عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

اللغة الآرامية                                                                           

أهمية المصادر السريانية

إن جميع المصادر ( تقريبا ) التي تتكلم عن الغساسنة هي سريانية و قد أشار الى ذلك الباحث شفيق ابوزيد .

 قبل الحديث عن المصادر , أذكر القارئ الفرق بين المصادر و المراجع :

أ - المراجع هي الكتب التي تتكلم عن مثلا تاريخ الغساسنة و قد تكون دراسات تاريخية علمية ( إذا إعتمدت على مصادر موثوقة ) و قد تكون دراسات غير علمية و مسيسة كما أن تلك المراجع قد تكون حول تاريخ الغساسنة بشكل رئيسي أو تتكلم عنهم بشكل عرضي !

ب - المصادر هي كل ما كتب مثلا حول تاريخ الغساسنة خلال تاريخهم القديم في المخطوطات و الرسائل و حتى القصائد .

و هنا نلاحظ إن عدة مؤرخين سريان قد ذكروا الغساسنة في مصادرهم ...

* الأسقف يوحنا الأفسسي الذي عاش في القرن السادس الميلاد و قد ذكر عنهم أخبارا عديدة يعتبر من المصادر المهمة .

* البطريرك ميخائيل الكبير الذي عاش في القرن الثاني عشر لا يعتبر مصدرا مهما للتأريخ حول الغساسنة لأنه يكتب عنهم بعد ٦٠٠ سنة و هو يعتبر مرجعا تاريخيا لهم .

ج - النقد الداخلي للنص : هو واجب كل باحث موضوعي و هو ما يميز الباحث الأكاديمي من الكاتب الهاوي في كتابة التاريخ . سأنشر نصا من تاريخ الأسقف يوحنا الأفسسي و أعلق عليه كي يفهم القارئ ما هو النقد الداخلي للنص .

من المؤسف هنالك مجموعة من الكتاب السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة لا يعرفون و لا يحترمون منهجية البحث التاريخي فيذكرون نصا يونانيا أو لاتينيا قد أطلق إسم Assyria على بلاد آرام القديمة و يحملون هذا النص مفاهيم تاريخية من إيديولوجيتهم الأشورية الحديثة المزيفة و يستنتجون " أن سكان سوريا كانوا أشوريين " .

د - النص المنشور هو للأسقف يوحنا الأفسسي و هو من كتابه تاريخ الكنيسة المشهور و هو من ثلاثة أجزاء و يعتبر من أهم المصادر لتأريخ

الكنيسة السريانية الأرثودكسية في القرن السادس لأنه عايش تلك الأحداث و كان يعرف أبطالها شخصيا مثل مار يعقوب البرادعي و الملكة تيودورا و بعض أمراء غسان ...

ملاحظة لقبه الأفسسي لا يعني أنه كان من مدينة أفسس لأننا نعرف أنه كان من سريان بيت نهرين الجزيرة و قد ولد قرب مدينة أمد.

لقد قام الشماس بطرس قاشا بترجمة النص السرياني الى اللغة العربية سنة ١٩٧٢ و قد نشر و علق الأب الدكتور سهيل قاشا هذه الترجمة مشكورا سنة ٢٠٠٧ .

ه - أهمية المصادر السريانية :

هذه الصفحة تخبرنا أشياء عديدة عن الغساسنة و علاقتهم مع البزنطيين:

* المصادر السريانية هي التي تخبرنا عن تولي الإمارة عند الأسرة الحاكمة بين الغساسنة . هذه الصفحة تذكر الأمير المنذر بن الحارث الذي كان منفيا من قبل البيزنطيين و إبنه النعمان بن المنذر !

* تعبير " الخلقدونية " مهم جدا لأنه يؤكد لنا إن الإنقسامات التي تمت في الكنيسة كانت بسبب خلافات عقائدية و ليس قومية : بعض مؤرخي الإمبراطورية البيزنطية قد رددوا في القرن العشرين " أن السريان و الأرمن و الأقباط كانوا يكرهون اليونانيين فإنفصلوا عنهم " .

هذا النص السرياني يؤكد لنا أن الخلافات كانت عقائدية و أن الشعب السرياني قد إنقسم على نفسه بين مؤيد لمجمع خلقيدونيا و مناهض ضده !

* لقد ذكر لنا المطران يوحنا ما قاله الأمير نعمان " أن كل القبائل العربية تدين بالمذهب الأرثودكسي , فإذا تقربت الى الخلقدونيين قتلوني". طبعا على الباحث النزيه ألا يفهم بالمطلق "أن كل القبائل العربية تدين بالمذهب الأرثودكسي" لأن النص يتحدث عن القبائل العربية التي عرفت بالغساسنة و التي كانت تعيش في البادية شرقي الأردن.

هذا النص لا يعني أن جميع القبائل العربية كانت مسيحية في القرن السادس الميلادي !

و طبعا هذا النص لا يؤكد أن سكان سوريا كانوا من العرب !

لأن المصادر السريانية تؤكد لنا أن الغساسنة لم يسكنوا في سوريا التاريخية و لا في مدنها المعروفة .

و - ما الفرق بين المصادر السريانية و معرفتنا الحالية عن الغساسنة ؟

الأديب جرجي زيدان قد ألف سلسلة روايات تاريخ الإسلام و منها روايته" فتاة غسان " . لقد إطلعت على جميع روايات جرجي زيدان و براحة لم أعد أتذكر ما يذكره في قصة " فتاة غسان " و لكنني أعرف جيدا المفاهيم الحالية المنتشرة بين القراء حول الغساسنة مثلا:

* إنهم ملوك سوريا ؟ في الحقيقة إنهم أمراء كانوا يعيشون في شرقي الأردن و كانت مهمتهم مراقبة البادية . لم يكونوا ملوكا و لم تكن لهم أية سلطة في سوريا .

*إنهم كانوا يشكلون أكثرية سكانية في سوريا و بالتالي بعض سكان سوريا المسيحيين يتحدرون منهم ؟ لم يستوطن الغساسنة في أية مدينة سورية و عددهم كان ضئيلا جدا بالنسبة الى السريان سكان سوريا في القرن السادس الميلادي : أهميتهم لم تكن في عددهم و لكن في المهمة التي أوكلت لهم و هي مراقبة و الدفاع عن حدود ولاية الشرق من جهة البادية !

هذه القبائل العربية قد دخلت الإسلام بعد الفتوحات العربية الباهرة ... المصادر السريانية لم تعد تذكرهم بعد الإسلام و طبعا لا يوجد اليوم مسيحيين متحدريين من القبائل العربية و لكن سريان مسيحيين

يعيشون منذ مئات السنين في مواطنهم و لكنهم - عن جهل - يدعون بجذور عربية غير صحيحة !

*أخيرا إن بعض السريان يدعون أن الغساسنة كانوا سريانا ربما لأن رجال الدين السريان كانوا يتوهمون أن كل " مناهض لمجمع خلقيدونيا "هو منتمي الى الكنيسة السريانية و بالتالي هو " سرياني "! و هكذا البطريرك العظيم سويريوس يصبح سريانيا في نظر البعض و الملكة تيودورا اليونانية هي أيضا تصبح من جذور سريانية ...

النص السرياني واضح جدا الغساسنة هم قبائل عربية و ليس سريانية !

يتبع

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها