عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

متفرقات                                            

هل يكون غبطة البطريرك لويس روفائيل رجل الوحدة المرتقبة؟

 

إنني من المتابعين لما كان يكتب غبطة البطريرك لويس روفائيل في السنين الماضية خاصة في موقع عنكاوا , و كنت أراقب المواضيع التي يكتب حولها .

 و كانت غالبا تدور حول الوحدة الكنسية لكنيسة المشرق و إصلاح داخلي للكنيسة الكلدانية و مطالبة المسيحيين العراقيين في البقاء في وطنهم العراق مهما كانت الصعاب .
صحيح أن البطريرك الجديد هو رجل ديني يعمل أولا لكنيسة المسيح و لكنه - لمن لا يعرف - باحث في التاريخ الكنسي و متخصص في تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية !
غبطة البطريرك لويس روفائيل يؤمن إن جميع مسيحيي العراق ينتمون الى السريان الآراميين و هذا واضح من خلال بحثه " السريان الإطار التاريخي والجغرافي"

موجود على هذا الرابط
http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=144&t=8975

و لكن الوحدة التي يسعى لها هي الوحدة الكنسية ربما لأنه يؤمن أنه على رجال الكنيسة ألا يأخذوا مواقف قد تفسر بأنها عمل سياسي !
رغم رغبة هذا البطريرك الصريحة عن إبتعاده عن العمل السياسي فإن منصبه الديني و إختصاصه في التاريخ السرياني سيدفعانه عاجلا أم أجلا الى إتخاذ مواقف سياسية من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في العراق و مواقف علمية تاريخية حول هوية السريان المشارقة و لغتهم المقدسة!

أولا - النقد العلمي في التأريخ

 

أ - لقد تعرفت شخصيا على غبطة البطريرك لويس روفائيل في باريس عندما كان كاهنا يتخصص في التأريخ الكنسي في نهاية الثمانيات من القرن الماضي . و قد أهداني أطروحته و هي بعنوان:

LETTRE CHRISTOLOGIQUE DU PATRIARCHE
SYRO-ORIENTAL ISO'YAHB DE GDALA
(628-646) ROME 1983
و نرى في المقدمة أن غبطة البطريرك لويس روفائيل يستخدم المصطلحات العلمية و الإسم التاريخي لكنيسة المشرق ففي الصفحة ١١ يذكر " كان إيشو يهاب بطريركا للكنيسة السريانية الشرقية لمدة ١٨ سنة ..." ثم يشرح في الحاشية " لقد فضلنا في هذا البحث أن نستخدم تعبير الكنيسة السريانية الشرقية على بقية الأسماء : الكنيسة الكلدانية , الأشورية الكلدانية أو النسطورية لأن هذه التسمية ( السريانية) هي أكثر تاريخية .


ب - لقد إلتقيت بغبطته في صيف ٢٠٠٥ في بكفيا في لبنان و كان قد قدم عن طريق البر للمشاركة في المؤتمر الذي أقيم في بحرصاف بمناسبة صدور سلسلة " ينابيع سريانية " حول تاريخنا و تراثنا السرياني. و كان غبطته قد ألقى محاضرة صغيرة حول بحثه " السريان الإطار التاريخي والجغرافي " و مع إنه يؤكد إنتماء السريان الى الآراميين ( و هذا ما يعرفه كل الباحثين في تاريخنا ) فإنه ردد حرفيا " إن السريان قد تخلوا عن إسمهم الآرامي " . و قد عارضت
هذه الفكرة و قدمت عدة نصوص من المصادر السريانية تبرهن أن السريان حافظوا الى القرن الثالث عشر - على الأقل - على إسمهم الآرامي ! و قد إلتقيت بعد المحاضرات بغبطته و كم كانت فرحتي بأنه تذكرني بعد أكثر من ٢٥ سنة !


ج - إن أطروحة غبطة البطريرك مليئة بالشواهد التاريخية التي تبرز لنا على إطلاعه الواسع على العقائد الإيمانية للكنيسة السريانية الشرقية و هو يكتب حرفيا في الصفحة ١٣ " إن عددا كبيرا من العلماء خاصة الغربيين قد درسوا العقائد المسيحانية للكنيسة السريانية الشرقية و لكنهم للأسف أخطأوا في فهمها و لهذا حكموا عليها بأنها نسطورية و هرطوكية" قد يكون غبطة البطريرك من أول العلماء الشرقيين الذين كتبوا بكل وضوح حول أرثودكسية إيمان الكنيسة السريانية الشرقية فها هو يذكر في الصفحة ١٢ " نحن نؤمن أن إيشو يهاب هو أرثودكسي بشكل تام و هو ليس أقل أرثودكسية من كيرلس بطريرك الإسكندرية ..."


ثانيا - مواقف غبطة البطريرك لويس روفائيل هي صادقة في لقاء مهم لغبطته مع موقع عنكاوا تحت عنوان " البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو لـ "عنكاوا كوم": مستعد للتنازل عن البطريركية في سبيل وحدة الكنائس.. سأكون طيباً إلى أخر حد لكن أيضاً سأكون حازماً" على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,652165.msg5949424.html#msg5949424

 

أ - من يطلع على ما ورد في أطروحة البطريرك لويس روفائيل و مواقفه الجريئة على ما يجري في العراق , لا يتعجب أبدا من الشعار الذي إتخذه بعد إنتخابه في بداية هذه السنة و هو " أصالة، وحدة، تجدد." و ها هو يشرح و يوضح مفهومه لمعاني هذا الشعار . فهو يقول حرفيا :
" فأنا كنيسة قبل أن أكون قومي، بمعنى آخر أنا رجل دين ولي رسالة احملها لكل الناس إن كان كلداني أو سرياني أو آشوري أو مسلماً أو صابئياً او إيزيدياً، فلا يجوز أن أقول أنا كلداني فقط رغم أنني اعتز بهويتي الكلدانية لكن الأولوية بالنسبة لي في رسالتي كبطريرك أو رجل دين هي الإنجيل من هنا أريد أن أكون صادقاً وأنا اعتز بهويتي كنيستنا الكلدانية ".


ب - أغلبية ساحقة من رجال الدين الكاثوليك لا تهتم كثيرا لإنتمائنا القومي لأنها تعتبر أن رسالتها الأولى هي تعاليم سيدنا يسوع المسيح و كنيسته على الأرض ! من المؤسف أن مفهومهم النبيل للإنسانية يبعدهم عن هويتنا التاريخية و من المؤسف أكثر أن تاريخ شعبنا حسب مفهومهم الديني هو بداية الإنتشار الدين المسيحي بين أفراد شعبنا ... كما لو أن تاريخ أجدادنا الوثني ليس مهما على صعيد تاريخ الشرق القديم !


ج - لا شك ان غبطته لهو صادق عندما يردد " مستعد للتنازل عن البطريركية في سبيل وحدة الكنائس..." و لكن من يقول وحدة مع كنيسة أو كنيستين آخرتين فهذا يتطلب رغبة صادقة من بطاركة تلك الكنائس للعمل من أجل تلك الوحدة المنشودة !

ثالثا - بعض الصعوبات التي قد تعترض طريق البطريرك الجديد !

أ - إن مفهوم الكنيسة الكلدانية لتواجدها في العراق يختلف كليا مع مفاهيم الأحزاب المسيحية في العراق لأن الكنيسة الكلدانية تسعى للحفاظ
على جذورها الوطنية في" كل العراق " بينما الأحزاب تناضل من أجل حكم ذاتي في" جزء من العراق "!


ب - إن مفاهيم رجال الدين في الكنيسة الأشورية و الشرقية لهويتنا التاريخية لهي بعيدة جدا عن التاريخ الأكاديمي فهم يرددون بأنهم أحفاد الشعب الأشوري القديم مع أن أجدادهم كانوا دائما يؤمنون بأنهم سريان آراميين !


ج - إن بعض ابناء الكنيسة الكلدانية قد تبنوا طروحات و مفاهيم تاريخية غير علمية و قد يضطر غبطة البطريرك أن يتدخل بشكل مباشر لأن بعض تلك الأصوات ترفض التسمية السريانية العلمية . لقد نشر الشماس د. كوركيس مردو بحثا عنوانه "السريان والسريانية " ذكر فيه :


" أما الأب لويس ساكو(المطران) مع احترامي لثقافته وعِلمه، فقد وضع عنوان أحد كُتُبه (آباؤُنا السريان) وكأنه مطران سرياني وليس كلدانياً، ويجعل مِن الآباء العلماء العباقرة الكلدان سرياناً، وفي الحقيقة لم تسنح لي شخـصياً الفـرصة للإطلاع عليه، ولكنني أحكم عليه مِن عـنوانه(ومِن سيمائهم تعرفونهم).

 

 وقد سبقَ لي أن إنتقدتُ مـقالاً نشِرَ في موقـع إلكـتروني(نيركال كَيت) وكذلك نُشرَ في موقع بَحزاني بعنوان " السريان ... الإطار التاريخي والجغرافي" باسم المطران لويس ساكو، وكان عنوان مقالي" ضمور الشعور القومي لدى الكلدان" نـشِر في موقع عنكاوا .كوم في 24 / 5 / 2007 م فَنَدتُ فيه المغالطات التي وردت في المقال . والى الجزء الثاني قريباً ".

الخاتمة

 

أ - " يد واحد - كما يقول المثل - لا تستطيع التصفيق " و مهما كان غبطة البطريرك لويس روفائيل صادقا في سعيه من أجل وحدة كنسية تشجع المسيحيين في العراق في الصمود في أرض الأجداد فإن نجاح الوحدة مرتبط ببقية الرؤساء الروحيين !


ب - رغم أهمية إنتمائنا المسيحي فإن إنتمائنا التاريخي ( الهوية التاريخية ) لهو مهم جدا ! فالمسيحيون في العراق ينتمون بأغلبيتهم الساحقة الى السريان أحفاد القبائل الكلدانية الآرامية التي لعبت دورا كبيرا في صهر بقايا الأكاديين في بلاد أكاد التي ستعرف لاحقا ببلاد الآراميين !


ج - إن إختصاص البطريرك لويس روفائيل في التاريخ السرياني سيحد من تطرف بعض الطروحات الكلدانية و قد يلاقي بعض المواقف المتشنجة من قبل أصحاب تلك الطروحات!


أخيرا و إن كنت أنا شخصيا من الداعين الى وحدة تاريخية قومية فإنني أتمنى النجاح الكبير لسعي غبطة البطريرك لويس روفائيل من أجل وحدة كنسية قد تكون العامل الأول لبقائنا في شرقنا الحبيب !

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها