هويتنا هي صليبنا أم صليبنا هو هويتنا
؟
20190502
لقد نشرت هذه الصورة المعبرة منذ شهر و طرحت هذا السؤال حول بين
هويتنا و صليبنا ؟
بعض الملاحظات
:
١
-
الهوية التاريخية هي إنتماء الى شعب و جذور و حضارة محددة و لكن هنالك
الكثيرين الذين يخلطون بين الإنتماء التاريخي الى أمة
و الى الإنتماء الى دولة معينة
.
٢
-
عندما يؤكد الكوردي بأنه " سوري " فهذا يعني بأنه " مواطن سوري
"
و هويته الكردية تشير الى
جذوره و تاريخ أجداده . و عندما يؤكد المسيحي الذي يعيش في الجزيرة السورية
بأنه " سرياني " فهذا يعني
أنه يتحدر من الآراميين الذين إستوطنوا
الجزيرة منذ حوالي ٣٢٠٠ سنة
و التي كانت تعرف ب " آرام نهرين " في أسفار التوراة . و طبعا
السرياني الذي يعيش في سوريا هو مواطن
سوري و الذي يعيش في لبنان هو
مواطن لبناني
!
٣
-
طبعا جميع سكان القلمون هم مواطنون سوريون و هم يتحدرون من
الآراميين : نسبة كبيرة منهم دخلت الإسلام
و هم أخوة لنا بالإنتماء الى
الآراميين.
المشكلة هي أن كثيرين من المسيحيين لا يزالون متأثرين
بالإنتماء الطائفي و لذلك عقله لا يستوعب
أن الأخ المسلم الذي يعيش
في القلمون هو سرياني آرامي مثله
!
٤
-
الديانة المسيحية لا يعني إنتماء الى " هوية تاريخية " و للأسف
كثير من رجال الدين المسيحيين - خاصة
الذين فقدوا إنتمائهم التاريخي
(
السرياني الآرامي ) - صاروا يزرعون في عقول المسيحيين تارة أن
مملكتهم هي السماء و طورا أن ديانتهم هي
هويتهم
!
٥
-
أخيرا إن الصليب قد أصبح رمزا يشير الى موت سيدنا يسوع المسيح
و آلامه ثم قيامته و إنتصاره على الموت
.
أولا - هل صحيح "أن صليبنا هو هويتنا ؟"
أ - " فاقد الشيئ لا يعطيه
"
نسبة كبيرة من مسيحيي الشرق
قد إستعربت مع الزمن و للأسف صارت
تنادي بجذور عربية غير علمية . بشكل عام
إن الإنقسامات العقائدية و
الخلافات الكنسية قد أدت إبتعاد عدد كبير من مسيحيي الشرق عن
جذورهم السريانية الآرامية . للأسف فقدوا
إنتمائهم الى هويتهم السريانية
التاريخية و لذلك و تحت تأثير رجال الدين المسيحيين صاروا يتوهمون
أن إنتمائهم المسيحي هو " هويتهم
التاريخية
"!
ب - عدد كبير من الدول الأوروبية قد وضعت إشارة الصليب في
أعلامها الوطنية و لكن أغلب هذه الدول أو
الأمم قد ظهرت في التاريخ
الوسيط أو الحديث !
نحن مسيحيو الشرق نتحدر من السريان الآراميين
أي من شعب كان يعيش في شرقنا الحبيب منذ
حوالي ٤٢٠٠ سنة!
إشارة الصليب تشرفنا كمسيحيين و لكنها لا تستطيع أن تعبر عن عمق
جذورنا في الشرق
!
ج - إذا كان بعض إخوتنا من السريان الموارنة قد كانت رايتهم
مرسوم عليها الصليب و مكتوب عليها باللغة
السريانية " بك نطعن أعدائنا " فإننا اليوم نريد علما يرمز الى هويتنا
التاريخية و ليس الى
إنتمائنا المسيحي
!
د - صليبنا لا يشير إلى هويتنا التاريخية
!
بعض الأخوة يتمنون أن يكون
الصليب موجودا في علمنا و لكننا نفضل
عدم وجوده للأسباب التالية
:
١
-
ليس فقط " مسيحيو الشرق " ينتمون الى السريان الآراميين و لكن
نسبة كبيرة من المسلمين في الشرق أيضا.
٢
-
الصليب لا يشير الى قدم تاريخنا في الشرق و هويتنا عمرها أكثر
من ٤٠٠٠ سنة و الصليب يحدد وجودنا الى٢٠٠٠
سنة
!.
٣
-
هويتنا التاريخية هي سريانية آرامية و ليس " مسيحية
" !
ثانيا - هل صحيح "أن هويتنا هي صليبنا " ؟
من يتعمق في تاريخنا السرياني الآرامي يكتشف أن أجدادنا الآراميين
عندما تقبلوا الديانة المسيحية الجديدة
قاموا بنشرها بين الشعوب المجاورة
و البعيدة لهم .
لقد تخلى أجدادنا عن
ديانتهم الوثنية و لكنهم لم يتخلوا
عن إسمهم الآرامي أو عن هويتهم الآرامية
!
إنني أتعجب كيف إستطاع أجدانا الحفاظ على هويتهم الآرامية في
العصور القديمة و نحن أحفادهم نردد - بدون
تحقيق - أنهم تخلوا
عن إسمهم الآرامي و نسوا جذورهم الآرامية
؟
كم من سرياني نكر أصله السرياني الآرامي من أجل إيديولوجية عروبية
أو أشورية أو فينيقية مزيفة ؟
نعم أن هويتنا الآرامية أصبحت " صليبنا " بالمعنى المجازي أي عذاب
و ألم لنا
!!!
ألم تسمعوا بذلك السرياني الضال الذي ألف قاموسا للغة السريانية
في السويد و سماه قاموس للغة الأشورية ؟
ألم تسمعوا بذلك البطل الذي كان يؤكد بأن جميع مسيحي الشرق هم
آراميون ثم إنقلب فجأة و صار يدعي بوجود
هويات فينيقية و أشورية
و آرامية ؟
ألم تسمعوا بالسريان النساطرة الذين
صاروا يدعون بهوية أشورية منقرضة
و يحاربون كل سرياني أصيل يريد الحفاظ على
هويتنا الآرامية الحقيقية
!
إذا كان الصليب يرمز الى الألم و العذاب
فهو يرمز أيضا الى الإنتصار
على الموت و القيامة !
نتمنى من جميع مسيحيي الشرق أن ينتصروا
على مفاهيمهم الخاطئة و يتعرفوا على
هويتهم الآرامية الحقيقية
!
عندها هويتنا الآرامية ستنتصر على الموت
!
|