عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء: منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الهوية الآرامية                            

هويتنا السريانية بين مفهومي الباحثين أبرهوم نورو و سبستيان بروك

080625

لقد أجرى الأخ ريمون جرجي حوارا شيقا مع د.جورج كيراز رائد الثقافة السريانية بحق و ذلك لغيرته و لعمله في إعادة نشر الكتب القديمة التاريخية و اللغوية حول تاريخ السريان . تجدون هذا اللقاء على هذا الرابط

http://www.qenshrin.com/xmb/viewtopic.php?f=2&t=11845&sid=9c6c16d69060b6c65a6e3c73bf38431c

هذه أول مرة نتعرف عن شخصية د. جورج كيراز عن كثب و المدهش حقا أن أغلب إخوتنا المسيحيين في فلسطين قد إستعربوا و تناسوا جذورهم السريانية، بينما إستطاع أبناء الكنيسة السريانية الأرثودكسية في الحفاظ على جذورهم و هويتهم .

إن إطلاق د. جورج كيراز على طفليه أسماء سريانية تدل على مدى تعلق هذا الإنسان بتراثه السرياني العريق. أما إسم طفله – الله يحفظه - "كينورو سباستيان" فهو يدل أيضا على مدى تقدير و حب د. كيراز للعالم سبستيان بروك!

لقد ذكر د.كيراز في هذا اللقاء " هناك أموراً لو استمر النقاش فيها لمئات السنين فلن يتم الوصول إلى أية نتيجة كالتسميات مثلاً كما نصح بعدم الاهتمام بالقشور والتركيز على المواضيع الأساسية" طبعا د. كيراز يشجع المواقع السريانية العديدة التي أصبحت " صلة وصل " بين كل السريان في العالم .

و نحن نؤيده أن بعض النقاشات و الهوية السريانية لا يستطيع " كل مثقف سرياني " الخوض فيها بدون العودة الى المصادر ( السريانية ) و المراجع )العلمية(. لقد علق أحد الإخوة في موقع قنشرين أن أصل السريان هو فارسي !

إن " هوية السريان " اليوم هي نفس " الهوية " التي دافع عنها أجدادنا ، و علينا أن نتأكد في المصادر و النصوص السريانية العديدة و الواضحة التي تؤكد إن السريان المشارقة و المغاربة لم يتنكروا لجذورهم الآرامية و حافظوا على إسمهم الآرامي المرادف للتسمية السريانية.

 هوية السريان لا يقررها أي فكر حزبي (مهما كان يدعي بالقومية و المصداقية في نضاله ) و ليست هوية السريان " أسيرة " مفهوم أحد رجال الدين (مهما علت رتبته الدينية).  الهوية السريانية التاريخية مربوطة مباشرة بالمصادر السريانية و ليس بالمفاهيم الخاطئة غير المبنية لا على المصادر ولا على المراجع العلمية .

أولا - الهوية السريانية عند البرفسور سبستيان بروك

ذكر د. كيراز عن البرفسور بروك " أما عن روائع سباستيان بروك فمنها The Hidden Pearl والتي تعتبر موسوعة للتراث السرياني باللغة الانكليزية، كما كتب كتباً سريانية لغير الأكاديميين فعرف بها اللغة السريانية والتراث السرياني على العالم، كما كتب بحدود 300 مقال منشور عن السريانية. "

لقد إطلعت على كتاب The Hidden Pearl و عنوانه الكامل The Syriac Orthodox Church and Its Aramaic Heritage

و إعتقدت أن الهوية السريانية الحقيقية أي الآرامية قد ظهرت و توضحت إلى أصحاب النظريات غير العلمية (مرة السريان أشوريون و مرة ثانية السريان عرب و المرة الثالثة قد تكون السريان حثيون ! (.

و لا زلنا نرى بعض إخوتنا السريان الضائعين يدعون أن حضارتنا هي أشورية. البرفسور بروك مشهور ليس فقط بالكمية من الدراسات و لكن بالنوعية أيضا لأن دراساته حول التراث السرياني و اللغة السريانية المبرهنة بالمصادر السريانية سوف تبقى مراجع علمية للأجيال القادمة.

 البرفسور بروك هو مؤرخ نزيه و أمين للمصادر السريانية فهو يستخدم تعبير " السريان المشارقة " عندما يكتب عن الكنيسة السريانية الشرقية (الكلدانية و الأشورية اليوم ) و هذا ظاهر في كتابThe Hidden Pearl أو مقالاته العديدة، ففي بحثه عن الشعر POETRY المنشور في Sources Syriaques العدد الأول 2005 صفحة 337 يستخدم تعبير East Syriac بمعنى سرياني شرقي أي كما كان و لا يزال إخوتنا السريان المشارقة يعرفون عن هويتهم "سورايا.

ثانيا - الهوية السريانية عند ملفونو أبرهوم نورو .

ذكر د. كيراز عن ملفونو نورو" الملفونو ابروهوم نورو إنسان ضحى حياته وعمله لأجل السريانية ولديه ولع كبير في التراث السرياني غير موجود لدى الغالبية وقد أضاف كلمات جديدة إلى اللغة السريانية المعاصرة حتى تواكب التطورات الحالية، وأنا أتواصل معه باستمرار، وكثيراً ما نستعمل كلمات ومصطلحات سريانية يعود الفضل فيها إلى الملفونو ابروهوم. "

نحن نوافق د.كيراز على تضحيات الملفونو نورو و نقدر كل ما قدم من أجل إحياء اللغة السريانية و لكن المشكلة مع الملفونو نورو أنه لم يكن " أمينا " للتراث السرياني و الهوية السريانية الآرامية .

بالرغم من إطلاع أبرهوم نورو على النصوص السريانية التي تؤكد إنتماء السريان المشارقة و المغاربة إلى الآراميين فهو كان يحاول إقناع السريان بإنتمائهم الى " الأشوريين " مستشهدا بالملحق الموجود في تاريخ ميخائيل الكبير .

مع أنه ورد في هذا الملحق " بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي أُقيمت في القديم , بفضل أمتنا الآرامية , أي أبناء آرام , الذين أطلقت عليهم تسمية سريان " أو " سكان سوريان

21-CHABOT , J.B., La chronique Syriaque de Michel le Syrien , T-3 , P.442 .

فإن الملفونو أبرهوم نورو كان يعتقد أن السريان ينتمون إلى الآراميين و الى الأشوريين .

مهما كانت الأسباب التي دفعته الى العمل من أجل" وحدة " السريان ، فإنه سمح ، السكوت شيطان أخرس ، لإخوتنا السريان المشارقة بالإدعاء بأنهم " يتكلمون اللغة الأشورية " و اليوم بدأ بعض إخوتنا من الكلدان يدعون - بدورهم - أنهم يتكلمون " اللغة الكلدانية " .

 نعم لا أحد ينكر فضل الملفونو أبرهوم نورو في إيجاد لفظات سريانية جديدة خاصة و أنه إبن الرها و أبناء الرها قد نسوا لغتهم الأم السريانية منذ قرون عديدة و كانوا يتكلمون اللغة الأرمنية باللهجة الأورفلية .

لقد أجاد الملفونو نورو في هذا الحقل و لكنه " فشل " في الدفاع عن إسم اللغة السريانية و نحن نعتبره مسؤولا بحكم إطلاعه و علاقاته مع رجال الكنيسة أو مشاركاته في المؤتمرات السياسية و العلمية.

 أن إعتقاده أن السريان " قد\" يكون متحدرين من الاشوريين و من الآراميين سوف يسمح أن ينتشر بين السريان ذلك الإعتقاد الخاطئ أن " السريان هم مزيج من شعوب قديمة " و هذه الفكرة لا تزال تتردد على ألسنة بعض المسؤولين السريان في البرامج التليفيزيون في القرن الواحد و العشرين !

 الإعتقاد الخاطئ ( بدون براهين ) أن السريان هم خليط من شعوب قديمة تفرغ التسمية السريانية من هويتها الآرامية و تقسم العائلات السريانية فهذا سرياني عربي و ذاك سرياني آرامي، اليوم أنا أشوري و غدا حسب الظروف.

ثالثا - "غسيلنا الوسخ "!

يقول د . كيراز " هناك أموراً لو استمر النقاش فيها لمئات السنين فلن يتم الوصول إلى أية نتيجة كالتسميات مثلا ".

إنني لا أوافق رأي د.كيراز لأن التسمية أي الهوية هي أمر أساسي في حياة الشعوب ، و التسمية عند كل الشعوب تعتمد على المصادر .

 إذا كان بعض إخوتنا من السريان المشارقة يؤمنون اليوم بأنهم يتحدرون من الشعب الأشوري فإنهم لا يحق لهم تاريخيا و أكاديميا أن يحولوا الشعب السرياني إلى شعب أشوري و لغتنا السريانية الى لغة أشورية و حضارتنا الآرامية الى حضارة أشورية .

التسمية و الهوية السريانية لها إرتباطات تاريخية و جغرافية لا يحق لأي فكر قومي أو طرح سياسي أن يتلاعب بمفاهيم التسمية السريانية.

قد يكون د.كيراز قد إستخدم تعبير " الغسيل الوسخ " ليدل عن المشكلات الداخلية في الكنيسة السريانية الأورثودكسية .

 إن دفاع بعض المتخصصين في تاريخ السريان عن هوية السريان و إسم اللغة السريانية لا نعتبره " غسيلا وسخا " و لكنه واجب حضاري لوقف حملات التزوير و التعريب في تاريخ أمتنا السريانية الآرامية .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها