاتينية و اليونانية و الفارسية !
أم اللغة العربية فهي لغة شرقية (
سامية ) و كان من السهل على أجدادنا السريان الآراميين أن يتكلموا بهذه اللغة
القريبة من لغتهم الأم
.
غير صحيح أن الشعب السرياني الآرامي قد تكلم باللغة العربية منذ القرنين السابع
و الثامن الميلادي .
صحيح أن بعض العلماء السريان قد تعلموا اللغة العربية و
ترجموا إلى العرب من اللغات اليونانية و السريانية و الفارسية مئات الكتب
العلمية و الأدبية و لكن هذه الترجمات لا تعني أن الشعب السرياني الآرامي قد
تخلى عن لغته الأم بسرعة.
لقد حافظ السريان الآراميون الذين يعيشون في المناطق الجبلية في الشرق على
اللغة الآرامية - بشكل عام - أكثر من السريان الذين كانوا يعيشون في المدن و
المناطق السهلية
.
السريان النساطرة لا يزالون حتى اليوم يتكلمون السورث و هي لهجة آرامية و كذلك
بعض سكان القلمون من سكان معلولا و بخعة و جبعدين و كانوا بأغلبيتهم ينتمون الى
السريان الملكيين ( كنيسة الروم اليوم ) و قد دخل الإسلام بعض هؤلاء في التاريخ
الحديث و لكنهم لا يزالون يتكلمون اللغة الآرامية في بيوتهم
!
أخيرا أن اللغة السريانية ظلت محكية في جبال لبنان الى أواخر القرن الثامن عشر
و من المؤسف أن أغلبية ساحقة من مسيحيي لبنان تجهل أو تتجاهل هذه الحقيقة
التاريخية :
اللهجة اللبنانية هي سريانية أكثر من أن تكون عربية !
هنالك مئات و مئات البراهين العلمية
و لكن كما يقول صديقنا الدكتور روجيه شكيب الخوري " لا حياة لمن تنادي " و
المقصود هنا الكثير من السياسيين و رجال الدين المسيحيين الذين يديرون للعلم و
لهوية أجدادهم أذنهم الطرشاء
!
نتمنى من جميع مسيحيي شرقنا أن يهتموا بدراسة تاريخ أجدادهم و أن تقام ندوات و
مؤتمرات حول لغة أجدادهم السريانية الأم
!
اللغة السريانية ليست هي اللغة الأم للطائفة السريانية فقط : اللغة السريانية
هي اللغة الأم لجميع مسيحيي الشرق !
تجاهل البعض و إستعراب البعض الآخر لا يبدل أبدا أن أجدادهم كانوا سريانا
آراميين و كانوا يتكلمون اللغة السريانية
!
كلمة أخيرة :
مهما تكلم و جاد الإفريقي الذي يعيش في قارة أميركا باللغة الإسبانية أو
الإنكليزية أو البرتغالية أو الفرنسية فإن بشرته السوداء لهي أكبر دليل على أن
تلك اللغات قد تعلمها أجداده في تاريخهم الحديث!
جميع
مسيحيي الشرق يتحدرون من السريان الآراميين لأن لغتهم الأم هي الآرامية !
التكلم
باللغة العربية منذ ٣٠٠ أو ٦٠٠ سنة
لا يعني أننا من جذور عربية.
|