عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English


الرد القوي على المطران جورج صليبا

لماذا لا يصحح رجال الدين السريان معلوماتهم حول هويتنا السريانية؟

أولا - قرأت رد وتعليق نيافة المطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا حول برنامج تلفزيوني عن اشتراك بعض رجال الدين السريان وتورطهم في عيد أكيتو الوثني. فوجدت في رده جملة من الأخطاء الكبيرة والصغيرة التي تمس التاريخ والهوية السريانية فرغبت في تصحيحها هنا بمحبة وشفافية.

ثانيا - تعليقي سيكون حول "المفاهيم الخاطئة" التي يرددها بعض رجال الدين السريان حول هويتنا السريانية التاريخية. فهم، رغم تعلقهم بالهوية السريانية، يرددون طروحات تاريخية خاطئة، والمصيبة انهم لا يقدمون أية براهين أكاديمية حولها لأنه لا يوجد براهين. والمصيبة الثانية هي أن البعض من أخوتنا السريان قد صدقوا تلك الطروحات لأن من يرددها هو بطريرك أو مطران سرياني.

ثالثا - عنوان رد نيافة المطران صليبا هو "السريانية أمي وفخري"، وهذا مما يؤكد تعلّق هذا المطران بهويتنا السريانية التاريخية. ولكنه ذكر في رده بعض المفاهيم التاريخية الخاطئة حول هويتنا السريانية التاريخية.

رابعا - لا شك أن السريان المهتمين يعرفون جيدا كيف ابتعد السريان عن هويتهم السريانية التاريخية أي الآرامية. هنالك سريان آراميون يدّعون عن جهل بتحدرهم من الأشوريين (بقايا الشعب الأشوري قد اختفت كليا بعد أن انصهرت بالأكثرية الآرامية منذ أكثر من ٢٥٠٠ سنة) وهنالك سريان آراميون يفرغون التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية فقط للادعاء باستمرارية الشعب الأشوري المنقرض.

خامسا - كتب المطران جورج صليبا أن "سكان المنطقة ينتمون الى سام ابن نوح" وذكر حرفيا: "ولسام ولدان هما آرام و أشور ومنهما ولدت الأمم في هذه المنطقة من العالم ". نرد على هذه الفكرة الهزيلة التي لا علاقة لها بالعلم والتاريخ ونقول:

١ - لا أحد من المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يستخدم أسفار التوراة كمصدر موثوق أو كمرجع علمي عن تاريخية الأحداث وحقيقة وقوعها. ويؤكد العلماء الأكاديميون الذين درسوا أسفار التوراة أن سام بن نوح هو شخصية وهمية وان قصة نوح والطوفان منقولة من الأساطير التي تعرّف عليها اليهود بعد سبيهم الى بلاد بابل. أنما هذه الحكايات التوراتية هي قصص رمزية هدفها الأيمان والأخلاق والأخوة والإنسانية، ولا قيمة لها ابدأ في دراسة التاريخ، لذلك ينبغي تجنبها وعدم الاستشهاد بها في المواضيع التاريخية.

٢ - أن الادعاء بأن جميع الشعوب الشرقية تتحدر من سام هي فكرة غير صحيحة ونظرية غير علمية لا يقبلها التاريخ الأكاديمي ولا الكليات الجامعية المختصة في تاريخ الشرق. فحان الآوان لاكليروسنا ان يركب قطار العلم ويتمسك بالعلوم الأكاديمية الرزينة كي ينال كلامهم الوزن والثقة والاحترام.

٣أن ادعاء نيافة المطران بأن شعوب المنطقة تتحدر "من هذين الأبوين" أي آرام وأشور، هو كلام مرفوض كليا، ولا علاقة لهكذا تصاريح غير علمية بعلم التاريخ، ولا يأخذ بها ابداً علماء التاريخ وأصحاب الاختصاص لأثبات أحداث التاريخ. لذلك حان الوقت لرجال الدين وغيرهم ممن يستشهدون بهذه "القصص المسلية" أن يتوقفوا عن سردها "كأحداث تاريخية" ومعتقدين أنها حقائق راسخة، لأنها ليس فقط لا تستطيع أن تثبت ادعاءاتهم الهشة، بل أنها تصبح إثباتات قوية ضد أفكارهم، كما أنها تفضح مستوى كتاباتهم، وتُضعفها وتُفقدها قيمتها.

٤ - من المؤسف أن المطران جورج صليبا لا يحترم تاريخ الشرق القديم وتاريخ السريان كما كان وكما حصل، بل يحاول جاهداً أن يختصر تاريخهم بفكرة خرافية مضحكة كما يدعي بتحدرهم من الآراميين والأشوريين، لأنه ربما هكذا تعلم من غيره منذ طفولته ونشأ على هذه الأفكار الخرافية التي أصبحت تدغدغ عاطفته السريانية، وانه يتمنى أن تكون الفكرة صحيحة دون تمحيص علمي ودون العودة للعلماء والمؤرخين المختصين بتاريخ المنطقة وشعوبها ودراساتهم. فكل بيت يُبنى على أساس ترابي هزيل سيهبط عند هبوب أول عاصفة مطرية قوية.

٥ - هنالك عدة شعوب قديمة تواجدت في العراق القديم (الذي عرف لاحقا في المصادر السريانية ببلاد الآراميين ܒܝܬ ܐܖ̈ܡܝܐ) وفي سوريا القديمة (بلادآرام) والجزيرة السورية (بيت نهرين) وأشهرها: السومريون (شعب غير شرقي)، الأكاديون (شعب شرقي)، الغوتيون (هندو أوروبي)، العموريون (شعب شرقي)، الكاشيون (هندو أوروبي)، الميتنيون (هندو أوروبي)، الحثيون (هندو أوروبي)، الكنعانيون (شعب شرقي)، وطبعا الآراميون أجدادنا الذين إستمروا ولا زالوا يستمرون في الحياة، بينما جميع الشعوب الأخرى التي ورد ذكرها في كتب التاريخ فإنها سادت ثم بادت وبقي منها فقط بعض أخبارها.

سادسا - معلومات المطران جورج صليبا حول بلاد أشور هي غير دقيقة وهو يجهل أن الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في :

1-                   بلاد آرام (سوريا التاريخية وليس الطبيعية).

2-                   ٢- بيت نهرين (وتعني الجزيرة السورية، وليس بلاد الرافدين أو بلاد ما بين النهرين).

3-                    ٣ - الأنباط هم آراميون (في شرقي الأردن وفي شمال إسرائيل).

4-                   ٤ - بلاد أشور: يبدو أن المطران جورج صليبا غير مطلع على أهمية ودور الآراميين في الإمبراطورية الأشورية. إذ أن أعداد الآراميين في آشور نفسها قد فاقت أعداد الأشوريين نفسهم فيها حتى في أبان ذروة الاشوريين.

5-                   ٥ - ان بلاد أكاد اصبح إسمها بلاد بابل بعد إحتلالها من قبل الفرس سنة ٥٣٨ ق٠م. وهنا بعض الملاحظات الهامة في هذا الخصوص:

 أ  – ان عبارة "بلاد بابل" هي تسمية إدارية فارسية، وهذا لم يتنبه له علماء الآثار في القرن التاسع عشر ممن كتبوا في هذا الموضوع.

 ب - لا يوجد "شعب بابلي" في الألف الثاني ق٠م، وسرجون كان أكاديا، وحمورابي كان عموريا، وشمشي حدد الأول كان عموريا.

ج - إنه من المضحك أن علماء الآثار في نهاية القرن التاسع عشر قد اعتبروا حمورابي العموري من الشعب والحضارة البابلية، وشمشي حدد الأول العموري من الأشوريين، مع أن الشعب الأشوري لم يكن موجودا في القرن التاسع عشر قبل الميلاد.

 د - لا يوجد لغة أو لهجة بابلية في التاريخ. الأكاديون قد تكلموا لغة أكادية التي انتشرت في كل الشرق القديم كلغة المراسلات والعقود التجارية و ليس كلغة محكية. الآراميون في بيت نهرين وطورعبدين لم يتكلموا ابدا اللغة الأكادية .

ه - الآراميون الذين كانوا قد إنتشروا في بلاد أكاد ظلوا يستخدمون التسمية الوطنية "بيت آرامايا" وتعني بلاد الآراميين، وهذا واضح في ما تركه العلماء السريان النساطرة في كتاباتهم السريانية العديدة.

