عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء: منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الهوية الآرامية                            

هويتنا السريانية بين خيال الشاعر و نزاهة المؤرخ !

090116

من هو "الشاعر" نينوس آحو ؟

لست مطلعا كثيرا على قصائد الشعراء السريان ، و لكن لفت إنتباهي تعليق أحد الإخوة في موقع السرياني الحر عنوانه "من هو "الشاعر" نينوس آحو ؟"

تجدونه على هذا الرابط

http://www.freesuryoyo.org/index.php?option=com_content&task=view&id=1620&Itemid=2

لا شك أن للشعراء السريان دور كبير في حث شبابنا للعمل من أجل الحفاظ على هويتنا التاريخية الحقيقية . السؤال الذي يطرح هو هل يحق للشاعر أن يحدد هوية السريان بدون أن يكون مطلعا على تاريخهم و تراثهم ؟

أولا - الهوية السريانية في تاريخنا الحديث إنتشر الفكر القومي بعد حروب الإسكندر في أوروبا ، و كان نابليون بونابرت قد عمم مفاهيم الثورة الفرنسية في أوروبا و لم تعد شعوب أوروبا تنتمي الى ملوكها ولكنالى الأمة التي تنتمي إليها . في القرون الوسطى كان قسما من مقاطعات فرنسا الغربية تدين بالولاء الى ملك بريطانيا و بالتالي كانوا يحاربون في الجيش البريطاني ضد إخوانهم الفرنسيين .

يقظة القوميات في أوروبا كان في أواسط القرن التاسع عشر ولم ينتشر في شرقنا إلا بين أوساط المثقفين الأرمن في نهاية القرن التاسع عشر . لقد تحول " الإنتماء الطائفي " عند إخوتنا الأرمن الى " إنتماء قومي" خاصة بعد تعرضهم للمذابح في أواخر القرن التاسع عشر و "حرب الإبادة " خلال الحرب الكونية الأولى .

بدأ الفكر القومي يسري بين بعض الأوساط السريانية التي تعيش بالقرب من إخوتنا الأرمن :

أمد ، أورهاي ، ماردين ، مديات و غيرها وإنتشرت بعض الجرائد التي تدعو الى وحدة السريان القومية و لكن للأسف الشديد لم يبن الرعيل الأول من القوميين السريان طروحاتهم على معلومات صحيحة فخلطوا بين السريان و الاشوريين . لقد ترك لنا المفكر نعوم فائق قصائد و كتب عديدة فتارة يدعو لغتنا اللغة الآرامية و طورا يدعوها اللغة الاشورية و صارت هويتنا السريانية/الآرامية ضحية لمفاهيمهم الخاطئة .

يجدر بنا أن نذكر أن الفكر القومي لم ينتشر بقوة بين السريان و ظل الإنتماء الطائفي هو الغالب حتى بداية السبعينات من القرن العشرين . يعود إنتشار الفكر القومي الاشوري بين إخوتنا من السريان النساطرة لأسباب عديدة أهمها تجمعهم حول بطريركهم في مناطق منعزلة ( جبال حكاري ) و دورهم خلال الحرب الكونية الأولى حيث إستخدمهم الإنكليز في محاربة السلطنة العثمانية و ما تبعها من تشتيتهم .

 أخيرا وجود أحزاب اشورية عديدة تناضل سياسيا و تطالب بإقامة دولة أشورية في العراق .

أخيرا بدأت بعض الأحزاب و الشخصيات السريانية الغربية تعمل منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي من أجل نشر الفكر الاشوري بين السريان متذرعين بحجج واهية مثل التسمية السريانية مشتقة من التسمية الاشورية أو الإنتماء السرياني هو مذهبي أما الإنتماء الاشوري فهو قومي أو أن التسمية الاشورية هي تسمية موحدة لكل المسيحيين في الشرق أو أن للتسمية الاشورية حسنات لأنها مذكورة في تقارير عصبة الامم و غيرها من الأفكار البعيدة عن هويتنا السريانية/ الآرامية .

لقد تصدى بعض رجال الدين لمحاولات تزوير الهوية السريانية الآرامية)  قداسة البطريرك افرام برصوم ، المطران جيجك رحمهما الله( كذلك عمدت بعض المجلات السريانية مثل بهرو سوريويو و شوشوتو و مجلة آرام الى نشر الفكر القومي الآرامي الصحيح بين أوساط المثقفين السريان فإنتشرت بعض الأحزاب و المؤساسات الآرامية خاصة في أوروبا .

تتجاذب اليوم عدة تيارات فكرية الشعب السرياني

- التيار الطائفي الذي لا يزال يخلط بين الإنتماء المذهبي و الإنتماء القومي.

- التيار القومي الاشوري و هو الأسبق في العمل القومي ولكنه أسير الأخطاء التاريخية المتوارثة .

- التيار القومي الآرامي و هو الأصدق لأنه يطالب بالعودة الى الجذور لتنقية تاريخنا من المفاهيم الخاطئة.

- التيار المستعرب اللذي يؤمن بالعروبة و بعض الأحيان يدعي بجذور عربية صافية .

- التيار المتقلب شعاره المصلحة السياسية و هو من أخطر هذه التيارات لأنه في بعض الأحيان يدعي بالهوية السريانية و لكنه لا يعمل شيئا من أجل إحيائها و شعاره " إذا حشرنا نتسرين "

ثانيا - لما بدل الشاعر عبد المسيح إسمه الى نينوس ؟

كتب السيد آدم يعقوب " ان كل ما حصلنا عليه من معلومات صحيحة عن هذا "الشاعرالمجهول" هو انه قام بتبديل اسمه من عبدالمسيح الى نينوس ربما لعقدة يعاني منها، رغم جمال اسم "عبدالمسيح" وعظمة معناه." إنني لا أعرف شيئا عن الشاعر نينوس ، و لا أعرف ما هي الأسباب التي دفعته الى تبديل إسمه ، و لكنني أكيد من شيئ واحد و هو أن تبديل إسمه الى نينوس لا يعني أنه بدل هويته من سريانية الى اشورية !

 لذلك إنني أوافق السيد آدم يعقوب بأن شاعرنا يعاني من عقدة أو مشكلة لأنه ضحية المفاهيم الخاطئةالتي كانت منتشرة بين السريان في أواسط الخمسينات من القرن العشرين لأن المثقف السرياني كان ضائعا بين الإنتماء الطائفي الضيق وبين الإنتماء العروبي اللذي يمحي هويتنا السريانية و أخيرا الإنتماء القومي الاشوري اللذي ينادي بوحدة الشعب السرياني !

لقد إنخدع عدد كبير من السريان بالفكر الاشوري في العقود الأخيرة ولكن تحجر الفكر الاشوري اللذي يحاول بكل الوسائل الدفاع عن طروحاته المبنية على معلومات تاريخية خاطئة سوف يوقظ الغيورين السريان.

الشاعر نينوس يعتقد أن السريان ينتمون الى الشعب الاشوري و يعمد الى تبديل إسمه من عبد المسيح الى نينوس مما يدفعنا الى طرح السؤال التالي :

- هل قام الشاعر نينوس آحو بأبحاث تاريخية حول هوية السريان التاريخية ؟

- هل قام الشاعر نينوس آحو بالتدقيق في طروحات الفكر الاشوري التاريخية ؟

- أخيرا هل يستطيع الشاعر نينوس آحو أن يفرق بين التاريخ العلمي و التاريخ المسيس ؟

- هل يعلم الشاعر نينوس آحو أن أجدادنا السريان قد إفتخروا بجذورهم الآرامية و المصادر السريانية مليئة بالبراهين ؟

ثالثا - ملاحظات لا بد منها

أ - لقد علمت أن الشاعر نينوس آحو كان مريضا فإنني أتمنى له الشفاء . أرجو منه و من كل شاعر سرياني أن يلتزموا التاريخ الأكاديمي اللذي يبحث عن الحقائق و ليس الأهداف السياسية .

ب - يجب أن نفرق بين العربي و العروبي : الأول يبحث عن حضارته و يدافع عن تراثه الحقيقي أما العروبي فهو ينهب تاريخ و حضارات الشعوب القديمة مثل الأقباط و السريان و يحاول في أكثر الأحيان فرض العروبة .

ج - لا يوجد أي ملك أشوري في التاريخ القديم إسمه نينوس ! هذا إسم مأخوذ من الرويات الأسطورية اليونانية حول الاشوريين .

د - من المؤسف للشاعر نينوس أن إسمه العائلي " آحو " لهو إسم آرامي شهير ، قد يكون يعني الأخ في لغتنا السريانية و لكنه إسم أحد ملوك بيت عديني على نهر الفرات اللذي إشتهر بصموده ضد الاشوريين.

ه - إن السيد آدم يعقوب يوجه بعض الأسئلة الى الشاعر اسحاق قومي و ليس صومي ، نتمنى على شاعرنا الموقر أن يرد عليها و إن أمكن على سؤالي البسيط : هل يحق للشاعر أن يفرض مفهومه للهوية السريانية بدون العودة الى التاريخ الأكاديمي ؟

و - كتب آدم يعقوب " بينما عبدالمسيح المدعو نينوس ليس بشاعر ابدا وتقام له دعاية طويلة وعريضة، لماذا؟"

للأسف الشديد كل سرياني منخدع بالفكر الاشوري يصبح بطلا قوميا أما إذا كتب بضعة قصائد فهو شاعر مرموق . لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن كل كاتب أو مفكر (طبيب ، عالم إجتماع ، د. في الآداب (يدافع عن الفكر الاشوري يتحول الى باحث و مؤرخ !

أما من درس علم التاريخ و تخصص في تاريخ السريان فهو عميل للأكراد !

في النهاية لا يهمني إذا كان الأخ نينوس/ عبد المسيح شاعرا أم لا !

المشكلة هي هل يحق للشاعر السرياني أن يحدد هويتنا التاريخية ؟ هل يستطيع الشاعر أن يحقق في المصادر السريانية ؟

هل يتابع الشاعر كل الدراسات و المقالات التي تتعلق بالهوية السريانية ؟

أتمنى من الشاعر إسحق قومي الموقر أن يقدم رأيه في الموضوع خاصة و له دراسات تاريخية قيمة .

ملاحظة أخيرة الى القارئ : لقد عمدت عن قصد بإرتكاب خطأ تاريخي في هذا المقال، إنني أسئل القارئ هل لاحظ ذلك الخطأ ؟

هل يعرف إنني إرتكبت عمدا هذا الخطأ كي أنبه القارئ أننا نقرأ في أكثر الأحيان بدون أن نتحقق !

المؤرخ النزيه يتحقق دائما في المواضيع التي يعالجها .

لقد ذكرت في الفصل الأول " إنتشر الفكر القومي بعد حروب الإسكندر في أوروبا " .

طبعا نابليون بونابرت هو اللذي نشر الفكر القومي بسبب حروبه و توسعاته الجغرافية في أوروبا .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها