عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء: منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الهوية الآرامية                            

هويتنا الآرامية في تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير

2010-05-29

الشعب السرياني الآرامي يتعرض اليوم لأبشع عملية تزوير حول هويته و تاريخه الحقيقي ، يقوم بها بعض المتطرفين و الجاهلين للتاريخ و وصلت بهم الحماقة الى ان يتلاعبوا بنص ورد في تاريخ ميخائيل الكبير و هم يتوهمون أن تحوير النصوص يخدم الفكر الأشوري المزيف الذي يؤمنون به .

 رحم الله الأستاذ أبرهوم نورو الذي كان يؤمن أن شعبنا السرياني - إستنادا الى تاريخ ميخائيل الكبير- كان يتحدر من الأشوريين و الآراميين و لكننا اليوم سنقدم البراهين - لمن يبحث عن هويتنا الحقيقية - أن ميخائيل الكبير كان يؤمن بأننا ننتمي الى الأمة الآرامية " ܐܘܡܬܐ ܕܝܠܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܒܢܝ ܐܪܡ . ".لقد عقد السبت الماضي في مدينة برلين مؤتمرا مهما حول " الهوية " السريانية و هذا العنوان دليل واضح أن الشعب السرياني الآرامي لا يزال منقسما و لا يزال بعض الإخوة يدافعون عن طروحاتهم المتطرفة التي تقسم و تضعف شعبنا اليوم .

كان الأستاذ أبرهوم نورو يتحجج أن البطريرك ميخائيل الكبير في الملحق في آخر كتابه قد ذكر أن المؤرخين اليونان القدامى قد ذكروا مملكة الكلدان و مملكة أشور كانتا تتكلمان الآرامية و بالتالي كان الكلدان القدامى و الشعب الأشوري ينتميان الى شعبنا السرياني و هذا مما دفع ببعض المغامرين الى تحوير و التلاعب بنص ميخائيل الكبير . لقد أعاد بعض أباء و رهبان من الكنيسة السريانية الأرثودكسية نشر النص السرياني لتاريخ ميخائيل الكبير سنة 2006 و قد طبعت في ستوكهلم و قد تنبه الناشرون لمحاولات التزييف . فالنص السرياني صفحة 20 " ܟܠܕܝܐ . ܐܬܘܪܝܐ . ܐܪܡܝܐ ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ ."النص واضح الآراميون الذين هم السريان و ليس الكلدان و الأشوريين القدامى و الآراميون هم سريان !

و قد علق الناشرون مشكورين أنه لم يرد تعبير " الأشوريون الذين هم السريان" في أية صفحة حتى في نسخة حلب .

أولا - " الملحق الشهير" في تاريخ ميخائيل الكبير !

بعض إخوتنا السريان يخدعون البسطاء من شعبنا مرددين " إن المؤرخ ميخائيل الكبير قد ذكر أن السريان ينتمون الى الأشوريين و الكلدان و الآراميين " و بعض المتطرفين يدعون أن ميخائيل الكبير قد ذكر " أن السريان يتحدرون من الأشوريين !".

للأسف الشديد لا يوجد أية دراسة تاريخية نقدية حول هذا الملحق و لا يزال بعض السريان يفسرون هذا الملحق حسب ميولهم السياسية . بعض السريان يدعون - تحت شعار الغيرة و المصلحة العليا لشعبنا - أنه يجب أن نداري و أن نجامل إخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية حتى نناضل متوحدين من أجل حقوقنا السياسية .

يدعي إخوتنا أن ملحق ميخائيل الكبير يحتوي على براهين تاريخية أن السريان يتحدرون من الشعب الأشوري القديم و قد " حمل" بعض إخوتنا المنخدعين بالطرح الأشوري المزيف هذا الملحق الكثير من " المفاهيم " الخاطئة التي يؤمنون بها . نحن نتمنى دراسة هذا الملحق بعيدا عن الطروحات المسيسة للتاريخ .

يتألف الملحق من أربع صفحات و هو ينقسم الى اربعة أقسام

أ - القسم الأول: الصفحة الأولى هي منقولة حرفيا من تاريخ أوسابيوس القيصري .

ب - القسم الثاني: هنالك مقطع مهم منقول من تاريخ يوسيفوس اليهودي (غير مذكور في تاريخ أوسابيوس)

ج - القسم الثالث: نقل حرفي عن البطريرك ديونسيوس التلمحري .

د - القسم الرابع: من تأليف البطريرك ميخائيل و هو عنوان الملحق و خاتمته .

ثانيا - تاريخ أوسابيوس القيصري 263 - 339 م .

لقد إشتهر أوسابيوس القيصري بكتابته عدة مؤلفات تاريخية أشهرها التاريخ الكنسي و قد أثرت كتاباته على بقية المؤرخين الذين جاءوا بعده . ولكن أوسابيوس القيصري قد ترك لنا كتابا حول التاريخ العام عنوانه "Chronicle "و هو يتناول تواريخ الشعوب القديمة خاصة في شرقنا الحبيب .

قد يكون قد بدأ في كتابته في أواخر القرن الثالث ولكن النسخة الأخيرة قد تكون سنة 325 م .

لقد فقدت النسخة اليونانية و قد وصلت لنا عدة نسخات باللغة السريانية و نسخة باللغة الأرمنية من القرن السادس مترجمة عن النسخة اليونانية المفقودة .

 و هنالك ترجمة لاتينية ناقصة (فقط القسم الثاني) و النسخة الأرمنية هي الأطول و الأهم .

من حسن حظنا قام الباحث الأرمني Robert Bedrosian بترجمة إنكليزية و نشرها عبر النيت و من الممكن الإطلاع عليها عبر هذا الرابط :

http://rbedrosian.com/euseb.html

بعض الملاحظات

أ - إن ميخائيل الكبير " ينقل حرفيا " نص أوسابيوس القيصري .

ب - أوسابيوس يذكر أسماء بعض المؤرخين اليونان الذين فقدت كتبهم و نرى البطريرك ميخائيل يذكر أسماء هؤلاء المؤرخين بعد 900 سنة و لكنه لم يطلع على كتبهم .

ج - إن أغلب المعلومات مأخوذة من العالم الكلداني برحوشا Berosus الذي عاش في القرن الرابع ق.م وترك لنا عدة مؤلفات فقدت و لم يبق منها إلا ما نقله المؤرخون القدامى . ميخائيل الكبير يتكلم عن المؤرخين الكلدان و المقصود العالم الكلداني برحوشا Berosus . و بكل تأكيد البطريرك ميخائيل لم يطلع على كتابات برحوشا و لم يتأكد من صحتها.

د - برحوشا يدعي أن ملوك الكلدان هم الأقدم في التاريخ و يذكر سلسلة من 10 ملوك قبل الطوفان و 40 ملك كلداني بعد الحكم الميدي .

 البطريرك ميخائيل ينقل هذه المعلومات و هي كلها خاطئة و غير صحيحة. إذا نظرنا في الصفحة 20 نراه يذكر الكلدان قبل الأشوريين متأثرا بكتابات أوسابيوس !

ه - المدهش أن برحوشا قد صحح بعض المعلومات الخاطئة حول الملكة شميرام ( بنت مدينة بابل - الجنائن المعلقة...) و لكننا لا زلنا اليوم نرى البعض يخلط بين شميرام الحقيقية و سميراميس الإسطورة . لقد نقل لنا المؤرخ يوسفوس هذه الجملة من برحوشا

" There he lambasts Greek writers for vainly believing that Babylon was built by [Queen] Semiramis (Shamiram) and for attributing all the glorious wonders there to her.

و - المؤرخون اليونان القدامى قد ذكروا أن سميراميس كانت زوجة الملك نينوس و قد حكمت بعده لمدة 42 سنة في حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد ! بينما الملكة شميرام هي زوجة الملك الأشوري شمشي أداد الخامس 823 - 811 ق.م و من الأرجح أنها حكمت بالوصاية عن إبنها خلال أربع أو خمس سنوات .

ثالثا - تاريخ يوسفوس اليهودي

لقد نقل ميخائيل الكبير عدة مقاطع من تاريخ يوسفوس اليهودي مباشرة من تاريخ أوسابيوس و لكنه نقل أيضا مقطعا من تاريخ يوسفوس غير موجود في تاريخ أوسابيوس . هذا المقطع مهم جدا - لأن بعض المزورين قد حرفوه – و هو الذي يذكر الآراميين الذين هم السريان !

 يستطيع كل سرياني غيور أن يتحقق بنفسه و عليه أن يتحقق في الباب الأول من تاريخ اليهود الفصل السادس كي يتعرف على ما ذكر يوسيفوس أي فلافيوس جوزيف : " كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء :

 آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين ASSYRIANS لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً ...  ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريانSYRIANS ". هذا النص يبرهن لنا إن محاولات تزوير هويتنا السريانية الآرامية هي فاشلة و لكن هذه المحاولات تفضح أصحاب هذه المحاولات .

لقد نقل أغلب المؤرخين معلومات خاطئة عن الكلدانيين من كتابات برحوشا و نحن نعلم اليوم من هم الكلدان؟ الكتابات الاكادية العديدة هي أصدق من كتابات المؤرخين اليونايين القدامى . فالشعب (أو بالاحرى) القبائل الكلدانية ليست هي أقدم من سكن في العراق القديم و لم يكن لهم ملوك قبل الطوفان و طبعا لم يكن لهم 40 ملك بعد الميديين .

رابعا - تاريخ ديونوسيوس التلمحري ؟ - 845 م

من يطالع تاريخ التلمحري سيجد أنه قد سبق البطريرك ميخائيل بنقل تاريخ أوسابيوس القيصري فهو بدوره يتكلم عن أول ملك أشوري أي نينوس و زوجته شميرام التي حكمت 42 سنة بعده ! لكن كاتب تاريخ التلمحري هو شاهد لما حصل لشعبنا السرياني في بداية القرن التاسع الميلادي .

 و كان كاتب هذا التاريخ يستشهد ببعض النصوص اليونانية التي تتكلم عن الملوك السريان SYRIAN في عهد السلوقيين اليونان كما يستشهد ببعض نصوص الترجمة السبعينية التي تتكلم عن الملوك السريان SYRIAN الذين حاربوا اليهود .

طبعا الملوك السريان في العهد السلوقي كانوا من الشعب اليوناني و لكن الملوك السريان الذين ورد ذكرهم في التوراة الترجمة السبعينية فهم من الآراميين. لقد تناقل المؤرخون السريان تلك النظرية التي تقول أن إسم سوريا مشتق من إسم سوروس.

 بعض المؤرخين السريان قد ذكروا أن سوروس كان ملكا آراميا و هو الذي بني إنطاكيا . لقد نقدنا هذه النظرية سابقا لأنها مأخوذة من حكاية خرافية و من الأفضل لنا أن نتمسك بتاريخنا الاكاديمي و أن نتعرف على ملوكنا الآراميين الحقيقيين و ليس ملوك آراميين وهميين .

لقد نقل ميخائيل الكبير " نصا" مهما جدا من تاريخ التلمحري لأن هذا النص يذكر أن سوريا الحقيقية هي غرب الفرات و بالتالي السريان الحقيقيون هم سكان سوريا الجغرافية أما سكان شرقي الفرات الذين يتكلمون باللغة الآرامية فهم سريان بالإستعارة!

غير صحيح أن السريان الشرقيين هم سريان لأنهم يتكلمون اللغة السريانية أو الآرامية. إن مؤلف تاريخ التلمحري لا يعرف شيئا عن التواجد الآرامي التاريخي في العراق القديم فالكلدان ينتمون الى الآراميين و هم آراميون جنسا و ليس لغويا .

خامسا - عنوان و خلاصة المؤرخ ميخائيل الكبير

يذكر ميخائيل الكبير انه كتب هذا الكتاب كرد على اليونانيين المتعجرفين الذين كانوا يسخرون من الشعب السرياني بأنه ليس لهم ملك في الحاضر او حتى في الماضي . من يتعمق في هذا الملحق يلاحظ ان ميخائيل كان يردد ان الملوك الكلدان و الاشوريين كانوا من الشعب السرياني لأنهم كانوا يتكلمون اللغة الآرامية . و لكن عنوان الملحق واضح...

ممالك الآراميين القديمة أي بني آرام الذين سموا سريانا اي ابناء سوريا.

الخاتمة

أ - بالرغم اعتماد او بالاحرى النقل الحرفي للكتاب اليونان القدامى الذين ذكروا لنا تاريخا خرافيا عن شعوب الشرق القديم فإن هوية السريان الحقيقية الآرامية لم تغب من فكر ميخائيل الكبير .

ب - لقد نقل ميخائيل الكبير حكايات برحوشا حول الكلدان القدامى نقلا عن اوسابيوس بدون اي نقد . التأريخ في القرن الثاني عشر في ايام ميخائيل الكبير كان في اغلب الاحيان نقل عن المؤرخين السابقين . عندما يذكر ميخائيل الكبير ان اقدم الملوك في العالم كانوا من الشعب الكلداني فإنه ينقل لنا حكاية مكتوبة من اكثر من 1500 سنة و ليس حقيقية تاريخية منتشرة في ايامه

ج- حكايات المؤرخين اليونان عن الاشوريين القدامى ليست مصدرا موثوقا لمعرفة تاريخ هذا الشعب . اسطورة شميرام مليئة بالاخطاء التاريخية .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها