عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء: منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الهوية الآرامية                            

كتاب جديد مسيحيو العراق


لقد وقع نظري مؤخرا على كتاب أصدره الأب سهيل قاشا سنة ٢٠٠٩ حول مسيحيي العراق.

 كتاب قيم جمع فيه معلومات حول العلماء و الأدباء في تاريخ العراق القديم و الحديث .
لا شك أن الأب سهيل قاشا قد بذل جهدا كبيرا لتأليف هذا الكتاب:
له كل الشكر لأنه كان أمينا لهوية هؤلاء المسيحيين إذ ذكر حرفيا" كانوا من بقايا الآراميين ".
بعض الملاحظات :
أولا- "  وسموا منذ أول النصرانية سريانا أي مسيحيين "من المؤسف أن الأب قاشا يردد هنا " نظرية كاترومير" التي نقلها بعض اللغويين في مقدمات قواميسهم في نهاية القرن التاسع عشر .
هذه النظرية التي تدعي - بدون أية براهين-  أن الآراميين أجدادنا قد قبلوا بالتسمية السريانية عندما قبلوا الديانة المسيحية. المطران يعقوب منا قد أكد أن التسمية السريانية منذ الأجيال الأولى قد أصبحت مرادفة لمعنى مسيحي و التسمية الآرامية لمعنى وثني !  

كلام غير صحيح لأن التسمية السريانية لم تكن تشير الى المسيحي في الأجيال الأولى ولكن الى الآرامي ... اليوم صارت التسمية السريانية  – مثل التسمية الأرمنية و القبطية- تحمل معنى المسيحي-  و لكن المعنى الأول هو الإنتماء الى الشعب السرياني الآرامي .
للأمانة ليس الأب قاشا وحده يردد هذا الإدعاء بأن التسمية السريانية تعني المسيحي منذ إنتشار الديانة المسيحية و لكن أغلبية رجال الدين لأنهم إطلعوا على هذه الفكرة الخاطئة في قاموس المطران أوجين منا .
ملاحظة مهمة:   لقد أطلق الفرس إسم " بلاد بابل " على بلاد أكاد القديمة التي إستوطنتها القبائل الآرامية منذ نهاية الألف الثاني و إستطاعت أن تصهر بقايا الشعوب ضمن الآراميين.  أغلبية آباء الكنيسة السريانية النسطورية كانوا محافظين على التسمية القديمة بيث آرامايا التي كانت تشمل القسم الأكبر من العراق و بيث آرامايا تعني بلاد الآراميين و ليس بلاد الوثنيين !
ثانيا-  و قد أطلق عليهم المسلمون بعد الفتح العربي اسم (النبط )على انهم من ولد نبيط ...بن نوح و قيل إنهم سموا بذلك لإستنباطهم الأرضين و المياه "
أ - يحق لك عربي أن يستخدم هذه التعابير " الفتح العربي " و " الفتح الإسلامي " ... و لكنهم لا يستخدمون تعبير " الفتح الإسرائيلي " لأنه يعتبرون الإسرائليين محتلين غرباء ! السؤال هو لما المفكرين السريان يستخدمون هم أيضا هذا التعبير " الفتح العربي " ؟ فهل العرب المسلمون حرروا مناطق عربية في سوريا و العراق أم إحتلوا أراضي سريانية آرمية ؟
ب- تعبير " قد أطلق عليهم المسلمون بعد الفتح العربي اسم النبط " هو غير دقيق و قد يوحي أن العرب هم الذين أوجدوا تسمية النبط للإشارة الى السريان الآراميين أجدادنا . التسمية نبط أو أنباط هي تسمية قديمة جدا و قد ورد ذكر " نبطو " ضمن ٣٦ قبيلة في كتابة أكادية من عهد الملك الأشوري تغلت فلأسر الثالث ٧٤٥- ٧٢٤ ق٠م و قد أكد هذا النص أن جميع القبائل المذكورة هي آرامية .
الأنباط هم آراميون سريان قبل أن تذكرهم المصادر العربية بأكثر من١٦٠٠ سنة !
ج - السريان في العراق و سوريا و لبنان و فلسطين كانوا في أوج حضارتهم بعكس العرب الذين إحتلوا (و ليس فتحوا) مواطن السريان.
التفسير الذي نقله الأب قاشا عن المسعودي و مفاده " قيل إنهم سموا بذلك لإستنباطهم الأرضين و المياه " هو تفسير خاطئ لأن التسمية النبطية موجودة قبل المسلمين العرب بمئات السنين .
ملاحظة مهمة جدا :
إسم ( النبط )  لم يأت من اللغة العربية و من فعل " إستنبط " بمعنى إخترع و أوجد و لكن مهم جدا:

 إن فعل " إستنبط " في اللغة العربية قد جاء من " النبط و نبط " نظرا لتطور العلوم و المعارف عند أجدادنا السريان الآراميين.   

و هنالك كتاب شبه مفقود اسمه " الزراعة النبطية " و هو ترجمة عربية عن نص سرياني مفقود يتكلم عن الزراعة.
ثالثا-   الهجرات العربية .
لقد كتب الأب قاشا " ثم كانت الهجرات العربية الى العراق و مشارف الشام ، و ذلك بسبب الجدب ، و كثرة عددهم ، و الحروب العديدة التي مزقتهم فخرجوا الى الشام و البحرين".
أ -  الأب سهيل قاشا يضخم حجم ما يسميه " الهجرات العربية " و القارئ سيظن أن القبائل العربية قد سكنت في العراق و سوريا قبل إحتلال العرب المسلمين لتلك المناطق . القبائل العربية كانت تتنقل بين الجزيرة العربية و البادية السورية و لكنها لم تستوطن مدن العراق أو سوريا .
ب- هنالك فرق كبير بين تعبيري " مشارف الشام " و " الشام ".
*  لقد طلب البيزنطيون من الغساسنة أن يحرسوا أطراف الباديا السورية من غارات بعض القبائل العربية خاصة من اللخميين . و كانت قبائل الغساسنة تسكن في المناطق الواقعة شرقي الأردن في أطراف البادية و ليس في مدن دمشق و بيروت و حمص و حلب!
* تعبير " الشام " قد أطلقه العرب على سوريا بشكل عام: المصادر العربية التي دونت في القرون التاسع و العاشر لم تميز بين سوريا الرومانية المحددة جغرافيا و بين تعبير " بلاد الشام " المبهم .
ج -  الهجرات العربية لم تكن في مدن العراق و لكن في مشارف العراق و في المنطقة التي تقع بين نهر الفرات و شرق الباديا السورية .
الخاتمة
ليت الأب قاشا لم يستخدم تعابير
" نصارى العراق " و " الفتح الإسلامي" و لم يتأثر بالمصادر العربية التي لم تكن دقيقة لجغرافية المنطقة.

 إن تعبير " الهجرات العربية " قد توحي أن عدد العرب في العراق و سوريا كان كثيفا و لكن من يطلع على تاريخ التواجد الفعلي للعرب في الشرق سيجد انهم ظلوا " أقلية " في الشرق لفترة طويلة جدا بعد إحتلالهم لشرقنا الحبيب:

فترة طويلة هي أكثر من ٦٠٠ سنة! 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها