أهمية تاريخ الآراميين في سوريا
لقد علق أحد الإخوة ما يلي
:
"
الاراميون قبائل بدوية كانت تستوطن جبل البشري
وجواره امتدت لتحتل مواقع حضارات اندثرت في
اواخر الالفية الثانية ق.م في الفرات الاوسط
والاعلى وحلب (لعش) وحماة ودمشق بعد انحسار
النفوذ المصري وهجمات شعوب البحر اقاموا
دويلات غير مركزية تحالفت تارة وتحاربت اخرى
دون ان يقدروا على تشكيل دولة مركزية بسبب
تركيبتهم البدوية (بيت عديني ، "بيت تشير
لعشيرة" أما الممالك السابقة فحافظت على اسمها
دون كلمة بيت مثل شمأل ، لعش
...(
دولهم كانت مزيجا من الاراميين والحثيين
والحوريين لم يتمكنوا من احتلال الساحل السوري
حاربها الاشوريون وقضوا عليهم دويلة دويلة
ونصبوا على من تبقى منهم عمالا اشوريين ابرز
انجازاتهم اللغة الارامية التي نشرها الفرس
عبر العالم بعد احتلالهم سوريا
."
أتمنى أن يلقي تعليقي أضواء جديدة مكملة لهذا
التعليق:
نعم لقد أقاموا دويلات عشائرية صغيرة في
البداية ( ١٢٠٠ الى ٩٠٠ ق٠م)
و لكنهم أقاموا ايضا ممالك كبيرة مثل مملكة
حماة وخاصة مملكة دمشق
التي أخضعت في زمن الملك حزائيل ٨٤٣ - ٨٠٣ ق٠م
مملكتي اليهود و إسرائيل و حتى بلاد الفلسطو (
غزة ) و مناطق شرقي نهر الأردن
.
إختلاط الآراميين مع بقايا الحثيين و
الكنعانيين قد أدى خلال أجيال قليلة الى صهر
بقايا تلك الشعوب القديمة ضمن الآراميين
.
١
-
تعبير " دولهم كانت مزيجا من الاراميين
والحثيين والحوريين" قد يكون صحيحا في بداية
إستقلالهم و لكن ليس خلال تاريخهم الطويل
...
و طبعا في شمال سوريا و على ضفاف الفرات و ليس
في كل سوريا
.
٢
-
الدويلات الآرامية كانت منتشرة في كل الشرق و
هذا مما سمح لها بصهر بقايا شعوب عديدة كانت
متواجدة قبلهم
.
٣
-
تأكيدك " لم يتمكنوا من احتلال الساحل السوري"
هو غير دقيق و غير صحيح:
لقد إنتشروا في كل
مناطق الشرق القديم:
الشاطئ السوري كانت
تابعا للمالكهم : شمأل , حماة و غيرها...
٤
-
كانت هذه الدويلات و الممالك الآرامية تتوحد
لمقاومة الأعداء كما نرى في حروبهم ضد اليهود
و ضد الأشوريين / معارك قرقر على نهر العاصي .
و هنالك تسمية جغرافية و قومية كانت تجمعهم و
هي
كل آرام " التي ورد ذكرها في نصوص سفيرة
الآرامية
.
٥
-
النصوص اليونانية قد ذكرت مرارا تسمية سوريا
مقرونا بتسمية كولن " ؟
و كان العلماء حتى بداية القرن العشرين لا
يعرفون ما معنى"
سوريا كولن " ؟
و حتى علماء اللغة اليونانية القديمة لم يجدوا
معنى لهذه التسمية " كولن "! و لكن و بعد
إكتشاف نصوص سفيرة و ترجمتها عرف العلماء أن
سوريا كولن هي التسمية المرادفة للتسمية
الآرامية القديمة " كل آرام " "
ܟܠ 'ܪܡ
"!
٦
-
غير صحيح أن الأشوريين قد عينوا " عمالا
أشوريين " على المناطق الآرامية التي إستولوا
عليها من الآراميين و لكنهم كانوا يعينون
حكاما آراميين كي لا يثور الآراميون:
أشهر هؤلاء هو شمش نوري الآرامي الذي كان يحتل
مرتبة قائد الجيش الأشوري لسنوات طويلة
.كما
إن إكتشاف تمثال حدد يسعي في رأس العين في
أواخر القرن العشرين مع نص آرامي و ترجمة
أكادية يثبت لنا أن الأشوريين قد عينوا هذا
الملك الآرامي حاكما على غووانا في منطقة بيت
نهرين الجزيرة!
٧
-
إن تعبير " الاراميون قبائل بدوية كانت تستوطن
جبل البشري
..."
يوهم القارئ غير المطلع أو المغرض بأن
الآراميين ظلوا يعيشون حياة قبلية بدوية !
علما إنهم تحضروا و بنوا لهم المدن و المعابد
التي تشير الى تحضرهم : الآثارات العديدة
المكتشفة في سمأل , معبد الإله حدد في دمشق
الذي تحول الى كنيسة مار يوحنا قبل أن يستولي
عليه العرب المسلمون و يحولونه الى الجامع
الأموي
...
٨
-
جميع آباء الكنيسة من مار افرام الى إبن
العبري قد أكدوا أن جميع مسيحيي سوريا و
العراق يتحدرون من الآراميين و لا يوجد أي ذكر
لتحدرهم من الحثيين و الكنعانيين والأشوريين
...
|