سابعا - كتب سيادة المطران جورج صلييا "الكنعانيون في فلسطين والفينيقيون في لبنان". إن القارئ غير المطلع سيتوهم بأن هنالك شعب كنعاني في فلسطين وشعب آخر مختلف عنه اسمه "فينيقي" في لبنان، بينما القارئ المثقف يعرف:

 ١ - أن التسمية الفينيقية هي تسمية يونانية قد أطلقها قدامى اليونان على التجار الكنعانيين .

 ٢ - الكنعانيون هم شعب شرقي قد إنتشر على ساحل البحر الأبيض المتوسط ولم يستخدموا أبدا التسمية الفينيقية.

٣ - بعد إحتلال الإسكندر المقدوني لشرقنا، فإن قدامى اليونان قد أطلقوا تسمية "فينيقيا" على الساحل، وبعد إحتلال الرومان قاموا بتقسيم منطقة " الشرق" الى عدة ولايات إدارية ومنها: سوريا الأولى وعاصمتها انطاكيا، ثم سوريا الثانية وفينيقيا الساحلية وعاصمتها صور، وفينيقيا اللبنانية وعاصمتها المدينة الآرامية دمشق.

 ٤ - من يطلع على تاريخ الممالك الآرامية في سمأل وفي حماة سيكتشف كيف صهر الآراميون بقايا الكنعانيين في الساحل (السوري واللبناني اليوم).

 ٥ - ان لبنان الداخلي (سهل البقاع) كان آراميا وليس كنعانيا وقسم كبير من لبنان الشمالي كان يؤلف جزءا من مملكة حماة الآرامية .

ثامنا - هل صحيح أن التسمية السريانية تعني المسيحي؟

للأسف الشديد أن سيادة المطران جورج صليبا لا يزال يدعي بأن التسمية السريانية هي قومية وطنية وتعني المسيحي، ولكنه يتجاهل كليا أن أغلبية ساحقة من العلماء السريان قد أكدوا أن السريان هم الآراميون أنفسهم. وكتب سيادته حرفيا : "والسريان عند قبولهم الدين المسيحي وكانوا باكورة المؤمنين بالمسيح فإستحسنوا الاسم السرياني الذي يعبر عن السريان كقومية وطنية والسريانية مرادفا لمعنى المسيحية فنقول ܣܘܪܝܝܐ ويعني السرياني المسيحي" ....

١ - هذه النظرية مأخوذة من مقدمة قاموس المطران أوجين منّا وهي منقولة من كتاب "اللمعة الشهية ..." للمطران إقليميس داود، وهي نظرية لعالم فرنسي أسمه Quatremer ذكرها في أطروحته حول الأنباط سنة ١٨٣٥ قائلا "عندما دخل الآراميون في الديانة المسيحية، صاروا يعرفون بالسريان".

 ٢ - ان نظرية Quatremer هي خاطئة، لأنه لا هو ولا المطران يوسف داود ولا المطران أوجين منّا قد قدموا برهانا علميا على صحة هذه النظرية. ٣ - ولا يستطيع أحد مهما كان، اكان مطرانا سريانيا أو باحثا متخصصا في التاريخ السرياني، أن يقدم نصا سريانيا يؤكد أن التسمية السريانية كانت تعني المسيحي.

 ٤ - هذه النظرية تتحدث عن الآراميين وليس عن الأشوريين أو أي شعب آخر:

هنالك سريان مضللون يستغلون هذه "النظرية" للإدعاء أن قدامى الأشوريين قد تخلّوا عن إسمهم وصاروا يعرفون بالسريان. ٥ - نتمنى من سيادة المطران جورج صليبا أن يتحقق من هذا الموضوع بنفسه، وألا يدعي بأن أجدادنا قد سميوا سريانا عندما قبلوا المسيحية، لان هذه الفكرة ليست صحيحة.

 ٦ - هذا مقطع صغير جدا مأخوذ من مقدمة كتاب: "الفيلسوف السرياني ابن العبري في كتابه الفلسفي حديث الحكمة" والمؤلف هو الدكتور أسعد صوما. " كان اليونانيون منذ القرن الثالث قبل الميلاد قد أخذوا يطلقون تسمية "سريان" على الآراميين، فاضطر الآراميون الى تبنيها تدريجياً واستعمالها الى جانب اسمهم الآرامي. وهناك شواهد قديمة كثيرة حول هذا الموضوع منها شهادة المؤرخ والفيلسوف اليوناني بوسيدونيوس (135 ق.م - 51 قبل الميلاد) الذي كان من مدينة أفاميا على نهر العاصي في سوريا حيث كتب: "يطلق السريان على انفسهم اسم الآراميين".

٧ - كل سرياني غيور ومثقف يستطيع اليوم أن يتحقق في ما تركه لنا العلماء السريان ليجد ان جميعهم افتخروا بجذورهم الآرامية، وانهم لم يدعوا ابداً بأن التسمية السريانية قد شملت عدة شعوب أخري الى جانب الشعب الآرامي. سأكتفي بذكر ما كتبه مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني : " ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ " "هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان".

تاسعا كتب سيادة المطران في الخاتمة ما يلي : " نحن نرفض رفضا باتا أن تدعى كنيستنا كنيسة آرامية أو أثورية أو أي اسم آخر". نقول لسيادته التالي:

١ ان كل مسحيي الشرق مع قسم كبير من أخوتنا المسلمين فيه ينتمون الى الآراميين، وهذه حقيقة وبديهيه لدى العلماء. كل العلماء السريان على مر التاريخ إفتخروا بالإنتماء الى الآراميين وليس الى شعوب أشورية أو ميتنية منقرضة . ٢ - "الأثورية" هي فكر سياسي ولد ميتا في أواسط القرن العشرين. يستخدمه بعض رجال الدين السريان كي يبقون الشعب الآرامي منقسما على نفسه.

 ٣ - التسمية السريانية قد أطلقت على أجدادنا الآراميين ولكن دعاة الفكر الأثوري المنافق قد روجوا طروحات تاريخية خاطئة فقط لإفراغ التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية الآرامية القومية الصحيحة.

 ٤ - البطريرك العالم افرام برصوم قد أكد في كتابه "في اسم الأمة السريانية " سنة ١٩٥٢ أن شعبنا وكنيستنا ولغتنا يجب أن تسمى " سريانية آرامية"، وقد أكد أيضا زيف التسمية الأشورية.

٥ - كل سرياني مهتم بتاريخ السريان يستطيع أن يجد مئات البراهين على أن السريان هم آراميون، وهذه البراهين موجودة في كتب وأبحاث البطريرك افرام برصوم ايضا، وهي صحيحة علميا ولا يستطيع احد نقضها. ولكن لا أحد يستطيع أن يقدم براهين علمية على إستمرارية شعب أشوري أو أثوري، أو أن التسمية السريانية قد شملت عدة شعوب قديمة كما سيادتكم تدعون في بيانكم .

 ٦ - لقد شبه مار يعقوب السروجي الكنيسة ب "إبنة الآراميين" وقال عن مار افرام بانه "اكليل الآراميين"، فهل كانت الكنيسة ومار افرام وثنيين؟

للأسف بعد حوالي 1500 سنة صرنا نرى أعدادا كبيرة من رجال الدين السريان يدعون الغيرة على الهوية السريانية لكنهم يرددون تفسيرات خاطئة للتسمية السريانية وهم يتنكرون علنا لهويتنا السريانية التاريخية أي الآرامية .

٧ أخيرا، التسمية السريانية صارت في تاريخنا الحديث تحمل ايضاً معنا مجازيا بمعني المسيحي تماما مثل التسمية القبطية والأرمنية .

السريان هم الآراميون وهذا حسب كل العلماء السريان من مار افرام الى ابن العبري. أما الإدعاء بأن السريان يتحدرون من الأشوريين والآراميين والكلدانيين والكنعانيين وغيرهم فهذا تفسير مضحك للغاية وليس له أي وزن علمي، وهو مرفوض كلياً في الدراسات العلمية المختصة حول السريان وتاريخهم ولغتهم وكنيستهم.

٨ - نتمنى من أفراد الاكليروس السرياني أن يحتضنوا تاريخنا العلمي كما تتداوله الكليات المختصة به، وأن يعتمدوا مثل البطريرك افرام برصوم على المصادر السريانية القديمة كي يكتشفوا بأنفسهم بأن التسمية السريانية قد أطلقت على الآراميين "فقط" في الشرق الأوسط وليس على غيرهم.

 ٩ - هل الهوية السريانية الناقصة هي أمتنا وفخرنا في القرن الواحد والعشرين أم هويتنا السريانية الآرامية كما قال جميع علماء السريان على مر العصور؟.

مجلس قيادة الثورة يقرر منح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين باللغة السريانية في العراق

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها