الإمبراطورية الأشورية – الأرامية
070612
نشر الأخ د . يوسف توما بهنام دلكتة الموقر تعليقا مهما حول بحث د. أسعد صوما
أسعد في موقع برطلة الغيور ، لقد شاركت في النقاش ، لشرح بعض الغموض متمنيا
مشاركة المهتمين .
على هذا الرابط
سلام و محبة الى الأخ د . يوسف توما بهنام دلكتة الموقر
كنت أتمنى من الأخ د . أسعد أن يناقش في الحوار خاصة و إن أسئلتك من صلب
الموضوع .
بالنسبة الى سؤالك الأول ذكرت "وان الاشوريين القدماء لم يبق منهم احد" فاين
ذهبوا؟ كيف يتقبل المنطق التلاشي الفجائي لشعب عريق ولامة عظيمة سادت وهل
بادت؟"
أخ د. يوسف أين مضى الشعب السومري و الأكادي و العموري و الكوشي و الفارسي
الذين إستوطنوا العراق القديم ؟ أما في بيت نهرين التاريخية أي الجزيرة السورية
فلقد تواجد الشعب الحوري و الميتني و الحثي و الأرامي ، لقد إستخدم الملوك
الأشوريون تسمية بلاد حاثي للدلالة على سوريا الشمالية و كانت المعارك بين
الأشوريين و الممالك الأرامية . لما أطلق اليهود تسمية " أرام نهرين " على هذه
المنطقة في القرن السادس ق.م ؟
لقد ولد مار أفرام في بيت نهرين و أطلق على أهلها تسمية " الأراميين " .
من المهم معرفة تاريخ الأراميين في بيت نهرين - الجزيرة كي نفهم كيف إستطاع
أجدادنا الأراميون " صهر " بقايا الشعوب القديمة في المنطقة .
بالنسبة الى بلاد أكاد ( جنوب و وسط العراق ) ، فإننا إستنادا الى الكتابات
الأكادية التي تركها ملوك أشور ، صرنا نعرف أسماء القبائل الكلدانية و الأرامية
و أماكن تواجدها و خاصة مقاومتها الجبارة ضد الأشوريين .
- بيت نهرين - الجزيرة رغم سقوط ممالكها تحت الحكم الأشوري فإنها حافظت على
أراميتها و إسمها في التوراة " أرام نهرين " .
- بلاد أكاد سوف تسمى بلاد بابل في عهد الفرس ، بينما ظل أجدادنا يطلقون على
هذه المنطقة تسمية " بيت أراماي " أي
بلاد الأراميين و ليس الناطقين بالأرامية كما يحلو للبعض أن يفسر ( يزور ) هذه
التسمية .
- بلاد أشور التاريخية بين الفرات و نهري الزاب . هنالك عدة أبحاث تثبت أن عدد
الأراميين قد فاق عدد الأشوريين أنفسهم
في بلاد أشور ، لقد ذكرت أسماء هؤلاء العلماء في أبحاثي السابقة . لقد وجدت
مؤخرا بحثا للعالم
André LEMAIRE
و هو من أهم و أشهر العلماء المتخصصين في دراسة النصوص الأرامية القديمة ، هذا
البحث موجود
على هذا الرابط
إنني أنصح الإخوة اللذين يجيدون اللغة الفرنسية بالإطلاع على هذا البحث
التاريخي عن الأراميين . سوف أكتفي بترجمة مقطع واحد .
L'Empire
assyro-araméen
La disparition des royaumes araméens ne marquait pas la
fin de l'existence politique, économique et culturelle des populations de
tous
ces royaumes. Même si, en cas de révolte, une partie de la population
pouvait
être déportée dans une autre région de l'empire, la majeure partie des
Araméens
survécut ! En fait, en intégrant dans leur empire une aussi nombreuse
population
araméenne, les rois assyriens le transformèrent en un Empire assyro-araméen.
Comme nous l'avons noté plus haut, ce phénomène a commencé dès le IXe siècle
pour la Mésopotamie du Nord et l'intégration des royaumes araméens du Levant
à
partir de Tiglat-Phalazar III n'a fait que l'accélérer. On voit apparaître
des
Araméens à tous les niveaux de l'administration ainsi que dans l'armée qui
avait
d'ailleurs parfois intégré des régiments entiers des armées vaincues
" الإمبراطورية الأشورية - الأرامية "
إختفاء الممالك الأرامية لا يعني نهاية الوجود السياسي و الإقتصادي و الثقافي
لسكان تلك الممالك ( الأرامية ). حتى و لو ، في حال الثورة كان قسما من السكان
( الأراميين الثائرين ) ينقلون الى منطقة ثانية في الإمبراطورية ، فالقسم
الأكبر من الأراميين قد حافظ على وجوده !
في الواقع ، أن سياسة الملوك الأشوريين في ضم تلك الأعداد الكبيرة من السكان
الأراميين في داخل الإمبراطورية ، سوف يحولها الى إمبراطورية أشورية- أرامية .
كما ذكرنا في السابق ، أن هذ الظاهرة قد بدأت في القرن التاسع ق.م في بيت نهرين
الشمالية و أن ضم الممالك الأرامية في الشرق منذ عهد تغلت فلأسر الثالث قد أسرع
في تلك العملية . سوف نرى موظفين أراميين في كل مراتب الإدارة وأيضا في الجيش (
الأشوري ) الذي ضم اليه في بعض الأحيان كتائب كاملة من الجيوش التي خسرت (
الجيوش الأرامية ) ."
أخ د . يوسف ، إن الشعب الأشوري القديم قد باد مثله مثل شعوب عديدة ! قد تكون
التواراة قد حافظت على هذه التسمية الأشورية كما كتب الباحث جون جوزيف ، أو أن
التسمية الجغرافية قد صمدت مثل التسمية الفينيقية الجغرافية و لكنها لم تكن
لتشير الى هوية شعب و المصادر السريانية تثبت ذلك .
من المؤسف أن بعض إخوتنا من السورايى الذين يؤمنون بالتسمية السياسية الأشورية
يفسرون تسمية " سورايا " على أنها
أشورايا و أتورايا بدون أية براهين أو نصوص تثبت تلك التفسيرات الملتوية .
سوف أجيبك على سؤالك الثاني في المرة القادمة .
أخيرا لقد إستشهدت ببحث
André LEMAIRE
الذي يسمي الإمبراطورية الأشورية قبل زوالها بإمبراطورية أشورية - أرامية .
و كان المؤرخ الأميركي
H
.
LEWY
قد ذكر نفس التسمية " إمبراطورية أشورية - أرامية " في مقال يعود الى الخمسينات
من القرن الماضي .
أحب أن أؤكد لك ، أننا ندرس تاريخنا العلمي كي ندافع عن هويتنا السريانية
الصحيحة . نحن لا نطالب بإرث الإمبراطورية الأشورية و لا نريد من أحفاد هؤلاء
الأراميين التباهي و الإفتخار بتاريخ أجدادهم بل حث هؤلاء الشباب على العمل و
النضال من أجل معرفة تاريخهم الحقيقي بدون أي عقد .
حفظك الله
|