إلى كل قارئ
مهتم لمعرفة من أين جاءت تسمية سوريا؟
١
-لقد
ترك ملوك أشور كتابات أكادية عديدة و نرى إنهم
كانوا يطلقون على "سوريا القديمة" هذه
التسميات:
"بلاد حاثي" و "بلاد عمورو"
و "بلاد آرام
".
ملاحظة مهمة جدا:
الأشوريون لم يطلقوا إسم " بلاد أشور" أو "
بلاد سور أو سوريا " -كما يردد بعض السريان
المضللون- على "سوريا القديمة"!
٢
-
بكل تأكيد الشعب الأشوري لم يستوطن لا في
الجزيرة و لا في بلاد آرام (سوريا القديمة) و
على القارئ المثقف أن يعرف أن القبائل
الآرامية قد إستوطنت في بلاد أكاد و صارت تشكل
أكثرية السكان فيها!
علماء الآثار قد ذكروا الشعب البابلي و ها هي
كتب التاريخ في المناهج المدرسية علمتنا (و لا
تزال تعلمنا معلومات خاطئة) حول شعب بابلي و
لغة و حضارة بابلية مع أن سكان بلاد أكاد في
الألف الأول ق٠م كانوا بأكثريتهم الساحقة من
الآراميين.
هؤلاء الآراميين قد حافظوا على أسمهم القومي و
الجغرافي لأكثر من ١٥٠٠ سنة و كانوا يسمون
بلادهم "بيت آرامايا" أي بلاد الآراميين
!
٣-
لقد
قضى الفرس سنة ٥٣٨ ق٠م على الإمبراطورية التي
إصطلح علماء الأثار في القرن التاسع عشر على
تسميتها "البابلية الثانية"؟
و هي في الحقيقة آرامية.
و قد إستولى الفرس على بلاد مصر و وسعوا
إمبراطوريتهم شرقا و غربا حتى وصلت بلاد
اليونان
.
٤-
لقد
ترك الفرس عدة كتابات و نقوش تذكر أسماء
المرزبانات أي الولايات التي كانت تضمها
إمبراطوريتهم الواسعة. هذه الكتابات تذكر
ولاية إسمها "أسورستان" و ولاية جديدة إسمها
"بابل
"!
٥
لا
شك إن إسم سوريا مشتق من إسم الولاية الإدارية
الفارسية "أسورستان" و ليس من شعب أشوري كان
يسكن في سوريا القديمة كما يردد بعض السريان
المخدوعون بالتسمية الأشورية المزيفة
.
٦
-
قد يطرح أحد القراء هذا السؤال " لماذا أطلق
الفرس إسم بابل على بلاد أكاد القديمة؟
و خاصة لماذا أطلقوا إسم "أسورستان" على الشرق
القديم و من ضمنه إسرائيل و جزيرة قبرص؟
و أغلبية سكان هذه المنطقة هم من الآراميين ؟
نحن لا نملك اليوم نصوص أو كتابات تشرح لنا
"الأسباب التي دفعتهم الى إستخدام هذه
التسميات" و لكنني أعتقد أن الفرس قد عانوا من
جبروت الإمبراطورية الأشورية و قد أطلقوا إسم
"أسورستان" على كل المنطقة التي كانت خاضعة
للأشوريين, و بعد سنوات أطلقوا تسمية"
بابل " على بلاد أكاد القديمة أي وسط و جنوب
العراق
!
٧
-
لقد
أخذ قدامى اليونان إسم سوريا من التسمية
الإدارية أسورستان و خلال أكثر من ٢٠٠ سنة
كانوا يطلقون إسم
Assyria
أو
Syria
على الشرق القديم .
و لقد أخذ قدامى اليونان التسمية البابلية من
التسمية الإدارية الفارسية و صاروا يكتبون عن
شعب و لغة بابلية و للأسف لنا أن علماء الآثار
لا يزالون حتى اليوم يستخدمون هذا التعبير "
بابلي
"بمعنى
شعب بابلي حقيقي و هذا خطأ تاريخي عظيم.
٨-
بعد
إحتلال الإسكندر للشرق و خاصة بعد تأسيس سلوقس
لمملكة"
سوريا " فإن الإسم سوريا قد أصبح محددا
جغرافيا و تاريخيا.
و قد جرت بين السلوقيين و البطالسة ملوك
الإسكندرية عدة حروب عرفت في المصادر
اليونانية "بالحروب السورية" !
و كان السلوقيون يحكمون مناطق واسعة و لكن
ضعفهم قد أدى الى إنحسار مملكتهم الى سوريا
الحالية.
٩
-
لقد طلب بطليموس من اليهود في الإسكندرية أن
يترجموا أسفار التوراة من اللغة العبرية
القديمة الى اللغة اليونانية.
هذه الترجمة ستعرف بالترجمة السبعينية و هي من
بداية القرن الثالث ق٠م و هي مهمة جدا لنا.
فبلاد آرام في اللغة العبرية تترجم الى بلاد
سوريا و الشعب الآرامي قد ترجم الى الشعب
السرياني
!
١٠
-
من
المدهش إننا وجدنا في تواريخ يوسيفوس المشهور
بأنه قد إستخدم تعابير " سوريا العليا " و"
سوريا السفلى " و " سوريا كولن"
و لا شك إن القراء يعرفون جيدا ما معنى العليا
و السفلى !
و لكن العلماء حتى بداية القرن العشرين لم
يعرفوا ما معنى "سوريا كولن"؟
لأن لفظة "كولن" هي غير يونانية
!
و لكن بعد إكتشاف نصوص سفيرة الآرامية عرف
العلماء أن تعبير "سوريا كولن" هو ترجمة حرفية
ل" كول آرام"! أي جميع المناطق الآرامية
!
الخاتمة
١
-إن
مصدر إسم سوريا ليس لغزا و لا يسمح للمغامرين
أن يطلقوا نظريات مضحكة من نوع " إسم سوريا هو
باللغة " السنسكريتية وتعني الشمس"
!
٢
-
إن إسم سوريا و منذ القرن الثالث قد أصبح
مرادفا لإسم أجدادنا الآراميين و إن كان مشتقا
من إسم سورستان الفارسي الإداري
!
٣
-
نحن مسيحيو هذا الشرق مع قسم كبير من إخوتنا
المسلمين نتحدر من الآراميين و هذا يعني-بكل
بساطة نحن أقدم شعب لا يزال يعيش في أوطانه
التاريخية
.
٤
-
ردي هنا حول إشتقاق الإسم سوريا ليسا رأيا أو
مغامرة جديدة و لكنه بحث أكاديمي مبسط و كل أخ
يريد أن يستفسر فنحن مستعدون لتزويده بالمراجع
العلمية و الدراسات الأكاديمية
. |