مسيحيو لبنان و التسمية الفينيقية!
للأسف كثيرون يرددون بانهم
احفاد الكنعانيين اي الفينيقيين فقط لانهم سمعوا هذه الحكاية
في صغرهم !
نحن نعيش في عصر حيث لم تعد
الحكايات الخاطئة مقبولة ... الشعب الكنعاني او الفينيقي قد
زال من التاريخ و ذابت بقاياه ضمن الاراميين اجدادنا للأسباب
التالية
ا - ان اهتمام اوروبا في القرن
التاسع عشر في البحث و التنقيب عن الاثارات في شرقنا هو الذي
اعاد ذكر الفينيقيين بين سكان لبنان .
عندما جاء المؤرخ
الفرنسي ارنست رينان بعد مجازر 1860 و بقي اشهر طويلة بين
مسيحيي جبل لبنان و ساحله لم يسمع قط انهم كنعانيين
او
فينيقيين!
ب - كان مسيحيو لبنان يؤمنون
بانهم سريان خاصة الموارنة منهم اما الروم فانهم كانوا يعتقدون
ان اصلهم هو يوناني لان جميع مطارنتهم كانوا يونانيين فعلا و
قد ادعوا بالهوية العربية فقط لانهم يتكلمون اللغة العربية و
للأسف لهم و لنا صاروا يتوهمون بانهم احفاد الغساسنة و القبائل
العربية المسيحية التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية قبل
الاسلام .
ج - فقط للأمانة التاريخية لقد
كتب احد الكتاب اللبنانيين كتابا حول الفينيقيين في سنة 1908 و
لا شك متأثرا باهتمام الغرب و ليس لأنه من جذور فنيقية....
د - ان جبل لبنان لم يكن مسكونا
لا بالكنعانيين و لا اللبنانيين !
ان الرهبان السريان من موارنة
و غيرهم قد قدموا من سوريا الارمية و عمروا المناسك و الاديرة
و فيما بعد تجمع حولهم السكان و بنوا مساكنا لهم تحولت مع
الزمن الى قرى و بلدات و الشيئ الطبيعي هو ان جميع اسماء تلك
القرى و الجبال و النهار و الينابيع هو باللغة الآرامية !
ه- ان يوحنا مارون و اتباعه قد
نزحوا من سوريا الشمالية هربا من السريان الملكيين اي الروم
اليوم و سكنوا في جبال لبنان في وادي قاديشا و مع الزمن انتشر
المذهب الماروني بين سريان لبنان و هذا واضح جدا من زجليات
المطران ابن القلاعي...
و- ان انشاء دولة لبنان الكبير
سنة 1920 و مناهج تعليم التاريخ في مدارس لبنان هي التي نشرت
هذه الفكرة الخاطئة تحدر مسيحيي لبنان من الكنعانيين ! للأسف
جميع الذين يرددون هذا الطرح لا يعرفون ان مسيحيي لبنان كانوا
اراميين في هويتهم و لغتهم و حضارتهم.
ز- هنالك شعوب عديدة قد لعبت
دورا كبيرا في مناطق محددة و لكنها زالت من التاريخ. ان
تقسيمات الرومان الادارية لشرقنا هي التي سمحت للتسمية
الجغرافية الفينيقية بالاستمرار و لكنها لم تكن تعني بوجود شعب
او هوية كنعانية فينيقية و هذا واضح جدا من الكاتب لوسيان
السمسياطي في كتابه المشهور= الهة سوريا = De Dea Syria فهو
يذكر ان اهل صيدا و صور هم سريان ...
|