عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء: منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الهوية الآرامية                            

قد أمضيت عدة سنوات في المكتبات التاريخية العديدة في باريس حيث وجدت كتبا عديدة حول أجدادنا السريان الآراميين

 إنني كنت في بداية البحث و جمعت كمية كبيرة من المعلومات و لكن الوقت لم يسمح لي في التحقيق فيها .

كانت دهشتي عظيمة جدا عندما علمت سنة ١٩٨٤ أن تسمية " بيث آرمايا " قد أطلقت على العراق القديم !

و مع الأيام إطلعت أكثر حول هذه التسمية و مدلولاتها :

أ - أول مرة إطلعت على هذه التسمية " بيث آرمايا " كان في كتاب للعالم الفرنسي André Dupont-Sommer و عنوانه :

 الآراميون" Les Araméens" الصادر سنة ١٩٤٩.

هذا الكتاب مهم جدا و هو يؤكد أن القبائل الكلدانية هي آرامية و يؤكد وجود قبائل آرامية في جنوب و وسط العراق في منطقة بيت آرامايا !

و لكنه لا يشرح في أي كتابة وجد هذه التسمية ...

ب - بعد سنوات إكتشفت أن ملوك أشور كانوا يطلقون تسمية " مات كلدو " على منطقة في بلاد أكاد قرب نهر الفرات و تسمية " مات آريمي " قرب ضفاف نهر دجلة . و عندما نشر العالم " كول " أرشيف مدينة نيبور و هي رسائل باللغة الأكادية بين حاكم نيبور و القبائل الكلدانية الآرامية :

ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996)


هذه الرسائل حوالي ١٢٩ غنية بالمعلومات و تعود الى ما بين ٧٥٥ و ٧٣٢ ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم ٩ تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم مات آريمي الجغرافي و ذاك في الرسالة رقم ١٠٤ .

ج - الجدير بذكره أن الفرس بعد إحتلالهم لبلاد أكاد سنة ٥٣٨ ق٠م سيطلقون عليها تسمية جديدة و هي " بلاد بابل " !

و قد نقل قدامى اليونان هذه التسمية "البابلية" عن الفرس فنرى في مصادرهم القديمة:
الشعب البابلي و اللغة البابلية و الحضارة البابلية و للأسف علماء الآثار في القرن التاسع عشر - و حتى بعد فك رموز الكتابة المسمارية - ظلوا يستخدمون هم أيضا هذه التعابير لشعب البابلي و اللغة البابلية و الحضارة البابلية و هذا مما سيوحي لأكثرية القراء المهتمين بوجود شعب بابلي حقيقي !

 للأسف هنالك خلط بين سكان مدينة بابل و بين سكان بلاد بابل التسمية الإدارية الفارسية !

د - الباحثون المطلعون على المصادر السريانية النسطورية يجدون أن السريان النساطرة ظلوا محافظين على إستخدام التسمية الجغرافية و القومية " بيث آراميا " خلال مئات السنين : و قد وردت هذه التسمية في العشرات من مصادرهم و رسائلهم .

ه - هذا النص مأخوذ من تاريخ الأسقف يوحنا الأفسسي و النص السرياني " بيث آراميا " ترجمه الشماس بطرس قاشا الى " أرض الآراميين" .

أهمية هذا النص هي أن السريان المغاربة هم أيضا كانوا يستخدمون تسمية " بيث آرامايا " للمنطقة التي ستعرف لاحقا بالعراق ! كما أنها المرة الأولى التي نجد فيها أن أحد الجسور على نهر الفرات إسمه " جسر آرامايا "!

و - إن أهمية هذا النص هو أنه يشرح لنا السبب الذي دفع بالإمبراطور البيزنطي الى إلقاء القبض على المنذر بن الحارث و نفيه:

 شكوك القائد موريقيوس بأن المنذر قد أعلم الفرس بقدوم الجيش البيزنطي عبر الصحراء و عبر جسر آراميا . قطع الجسر من قبل الفرس قد أدخل الشكوك في تفكير القائد موريقيوس !

فإتهم المنذر بالخيانة !

ز - " طريق الصحراء " ؟

خلال الحروب التي دارت بين العرب المسلمين و بين الفرس بين ٦٣٥ و ٦٤٤ م قام خالد بن الوليد بإجتياز البادية السورية مع فرقة من الجيش العربي و كان يقال " أنها المرة الأولى التي نعرفها أن جيشا إجتاز بادية سوريا من العراق غربا الى منطقة دمشق أو العكس ".

ملاحظة:

 أن جيوش الأكاديين و الأشوريين و الكلدانيين و الفرس كانت دائما تتبع مجرى نهر الفرات نحو الشمال ثم تجتازه في الجزيرة و ثم تتوجه نحو مدينة حلب ثم نحو نهر العاصي ثم تنحدر جنوبا
نحو دمشق ..." هذا النص السرياني مهم جدا لأنه يشير لنا أن الهجوم البيزنطي لم يكن عن طريق نهر الفرات و لم ينطلق من مسوبوتاميا/ بيت نهرين أي الجزيرة السورية اليوم :

* النص " ثم عبرا سويا الأراضي الفارسية عن طريق الصحراء سنة ٥٨٠ م , و قد توغلا حتى بلغا آرض الآراميين..."
* لو سلك الجيش البيزنطي الطريق القديمة على محازاة نهر الفرات لكان إجتاز مناطق عديدة مثل بيث عربايا قبل وصوله الى بيث آرامايا!
* إن النص يفهمنا إن الخطة كانت حرب مفاجأة و عن طريق جديدة يوصلهم بسرعة الى قطيسفون ( المدائن ) عاصمة الفرس و هي في بيث آرامايا ...
* ذكر النص حرفيا " و هكذا تكبد الجيشان مشقة كبيرة , و لا سيما الرومان " هذا دليل بأنهم إجتازوا مرة ثانية البادية و لم يكن الجنود البيزنطيين متعودين على التنقل في الباديا ...
* هنالك نص في الصفحة ١٦٥ مكتوب" بعدما وجد الفرس أن موريقيوس و المنذر , قد عادا الى أرضهما و ليس لهما أثر , إخترق مرزبان الفرس العظيم أرض الرومان بجيش جرار و بلغ به مدينة تلا و رأس العين "
* هذا النص يثبت لنا أن الفرس قد طاردوا الجيش البيزنطي عبر الطريق القديم ( نهر الفرات ) و لكنهم لم يجدوا أي أثر له ( للتذكير عندما يمر جيش قرب مدينة أو قرية عدوة أو صديقة فإنه ينهب كل
ما يجده من ماشية و طعام ...)

ح - " بيت العرب " ؟ في الملاحظة رقم ٤٠ يعلق الأب سهيل قاشا حول تسمية " بيث عرابيي" السريانية و شرحها إنها " بيت العرب " . و هو يقصد أن المنطقة هي عربية و مسكونة بعنصر عربي !

 و قد إلتقيت بهذا الأب الغيور خلال محاضرة في المركز الثقافي السرياني التابع للرابطة السريانية في لبنان و قد تناقشنا حول هذا الموضوع . بيث عربايا هي منطقة آرمية و جميع سكانها كانوا آراميين و إسم بيث عربايا لا يعني العرب أو الشعب العربي و لكنه كان يعني في لغتنا أمرين:

 الباديا أو الغرب !

عاصمة هذه المنطقة كانت مدينة نصيبين أي المدينة التي ولد و عاش فيها أعظم قديس سرياني و هو مار افرام الذي كان يسمي جميع سكان هذه المنطقة  ب " الآراميين"!

ط - إن المصادر السريانية هي فعلا غنية و نتمنى من الباحثين الغيورين أن يستخدموها لنشر معلومات حقيقية حول تاريخ أجدادنا . نحن لا نستطيع أن نلوم كاتب عربي يؤكد أن التسمية السريانية تعني النسيحي و لا تشير الى هوية محددة طالما أن أغلب رجال الدين السريان لا يزالون يرددون هذا الإدعاء الخاطئ !

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها