لماذا أطلقت التسمية اليعقوبية
على السريان
الأرثودكس؟
أهدي هذا المقال المتواضع
الى الأخ
Omar Ammary
لأنه
يتضايق من إستخدام التسمية اليعقوبية و أتمنى
أن يستفيد من ما كتبته حول هذا الموضوع منذ
حوالي ٣٠ سنة . و إنني أشكره لمتابعته و
إهتمامه و غيرته على إنتمائه السرياني الآرامي
.
يتشرف كل سرياني بمعرفة
الأخ عمر الذي ينتمي الى كنيسة الروم و لكنه
يجاهر بإنتمائه التاريخي الحقيقي أي الآرامي ...
نحن
لا ندعي أن الوعي قد إنتشر بين جميع المسيحيين
المشارقة و لكن بفضل مواقع التواصل الإجتماعي
فإننا صرنا نتعرف على اخوة يؤمنون مثلنا
بالإنتماء الى شعب تاريخي و ليس فقط إنتماء
طائفي أو إنتماء الى دولة معينة (مواطنة)...
كثيرون من السريان اليوم
لا يعرفون السبب الحقيقي لتسميتهم باليعاقبة و
من يبحث في المصادر السريانية يجد أن كثيرين
من العلماء السريان قد ذكروا بأن إسمهم "
اليعاقبة " قد جاء من القديس يعقوب البرادعي
!
و كان خصوم هذه الكنيسة
يتهكمون على أفرادها متهمينهم بالهرطقة و
إتباع المطران يعقوب بدل إتباع تعاليم سيدنا
يسوع المسيح و كانوا يصنفون " اليعاقبة " ضمن
الهراطقة مثل الأريوسية و النسطورية
...
و
كان العلماء السريان يردون بأنهم أتباع المسيح
و أن المطران يعقوب البرادعي هو الذي أنقذ
الكنيسة المناهضة لمجمع خلقيدونيا من الإندثار!
لقد ذكرت في أطروحتي حرفيا
"اسباب إستقلال الكنيسة السريانية ـ الآرامية
المناهضة لمجمع خلقيدونيا 451 م ":
"
كتب
المؤرخ "شتاين"
:
" إن
العقيدة الإيمانية عند المونوفيزتيين هي نفسها
عقيدة سوريوس الإنطاكي, أما التنظيم الذي
بفضله صمد إلى يومنا هذا في مصر وسوريا فهو
يعود إلى يعقوب البرادعي, وإنه لمن الأصح ألاّ
يسمى هذا التنظيم بالكنيسة السوريوسية بل
بالكنيسة اليعقوبية".
(1) يعتقد "شتاين" أن
الكنيسة المناهضة لخلقيدونيا قد سميّت
"يعقوبية" بفضل دور ونشاط يعقوب البرادعي.
المؤرخ "فان روي"
.
(2) يؤيد هذه الفكرة .من
الملاحظ أن خصوم.
(3) هذه الكنيسة كانوا يسمونها
"يعقوبية" ويدرجونها ضمن البدع المانوية ,
الأريوسية والنسطورية وغيرها.
ذكر البطريرك ميخائيل
الكبير في تاريخه :
" كثيرون كانوا يؤيدون
فكرة يعقوب الطاعن في السنّ , لأنهم كانوا
متعلقين به, ولهذا السبب أُطلِقت عليهم تسمية
اليعاقبة" .
(4).ما ذكره البطريريك ميخائيل
الكبير هو نصف الحقيقة , أما الحقيقة الكاملة
موجودة في تاريخ يوحنا الأفسسي .
(5), فهو عاصر
هذه الأحداث وكتب عنها , ويُخبرنا عن إختلاف
يعقوب البرادعي مع البطريرك بولس حول امور
داخلية متعلقة ببطريركية الأسكندرية , فإختلاف
أبناء هذه الكنيسة بين مؤيّد ليعقوب البرادعي
ومؤيّد للبطريرك بولس. تسمية "اليعاقبة" جاءت
من هذا الخلاف وليس بسبب نشاط وتنظيم الكنيسة
بواسطة يعقوب البرادعي
!
أهمية
المصادر السريانية : عاش البطريريك ميخائيل
الكبير في القرن الثاني عشر و هو يكتب عن هذا
الحدث بعد حوالي ٧٠٠ سنة بينما المطران يوحنا
الأفسسي كان رفيقا للمطران يعقوب البرادعي و
قد كان من أهم المطارنة و العلماء الذين كتبوا
حول تاريخ الكنيسة المناهضة لمجمع خلقيدونيا و
التي ستعرف لاحقا بالكنيسة السريانية
الأرثودكسية !
نحن نعتبر البطريرك ميخائيل
مرجعا مهما لما حدث في القرن السادس الميلادي
و ليس مصدرا بينما كان المطران يوحنا الأفسسي
أو الأسيوي
عضوا فاعلا و بكل تأكيد
شاهدا لتلك الأحداث . لقد أطلقت تسمية
اليعاقبة على السريان ليس لأنهم كانوا يحبون
أو يتبعون القديس يعقوب البرادعي كما يفهم من
نص ميخائيل الكبير و ليس كما ذكر بعض الباحثين
في القرن العشرين لأنه "نظم "الكنيسة و رسم
لها مطارنة جدد و لكن سميوا يعاقبة نسبة الى
الخلاف الذي وقع بين المطران يعقوب البرادعي و
بين بولس بطريرك الإسكندرية
!
السريان
لم يسموا يعاقبة لأنهم تبعوا تعاليم محرفة
للمطران يعقوب البرادعي و لكنهم سميوا يعاقبة
لأنهم أيدوا وجهة نظره في خلاف داخلي مع بولس
بطريرك الإسكندرية!
1 - Stein (E) ,
Histoire du Bas Empire . T-2 , p-626
2-VAN ROEY (A) ,
les débuts de l’église jacobite dans , Das
Konzil Von Chalkedon
3- Nicephore
Callistas . H.E dans P.G. T-147 col 438
citée par BUNDY(D.D)
Jacob Baradeux ,
dans le MUSEON
4- MICHEL LE
SYRIEN , chronique , livre X , chap XIII
P-324
5- JEAN D’EPHESE ,
vie de Sévère , P-25 |