هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا
 
عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

علم الآثار                                       

الديانة عند الآراميين في دمشق

لمحة عن محاضرة البرفسور  Herbert Nieher

 يوم الأبعاء في ٢٨ آذار كانت المحاضرة الرابعة و الأخيرة للعالم الألماني هربرت و هي حول ديانة الآراميين في دمشق .

 و قد أشار الى مشكلة عدم تمكن علماء الآثار من البحث و التنقيب في مدينة دمشق القديمة بسبب العمران و هذا مما أدى الى ندرة الآثارات الآرامية المكتشفة في دمشق ذاتها )بعكس مدينة سمأل(…

أولا - أسماء ملوك دمشق .

رغم  ندرة الآثارات في دمشق فنحن نملك أسماء أغلبية الملوك الذين حكموا دمشق منذ بداية القرن العاشر و نهاية القرن الثامن ق.م. الجدير بالذكر - يقول العالم هربرت - أن أغلب أسماء ملوك دمشق هي إلهية و أغلب الأحيان نجد الإله هدد في أسم الملك .

 * طب ريمون )نهاية العاشر)

 * بر هدد (٩١٤ - ٨٨٠ ق.م) أي " إبن (الإله) هدد "

*  هدد عدري (٨٨٠ - ٨٤٣ ق.م) أي "(الإله) هدد مساعدي "

 *حزائيل (٨٤٣ - ٨٠٣) أي " (الإله) إيل يرى "

) صورة رقم ١) و هي للملك حزائيل

* بر هدد (الثاني) إبن حزائيل

 * طب إيل ؟ حوالي ٧٧٠ ق.م

 الملاحظ أن أسماء الألهة موجودة في أغلب أسماء ملوك دمشق.

لقد أشار العالم هربرت أن إسم الإله " هدد رمان " عند الآراميين قد ورد ذكره في سفر ذكريا الفصل / الاصحاح الثاني عشر" 11 في ذلك اليوم يعظم النوح في أورشليم كنوح هددرمون في بقعة مجدون". و هنا نلاحظ أن رمان قد تحولت الى رمون و تعني فاكهة الرمان !

ثانيا - أهمية الإله هدد عند آراميي دمشق

 * عدة ملوك أساميهم تحتوي إسم هدد

 * الجامع الأموي في دمشق كان قبلا كنيسة مار يوحنا و هي بدورها كانت قبلا معبدا للإله هدد !

* في نصب تل دان هنالك ذكر للإله هدد . و قد أكتشف هذا النصب سنة ١٩٩٣ في تل دان في شمالي إسرائيل و قد تكون هذه المنطقة ضمن أراضي مملكة دمشق لأن النصب هو آرامي و هو يتحدث عن إنتصارات ملك آرامي على اليهود . بعض المؤرخين يرجحون أن يكون حزائيل هو صاحب هذا النصب التذكاري المخلد لإنتصاراته  و بعض المؤرخين يرجحون أن يكون إبنه برهدد الثاني .

)الصورة رقم ٢(

 

 هذ الربط يلقي بعض الأضواء على أهمية النص الآرامي

http://en.wikipedia.org/wiki/Tel_Dan_Stele

 و قد ورد في نهاية السطر الرابع و بداية السطر الخامس" ... هدد جعلني ملكا و هدد كان يمشي أمامي ..." طبعا هدد هنا هو الإله و ليس الملك و أن تعبير " يمشي أمامي " يعني أن الجنود الآراميين كانوا يحملون الإله هدد على منصة متنقلة.

و تعبير " الإله هدد جعلني ملكا " يدل على أهمية الإله هدد عند  آراميي دمشق .

 و قد ذكر العالم هربرت أن آراميي دمشق قد تعبدوا لبعض ألهة الكنعانيين مثل " بعل شميم " أي إله السماء و لإله أدوني/ أدونيس المشهور في جبيل .

)صورة رقم ٣ (

ثالثا – معبد هدد في دمشق ( الجامع الأموي(

 لا يوجد أدنى شك أن جامع دمشق الشهير كان سابقا كنيسة مار يوحنا المعمدان و لكن علماء الآثار يؤكدون أن كنيسة مار يوحنا كانت سابقا معبدا وثنيا . و قد ورد في أسفار التوراة إسم هذا المعبد: معبد هدد . و قد قد وجد علماء الآثار بعض القطع الأثرية القديمة داخل المجمع الأموي مما يثبت أنه كان معبدا آراميا سابقا.

  يؤكد الباحث هربرت أن الأرض تحت ساحة الجامع الأموي تحتوي على آثارات آرامية قديمة . و كان يقابل إسم هدد في ألهة الرومان الإله  Zeus و قد عرف هذا المعبد في المصادر الرومانية " معبد Zeus الدمشقي ".

   و قد ترك أحد الملوك الأشوريين كتابات أكادية قد ورد فيها ذكرمعبد القمر (sahar باللغة الآرامية) في مدينة ملاحا التي كانت من

أهم مدن مملكة دمشق الآرامية .

رابعا -  من هو الإله في بيت صيدا ؟

  ذكر الباحث هربرت أن علماء الآثار قد وجدوا خمس نصب قديمة يظهر فيها إله بشكل ثور.

 (الصورة رقم ٤)

المشكلة هي عدم وجود نصوص آرامية تعرفنا بإسم هذا الإله لأننا إذا راقبنا هذه النصب فإننا نلاحظ أن القرنان طويلين و يشكلان هلالين:

المؤرخون يطرحون النظريات التالية

 * هل هو الإله هدد ؟

 و رمزه كما هو معروف هو الثور .

*  هل هو إله القمر ؟

 لأن طول و شكل القرنين قد يرمز الى إله القمر خاصة و إن نصب هدد المعروفة لم يكن لها قرون طويلة بهذا الشكل.

*  هل هو إله جديد يتألف من إلهين ؟

و كما ذكر العالم هربرت باللغة الفرنسية " dieu combiné" .

 خامسا - الآراميون و تأليه divinisation ملوكهم الأقدمين .

  لقد وجد العالم هربرت من خلال دراساته العديدة حول الديانة عند الآراميين أنهم كانوا يؤلهون ملوكهم القدامى .

في آثارات مدينة سمأل وجدنا نصب ملك - قد يكون غبارا - أمام معبد في وسط المدينة .

أما في دمشق فنحن للأسف لم نكتشف النصب القديمة و لكن المؤرخ فلافيوس جوزيف في تاريخ عن اليهود ينقل بعض المقاطع من الكاتب نقولا الدمشقي الذي كان يعيش في القرن الثاني ق٠م و قد ورد ذكر AZAELOS و ADADOS .   إذا كان ذكر  ADADOS أي هدد قد يثير جدلا حول من المقصود الإله هدد أو أحد ملوك دمشق فإن ذكر AZAELOS يشير لنا بكل وضوح الى الملك حزائيل و هذا يعني أن سكان دمشق ظلوا يقيمون تذكارا للملك حزائيل حتى بعد ٦٠٠ سنة من وفاته !

هنري بدروس كيفا

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها