|
هل التسمية السريانية تشير الى شعب تاريخي واحد أم الى عدة
شعوب؟
إذا
كنا فعلا أصيلين علينا أن نقبل بهوية أجدادنا إن كانت سومرية أو
أكادية
أو عمورية أو أشورية أو ميتنية أو كنعانية أو كاشية أو فارسية.
المشكلة
هي
أن أجدادنا و علمائنا كانوا - دائما - يفتخرون بهويتهم الآرامية
!
اليوم
لا يوجد أي سرياني يؤمن أو يدعي بهوية أكادية أم حثية أم
ميتنية
و لكن هنالك بعض السريان صاروا - منذ بداية القرن العشرين
-
يؤمنون
بطروحات تاريخية تدعي أننا ننتمي الى الأشوريين أو الفينيقيين
أو
العرب
!
هذه
الطروحات قد تحولت الى إيديولوجيات تقسم أمتنا حاليا و تعمل
الى
زرع الشك في مصداقية مصادرنا السريانية.
أولا - إنتشار الآراميين في الشرق
.
أ
- متى إنتشر الآراميون ؟
ب -
تحول السلطة من عشائر صغيرة الى ممالك مستقرة
.
ج -
مقاومة الآراميين ضد الهجومات الأشورية : الملك آحوني
!
د -
نتائج سياسة السبي الأشورية: إنصهار بقايا الأشوريين في بلاد أشور نفسها
.
ثانيا - ترادف التسميتين الآرامية و السريانية
.
أ
-
سلوقس
" ملك سوريا
SYRIA
"
حوالي
سنة ٣٠٤ ق٠م
ب -
الترجمة السبعينية لأسفار التوراة
.
ج
-
هويتنا
الآرامية عند الآباء و الاجداد السريان من ٣٠٠ الى١٣٠٠ ب.م.
قال
مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) (1)
”هذا
الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند
السريان“
ܡܪܝ
ܝܥܩܘܒ
ܕܣܪܘܓ
(ܫܘܢܝܗ
ܫܢܬ
521)
(1)ܗܢܐ
ܕܗܘܐ
ܟܠܝܠܐ
ܠܟܠܗ̇
ܐܪܡܝܘܬܐ....
ܗܢܐ
ܕܗܘܐ
ܪܗܝܛܪܐ
ܪܒܐ
ܒܝܬ
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
*
ورد في
احدى كتابات مار فيلوكسينوس المنبجي (توفي 523م) (2)
”ان
تعبير، اختلاط، يوجد في معظم كتب ابائنا ان كان عند الأراميين او عند
اليونان“
*
يؤكد
مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن) (3)
”وهكذا
عندنا نحن الأراميون اي السريان“
ܡܪܝ
ܝܥܩܘܒ
ܕܐܘܪܗܝ
(ܫܘܢܝܗ
ܫܢܬ
708)
(2)ܗܘ
ܗܟܘܬ
ܐܦ
ܚܢܢ
ܐܪ̈ܡܝܐ
ܐܘܟܝܬ
ܣܘܪ̈ܝܝܐ
* كتب
ابن العبري (القرن الثالث عشر) (7)
”لم
يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“
ܡܪܝ
ܓܪܓܘܪܝܘܣ
ܝܘܚܢܢ
ܒܪ
ܥܒܪܝܐ
(ܫܘܢܝܗ
ܫܢܬ
1286)
(5)ܠܐ
ܨܒܝܢ
ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ
ܕܢܬܚܠܛܘܢ
ܥܡ
ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ
ثالثا - هل صحيح أن التسمية السريانية قد أطلقت على " الآراميين
"
الذين
دخلوا الديانة المسيحية ؟
أ
- نظرية كاترمير
:
ان
العالم الفرنسي
QUATREMERE
هو اول
من ربط بين التسمية السريانية و دخول اجدادنا الاراميين الديانة المسيحية و
ذلك في كتابه عن الانباط
NABATEENS
وقد
نشر سنة 1831م.
كتب
QUATREMERE في
الصفحة 95 :" هذا الشعب الارامي تعود فيما بعد ان يسمي نفسه بهذا الاسم
سريان بينما كان الواجب يحتم عليه ان يرفض هذا الاسم لانه غريب عليه، هذا
الشعب
LES
SYRIENS رضي
ان يتخلى عن اسمه الحقيقيLES
ARAMEENS و
يرميه في عالم النسيان، الاسم الذي حمله اجداده منذ زمن بعيد..."
ثم
يكمل
QUATREMERE و
يكتب
:
" كيف
نستطيع اذن، ان نفسر دخول التسمية، سوريا و سريان على الشعوب التي سكنت
المناطق الواقعة ما وراء نهر الفرات ؟
اذا لم
اكن مخطئا، هو بسبب الديانة المسيحية، اذ ان لغة الانجيل كانت يونانية،
فاقتنع الاراميون بانه يجب من كل النواحي ان يصيروا شعبا جديدا، و ان
يتخلوا عن اسمهم القديم.
هذه
العلاقة اي التخلي عن الاسم الارامي القديم مبرهنة اذا لم اكن مخطئا بحدث
اعتقد انه مهم، في اللغة السريانية لفظة ارامي
ARMOYE
و
التي لا تختلف عن الاسم القديم اورومي
OROMOYE
الا
بحركة واحدة، تعني و ثني و عابد اوثان. هكذا دخلت التسمية السريانية على
الاراميين.."
ب
-
هل
تخلى اجدادنا عن إسمهم الآرامي ؟
ذكر
المطران
أقليمس
يوسف داود في مقدمة قاموسه الشهير"
اللمعة
الشهية في نحو اللغة السريانية
" صفحة
١٣
"ثم
لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم
السريانيين تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما
للملة بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور و
اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني ... للملة بل
للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني".
ج -
بعض السريان يستغلون هذه النظرية لترسيخ إيديولوجياتهم الأشورية المزيفة
....
رابعا - هل نتمسك بمصادرنا أم بمفاهيم بعض السريان الخاطئة ؟
أ - هل
إسمنا السرياني "
ܣܘܪܝܝܐ
"
أصله
"
ܐ̱ܣܘܪܝܝܐ"؟
ب - هل
سكان سوريا القديمة يتحدرون من الأشوريين ؟
ج - هل
يتحدر السريان من الشعوب القديمة ( المنقرضة ) و في هذه الحال لما لم يفتخر
بها أجدادنا ؟
د - هل
قدم أمتنا السريانية يعود الى إنتشار الديانة المسيحية ؟
الخاتمة
أ -
العودة الى جذورنا الحقيقية يجب أن يعتمد على تاريخنا الأكاديمي و
ليس التاريخ المسيس الذي يهدف في أغلب الأحيان الى نكران هويتنا السريانية
الآرامية
.
ب -
التاريخ الأكاديمي يؤكد أن جميع مسيحيي الشرق يتحدرون من السريان الآراميين
فلما لا نستخدم هذا التاريخ العلمي كوسيلة لوحدتنا ؟
ج - لا
أحد معصوم عن الخطأ : بعض رجال الدين يؤمنون بطروحات عربية و أشورية و
فينيقية مزيفة لهوية أجدادهم. للأسف لا يتابعون
ما
ينشر حول تاريخ أجدادنا و لا يزالون يرددون مفاهيمهم المزيفة.
ليتهم
يتواضعون و يتعلمون من تاريخ و نضال قداسة البطريرك أفرام برصوم
!
د -
ساعدوا الأحزاب و المواقع و الجمعيات التي تدافع عن هوية أجدادكم الآراميين
!
 |
