همية الكتابات الأكادية في الكشف عن تاريخ
الآراميين
١
-
السنة الماضية ٢٠١٩ جرى في متحف اللوفر
معرضا للإثارات
الآرامية و الحثية .
لقد زرت المعرض مرتين و أخذت عددا كبيرا من
الصور للآثارات الآرامية المشهورة .
و قد نشرت هاتين الصورتين لأن
الباحث
Dr. Mirko Novák
قد ذكر معلومات جديدة حول تاريخ الآراميين في
تل حلف!
٢
-
لقد أكدت في العنوان إن الكتابات المسمارية هي
أكادية طبعا لأن
الأشوريين كانوا يستخدمون هذه الكتابة و كانوا
يسمون لغتهم أكادية.
للأسف رغم إطلاع الدكتور
Dr. Mirko Novák
على تاريخ شرقنا
فهو يستخدم تعبير " اللغة الأشورية " و في
كثير من الأحيان يستشهد
بدراسات لعلماء يستخدمون تعبير اللغة
الأكادية , و هو يردد اللغة
الأشورية أو نصوص أشورية
...
٣
-
لقد أشار الباحث
Dr. Mirko Novák
:
أن الكتابات الأكادية التي تركها لنا ملوك
أشور في بداية القرن التاسع ق٠م أن أبي سلمو
سنة ٨٩٤ ق٠م قد دفع الطاعة لملك أشور.
و هنالك كتابات أكادية تتحدث عن شيخين آراميين
من بيت بخياني أو بحياني .
يؤكد هذا الباحث بوجود
كتابة آرامية قديمة ورد فيها
" zdnt.b'l.zy. bhy[n "
أي الترجمة"
ذدانو من بيت بخياني ". و هذا يؤكد لنا أن
الأسرة الآرامية الحاكمة-
في بداية القرن التاسع ق٠م - هي من بيت
بخياني!
٤
-
لقد ردد العلماء أن الدويلة أو المملكة التي
كانت عاصمتها غوزانا
أن إسمها " بيت بخياني أو بحيان " .
و لكن الباحث
Dr. Mirko Novák
قد أشار الى أن الملك كبارا هو ابن حديانو و
لا يذكر اسم
بخيان .
و هذا يعني أن جد الملك كبارا قد إغتصب الملك
أو أن أسرة
بخيان لم يكن فيها وريث
.
٥-
هنالك كتابات آرامية يذكر فيها الملك كبارا
بأنه قام بإنجازات كبيرة
لم يقم بها أبوه و جده
:
*
يعتقد بعض العلماء بأن
الآراميين في ايام والد و جد كبارا كانوا
يعيشون كبدو يتنقلون من مكان الى آخر.
الباحثة اللبنانية هيلين صادر
قد تحدثت في دراستها المهمة أن الممالك
الآرامية كانت عشائرية بدوية
ثم تمدنت و بدأت تعيش في المدن و القرى.
*
إنني أرجح بأن كبارا يقصد
بإنجازاته هو بناء قصره و تزيينه و هو
من أقدم الفصور الني بنيت بهذا التصميم الذي
أطلق عليه الباحثون"
حيلاني
Hilani ".
٦
-
إن فك رموز الكتابة المسمارية هو نعمة مباركة
للشعب السرياني
الآرامي لأن هذه الكتابات تتحدث عن حروب و
توسعات الملوك الأشوريين و في نفس الوقت تتحدث
عن المقاومة الآرامية الشديدة إن
كان في بيت نهرين ( الجزيرة السورية ) أو بلاد
أكاد ( جنوب و وسط
العراق
.
بفضل الكتابات الآكادية صرنا نعرف بأن النصف
الأول من القرن التاسع ق٠م كانت أسرة بحياني
هي الحاكمة ثم جائت أسرة ثانية
و هي حديانو أو حديان
!
١
-
لقد وجدت هذه القطعة من البسالت بالصدفة في تل
حلف سنة ١٩٩٩
حين كان بعض العمال يحفرون للبناء .
أخذت هذه القطعة الى الحسكة
و هي اليوم موجودة في متحف دير الزور .
بصراحة إنني غير مطلع
إذا تعرض هذا المتحف للنهب أو للتدمير كما حدث
في تدمر.
٢-
الباحث
Wolfgang Röllig
قد كتب دراسة ( أكاديمية ) حول هذه
القطعة و خاصة حول الثلاث أسطر المكتوبة
باللغة الأكادية فألف شكرا
له
.
٣
-
للأسف القسم الأعلى أي رأس هذا الآرامي النبيل
هو مفقود ربما
بسبب عامل الزمن.
و طبعا و إن كانت الكتابة هي أكادية فإن صاحب
هذا التمثال أي
Kammaki
هو آرامي لأن والده كان آراميا مثل أغلبية
سكان بيت نهرين أي الجزيرة السورية
.
٤-
أجرى الباحث
Wolfgang Röllig
عدة دراسات لغوية لمعرفة هل
اسم
Kammaki
هو باللغة الأكادية أم الآرامية؟
و قارن بين وضعية
جلوس
Kammaki
مع بقية القطع الآرامية المكتشفة, خاصة تلك
التي
وجدت في تل حلف.
هذا الباحث يؤكد أن وضعية الجلوس هي آرامية
و هذا مما دفع بعض العلماء الى الإستنتاج بأن
الآراميين في بداية
القرن الثامن ق٠م قد حافظوا على طريقة نقشهم و
حضارتهم
.
٥-
الكتابة الأكادية ليس لها أهمية تاريخية كبيرة
أللهم إلا بأنها عرفتنا
بإسم هذا النبيل الآرامي.
Kammaki
فالترجمة تذكر أن " صورة
Kammaki
ابن
Ilu-le'i
الكاتب و أي أمير أو حجار لا يحق له ( أن يمحي
) لأنه سيخطأ .."
و حسب دراسات الباحث
Wolfgang Röllig
فإن هذه الكتابة تشبه كثيرا ما ورد في الكتابة
الآرامية لحدد يسعيw-mn
'hr kn ybl l-knnh hds ... w-zy yld smy mnh
...
٦
-
لا شك أن
Kammaki
هو من عائلة آرامية مهمة جدا في غوزانا
و إن الكتابة باللغة الأكادية على تمثاله هو
لأنه يحتل وظيفة كبيرة من
قبل الأشوريين .
الباحث الشهير سيمو باربولا قد إدعى بأن
الآراميين
قد إنصهروا بالأشوريين و لكن الإكتشافات
الأثرية الجديدة تثبت لنا أن الآراميين قد
حافظوا على هويتهم و طريقة عيشهم و أن العقود
التجارية المكتشفة في هذه المناطق - المنقوشة
على الأجر الفخارية - كانت باللغة الأكادية و
الآرامية .
علما إن الآراميين كانوا يستخدمون جلد
الحيوانات و ورق البردى للكتابة و للأسف لم
تصل لنا بسبب تعرضها للتلف
.
٧
-
الكتابة الأكادية كانت تستخدم النقش على الصخر
أو الفخار الذي يجفف بالنار و بالتالي صمد
لعوامل الطبيعة:
كنز كبير لنا لأن هذه الكتابات تخبرنا عن
تاريخ القبائل الآرامية و مقاومتها للحكم
الأشوري خاصة في بلاد أكاد أو تخبرنا عن
الشخصيات أو النبلاء الآراميين الذين عيونوا
كموظفين أو حكام أو ملوك على مناطق آرامية من
قبل الأشوريين: الكتابة الآرامية في تمثال حدد
يسعي تذكر بأنه ملك بينما الكتابة الأكادية
تذكر بأنه حاكم
! |