عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

ردود و تعليقات

   

السريان هم الآراميون تعليق على مقال عـــلاء أوســي

 

نشر الأخ عـــلاء أوســي مقالا حول لغتنا السريانية المقدسة عنوانه"اللغة السريانية - البداية- والنشأة" موجود على الرابط التالي

http://www.albaath.news.sy/user/?id=747&a=68687

و قد وجدت هذا المقال في facebook أيضا مما دفعني على التعليق على هذا المقال حول لغتنا الآرامية-السريانية و خاصة حول إنتشار التسمية السريانية.

أن غيرة الأخ عـــلاء أوســي ومحبته للشعب الآرامي السرياني و للغة السريانية هي الدافع الرئيسي لكتابة هذا المقال للتعريف عن اللغة السريانية و الشعب الآرامي و إعتمد على بعض المراجع و نقل منها بعض الأخطاء و الطروحات و النظريات غير العلمية .

أرجو أن يتقبل الأخ عـــلاء أوســي نقدي لبعض النقاط التي وردت في مقاله متمنيا أن يتحقق فيها كي يتعرف القراء على تاريخ الشعب السرياني و أسباب إرتباط التسمية السريانية بالآراميين أجدادنا .

أولا - الشعب " السامي" ؟

يجدر بنا أن نعرف أن شرقنا الحبيب لم يعرف شعبا قديما إسمه " الشعب السامي" .

إن العالم شولتزر هو أول من أطلق هذه التسمية على بعض شعوب الشرق القديم و لغاتهم الشرقية و قد أخذ هذا الإسم من سام بن نوح الذي ورد ذكره في التوراة . إن حكاية الطوفان التي وردت في التوراة هي منقولة من الأساطير الأكادية و بالتالي هي قصة خرافية . علماء الشرق القديم لا يستخدمون التوراة كمرجع علمي وثيق و لا يعتقدون أن الشعوب الشرقية تتحدر من سام بن نوح و لكنهم للأسف يستخدمون تسمية "ساميين" للإشارة الى الشعوب الشرقية .

ذكر الأخ عـــلاء أوســي "فمن الحقائق الثابتة مثلاً أن الشعوب السامية الثلاثة: العرب، الآراميين والعبرانيين هم في الأصل أمة واحدة تاريخاً ولغة، والتاريخ يصرّح بأن إبراهيم الخليل كان آرامياً جنساً ولغة ووطناً."

أ - ليس من الباب العلمي الإدعاء أن العرب القدامى و الشعب الآرامي و الشعب العبري كانوا يؤلفون " أمة واحدة تاريخا و لغة". هنالك بدون شك علاقات قربى تجمع بين الشعوب الشرقية و لكنها لا تسمح لنا أن ندعي أنها أمة واحدة .

ب - إن موطن القبائل العربية هو صحراء الجزيرة بينما موطن القبائل الآرامية هو البادية السورية و هنالك فارق كبير في الجغرافية و التاريخ لأن أقدم ذكر للعرب القدامى كان في معركة قرقر 853 ق.م.

ج - إن علماء التوراة يعتقدون أن إبراهيم قد عاش في القرن الثامن عشر قبل المسيح و يشككون بحقيقة وجوده . لقد بدأ اليهود في تدوين أسفار التوراة في القرن السادس ق.م خلال سبيهم الى مدينة بابل أما تعبير" كنت آراميا تائها" فإنهم يفسرونه " كنت بدويا تائها ".

ثانيا - موطن القبائل الآرامية ؟

لقد أورد الأخ عـــلاء أوســي معلومات عديدة عن تاريخ الآراميين و ممالكهم القديمة و قد علق على إسم آرام نهرين " والنهران المقصودان هما الفرات ورافده الخابور، وليس الفرات ودجلة». و هذا صحيح تاريخيا و جغرافيا .

 ولكنه كتب أيضا "وبرز الآراميون على مسرح التاريخ في الألف الثالث قبل الميلاد على شكل قبائل رحّل عديدة، لكن العلماء لم يتوصلوا إلى تشخيصها بدقة".

 إن الدراسات الحديثة حول قبائل السوتيين الأحلامو الآراميين تثبت لنا أن موطنهم كان البادية السورية و أنهم عاشوا في الألف الثاني قرب مدينة ماري على الفرات (أبو كمال اليوم) و أنهم كانوا يستخدمون الأحصنة في تنقلاتهم بينما العرب القدامى كانوا يستخدمون الجمال .

الآراميون السريان هم سكان سوريا الأصيلون و الشعوب الشرقية التي سبقتهم مثل العاموريين و الكنعانيين(أي الفينيقيين ) قد زالت من لتاريخ و إنصهرت بقاياهم ضمن الآراميين .

ثالثا - هل تخلى السريان عن إسمهم الآرامي ؟

لقد نقل الأخ عـــلاء أوســي هذه النظرية بدون شك من كتب بعض رجال الدين الذين لم يتحققوا في صحة هذه النظرية غير العلمية لأنه لا يوجد أية براهين تؤكدها .لقد جمعت بعض البراهين في بحثي "هل التسمية السريانية مرادفة للمسيحية ام للارامية ؟"

http://samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=5356

غير صحيح أن التسمية السريانية قد أصبحت مرادفة للمسيحية و إن السريان لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي و هذا واضح من خلال المصادر السريانية . القديس مار أفرم من القرن الرابع الميلادي لم يستخدم تعبير " الشعب أو اللغة السريانية" و لكنه كان دائما يستخدم التسمية الآراميةو يسمي لغتنا " آرامية"!

هنالك نص مشهور لإبن العبري القرن الثالث عشر الميلادي ورد فيه " لم يرد الآراميون ( يقصد الشعب السرياني) أن يختلطوا مع الآراميين) الوثنيين(".

التسمية السريانية لها مدلولات تاريخية و جغرافية و إنتماء وطني و هي تسمية مرادفة للتسمية الآرامية . ذكر الأخ عـــلاء أوســي "فكان كل من يقبل على تعاليمهم ويتنصّر يستبدل اسمه القديم الآرامي بالسرياني ..." هذه نظرية غير صحيحة و للأسف يستخدمها البعض لتفريغ التسمية السريانية من مدلولاتها القومية !

رابعا -" سورية هي آرام "

نعم أن سوريا هي بلاد آرام التاريخية و أن السريان هم الآراميون ولكن البراهين التي تثبت هذه الحقائق موجودة في المصادر الآرامية و العبرية و اليونانية الموجودة قبل المؤرخين العرب. يستشهد الأخ عـــلاء أوســي ببعض المؤرخين العرب إذ كتب" وقد أيد ذلك معظم مؤرخي العرب. قال اليعقوبي: " السريانية لسان آدم وأولاد نوح"، وقال الطبري: "كانت السريانية لغة ما قبل الطوفان"، ويعني المؤرخان العربيان هنا بالسريانية- الآرامية لأن لفظ السريانية لم يكن قد ظهر في تلك العصور السحيقة في القدم."

أ - غير صحيح أن اللغة السريانية كانت لسان آدم و أولاد نوح حتى و إن ورد ذلك في تاريخ اليعقوبي فلغتنا السريانية ليست أقدم لغة شرقية) سامية) فهنالك اللغات الأكادية و العمورية و الكنعانية و هي أقدم من لغتنا الآرامية!

ب - السريانية لم تكن موجودة قبل الطوفان و المؤرخ الطبري لا يعرف شيئا عن "أسطورة الطوفان " و نحن لا نريد تاريخا أسطوريا للغتنا السريانية و لكن تاريخا صحيحا .

ج - المؤرخان العربيان لم يقدما براهين على أن سوريا هي بلاد آرام و لا يحق لنا أن نعلق "ويعني المؤرخان العربيان هنا بالسريانية- الآرامية لأن لفظ السريانية لم يكن قد ظهر في تلك العصور السحيقة في القدم." و نحن لا نريد من السريان ترديد براهين غير علمية لترادف الإسمين الآرامي و السرياني !

الجدير بالذكر أن الأخ عـــلاء أوســي قد إستشهد بنص من جرجي زيدان يقول فيه

انقسم الآراميون بتوالي الأجيال إلى أمم اشتهرت في التاريخ أهمها أمة السريان فيما بين النهرين والعراق والكلدان في العراق».

أ - جرجي زيدان من أشهر أدباء القرن التاسع عشر و إنه لمن المدهش أنه كان يعرف أن الكلدان القدامى كانوا من الآراميين .

ب- جرجي زيدان يستخدم تعبير " فيما بين النهرين " بمعنى الجزيرة لأنه يذكر حرفي " أمة السريان فيما بين النهرين والعراق".

ج - إن مصطلح بلاد ما بين النهرين سوف يطلق على العراق بعد الحرب العالمية الأولى . بيت نهرين في مصادرنا السريانية هي الجزيرة و ليس العراق !

خامسا - ما هو البرهان على أن سوريا هي بلاد آرام ؟

ذكر الأخ عـــلاء أوســي مشكورا " وقد ظهرت لفظة سورية بشكل واضح في عهد السلوقيين الإغريق وعلى وجه التدقيق بعد ظهور الترجمة السبعينية، حيث أن المترجمين ترجموا لفظة آرام بسورية كبدل لها أو مرادف، ثم توسع في استعمال هذا الاسم -سورية- وأطلق على البلاد كلها"

أ- إن أسفار التوراة قد أوردت التسمية الآرامية عشرات المرات فهي تتكلم عن بلاد و ملوك و لغة و أبنية الآراميين .

ب - الترجمة السبعينية و هي من اللغة العبرية الى اليونانية سوف تترجم التسمية الآرامية الى السريانية . عندما النص العبري يذكر عن إبراهيم " كنت آراميا تائها" الترجمة اليونانية تذكر" كنت سريانيا تائها " . و مملكة آرام في اللغة العبرية تتحول الى " مملكة سوريا" و الشعب الآرامي الى " الشعب السرياني".

ج - لقد وردت تسمية بلاد آرام في بعض النصوص الأكادية التي تركها ملوك أشور و بعض النصوص الآرامية و خاصة في نصوص سفيرة قرب حلب حيث وردت تعابير " آرام العليا" و " آرام السفلى" و " كل آرام".

د - لقد وجدنا عدة نصوص يونانية قديمة تتكلم عن " سوريا العليا" و " سوريا السفلى" و خاصة " سوريا كولن". و قد فشل الباحثون في القرن التاسع عشر في إيجاد تفسير أو معنى لسوريا " كولن" لأن كلمة " كولن" هي يونانية !

ه - بعد إكتشاف نصوص سفيرة الآرامية و ترجمتها صار العلماء يعرفون ما معنى " سوريا كولن" فهي ترجمة حرفية للتسمية الآرامية " كل آرام " و هذا أكبر برهان على ترادف الإسمين الآرامي و السرياني!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها