عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

  تاريخ الشرق                                   

مدلولات تسمية سورايي/السريان التاريخية و الجغرافية

090624

لا يزال بعض الإخوة يؤكدون أن تسمية" سورايي " تعني المسيحي و بالتالي التسميات الكلدانية و الاشورية هي تسميات قومية ، و كان سيادة المطران سرهد جمو الموقر قد لمح أن سريان العراق أصلهم من سوريا و ذلك في إحدى محاضراته . كثيرون يحاولون تفريغ التسمية السريانية سورايي من مدلولاتها القومية التاريخية و الجغرافية . لقد عالجت جوانب عديدة من هذا الموضوع المهم في مقالات عديدة ، لقد وجدت مؤخرا مقالا للأخ مسعود هرمز النوفلي الموقر عنوانه "اقتراح للأسم والهوية " سورايي مَذنْحايي " = " مسيحيوا المشرق " تجدونه على هذا الرابط

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=30057قبل التعليق عليه أحب أن أؤكد إن غيرة الأخ مسعود المسيحية هي الدافع الرئيسي و هدفه وحدة المسيحيين في العراق .

أولا - تسمية " سورايي / السريان " التاريخية .

تسمية سورايي "ܣܘܪܝܐ " تأتي من "ܣܘܪܝܝܐ" أي السريان و هو الإسم القومي الذي أصبح مرادفا لإسمنا الآرامي القديم . إن "ܣܘܪܝܐ " موجود في بعض المصادر السريانية ، لقد وجدته في كتاب شرائع البلدان لفيلسوفنا الآرامي برديصان و في كتاب لإبن العبري . أما تسمية "ܣܘܪܝܝܐ" فهي موجودة بالمئات في المصادر السريانية  . لن أتعمق في أكثر في أصل التسمية السريانية لأنني شرحته مطولا تحت عنوان "التسمية السريانية" تجدونه على هذا الرابط

Henyi

أحب أن أذكر القراء أن التسمية السريانية قد أصبحت في القرن الثالث قبل الميلاد مرادفة للآراميين. لقد أطلق سلوقس أحد خلفاء الإسكندر المقدوني إسم " SYRIA " على مملكته الواسعة و لقب نفسه " ملك سوريا". و قد نشبت عدة حروب بين السلوقيين و جيرانهم قبل زوال حكمهم على يد الرومان ، عرفت هذه الحروب بإسم " الحرب السورية الأولى" و بالتوالي حتى"الحرب السورية الخامسة". من يريد مزيدا من المعلومات عليه العودة الى هذا الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Syrian_Wars

لقد كانت هذه الحروب بين السلوقيين و البطالسة حول " سوريا كولن" . وقد شرحت سابقا إن " سوريا كولن" هي ترجمة حرفية لإسم " " ܟܠ ܐܪܡ " أي " كل آرام" التي وردت في كتابات سفيرة الآرامية . لا شك إن التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الآرامية و لكن السؤال الذي يطرح هو هل تخلى أجدادنا الآراميون إسمهم بمجرد قبولهم الديانة المسيحية ؟

ثانيا - نظرية المطران أوجين يعقوب منا و QUATREMERE

ذكر الأخ مسعود "هناك معلومات مُهة جداً من قاموس المثلث الرحمة المطران يعقوب اوجين منا ، أدرجُ قسماً منها فيما يخص الأقتراح من كلمات ومعانيها وهي : سورايا : سرياني ، آرامي ، نصراني... 12-من القاموس المذكور نقرأ مايلي بخصوص الأسم ايضاً :

" انّ اسم السريان لم يدخل على الآراميين الشرقيين أي الكلدان والآثوريين إلا بعد المسيح على يد الرُسل الذين تلمذوا هذه الديار لأنهم كانوا جميعاً من سورية فلسطين وذلك إذ كان اجدادنا الأولون المُتنصرون شديدي التمسك بالدين المسيحي الحق ، احبوا ان يسمّوا باسم مُبشريهم فتركوا اسمهم القديم واتخذوا اسم السريان ليمتازوا عن بني جنسهم الآراميين الوثنيين ولذا أضحت لفظة الآرامي ( آراميا ) مرادفة للفظة الصابئ والوثني ولفظة السرياني مرادفة للفظة المسيحي والنصراني الى اليوم . " قد يكون الاخ مسعود لا يعلم إن مقدمة المطران أوجين منا مبنية على معلومات و تفسيرات خاطئة من القرن التاسع عشر . المطران أوجين منا له فضل كبير على لغتنا السريانية/الاآرامية و كان باحثا مهما في حقل اللغة و ليس في التاريخ. إن " مقدمته" مليئة بالاخطاء التاريخية التي قد لا يلاحظها المثقف السرياني . لقد نشرت اربع مقالات حول مقدمة المطران منا في مجلة آرام . ممكن الإطلاع عليها على الروابط التالية:

A COMMENTARY TO THE PREFACE OF BISHOP JACOB EUGENE MANNA'S DICTIONARY

http://www.urhoy.info/kipha1.html
http://www.urhoy.info/kipha2.html

http://www.urhoy.info/kipha3.html

http://www.urhoy.info/kipha4.html
بإختصار لقد نقل المطران منا نظرية العالم الفرنسي QUATREMERE بدون أن يتحقق من صحتها . إن المصادر السريانية تثبت بشكل قاطع إن التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي لا في القرون الأولى كما " ذكر" المطران في قاموسه و لا حتى في القرون الوسطى لأن أجدادنا من سريان شرقيين او غربيين ظلوا متمسكين بإسمهم الآرامي.
ملاحظة مهمة :

بعض المتطرفين يستغلون مقدمة المطران أوجين منا ، فيفرغون التسمية السريانية من مدلولاتها و يحورون نظرته التي أطلقها على أجدادنا الآراميين و طبقوها على بعض الشعوب القديمة المندثرة مثل الشعب الاشوري القديم. إخوتنا السريان المشارقة ( النساطرة) يدعون إن تسمية سورايي تعني المسيحي اما التسمية القومية فهي "الاشورية" .

لقد علقت في رد قديم " يعتقد بعض الإخوة إن لمجرد أن المطران منا قد ذكر في قاموسه" ܣܘܪܝܝܐ; : سرياني. آرامي. نصراني ( اختصار ܣܘܪܝܝܐ أيܐܣܘܪܝܝܐ ). يسمح لهم الإدعاء أن السريان هم أشوريون و أن من حقهم أن يكتبوا - و أن يعلموا الآخرين - أن ܐܣܘܪܝܝܐ هي التسمية الأصيلة التي أطلقت على شعبنا السرياني . علما أن المطران منا بالذات قد ذكر في قاموسه ص 487 " إعلم إن السريان لم يكونوا من قديم الزمان يسمون بهذا الإسم لكنهم كانوا يسمون قديما آراميين سوآء كانوا شرقيين أم غربيين... " لقد أخطأ المطران منا في زيادة حرف الألف على إسمنا السرياني ܣܘܪܝܝܐ أنا لم أجد إسمنا السرياني مكتوبا بزيادة حرف الألف إلا في نص واحد للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة اليونانية أما بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا ܣܘܪܝܝܐ . إن ܐܬܘܪܝܐ فهي التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا على الشعب الأشوري القديم ."

ثالثا - متى صارت التسمية " سورايي / السريان " تعني مسيحي ؟

لقد بنى بعض رجال الدين السريان طروحاتهم حول تفسير التسمية السريانية على نظرية أوجين مناQUATREMERE الخاطئة و غير المبرهنة . إذا سألنا رجلا ارمنيا عن هويته فهو يجيب " هايي" أي ارمني باللغة الارمنية . إن تسمية " هايي" تشير

أولا الى الهوية الارمنية و قد حملت في القرون الحديثة معنا آخر و هو "مسيحي" . لا يزال قسم كبير من الشعب الارمني يستخدم تعبير "طاجيك" ( يلفظونه داجيغ) للدلالة الى المسلم . المسلم اللبناني على لسان الأرمن يصبح " داجيغ/طاجيك ". و طبعا المسلم اللبناني هو عربي و ليس من بلاد طاجيكستان !

إن التسمية " سورايي / السريان " تشير أولا الى هويتنا السريانية الآرامية ، و إنه في القرون الحديثة أصبحت التسمية " سورايي " تشير الى مسيحي ! لقد أخطأ المطران منا بالإدعاء أن التسمية السريانية كانت مرادفة للتسمية المسيحية " منذ الاجيا ل الأولى" . لا يحق لأحد أن يبني طروحات تتعلق بإسم السريان و هويته التاريخية على معلومات خاطئة و تفسيرات لا يقبلها علم التاريخ ! لا يحق لأحد أن يدعي اليوم أن التسمية الارمنية " هايي" تعني مسيحي و لكن صارت " تعني" المسيحي و بدون التنكر للهوية الارمنية .

رابعا - هل يحق لنا طرح مشروع " الوحدة" إستنادا على معلومات تاريخية خاطئة ؟

المهندس لا يبني على رمال متحركة ، الدول المتقدمة لا تعطي رخص البناء في المناطق المعرضة لأخطار الفياضنات و غيرها . الإنسان البسيط يعرف اين يبني بيته كي يصمد امام عوامل الطبيعة . إنني لا اعاتب الأخ مسعود على إقتراحه اسم " سورايي" كتسمية موحدة لكل المسيحيين في العراق لأن التسمية "سورايي/ السريان" هي فعلا التسمية التاريخية القومية التي أطلقت على مسيحي العراق . ولكن إقتراح الأخ مسعود " سورايي مَذنْحايي " = " مسيحيوا المشرق " مبني على تفسيرات و معلومات خاطئة حول التسمية السريانية . المطران أوجين منا إرتكب أخطاء تاريخية عديدة ، لقد إنتشرت مئات الدراسات العلمية حول تاريخ السورايي : كتب الأب المؤرخ البير ابونا هي مراجع علمية ، دراسات و كتب المطران لويس ساكو المهمة ، أبحاث البرفسور سبستيان بروك الغنية التي تستخدم تعبير "السريان المشارقة" و تؤكد جذورهم الآرامية .

كتب الاخ مسعود " كما أحبّ آبائنا الأوائل وكتابنا المقدس تسميتنا بعيداً عن الشعوب الوثنية وعبدة الأصنام ، فنحن على اتم الأستعداد لتبديل اسمنا بالأسم الجديد الذي يجمعنا ، ووفاءً الى أؤلئك الآباء العظام الذين ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة ، علينا الآن أن نحذو حذوهم ونمشي على طريقهم ، كما يضع الأب اسماً لوليدهُ الجديد عند يوم الولادة ، هكذا تم وضع اسمنا من الأول من يوم ولادتنا في المسيحية قبل حوالي الفي عام ، نحن يجب ان نتشرف بهذا الأسم ونقبلهُ لأنه تاريخنا ونواة شعبنا المسيحي ". ثم كتب ايضا " بعد كل ماذكرته أعلاه يصبح من اللائق جداً أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " بالعربية فقط لا غير.

تعليقات لا بد منها :

أ - إن الترجمة السبعينية للكتاب المقدس و هي ترجمة من العبرية الى اليونانية قد بدأت في حوالي سنة 280 ق.م نلاحظ إن هذه الترجمة قد عمدت الى ترجمة التسميات الآرامية الى سريانية : ملك آرام = ملك سوريا ، اللغة الآرامية = اللغة السريانية ، الشعب الآرامي = الشعب السرياني ، نعمان الآرامي = نعمان السرياني. التسمية السريانية هي رادفة للتسمية الآرامية مئات السنين قبل إنشار الديانة المسيحية بين الآراميين .

ب - إن التسمية السريانية لم تطلق على الرسل اللذين كانوا من اليهود، غير صحيح أن أجدادنا الآراميون قد تركوا إسمهم الآرامي بمجرد قبولهم الديانة المسيحية .

ج - كتب الأخ مسعود " ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة " نظرية المطران أوجين منا مأخوذة من كتاب العالم الفرنسي المشهور QUATREMERE و عنوانه " اطروحة حول الأنباط" 1835 .النظرية تتكلم عن الآراميين و ليس الشعوب القديمة . إن تعبير "وتركوا اسمائهم القديمة " غير دقيق لأن أجدادنا كانوا آراميين و كان لهم اسما واحدا فقط .

د - الإسم " سورايي/ سرياني " لم يطلق الآراميين المسيحيين كما يؤمن بعض رجال الدين السريان . لا يوجد اي نص سرياني في مصادرنا السريانية قد وردت فيه التسمية السريانية بمعنى مسيحي ! هل نصدق النصوص ام النظريات الخاطئة و غير المبرهنة ؟ قديسنا مار افرام السرياني لم يستخدم ابدا تعبير " الشعب السرياني " أو اللغة السريانية لأنه كان يسمي لغتنا آرامية و سكان الرها " آراميين".

ه - المعادلة الجديدة التي يقترحها الاخ مسعود " أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " . هي تكريس لنظرية المطران منا الخاطئة. التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي في القرون الوسطى و لكنها "صارت " في تاريخنا الحديث عند اخوتنا السريان المشارقة تعني المسيحي ! التسمية السريانية كانت و لا تزال مرادفة للتسمية الآرامية .

خامسا - خطورة هذا " الإقتراح" .

ينطلق الأخ مسعود من مفهوم مسيحي فهو يريد وحدة المسيحيين في العراق و هو - إستنادا - الى مقدمة المطران أوجين منا يقترح تسمية "سورايي" كتسمية موحدة للمسيحيين و غايته تقوية الوجود المسيحي . إن تسمية سورايي /سريان ليست " إقتراحا" أو نظرية جديدة و لكنها تسمية تاريخية و هوية قومية مرادفة لهويتنا الآرامية الحقيقية . يقترح الاخ مسعود على إخوتنا الارمن الإنضمام الى الوحدة المسيحية تحت اسم " سورايي". طبعا الشعب الارمني لن يقبل لأنه شعب مشهور بتمسكه بهويته الارمنية . إقتراح الاخ مسعود على الارمن يؤكد لنا أن نيته هي " وحدة مسيحية " و لكنه يفقد التسمية " سورايي/سريان" من جميع مدلولاتها التاريخية و القومية. يقال إن عددا من الكورد قد دخلوا الديانة المسيحية في السنوات الأخيرة و لا شك أن " غيرتنا المسيحية " سوف تطلق عليهم تسمية " سورايي" . و ربما في السنوات القادمة - و عدد السورايي الحقيقيين يتناقص بشكل رهيب - سوف نرى نوعا جديدا من " الكورد السورايي" يؤكدون - إستنادا الى نظرية المطران منا الخاطئة - أن أجدادهم الكورد لما قبلوا الديانة المسيحية تركوا اسمهم الوثني و قبلوا اسمهم السرياني الجديد و بالتالي السريان أصلهم كوردي و أن الشعب الكوردي شعب عريق و لما لا نعمان السرياني هو كوردي أيضا ؟ الكنيسة الكلدانية تجاهد و تناضل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في العراق . عندما ذكر قداسة البطريرك دلي الموقر أن جميع المسيحيين من اشوريين و كلدان و سريان ينتمون الى شعب واحد هو الشعب الآرامي . لم يتضايق قداسته من ذكر جذورنا الآرامية لأنه يعرف أن السورايي هم آراميون و أن إنتمائنا الآرامي الصحيح يعطينا كمسيحيين عمق تاريخي 1200 ق.م و إنتشار جغرافي في كل الشرق القديم .

نتمنى على كل سرياني/آرامي أن لا تكون عنده حساسية مفرطة ضد أجدادنا اللذين كانوا يعبدون الأصنام في تاريخهم القديم . تسمية " سورايا : سرياني ، آرامي ، نصراني" كما نقلها الاخ مسعود من قاموس المطران منا هي تسمية تاريخية موحدة شرط ألا نستخدمها بمعنى " مسيحي " لأن معناها الأول هو " آرامي" و ربما لهذا السبب لا يرضى إخوتنا السريان (النساطرة) بهذا الإقتراح .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها