الكنيسة السريانية هي آرامية بهويتها و لغتها
و موطنها و ليست عربية
نشر أحد الإخوة الغيورين هذا التعليق في
صفحتنا
:
"
الكنيسة السريانية ليست فقط ارامية وانما
عربية فقبائل الغساسنة الذين حكموا الجزيرة
السورية وكانت سرجيو بوليس (الرصافة السورية )
وبصرى وتدمر اهم مدنهم كانوا من اتباع الكنيسة
اليعقوبية , نسبة ليعقوب البرادعي ومن انصار
الطبيعة الواحدة
".
هذا التعليق يذكرني بما كتب المؤرخ أسد رستم
حول بطريركية إنطاكيا فهو إدعى بأنها كانت
عربية و يونانية و سريانية بسكانها!
هذا إدعاء غير صحيح للأسباب التالية
:
أولا - إن بطريركية إنطاكيا الجغرافية هي
محددة بولاية الشرق الرومانية و كانت عاصمتها
إنطاكيا : الجزيرة العربية لم تكن ضمن
بطريركية إنطاكيا و حتى المنطقة المعروفة
بالعربية و تقع شرقي الأردن لم تكن تابعة
لإنطاكيا . مناطق فلسطين الإدارية الثلاثة
كانت تابعة لبطرك القدس و ليس لإنطاكيا
...
ثانيا - إنتشار الدين المسيحي بين العرب
.
لا أحد ينكر تاريخ القبائل العربية المسيحية
التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية و
ليس في سوريا و هذه القبائل قد إنتقلت الى بعض
مناطق سوريا خاصة الجزيرة بعد إحتلال العرب
المسلمين لبلاد سوريا و ليس قبله . سرعان ما
أسلمت تلك القبائل العربية المسيحية كي تشارك
جيش المسلمين في الفتوحات و المغانم
!
الإدعاء
بوجود مسيحي عربي في سوريا لا يتطابق مع تاريخ
إنتشار الديانة المسيحية في سوريا و أغلب
الإخوة الذين يرددون هذا الإدعاء يتوهمون -
لأنهم يتكلمون اللغة العربية- إنهم أحفاد تلك
القبائل العربية المسيحية
!
ثالثا - إنتشار الغساسنة و أهمية تاريخهم
.
بكل تأكيد لم ينتشر الغساسنة في الجزيرة
السورية كما ذكر المعلق كما إنهم لم يتواجدوا
في أي مدينة سورية
:
حلب
و دمشق و حمص... لقد أوكل لهم البيزنطيون مهمة
مراقبة القبائل العربية في البادية السورية و
كانت قبائل الغساسنة منتشرة بشكل رئيسي في
شرقي الأردن و كانت بعض وحداتها تتنقل في
البادية من أجل حمايتها و لكن هذا لا يعني
ابدا
-
كما هو منتشر بين الكثيرين - بأن الغساسنة
كانوا يشكلون أكثرية سكانية في سوريا أو
بطريركية إنطاكيا
!
رابعا - أغلبية ساحقة من سكان سوريا هم سريان
آراميين
.
أ - العنصر اليوناني كان متواجدا في مطرانيات
كيليكيا و خاصة في العاصمة إنطاكيا و لكن
السريان الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة
في بلادهم آرام التي ستعرف ببلاد سوريا
.
ب - العنصر العربي كان قليلا جدا . من يطلع
على الصادر السريانية مثلا قصة مار سمعان
العمودي التي تذكر أن بعض الرحل كانوا يطلبون
شفاعة هذا القديس
.
من المؤسف إن كثيرين من المسيحيين المستعربين
يتحدرون من السريان الآراميين و لكنهم عن جهل
أو من أجل المصلحة يدعون بأنهم أحفاد القبائل
العربية مع إنها أسلمت جميعا
!
ج - نحن لا ندعي أن جميع السريان يتحدرون من
العنصر الآرامي الصافي لأننا نعلم أن
الآراميين قد صهروا - و ليس صاهروا – بقايا
بعض الشعوب التي كانت منتشرة في الشرق
.
و
لكننا لا نستطيع أن ندعي أن سوريا كانت ممرا
إجتازته شعوب عديدة و أن شعبها القديم هو خليط
وهمي من تلك الشعوب
!
ه - للأسف لنا اليوم أن أكثر رجال الدين
المسيحيين لا يهتمون في الدفاع عن هوية
أجدادهم الآراميين و بعضهم لا يزال يدعي بهوية
عربية متوهما أن تزييف هوية الأجداد تسمح لنا
في الصمود في أرض أجدادنا
... |