متى سيفهم المسيحي المشرقي أن
لغته الأم هي السريانية؟
لقد سألني بعض الإخوة عن الليتورجيا التي كانت
سائدة في بطريركية إنطاكيا:
هل كانت باللغة السريانية أم اليونانية؟
اليوم أغلبية ساحقة من مسيحيي شرقنا يصلون
باللغة العربية ربما
لأن بعض رجال الدين قد ظنوا أن تعريب الصلاوات
يساعد المسيحي
المؤمن أن يتقرب أكثر من الله و يفهم معنى
الصلاوات!
أ - هنالك تقصير واضح من عدد كبير من رجال
الدين الذين صاروا
يؤمنون بتحدرهم من الغساسنة و القبائل العربية
المسيحية فأسرعوا في
تعريب القداس و الليتورجيا و فرضوا على
المؤمنين إدعائهم الخاطئ
بوجود مسيحيين متحدرين من العرب
!
ب - لا أحد ينكر وجود قبائل عربية مسيحية كانت
متواجدة في شبه
الجزيرة العربية و ليس في دمشق أم حمص أم حلب
أم الرها !
جميع
هذه القبائل العربية المسيحية قد أسلمت للتهرب
من دفع الجزية و خاصة
للإستفادة من المغانم التي حصلت عليها جيوش
المسلمين العرب و التي
إحتلت نصف العالم القديم في أقل من ١٠٠ سنة
!
ج
-
أحد الأباء يدعي بوجود عربي في أورشليم فقط
لأنه وجد أن أعمال
الرسل تذكر العرب ؟
"
كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء
ساكنين في اورشليم.
6 فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيّروا
لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته.
7 فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض أترى
ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين.
8 فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد
فيها.
9 فرتيون وماديون وعيلاميون والساكنون ما بين
النهرين واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا
.
10 وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية التي
نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهود
ودخلاء 11كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون
بألسنتنا بعظائم الله.
"
*إن هذا النص من أعمال الرسل لا يثبت أن العرب
كانوا مستوطنين
في أورشليم و
لكن يثبت أنهم " غرباء " فيها مثلهم مثل
الفرتيين و الميديين و العيلاميين ... السؤال
هو لو ظل الفرس مستولين على فلسطين فهل هذا
النص هو برهان على إستيطانهم فيها ؟
*
إن التسمية العربية في هذا النص لا تشير الى "
العرب الحقيقيين
"
سكان شبه الجزيرة العربية و لكن في أغلب الظن
الى الأنباط الآراميين
سكان منطقة
شرقي الأردن التي أطلق عليها الرومان التسمية
الإدارية"
العربية
" !
*للأسف رجال الدين يفسرون تاريخ شرقنا من خلال
مطالعاتهم للإنجيل
و أسفار
التوراة أكثر من إطلاعهم على المصادر القديمة
!
د - إن لغة التبشير كانت اللغة السريانية
الآرامية و هنالك إعتقاد بأن
جميع
الأناجيل قد دونت باللغة السريانية و منها
نقلت الى اللغة اليونانية.
و هذا واضح من بعض الآيات " طليتا قومي " و"
إيلي إيلي لما شبقتني"
و ليس فقط سيدنا يسوع المسيح قد " نطق "
باللغة الآرامية و لكن جميع
الشعب
اليهودي لأن اليهود منذ القرن الرابع ق٠م
كانوا يتكلمون اللغة
الآرامية و
لا يفهمون العبرية فترجموا أسفار التوراة الى
اللغة الآرامية
!
ه - عندما وقعت أزمة برلين في بداية الستينات
في عهد الرئيس جون
كندي أسرع في
زيارة المدينة و " نطق " باللغة الألمانية
جملته الشهيرة"
أنا (من سكان) برلين " . سيدنا يسوع المسيح لم
ينطق بعض الجمل
في اللغة
الآرامية و لكنه تكلم وتواصل بها طوال حياته
!
و - إن الليتورجيا القديمة في إنطاكيا كانت
باللغة السريانية الآرامية
و لكن في بعض
المدن كانت الليتورجيا هي باللغة اليونانية و
قد شرحت
إفاغريا في
زيارتها للشرق أن بعض الشمامسة يقومون بترجمة
ما يقوله
الكاهن الى
اللغة السريانية لأن أغلب الشعب لا يفهم
اليونانية
!
قسم من السريان الملكيين أي إخوتنا من أبناء
كنيسة الروم اليوم قد
تخلوا في
القرن العاشر أو الحادي عشر عن اللغة
السريانية و إستخدموا
اللغة
اليونانية:
بعض الملاحظات المهمة
*
إن العنصر اليوناني كان قليلا جدا و يكاد
ينحصر في بعض المدن
و في الجنود
البيزنطيين . أكثرية السكان كانوا من
الآراميين في المدن
والأرياف.
*
لا وجود عربي كثيف في سوريا كما كان يردد
المؤرخ أسد رستم
:الغساسنة
كانوا يعيشون في أطراف البادية السورية و في
شرقي الأردن
و لا تواجد
لهم في المدن السورية!
*
قسم كبير من السريان الملكيين ( كنيسة الروم )
قد حافظ على إستخدام
اللغة
الآرامية خاصة في القلمون .
ولا يزال سكان معلولا محافظين على
اللغة
الآرامية في داخل الكنيسة و في بيوتهم فألف
تحية تقدير لهم
.
ز - ألف تحية شكر للراهب
Dayroyo Boulus
على خطه الجميل
و هذه
الأبانا المكتوبة بلغتنا السريانية المقدسة و
من الرائع أن حرف
الشين قد
تحول بفضله الى إشارة الصليب !
أتمنى
من هذه الصورة
ألا تكون "
عليقة " للمفاتيح و لكن مفتاحا لكل مسيحي
مشرقي كي
يتعرف على
اللغة السريانية أي لغة آبائه و أجداده
! |