أين هي
مواطن أجدانا و ما هي
أهميتها اليوم؟
هنالك مشكلة كبيرة تتعرض للباحثين في التأريخ
وهي رفض الكثيرين لاكتشافاتهم بحجة إنهم
تعلموا في صغرهم و أحبوا التاريخ و صار عندهم
مفاهيم عديدة حول هويتهم و تاريخهم
.
بكل تواضع و بحكم اختصاصي
و خبرتي قد كشفت و صححت عددا كبيرا من "
المفاهيم الخاطئة " حول تاريخنا و جغرافية
(مواطن) أجدادنا الآراميين .
لا شك هنالك عددا كبيرا - من الأخوة السريان
المناضلين في الأحزاب السريانية المدعية
بالتسمية الأشورية المزيفة أو و السريان
المنخدعين بالفكر القومي السوري و حتى بعض
مسيحيي لبنان الذين لا يريدون الإعتراف
بهويتهم السريانية الآرامية - يدافعون عن
طروحاتهم التاريخية من خلال مفاهيمهم
التاريخية الخاطئة
.
إنني أشكر الفيسبوك الذي يسمح لي أن أنشر
مواضيعي التاريخية و أشكر الأخ بيار و كل
الأخوة المتابعين الذين يشجعونني في نشر " وعي
قومي صادق " بين السريان
.
أولا - الإعلام السياسي المضلل
!
١
-
من الطبيعي خلال الحرب ألا يذكر المتقاتلون
عدد ضحاياهم و ذلك للمحافظة على معنويات
الجيش: خلال الحرب الجوية بين ألمانيا النازية
و بريطانيا كان الألمان يضخمون من خسائر
الإنكليز و يقللون من عدد الطائرات الألمانية
المفقودة.
و كما يعلم الجميع لقد إنتصرت بريطانيا و منعت
الألمان من إحتلال جزيرة بريطانيا.
٢-
الإعلام العروبي الكاذب.
للأسف و بحجة قيام دولة إسرائيل قام الإعلام
العروبي في ترديد عددا كبيرا من الطروحات
التاريخية و الجغرافية الخاطئة و سوف أعرضها
بإختصار:
*من
أين خرجت الشعوب القديمة ؟
الإعلام العروبي يؤكد أن الأكاديين
والآراميين و الكنعانيين قد خرجوا من " شبه
الجزيرة العربية
" !
أي أنهم زرعوا هذه الفكرة الخاطئة أن أجادنا
الآراميين هم من العرب القدامى و بالتالي ليس
لأحفادهم اليوم أية حقوق قومية و ثقافية!
*الهلال
الخصيب ؟ تسمية عروبية حديثةخاطئة ينشرها
العرويون فقط لتأكيد أن الشرق القديم ( سوريا
و العراق...) و شبه الجزيرة العربية كانت
منطقة جغرافية واحدة تاريخيا...
*الإعلام
العروبي يدعي بأن قدامى الأقباط في مصر و
الشعب الأمازيغي في شمال إفريقيا يتحدرون من
العرب !
بعض العروبيين المتطرفين يؤكدون أن السومرين
قد خرجوا من شبه الجزيرة العربية و أن الشعب
الأرمني هو من العرب القدامى
!
ثانيا - مهما طال الزمن فإن "
الحقائق التاريخية " ستنتصر
!
1-
هل سمعتم بقصة القائد هربرت كلوديوس
Herbert Claudius
؟
قد دخلت اميركا الى الحرب العالمية الثانية
مما دفع ألمانيا النازية الى إرسال غواصاتها
لتدمير السفن التي تنقل الإعدادات الحربية و
غيرها من البضائع . لقد أغرقت الغواصات
الألمانية عشرات السفن الأميركية في خليج
المكسيك و قرب شواطئ المحيط الأطلسي
...
في تموز سنة ١٩٤٢ كان
الكابتن كلوديوس مسؤلا عن سفينة حربية أميركية
لحراسة سفن النقل و عندما قامت الغواصة
الألمانية
U-166
بإطلاق طوربيد و تدمير
سفينة نقل أميركية عمد هذا الكابتن الى ملاحقة
الغواصة الألمانية و رمى القنابل لتدميرها و
هي تحت المياه.
ثم عاد و أنقذ ضحايا السفينة الأميركية
المدمرة...
المهم في قصة هذا الكابتن هو أنه أكد
للمسؤولين في البحرية الأميركية بأنه في أغلب
الظن " دمر الغواصة الألمانية لأنه شاهد كمية
كبيرة من المازوت " و لكنه لا يستطيع أن يؤكد
تدميرها لأنه لم يشاهد ذلك...
الغريب أن المسؤلين
الأميركيين قد لاموا هذا القائد و إتهموه بأنه
كان بطيئا و لم يقم بواجبه و لم يدمر أي غواصة
! و قد نال علامة سيئة جدا على مهمته و هذا
مما دفعه الى الإعتزال و قد تغلب عليه الحزن
لأنه كان قد أتم مهمته بنجاح
...
مات الكابتن كلوديوس بدون أن يعرف إنه فعليا
قد نجح في تدمير الغواصة الألمانية و مات بدون
أي تكريم من المسؤلين الأميركيين لنجاحه...
سنة ٢٠٠١ و بالصدفة إكتشف موقع الغواصة
الألمانية
U-166
وهي تحت الماء . كان الأميركيون يعتقدون أن
طائراتهم الحربية هي التي دمرت الغواصة
U-166
و لكن إكتشاف موقع هذه الغواصة على بعد
كيلومترين من موقع السفينة الأميركية التي
دمرتها سنة ١٩٤٢ لهو أكبر برهان أن الكابتن
كلوديوس قد نجح في إغراق الغواصة الألمانية!
٢
-
ما معنى الإسم الآرامي ؟
هنالك تفسيرات عديدة و حسب العالم إدوارد
ليبنسكي إنه قد يكون مشتق من " أريم " و هو
جمع التكسير من " ري م " أي الغزال.
للأسف هنالك عدد كبير من
السريان المضللين يرددون إن الإسم الآرامي
يعني " أرعا رمتا " أي " الأراضي المرتفعة
".
إنني أدعو كل سرياني مثقف
يناضل من أجل معرفة تاريخنا الأكاديمي و يجاهد
من أجل وحدة شعبنا السرياني الآرامي إلى:
*
لا تصدقوا الصفحات المشبوهة التي تدعي علنا
الدفاع عن هويتنا السريانية و هي في الباطن
تعمل لإفراغ التسمية السريانية من مدلولاتها
التاريخية و القومية
!
*لا
تتابعوا و لا تنفعلوا من كل أخ يكتب تحت إسم
مستعار!
*لا
تعطوا أهمية لكل أخ سرياني متطفل يكتب عن
تاريخ السريان و هو لم يدرس في أي جامعة و لا
يملك منهجية تاريخية علمية
!
أخيرا لقد شرحنا مرارا بأن الإسم الآرامي لا
يعني الأرض المرتفعة لأن أجدادنا الآراميين
بين القرنين العاشر و الخامس قبل الميلاد
كانوا يستخدمون لفظة " أرق " بمعنى الأرض و
ليس " أرع
"!
٣
- "
تاريخنا و هويتنا الآرامية " هي شمس ساطعة
.
هنالك سريان مغامرون يتطفلون على علم التأريخ
و يتوهمون إن مواضيعهم التاريخية لها وزن علمي
... بعضهم صار يكتب إسمنا السرياني باللغة
العربية " سوريان "؟ وآخرون حاولوا أن يزوروا
إسمنا الى " أسوري" مدعين بأن حرف الألف يلفظ
ولايكتب و كل سرياني هو " أشوري"...
٤-
لا يصح إلا الصحيح !
إسمنا السرياني قد أصبح مرادفا لإسمناالآرامي
!
إلى كل من يعمل من جل شعبنا السرياني اليوم من
سياسيينو مناضلين و رجال دين نتمنى منكم:
*
إعتماد تاريخنا العلمي
.
*عدم
التنكر لهويتنا الآرامية
.
*عدم
الإعتراف بالتسميات المزيفة
.
*إحترام
المثقفين السريان لأنهم في كثير من الأحيان هم
مطلعون حول تاريخنا و أمينون لهويتنا الآرامية
أكثر من السياسين و رجال الدين
!
أخيرا من له أذنان سامعتان فليسمع !
مهما
طال الزمن فإن " الحقائق التاريخية " ستنتصر !
أي أن هويتنا كانت و ستبقى آرامية و كل من له
طرح تاريخي مخالف ( مهما كان منصبه الديني أو
السياسي أو الثقافي)
سوف ينفضح
!
قد يأتي يوم و أحد السريان الغيورين قد يحصل
على جائزة نوبل و لكن لن يأتي يوم يستطيع فيه
أحد السريان المضللين قد ينجح في خداع
المثقفين السريان
!
ثاثا - أين هي " مواطن أجدانا
" و ما هي أهميتها اليوم؟ كل هذه المقدمة
الطويلة هي للإجابة شكل علمي حول هذا الموضوع
المهم. لا أريد من السرياني الأصيل إلا أن
يتعمق و يغوص معي إلى صلب الموضوع بدون أن
يتأثر بالمفاهيم الخاطئة المنتشرة!
١-
القبائل الآرامية - كذلك القبائل الأكادية و
العمورية و الكنعانية – لم تخرج من شبه
الجزيرة العربية و أجدادنا لم يكونوا من العرب
القدامى و من واجب كل سرياني أصيل أن لا يصدق
الإعلام العروبي و لا السريان الذين خانوا
هوية أجدادهم و أن يناضل من أجل هويته
الآرامية!
٢-
لقد إستوطنت القبائل الآرامية في مناطق عديدة
في شرقنا القديم و قد عالجت هذا الموضوع في
محاضراتي . الى المتطفلين الذين يطلبون مني أن
أنشر " المصادر والمراجع " أدعوهم أن يكونوا
صادقين مع أنفسهم أولا و أن يطلعوا على أبحاثي
المتواضعة...
٣-
للأسف أغلب القراء عندهم مفاهيم خاطئة حول
إنتشار السريان في العراق القديم:
*يعتقدون
أن العراق هو مسوبوتاميا أو بلاد ما بين
النهرين مع أن هذه التسمية التاريخية قد أطلقت
على الجزيرة السورية و عاصمتها الرها
!
بيت نهرين أي الجزيرة كانت آرامية بسكانها و
لغتها و حضارتها!
*يتوهمون
أن كل العراق القديم كان ضمن بلاد الأشوريين
بينما بلاد الأشوريين كانت محصورة فين نهري
الزاب و نهر دجلة
!
أحد الأخوة المتطفلين قد إنتقدني بعد المحاضرة
قائلا " أستاذ هنري صحيح أن يسوع المسيح قد
تكلم اللغة الآرامية و لكنك لم تشرح لماذا و
أين تعلم اليهود اللغة الآرامية !
كان من واجبك أن تقول قد تعلموا اللغة
الآرامية في مدينة بابل الأشورية ؟
"
صحيح أن اليهود قد تعلموا اللغة الآرامية في
بابل و لكن بابل كانت آرامية و ليس أشورية,
*لقد
إنتشرت القبائل الآرامية في جنوب و وسط العراق
أي في بلاد أكاد القديمة . هذه البلاد ستعرف
لعدة مئات من السنين ببلاد الآراميين
.
ألف تحية لأجدادنا من
السريان النساطرة الذين حافظوا على تسميتهم
القومية الآرامية:
إلى السريان المنخدعين بالتسمية الأشورية
المزيفة إطلعوا على ما ذكر العلماء السريان
النساطرة حول هويتهم السريانية الآرامية في
مصادرهم و لا تصدقوا السريان المنافقين!
٤-
أجدادنا الآراميون هم سكان شرقنا القديم !
نحن أقدم شعب في شرقنا و هذا يعني أنه من واجب
كل سرياني أصيل أن ينفتح عى بقية أخوته و لا
يصدق طروحاتهم المزيفة.
*كم
من مسيحيي لبنان من عائلات صليبا يتوهمون
بأنهم من أحفاد الفرنج و هم يجهلون أن إسمهم
هو سرياني آرامي يعني الصليب!
*كم
من الأخوة من السريان الملكيين خاصة من إخوتنا
أبناء كنيسة الروم يؤكدون بأنهم عرب أقحاح
لأنهم يتكلمون اللغة العربية !
و هم يجهلون أنهم سريان آراميون في هويتهم و
تاريخهم و أن أجدادهم قد تركوا عشرات النصوص
باللغة السريانية!
ليس
فقط أبناء معلولا هم آراميون و لكن جميع
مسيحيي شرقنا!
*إحدى
الأخوات من أبناء كنيسة الروم تؤكد أنها "
يونانية " لأنها وجدت أسماء يونانية في مقبرة
في مدينتها في الأردن و هي تجهل كليا أن تلك
المقبرة كانت للجنود في الجيش البيزنطي و من
الطبيعي أن تكون الأسماء باللغة اليونانية!
*علماء
الكنيسة الكلدانية اليوم يؤكدون إنتمائهم
الآرامي لأن المصادر السريانية النسطورية
مليئة بالبراهين.
الى السريان المدعين بالغيرة المزيفة "
أطلبوا تجدوا" !
( البراهين التي تثبت آراميتكم في المصادر
السريانية الشرقية)!
الخاتمة
سنة ٢٠١٤ و بعد ٧٤ سنة من تدمير الغواصة
الألمانية
U-166
قامت الدولة الأميركية و إعترفت بأن الكابتن
كلوديس هو الذي دمرالغواصة و منحته وساما
مشرفا
!
نتمنى من رجال الدين السريان الذين إنجرفوا
في تصديق طروحات تاريخية تدعي أن التسمية
السريانية قد أطلقت على "عدة شعوب قديمة"
أن يصححوا من مفاهيمهم لأن
التسمية السريانية كانت و لا تزال مرادفة
للتسمية الآرامية
.
البراهين العلمية غير موجودة في أعماق البحار
!
السرياني المثقف ليس بحاجة الى " صدفة " كي
يجدها و لكنه و - بكل بساطة - عليه أن يطلع
على المصادر السريانية حيث نجد عشرات البراهين
على أن علمائنا السريان كانوا يفتخرون بهويتهم
الآرامية
.
إنني أطالب كل سرياني غيور
أن يتوقف عن الإدعاء بهوية أشورية غير علمية:
*لقد
فشل الفكر الأشوري لأنه مبني على طروحات
تاريخية خاطئة!
*ليس
فقط الشعب " الأشوري إنقرض " و زال من التاريخ
و لكن في شرقنا هنالك أكثر من عشرة شعوب قديمة
قد زالت نهائيا
!
*غيرتك
الحقيقية يجب أن تدفعك الى إعتماد تاريخ
أجدادك العلمي كي تساعد إخوتك المعرضين
للتعريب والتذويب!
*أنت
تنتمي -بكل تأكيد - الى الشعب السرياني
الآرامي و هذا يعني إنك بكل صدق من سكان الشرق
الأصيلين
! |