عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

ردود و تعليقات

   

 التسمية السريانية صارت تعني المسيحي !

تعليق على رد الأخ يوحنا بيداويد الموقر

"حوار ساخن حول مصير اللغة السريانية والناطقيين بها" في موقع

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,620220.0.html

تعليقي لا يتعلق في اللغة مباشرة و لكنه حول جملة وردت في تعليقك و هي "  هذا اللغة التي نتحدث بها ، انا اعرفها منذ طفولتي تدعى  بالسورث ، وعلمونا ابائنا ان نقول عن انفسنا (سورايا ومخكوخ سورث)، اي مسيحيون  ونتحدث لغة السورث او السريانية."

إنني لا أشك لحظة واحدة أن" ابائنا " كانوا يؤمنون أنهم سورايا اي مسيحيون كما تفضلت !

و لكن السؤال هو متى صارت التسمية السريانية تعني مسيحي ؟

للأسف لنا أن هذه النظرية هي من أواخر القرن التاسع عشر و قد نقلها - بدون أن يتحقق - المطران أوجين منا في مقدمة قاموسه الشهير عن المطران إقليمس داود .

 و قد إنتقدت مرارا نظرية سرياني يعني مسيحي و محاولات البعض لإستغلال هذه النظرية الخاطئة - و التي أصلا تتكلم عن الآراميين - لتبرير إنقراض شعوب قديمة مثل الشعب الأشوري !

   الذي يدفعني الى هذا التعليق هو ما نقله الأخ بطرس أدم عن كتاب"القوش عبر التاريخ " الصادر عام 1979 لآلمثلث الرحمات المطران يوسف بابانا الصفحة  41 عند دخول الديانة المسيحية ما بين الكلدان – الأوثان – عَبَدَة النار والنجوم والشمس والقمر , أستنكف المُبشرون أن يُسَمُّوا المتنصّرين حديثا بأسم الكلدان أو الآشوريين , لأن هذين الشعبَيْن كانا يمارسان السحر والتنجيم , الشيء الذي تمنعه الديانة المسيحية , فتطلَّبَت محبة المبشرين على قوميتهم , وكان المبشرون يأتون من السامرة في الشام , لذا تَسَمَّى هؤلاء المبَشَّرون (بفتح الشين) أو المسيحيون الجدد بأسم رُسلهم السوريين الأصل , فقيل سرياني لجمع السريان , وهكذا مَسَخوا  ومَحَوا كل أسم أو قرابة لها مساس مع قوميتهم الأصلية – الكلدانية – وعُرِفوا بالسريان .

وهكذا السريان كانوا يسكنون في المملكتين الشرقيّة – الفارسية , والغربية – الرومانية , فعُرِفوا بالسريان الشرقيين والسريان الغربيين , فالسريان الشرقيون هم المعروفون – الكلدان سكان المملكة الفارسية , والغربيون وهم سريان سوريا وأطرافها. "

 مع كل إحترامي لكل رجال الدين الذين يرددون هذه النظرية فإنهم يجهلون أن باحثا فرنسيا قد أطلق هذه النظرية في الثلاثينات من القرن التاسع عشر و في كتاب حول الأنباط !

  قد يستغرب القارئ عندما يعلم ان العالم الفرنسي QUATREMERE هو اول من ربط بين التسمية السريانية و دخول اجدادنا الاراميين الديانة المسيحية و ذلك في كتابه عن الانباط NABATEENS وقد نشر سنة 1831م .

كتب QUATREMERE في الصفحة 95 هذا الشعب الارامي تعود فيما بعد ان يسمي نفسه بهذا الاسم سريان بينما كان الواجب يحتم عليه ان يرفض هذا الاسم لانه غريب عليه، هذا الشعب LES SYRIENS رضي ان يتخلى عن اسمه الحقيقي LES ARAMEENS و يرميه في عالم النسيان، الاسم الذي حمله اجداده منذ زمن بعيد ثم يكمل QUATREMERE و يكتب كيف نستطيع اذن، ان نفسر دخول التسمية، سوريا و سريان على الشعوب التي سكنت المناطق الواقعة ما وراء نهر الفرات؟

اذا لم اكن مخطئا، هو بسبب الديانة المسيحية، اذ ان لغة الانجيل كانت يونانية، فاقتنع الاراميون بانه يجب من كل النواحي ان يصيروا شعبا جديدا، و ان يتخلوا عن اسمهم القديم.

هذه العلاقة اي التخلي عن الاسم الارامي القديم مبرهنة اذا لم اكن مخطئا بحدث اعتقد انه مهم، في اللغة السريانية لفظة ارامي ARMOYE و التي لا تختلف عن الاسم القديم اورومي OROMOYE الا بحركة واحدة، تعني و ثني و عابد اوثان. هكذا دخلت التسمية السريانية على الاراميين ان QUATREMERE هو اول من طرح حسب علمنا نظرية قبول اجدادنا الاراميين التسمية السريانية بسبب دخولهم الديانة المسيحية من الملاحظ انه يستخدم في نصه مرتين هذا التعبير اذا لم اخطئ ثم يكتب اعتقد و هذا يوضح لنا ان QUATREMERE هو اول من اطلق هذه النظرية اي تسمية اجدادنا الاراميين بالسريان بمجرد قبولهم الديانة المسيحية.

 للاسف الشديد البرهان الذي يقدمه لنا اي الفرق باللفظ بين اراماي و اورمي هو برهان واهن لانه ماخوذ من قواميس ابن بهلول و ابن علي اي من القرن العاشر الميلادي.

  للأسف لنا لقد تناقل رجال الدين هذه النظرية متوهمين أن التسمية السريانية قد أطلقت على الشعوب القديمة ؟

 التي قبلت الديانة المسيحية و كل من يطلع على المصادر السريانية يجد أن أبائنا لم يستخدموا التسمية السريانية بمعنى مسيحي و لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي القديم !

لا شك أن التسمية السريانية " صارت " في تاريخنا الحديث تعني المسيحي تماما مثل التسمية الأرمنية و القبطية !

لقد نشرت مؤخرا نقدا لما ذكر المطران دواد من نظريات خاطئة في مقدمة اللمعة الشهية و قد ذكرت فيه :

 المطران داود و نص رينان الشهير !

منذ حوالي ١٧ سنة كتبت عدة دراسات نقدية حول مقدمة قاموس المطران اوجين يعقوب منا .

و قد ذكرت ان المطران منا كان قد نقل نصا من تاريخ اللغات السامية للعالم الفرنسي ارنست رينان ولكن بدون ان يطلع على كتاب رينان .

لقد ذكرت في ابحاثي السابقة ان المطران اوجين منا قد نقل نص رينان من قاموس باين سميث و لكن بعد التدقيق في مقدمة اللمعة الشهية وجدت ان المطران منا قد نقل نص رينان "حرفيا" من مقدمة اللمعة الشهية .

أ - نص رينان الشهير ولد Ernest Renan سنة 1823 و قد نال شهرة كبيرة في فرنسا لأنه كان كاتبا و فيلسوفا و مؤرخا .

حصل على شهرة واسعة بعد كتابه " حياة يسوع" Vie de Jésus و لكن شهرته بين الأوساط السريانية هي لأن المطران داود قد نقل " نصا" من كتابه تاريخ اللغات السامية .

سوف نرى لاحقا ان بعض المفكرين سوف يستغلون هذا النص و يفسرونه بما يلائم الطروحات السياسية التي تزيف هويتنا الآرامية التاريخية.

من يريد ان يتعرف أكثر على العالم رينان عليه ان يراجع الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Ernest_Renan

و يجدر بنا ان نذكر ان نصه المشهور مأخوذ من حاشية من كتابه تاريخ اللغات السامية الذي كتبه سنة 1855 اي قبل فك رموز الكتابة المسمارية .

كتب المطران داود صفحة ١٣ :ثم أورد ( اي باين سميث صاحب القاموس السرياني اللاتيني) ما قاله العالم الفرنساوي رينان ما نصه :

أخيرا ام اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في الشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور او اثوريا حسب اللفظ اليوناني ) و هو اسم عام كان يطلق عند اليونانيين على آسيا الداخلية كلها .

 لكن مع ذلك لم يفقد اسم آرام من بلاد الشرق بالكلية بل اختص بالاراميين الذين لم يعتنقوا الديانة المسيحية كالنبط و اهل مدينة حران .

 و لهذا السبب جعلت لفظة الارامي عند علماء اللغة السريانية مرادفة للفظة الصابئ او الوثني ..."

 *ان اسم آرام بدل ... باسم سوريا نحن في القرن الواحد و العشرين نعلم جيدا ان اسم آرام كان يطلق على مملكة دمشق الآرامية و ان الترجمة السبعينية في بداية القرن الثالث قبل الميلاد قد عمدت الى ترجمة بلاد آرام في اللغة العبرية الى بلاد سوريا في اللغة اليونانية .

 *سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور ..) المعادلة الأولى :

 الآراميون = السريان هي صحيحة و لكن هذا لا يعني ان الآراميين هم آثوريون لأن التسمية السريانية مشتقة من أسوريا !

 *إن المصادر السريانية تثبت لنا ان اجدادنا ظلوا محافظين على إسمهم و هويتهم الآرامية .

ب - ما هي الخلاصة التي توصل لها المطران داود من نص رينان ؟

كتب المطران داود :

"فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية كما ورد اسمها دائما في الكتاب المقدس و ان اسم السريانية لم يكن الا اختصار اثورية اختصره اليونانيون الذين كثروا في بلاد الارامية بعد الاسكندر ذي القرنين و قلبوا ثاءه الى السين لسهولة اللفظ .

 ثم لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما للملة بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور و اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني ... للملة بل للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني ".

" ان الامة السريانية جمعاء ... تدعى عند اهلها ارامية او آثورية " هذا استنتاج خاطئ لأن معلوماتنا الحديثة عن الآراميين تؤكد على انهم شعب شرقي مغاير للشعب الأشوري القديم.

لا يوجد اي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم يقبل بهذا الاستنتاج السطحي .

 *لم يهمل اجدادنا اسمهم الآرامي كما يدعي المطران داود بدون اية براهين .

البرهان الساطع هو القديس مار افرام الذي لم يستخدم التسمية السريانية في كتاباته بل التسمية الآرامية فقط :

 عندما يسمي برديصان الآرامي فهو لا يعني ان برديصان كان وثنيا ( برديصان كان مسيحيا (.

 *المعنى الاول للتسمية السريانية هو الإنتماء الى الشعب السرياني الآرامي .

قد تكون التسمية السريانية مثل التسمية الارمنية و القبطية صارت تحمل معنا آخر و هو الإنتماء المسيحي و لكن هذا لا يعني ان التسمية السريانية التاريخية لا تدل على هوية شعب كما فهمها بعض رجال الدين المعاصرين !

 *أخيرا ان المطران داود قد نقل نظرية العالم الفرنسي QUATREMERE استاذ العالم رينان بدون ان يطلع على كتابه و بدون ان يتحقق في براهينه.

لا يوجد اي نص سرياني يؤكد نظرية QUATREMERE اي ان الآراميين بعد اعتناقهم الديانة المسيحية تخلوا عن اسمهم الآرامي ! 

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها