عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء: منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الهوية الآرامية                            

هل ينجح المفكرون الآراميون في الدفاع عن هويتنا التاريخية؟

20100129

أعاد الأخ ابو كابي نشر مقالة لمناضل آرامي نعتز به و هو جان جبران لحدو ، تجدونه على الرابط التالي:

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?t=5691
إن معزتي للمفكر الآرامي لحدو يجب ألا تمنعني أن أعلق أو أنتقد ما سطرته يد هذا الآرامي الذي كان من أوائل المدافعين عن هويتنا الآرامية .

 أتمنى من القارئ السرياني أن يحكم عقله لأن الحقائق التاريخية هي ثابتة و لا أحد يستطيع أن يتلاعب بها .

 إن نقدي لا يعني أن المفكر لحدو قد تلاعب في الحقائق التاريخية عمدا و لكنه نقل بعض المعلومات الخاطئة و بحكم عمله لم يستطع أن يتأكد في كثير من الطروحات كما سنرى .

سلام و محبة الى الأخ ابو كابي الموقر

شكرا لك لإعادة نشر هذا المقال و هو مكتوب من مفكر سرياني آرامي مشهور بدفاعه عن هوية اجداده التاريخية من الصعب على المثقف السرياني أن يبحث في كل مراحل تاريخ شعبنا السرياني الآرامي وقد نقل لنا الأستاذ و الصحافي و الشاعر جان جبران لحدو بعض المفاهيم الخاطئة سوف أعرض بعضها:

أولا - تقسيم حقبات التاريخ

إن تقسيم الأستاذ لحدو غير واضح و قد خلط قليلا بين المراحل و قد أوجد " عصر الآراميين" و طبعا لا أحد من مؤرخي الشرق القديم قد سمى مرحلة زمنية بهذه التسمية" عصر الآراميين". إن تاريخنا الآرامي واضح و نحن لسنا بحاجة الى " خلق" عصر خاص أو مرحلة تاريخية آرامية للدفاع عن هويتنا الآرامية المعاصرة .

أ- يقسم العلماء التاريخ الى مرحلتين

*عصور ما قبل التاريخ (أي ما قبل الكتابة(

*عصور التاريخ أي منذ وجود الكتابة .

ب - يجمع العلماء على تقسيم العصور التاريخية على الشكل التالي :

*العصور التاريخية القديمة : منذ أقدم كتابة و هي سومرية الى سقوط روما 476م

*العصور التاريخية الوسيطة : منذ سقوط روما الى سقوط القسطنطينية سنة 1451 م

*العصور التاريخية الحديثة و تقسم الى عدة مراحل .

ج - تقسيم العصور القديمة في الشرق


لا زلنا نعاني من مفاهيم بعض العلماء الخاطئة لتقسيم المراحل التاريخية لشرقنا الحبيب .

الإدعاء بوجود مرحلة بابلية قديمة و مرحلة بابلية حديثة سوف تنشر افكارا غير صحيحة حول وجود شعب بابلي و هذا غير صحيح.

 فحمورابي لم يكن بابليا ولكنه كان عموريا و نبوخدنصر لم يكن بابليا و لكنه كان كلدانيا آراميا .

من المؤسف أن المفكر لحدو لم يذكر الفترة البابلية الحديثة و هي فترة آرامية حيث نرى إنصهار الشعوب القديمة ضمن الآراميين و إطلاق تسمية " بيت آراماي" على بلاد اكاد و بلاد بابل فيما بعد .

ثانيا - ما معني تسمية آرام ؟

ذكر المفكر لحدو " آرام، لفظة سريانية تعني روم- اي المرتفع، وباللغة العربية تعني ورم – اي إنتفخ، وذلك اشارة الى علو مكانة الآراميين، وسموّ منزلتهم ، نسبة الى تقدمهم الحضاري، الذي احرزوه، بانتشار لغتهم وآدابهم وعلومهم وتجارتهم واكتشافاتهم."

لقد إنتشرت هذه النظرية في بداية القرن العشرين و يظهر أن الأب الباحث البير ابونا يؤمن بها اي ان التسمية الآرامية تعني الأراضي المرتفعة .

 إن كلمة " أرع" غير موجودة في النصوص الآرامية القديمة بين 1000 و 500 سنة قبل الميلاد .

 البرهان القاطع موجود في نصوص سفيرة الآرامية ففي النص الأول السطر 25 و 26 (راجع كتاب الآراميون صفحة 95 للدكتور علي ابو عساف ) النص الآرامي يستخدم " أرق " ليعني بها الأرض و ليس " أرع ".

إن الكلمة الآرامية السريانية " أرع" أصبحت في عهد الفرس تعني الأرض و ليس في تاريخ الآراميين القديم. إن التسمية الآرامية لا تعني الآراضي المرتفعة و لا تشير الى رفعة مكانتهم و حضارتهم كما يؤكد الكاتب .

نحن نعتقد أن التسمية الآرامية - كما يؤكد إدوارد ليبنسكي- تعني الغزلان لأن إسمها قريب من " ريم " أي الغزال .

ثالثا - موطن الآراميين

إن المفكر لحدو قد نشر معلومات مهمة عن تاريخ الآراميين القديم و لكنه يستخدم تعبير " الهجرة" متأثرا بكتابات بعض العلماء .

 و هذا التعبير " هجرة" قد يوحي للقارئ أن الآراميين قد هاجروا من مناطق بعيدة مما دفع عدد من الباحثين في نشر نظرياتهم حول موطن الآراميين .

 بعض العروبيين يدعون - بدون براهين - أن الآراميين قد هاجروا من الجزيرة العربية و بالتالي هم من العرب الدامى.

 النصوص الأكادية المكتشفة في مدينة ماري على الفرات تثبت لنا تواجد قبائل السوتو و الأحلامو في بادية سوريا و ليس في الصحراء العربية .

 السريان أحفاد الآراميين هم سكان سوريا الأصيلون و هم أقدم شعب لا يزال يعيش على أرض أجداده التاريخية .

ملاحظة مهمة:

كتب المفكر لحدو " في العام 1100 ق.م. بلغت الفتوحات الآرامية أشدها، مغتنمين فرصة ضعف الآشوريين، وتقهقر النفوذ المصري، فطردوا الاموريين والحوريين والحثيين وانشأوا كيانهم السياسي،" تحتوي هذه الجملة على بعض العبارات غير الدقيقة.

أ - لقد إنتشرت الممالك الآرامية في بيت نهرين الجزيرة و في سوريا أي في مناطق كانت تحت النفوذ الحثي في الشمال و المصري في الجنوب .

ب - بلاد أشور لم تكن تلعب دورا كبيرا في هذه الفترة و تعرضت مدنهم الى غزوات القبائل الآرامية .

ج - الآراميون لم يطردوا الشعوب التي كانت متواجدة قبلهم و لكنهم " صهروا" تلك الشعوب القديمة و زالت من التاريخ .

 لقد حافظ الحثيون على تواجدهم في بعض الجيوب أشهرها كركميش و حماة و لكن هذه المناطق ستنصهر في أواخر القرن الثامن ق.م

رابعا - التسمية السريانية و علاقتها مع التسمية الآرامية

كتب المفكر لحدو تحت عنوان " التسمية السريانية تحلّ مكان التسمية الآرامية" بدأت التسمية السريانية، تحلّ مكان التسمية الآرامية، منذ ظهور الديانة المسيحية، في مهدها الاول اورشليم، التي كانت اول من ردّد صوت الانجيل المقدس، ودُعيت ام الكنائس المسيحية، ثم امتدتّ الى انطاكية، عاصمة الشرق آنذاك. والمقرّ القديم للموك الآراميين، وكان ذلك في عام 36 م.

وفي انطاكية ظهرت لفظة (سريان) و (سرياينين) مرادفة للتسمية المسيحية.

ثم امتدت الى بلاد سوريا، وبلغت (الرها) (اوديسا) عاصمة الملوك الاباجرة الآراميين، ثم شملت كل الشعوب الآرامية، سواء كانوا في مابين النهرين، أو سوريا او نينوى وبابل، أو فارس والهند والصين حتى أقصي الشرق. حتى أن الرُسُل وتلاميذ السيد المسيح كانوا سرياناً من سورية المنسوبة الى سوروس، فكان كل من يقبل على تعاليمهم ويتنصّر، يستبدل اسمه الآرامي الوثني، بالسرياني المسيحي."

أ - التسمية السريانية لم تحل بدل التسمية الآرامية و لكنها أصبحت تسمية " مرادفة لها" . و قد شرحنا مرارا أن أجدادنا لم يتخلوا عن تسميتهم الآرامية .

ب - التسمية السريانية لم تطلق على الآراميين المسيحيين و لم تكن التسمية السريانية تعني المسيحي و من المؤسف من المفكر لحدو لم يتعمق في البراهين التي نشرناها في مجلة آرام .

ج - إن مدينة إنطاكيا كانت عاصمة الشرق القديم و لكنها لم تكن مقرا للملوك الآراميين في تاريخهمالقديم .

 لقد كان للآراميين عواصم عديدة أشهرها مدينة دمشق و حماة و لكن إنطاكيا لم تكن عاصمة آرامية و لم يحكمها ملك آرامي و إن كانت بعض المصادر السريانية قد أوردت ذلك . نحن لسنا بحاجة الى تاريخ خرافي و لكن الى تاريخ علمي موثق .

د - كتب المفكر لحدو " وفي انطاكية ظهرت لفظة )سريان) و (سرياينين) مرادفة للتسمية المسيحية."

نظرية غير صحيحة و من المؤسف لا تزال منتشرة بين المفكرين الآراميين .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها